رئيس الهيئة التنفيذية يعقد اجتماعًا تنويريًّا حول الأوضاع السياسية الراهنة في إرتريا
عقد المناضل احمد محمد ناصر رئيس اللجنة التنفيذية اجتماعًا واسعًا بأديس أبابا مع الإرتريين بتاريخ 19 فبراير 2012 قدم فيه شرحا وافيا عن التطورات في الساحة الارترية. وذكر في حديثه بأن النظام في إرتريا يمر بأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية خانقة كما أصبح أكثر عزلة من أي وقت مضى على الصعيدين الدبلوماسي والجماهير، مضيفًا بأنه على الرغم من أن هذا الوضع يتسبب في تدهور النظام يومًا بعد يوم، إلا أن ميزان القوى بينه وبين المعارضة لا يزال حتى هذه اللحظة يميل لصالحه.
وفي معرض حديثه عن المجتمع الإرتري أشار بأن شعبنا يمتلك إرثًا قويًّا من الروابط الدينية والاجتماعية وتقاليد متينة ضاربة في الجذور تمكنه من العيش بسلام ووفاق وفي جو من الاحترام المتبادل والتحمل. وقال أن أجدادنا في الماضي في عهد الفدرالية عقدوا مؤتمرًا للمصالحة في قاعة سينما “إمبيرو” في 31 ديسمبر 1950 لتصفية خلافاتهم بسلام ووضع حد لآثار اختلافاتهم السياسية التي مروا بها في تلك الفترة، وذلك لتجنب الكراهية والاعمال العدائية بينهم. وعن التجارب السلبية لفترة الكفاح المسلح ذكر أن الثورة لم تول تجارب شعبنا الخاصة بالوفاق والاحترام المتبادل التي كان يتمتع بها ما تستحقها من اهتمام، وطغت على الساحة سياسة النفي وعقلية الإقصاء ورفض الآخر، الأمر الذي نجم عنه، للأسف الشديد، الاقتتال بين الإخوة والذي لم يجن منه أحد أي مكسب سياسي. واضاف المناضل أحمد ناصر بأنه وعلى الرغم من أن سياسات الإقصاء والتناحر التي مارستها التنظيمات السياسية ألحقت بالشعب الارتري وثورته أضرار كبيرة، إلا أنها لم تستطيع القضاء على روح الوفاق والإيمان بالعيش المشترك بسلام ووئام وفي أجواء من الاحترام المتبادل التي لا يزال شعبنا متمسك بها حتى الآن.
وقال من أجل التعجيل بإسقاط النظام الاستبدادي في ارتريا ولكي يلتف الشعب الإرتري حول المقاومة الوطنية لتحقيق التغير الديمقراطي المنشود وتعزيز استقلالية القرار السياسي الإرتري و بناء وطن إرتري موحد يجب على قوى المعارضة الإرترية أن لا تنفي او تنكر بعضها بعضاً بسبب تباين مواقفها ولونها السياسي أو تعددها التنظيمي، بل عليها العمل على المحافظة على روح الاحترام المتبادل والوفاق بين مختلف مكونات شعبنا وتعزيزها باتباع نهج الحوار والنضال المشترك.
