شـــــكراً أثيوبيا
بعد معاركٍ كلاميةٍ عنيفةٍ وتراشقٍ بآراءٍ مختلفةٍ وتقاطع بعض الأفكار انتهى مؤتمر قوى التغيير الديمقراطي بنجاح وانتخب مجلساً وطنياً تقع على عاتقه مسؤوليات المرحلة المقبلة وسط أجواءٍ من الفرح بالعرس الوطني.
بدايةً يجب علينا التوجه بالشكر الجزيل لشعب ودولة وحكومة أثيوبيا على حسن الضيافة والرعاية الكريمة ونتمنى أن تكون بدايةً للتعاون والتشارك بين الشعبين الأرتري والأثيوبي في مشاريع مستقبلية من أجل خدمة المنطقة وأن تكون نقطة انطلاق نحو آفاق التعاون المشترك في منطقة القرن الإفريقي تحت شعار موحد ( السلام والتنمية ).
شكرنا لشعب ودولة أثيوبيا هذا لا يعفي الحكومات المتعاقبة على الحكم في أثيوبيا من المسؤولية الأخلاقية والمادية عن الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الأرتري إبان حقبة الاحتلال في عهدي الإمبراطور( هيلي سيلاسي ) والجنرال (منغستو) وهذا متروك للشعب الأرتري للإجابة عليه في المستقبل، في دولة الديمقراطية والعدالة في أرتريا.
خصينا بالشكر شعب أثيوبيا انطلاقاً من أن الشعوب دائماً لا تتحارب بل تتكامل من أجل السلام والتنمية، ومسؤولية الحروب دائماً تتحملها الأنظمة المتعاقبة على الحكم في تلك البلدان، ولا سيما في منطقة القرن الإفريقي, التي تأتي الأنظمة فيها دائماً عن طريق قوى الإقطاع والعسكر بدلاً من الانتخابات الحرة.
والديمقراطية غائبةٌ تماماً في الحياة السياسية في هذه المنطقة، وهذا كان السبب الرئيس في تأجيج الخلاف واندلاع الحروب لأهون الأسباب وغياب الحوار والتعاون مما يؤدي لانتشار الكوارث والمجاعات والفقر في منطقة القرن الإفريقي والتي أصبحت سمةً أساسيةً فيها وذلك لضعف البنية التحتية وغياب التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وبطبيعة الحال هذا يرجع إلى الأنظمة الديكتاتورية وأدواتها من البطانة الفاسدة التي تأله الفرد، وتجد له كل المبررات لاستمرار هذا الحاكم بأمر نفسه وخدمة جماعته، وتلوي عنق الكلمات لتجعل من الباطل حقاً ومن الفاسد مصلحاً ومن المهرج ثائراً، وهذه صفات وسمات الأنظمة الحاكمة في القرن الإفريقي، بل والعالم الثالث أجمع.
فالشعوب في حالة حوارٍ دائمٍ ولا سيما إذا كانت هذه الشعوب لها امتداداتٌ عرقيةٌ ودينيةٌ وروابط حضارية وثقافية، الأمر الذي يسهل عملية التعايش السلمي بينها، أما بالنسبة للأنظمة فالأمر يختلف باختلاف النظام القائم، هل هو نظام ديمقراطي يؤمن بالحوار والتعاون ؟ أم هو نظام ديكتاتوري يخضع لمزاج الفرد الحاكم وأهواء بطانته المضللة والفاسدة وأبواق إعلامه الجائر وأقلامهم المسمومة ؟.
أم بالنسبة للحكومة الأثيوبية الحالية ( ميلس زيناوي ) نحن نتوجه بالشكر لها للأسباب التالية:
– لأنها الحكومة الأثيوبية الأولى والوحيدة التي اعترفت بحق الشعب الأرتري بالاستقلال وتقرير مصيره دون الدخول في الأسباب والمبررات التي دفعتها لذلك
– لأن الحكومة الحالية اعترفت بالمعارضة الوطنية الأرترية وقدمت لها كل الدعم والحماية والتسهيلات في سبيل التخلص من نظام ( أسياس وجماعته )، وإقامة نظام ديمقراطي بإجماع الشعب الأرتري عبر ممثليه.
