هَل تَحْلم يا شاب؟ *

حوار “واحد من اياهم” مع شاب إرتري (يختنق)

 

واحد من اياهم: ما هو حلمكَ يا إبني، يا شباب المستقبل؟

شاب إرتري:  أنا لَيْسَ لِدي أحلامُ … لا … لا … ل…(يتلعثم)

أنا لا أَحْلمُ، ولماذا أحلم ؟  وكيف أحلم؟ ما هو الحلم على أية حال؟ ؟ ؟

واحد من اياهم: ألَيسَ هو وضع طبيعي للإنسان أَنْ يَكُونَ لديه أحلامُ؟

ماذا تُريدُ أن تَكُونَ عندما تَكْبرَ؟ انت شاب واعد! المستقبل لك!

شاب إرتري: عِنْدي فقط حلمُ واحد…أُريدُ أن أكُونَ لاجىء …

أن اخرج من ارتريا، أُريدُ الهُرُوب مِنْ السجنِ الكبير

 الذي يسمى أرتريا، سجن افورقى و”هقدف” المهين والمستمر

إني أَخْتنقُ، أغرق، أحترق …أُريدُ ألهُرُوب، أُريد أن أكُونَ حرَّ

أنا أَعِيشُ في   كابوس…أَنا لا أبالي’ لا أعرف راحة البال

حياتي لَيْسَ لَها معنى لقد أصبحت عديمة الطعمُ بدون احلام

رجاءً:المساعدة … مساعدة حقيقية وسريعة وفعالة…والأن

واحد من اياهم: كُونُ قوياً ومتفائلَ يا إبنَي

الأشياء سَتَتغيّرُ غداً، سَيَكُونُ أفضل، بطبيعة الحال

أبداً لا تستسلمُ لليأس، إنّ الحالةَ عابرةُ والطاغية زائل

غداً سَيَكُونُ أفضل وأنت يُمْكِنُ أَنْ تَحْلمَ كما تشاء

أنت يُمْكِنُ أَنْ تَعِيشَ حياة مُحْتَرمة وكريمة مثل بقية البشر

شاب إرتري: أخبرْني كيف  بالإمكان أَنْ تَتغيّر الأحوال ؟

التَفْكير المتفائل، ألاستغراقُ في أحلام اليقظة …أم ماذا؟

ألتغيير يَحتاجُ: تخطيط، عمل شاقَّ، تعاون، فَهْم وتضحية

هَلْ أنت قادر على مُسَاعَدَتي لكي أُغيّرُ حالي؟ما هى الوسائل للتغيير؟

واحد من اياهم: تَرى، إذا قادت منظمتِي يُمْكِنُ أَنْ تَجْلبَ تغييرَ

أنا ومنظمتي الرائدة نمثل التغيير الحقيقيِ والناعم والحديث

نُؤمنُ بالهبوط الأمن والإنزال الحذرِ وبعناية عند تغيير النظام

نحن يَجِبُ أَنْ نُناقشَ ونتفاهم مع المنظماتِ “الأخرى”

نحن واقعيون، نحن ديمقراطيون حقيقيونَ …ومخضرمين

شاب إرتري: يا حبيبي يا بابا اخبرني كَيفَ تُريدُ جَلْب التغييرِ؟

إنّ الحالةَ مستعجلةُ، ناس يَغْرقونَ، يختنقون والضحايا فى ازدياد

كلما أعمالكَ تتأخر، يَعْني ضحايا أكثرَ ودمار اشمل

أضرار مزمنة أكثر … هَلْ تَفْهمُ وتتفهم الحالةَ؟ لا وقت لل…

الرقص وإحتفالات السنويةً، والمؤتمرات بعد الإجتماعات

دَعوة للتغيير وتَغْيير الأسماءِ، الادعاء بالبطولةً بلا نتائج

الكتابة على الانترنت، كلام كُلّ جيدُ وجميل ومساعد

لكن لا يكفي لإنْقاذ شعبنا، الطاغية لا يفهم لغتكم هذه

كيف يحدث التغيير؟  هل بإمكانك أَنْ تَعطيني الجواب …

واحد من اياهم: ذلك هو السؤالُ الذي يَحتاجُ جواباً

نحن واقعيون و سَنُعالجُ السؤالَ بسؤال آخر أكثر أهمية

نحن سوف نحلل ونَبْحثُ عن الأجوبةِ في اجتماعنا السنوي القادم

نحن قَدْ نُؤجّلُ الإجتماع إذا عدد كافيِ من الناس لن يَحْضر

لكن بالتأكيد نحن سَنَعطيك الجواب بعد نقاش مطول

في هذه الأثناء كُن صبوراً وتأكّد بأن غداً سَيَكُونُ أفضل

نحن سَنَجْلبُ لك الديمقراطيةَ والإنتخاباتَ والحريات

كُن صبوراً يا إبني التغيير سوف يحدث من تلقاء نفسه

إنّ الوقتَ ناضجُ والحالةُ تَسُوءُ، العقوبات في الطّريق

الدبلوماسيون يَهْربونَ، اللاجئون بإزدياد مستمر

عِنْدَنا البياناتَ مجمّعةَ بعناية عن اللاجئين والهاربين

التغيير في الأفق، دقت ساعة التغيير…الى الأمام

شاب إرتري: لكن اريدك أن تُخبرُني، كيف  سَيَجيءُ التغيير؟

واحد من اياهم:  ذلك  هو السؤالِ البسيط المنطقي 

 سَيُجيبُ عليه إجتماعنا القادمِ الجامع والحافل

هو يَجِبُ أَنْ يَكُونَ تغيير ناعمَ، ببطئ وممنهج

واقعي ، علمي وصديق للبيئة كمان

شاب إرتري: يا عزيزي، أُريدُ التغييرً واريده الآن!