وذكر في هذا الصدد ما قامت به قوى المعارضة الوطنية انطلاقًا من مبدأ سيادة منهج الحوار ومن أجل التمكن من حشد طاقاتها وتوجيهها صوب المواجهة مع النظام الاستبدادي القائم في إرتريا، من تأسيس تجمع القوى الوطنية الإرترية في سنة 1999م ثم التحالف الديمقراطي الإرتري في سنة 2005، مؤكدًا بأن هذا الحدث يعتبر نقطة تحول إيجابية جديدة في ساحة العمل الإرتري. ولكن بحكم أن ظاهرة الإقصاء السياسي بين التنظيمات لم تنتف نهائيا ولم يحل محلها بديل سياسي ديمقراطي ظلت مظلة التحالف الجامعة هذه تتعرض للانقسامات المتتالية. إلا أن شعبنا كان دائمًا يقف مع وحدة المعارضة الإرترية. وأضاف بأن أكبر إنجاز للتحالف الديمقراطي الإرتري كانت تنظيمه الملتقى الوطني للتغيير الديمقراطي الإرتري وإنجاحه. كما تواصل هذا الانجاز أيضًا بنجاح المفوضية الوطنية الارترية والتحالف الديمقراطي الارتري والشعب عموما في عقد مؤتمر وطني ناجح تمخض عنه قيام تحالف سياسي أوسع المتمثل في تكوين المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي في نهاية سنة 2011 م. وفي هذه الفترة يحظي المؤتمر الوطني بدعم واسع من الجماهير الارترية وبصفة خاصة من شريحة الشباب، وتوجد أجواءٌ مواتية لكسب القبول الدولي. وأشار المناضل أحمد ناصر بأن المجلس الوطني، من حيث القوى السياسية التي يتكون منها وقاعدته الاجتماعية، يعتبر الإطار الأوسع التي يمكن للمعارضة الوطنية أن تخلقه في هذه المرحلة، مضيفًا بأنه يتطلب خوض نضال مشترك دؤوب من أجل تفعيل أداء المجلس الوطني والعمل للحفاظ على وحدته وضمان مشاركة الشعب فيه.
وأكد المناضل احمد ناصر بأن جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية سوف تسعى بكل جهد للحفاظ علي الاستقرار السياسي وتعزيز نهج الحوار وترسيخ المفهوم الديمقراطي، ليس فقط بين مكونات المجلس الوطني بل في إطار معسكر المعارضة عمومًا.
وذكر إن وجود التحالف الديمقراطي والمجلس الوطني بصفة موازية في الوقت الحالي بات يخلق نوعًا من الارتباك في أوساط الجماهير الإرترية، وهذا ضار لكلا المظلتين ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعود بالفائدة لأي من الجهتين. وعبر عن خشيته من تراجع زخم المعارضة إلى الوراء بسبب هذه المعضلة والتي يشتد الجدل حول استمرار التحالف أو توقفه، مؤكدًا بأن جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية ستسعى بكل جهد للإسهام بدورها في معالجة هذه المعضلة لمصلحة المعارضة الوطنية وإزالة هذا الارتباك وذلك بالتعاون والتشاور مع بقية تنظيمات المعارضة الشقيقة.
كما أشار المناضل أحمد محمد ناصر في حديثه إلى أن من يخوض النضال ضد النظام الديكتاتوري هو شعبنا، وهذا الشعب موجود داخل ارتريا وخارجها، وهناك من يسعي من اجل التغيير الديمقراطي مثلنا في الداخل، مؤكدًا بأن لجماهيرنا في الداخل دور أساسي وحاسم في حسم الصراع مع النظام الديكتاتوري القائم. وهذا يعني أننا يجب بأننا لسنا وحدنا على ساحة العمل الوطني، فلا توجد معارضة في الخارج دون معارضة في الداخل، والنضال الذي نخوضه في الخارج هو أوضح تعبير لنضال شعبنا في الداخل، وطالب الجميع بإيلاء هذا الأمر ما يستحقه من الاهتمام والسعي من أجل التواصل والتنسيق المستمر بين الخارج والداخل.
وفي نهاية الاجتماع وجه الحضور جملة من الأسئلة والاستفسارات والتي كان معظمها متعلق بالتحالف، حيث قدم المناضل احمد ناصر رئيس الهيئة التنفيذية لجبهة الإنقاذ الوطني الارترية ردودًا شافية ومقنعة عليها. وعبر الحضور عن ارتياحه بهذا اللقاء مطالبًا بأن تتواصل مثل هذه المنابر الديمقراطية لما تحققه من فوائد كبيرة على العمل الوطني المعارض ضد النظام الديكتاتوري.
مكتب الإعلام والثقافة
لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية
19 فبراير 2012
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=20751
أحدث النعليقات