– إقرار حكومة أثيوبية الحالية بالتعاون المشترك من أجل التنمية والسلام في منطقة القرن الإفريقي بصفة عامة وبين أرتريا وأثيوبيا على وجه الخصوص .
هذا دون أن ننسى أو نتجاهل الحرب الحدودية التي جرت بين النظامين الأثيوبي والأرتري على تبعية منطقة (بادمي) والتي راح ضحيتها العديد من الأرواح البشرية البريئة وهنا لا يسعني إلا أن أعزي العائلات والأسر المكلومة, وأترك الرد والبت في الإجابة في هذا الموضوع للشعب الأرتري دون أن أدخل في مبررات أن هؤلاء كانوا يدافعون عن النظام الأرتري أو غير ذلك، علماً أن الحكومة الأثيوبية لن تعلن صراحة بأنها قامت بهذه الحرب من أجل إسقاط النظام الأرتري ( أسياس وجماعته )، بل كانت تهدف من هذه الحرب حيازة أرضٍ أرترية متنازع عليها في منطقة ( بادمي ) وهنا الأمر متروك للشعب الأرتري في دولة العدالة والديمقراطية.
ومن كل ما تقدم ومن أجل كل الذي تحدثنا عنه نحن نشكر شعب ودولة وحكومة أثيوبيا لمساندتها لشعب أرتريا ومعارضتها الباسلة من أجل إسقاط نظام ( أسياس وجماعته ) وإقامة الدولة المدنية التي ترسم الخطوط العريضة للحياة السياسية الأرترية المبنية على العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان.
ومن هنا أهنئ الشعب الأرتري وقوى المعارضة الأرترية المتمثلة في التحالف الوطني صاحب القدح المعلا في إنجاح المؤتمر وانتخاب المجلس الوطني الذي تقع على عاتقه كل مسؤوليات المرحلة القادمة والمسائل العالقة التي طرحت في المؤتمر ومنها :
– مسودة الدستور
– المواد التي تشمل قانون الأرض
– نظام التعدد الديمقراطي والسلام والتنمية.
– كما يمتد عمله لإيجاد الدعم الدولي والإقليمي للإطاحة بالنظام الأرتري وإقامة دولة العدالة والمساواة في دولة أرتريا الغد والنجاح في انتخاب مكتبه التنفيذي ( الحكومة الأرترية )
وأتمنى من كل القوى الأرترية الفاعلة دعم ومساندة وتوجيه وتنوير المجلس الوطني وحكومته. ونتقدم بالشكر لأصحاب المواقع الإلكترونية الأرترية التي نقلت وتابعت هذا المحفل الوطني الكبير ونخص بالشكل الأخوة في تلفزيون أخبار أرتريا والمواقع الإلكترونية ( أومال الغراء – وفرجت – والنهضة ) وغيرها من الصحف والمجلات الإلكترونية الأرترية. ونطلب منهم مضاعفة الجهد في تمليك المعلومة والمعرفة للشعب الأرتري حتى يتحقق النصر على نظام ( أسياس وجماعته ) وعلى الجهل والأمية والتعتيم الإعلامي، كما نطالب أصحاب الأقلام الحرة بأن يكتبوا من أجل حق شعبهم في العدالة والحرية، كما نطالب القوى التي لم تشارك في هذا المؤتمر بأن تلحق بالركب وتسانده مادياً ومعنوياً وحتى بالنقد البناء من أجل التنبيه والتنوير والتذكير بما سقط سهواً أو بفعل فاعل، لأن هذه مسؤولية الجميع في المجلس الوطني أو من هم خارج المجلس من أجل تضافر الجهود لإسقاط النظام والاحتفال معاً بإقامة نظام ديمقراطي في أرتريا الكرامة
الصحفي محمد نور وسوك |
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=19507
أحدث النعليقات