كفاية … كفاية! الخطابات الرنانة والكلام بدون فعل…كفاية!

أنا لا أَستطيعُ أن أُقَاوَمَ  أكثر، الحياة أصبحت لا تطاق

مساعدة …الرجاء  مساعدة … عملية وفعلية

إني أغرق…صدقوني، انقذوني …ساعدوني!!!

واحد من اياهم: كُن صبوراً، طلبك مُتضمّنُ في جدولِ أعمالنا

كَيفَ نساعدُك؟ بالتأكيد الحلم سوف يتحقق فى المستقبل

كيف نجْلبُالتغيير؟ هو أمر بسيطُ لكن يَحتاجُ مُناقشاتَ أكثرَ

ذلك هو السؤالُ …يا إبني…تحليل نقاش وبيانات (شديدة اللهجة)

كُن صبوراً، قريباً نَتوقّعُ أن يحدث التغيير  لأن الوضع لا يحتمل أكثر

كُن صبوراً وتابع نتيجةَ  إجتماعات السَنَة القادمة…كُن صبوراً

ثِقْ بنا، تابع اجتماعتنا والمهرجانات السنوية والبيانات المعبرة

نحن الأبطالَ الحقيقيونَ للديمقراطيةِ والشرعية النضالية

شاب إرتري: رجاءً، أن تُستَمعُ لي وتفهم مآساتي

أُريدُ التغييراً، عمل، مساعدة الّتي سَتُوفّرُ الحل…الخلاص

إنني أَغْرقُ،  أخْتنقُ …هل تفهمني؟

واحد من اياهم: جيد، كُلّ شيئ سَيَكُونُ مُتضمّن في جدولِ أعمالنا السَنَة القادمة

كُن صبوراً، الإجتماع سَيَنهي معاناتكَ بلا تردد

تلك هي المسألة يا إبني – تكون أو  لا تكون تلك هي المسألة

كُن صبوراً يا إبني، وكما قال الشاعر “الصبر جميل”

كل الأشياء سوف تناقشُ في الإجتماع القادمِ للمعارضةِ

الإجتماع سَيَحْلُّ كل مشاكلَكَ، الخبراء والمثقفون سيكونون هناك

ذلك هو السؤالُ يا إبنُي …ولا تنسى يا إبني خبرتنا الطويلة فى النضال

نحن سياسيون ونفهم عن العولمة والسوق الحر والأطباق الطائرة كمان

عشرات السنين من النضال…نحن……وانتم…وهم…ونحن…وووو 

ملتقى…مؤتمر…بيان ابتدائي والتالي…نهائي، لقاءات

منظمات…احزاب…سلمية، مدنية و…عسكرية…كلامية…اعلامية

اصبر يا ابني عدد التنظيمات قرب الأربعين وهذا دليل

المشاركة الشعبية…الكل يشارك….والكل متحمس ويريد ان يقود

والكل يريد القيادة والريادة…هذا انجاز كبير ولكن….ويمكن…وربما

 

ملحوظة: يا شاب لماذا تعتمد وتنتظر “الحل” من “اياهم” الم تسمع بالربيع العربي – ثورة الشباب؟؟؟ هل هدفك الوحيد هو ان تهاجر (وتخاطر بحياتك فى الصحراء والمحيطات) لحل مشاكلك الشخصية؟؟؟ لماذا لا تتحمل مسؤليتك التاريخية مثل شباب الربيع  (وتخاطر بحياتك من اجل شعبك، وطنك، مستقبلك، كيانك ووجودك) لماذا لا تثور…وتقود مسيرة الخلاص من الطغيان والجبروت؟؟؟

دع القلق والشكاوى…وابدء العمل من أجل الخلاص والتحرر…الأن اليوم.

ثور…قول…انفعل..إنفجر…ولا تعتمد أو تتوقع شيء من “اياهم”أو غيرهم.

المستقبل لك…وأنت المستقبل (اعتبر” اياهم” من الماضي) بارك الله فى ما قدموه ويا ليت يفكروا يرتاحوا ويعتزلوا العمل العام (شكر الله سعيكم…)

أصنع مستقبلك…نظم، خطط، اعمل…اعمل…ناضل…كافح…حتى النصر

الشباب هم الأمل والمستقبل وادوات التغيير الفعالة والحقيقية.

 

بقلم: مواطن ليس من “اياهم” ولا من الشباب ولكن واحد من “……. النت”

* سؤال ليس له داعي من “واحد من إياهم “(كبير  فى السن ومحترم ولكن “يموت” فى الكرسي منذ عقود) سأل شاب إرتري عن أحلامه،  مع العلم ان الطفل  يختنق من النظام الدكتاتور المستبد . الطفل يريد الحل الخلاص وليس كلام ووعود وخطابات ومهرجانات ومؤتمرات وتحليلات…و….ولكن لماذا الشاب لا يكافح ويناضل من اجل حقوقه بدلا من الإتكال والهروب الى الخارج…واللجؤ…مجرد تساؤلات!!!  

 

وكتبه: محمد صالح أحمد

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=18694

نشرت بواسطة في نوفمبر 5 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010