شقاوة شعب

إسقاط النظام بالقضاء والقدر

لأن الضرب فى المعارضة أصبح كالضرب فى الميت وكلاهما حرام ، وإهانة للضارب بأكثر من المضروب،،وإنتظار إسقاط النظام من قبل المعارضة صار كإنتظار وقوع القضاء والقدر بقلوب مؤمنة بالتغيير وعقول عاجزة عنه، وأيادى متضرعة بالرحيل، ومكتفة بالعجز وحالمة بالسطو عند المقدرة، ولا مقدرة متاحة إلا العفو…

فالقضاء والقدر فى السياسة غيرهما فى الحياة والدين،ووقوعهما فى السماء ، ليس كوقوعهما فى الأرض، والإستعانة بالدعاء فى تعجيل وقوعهما فى مناحى الحياة المختلفة غير الإستعانة بهما فى الساحة السياسية، فالأول إستعانة قد تؤدى إلى إستجابة من رب رؤوف رحيم، والثانية إستكانة تؤدى بالضرورة إلى إستخفاف بمقدرات الشعوب من جلمود صخر فى دنيا السياسة التى لا تعرف الرحمة، فالسياسة لا تحتمل الدعاء ولا تكترث بالشفاعة، ولا تعترف بالصبر والسلوان.

إن الوضع السياسى المزرى الذى تعج به ساحتنا الإرترية منذ الأزل هو نتيجة حتمية لعمل غير دؤوب تحكمه غايات لا ترقى لتعيد وطن بكامل ترابه وسيادته وكرامته، وإن كانت الجبهة الشعبية قد نجحت فى إعادة كل هذا بالحيلة والقوة وهو ما يحسب لها، إلا إنها أعادته منقوصا للشعب المسكين، فأعطت له حق وطء الأرض فحسب حتى لزم التراب ليعود منه إليه، وإحتفظت لنفسها بوطء كل شىء فى كرامة الشعب وإذلاله، حتى بلغت الإهانة أحشاء الجنس الإرترى الغضةوالبريئة والفخاخرة فى نقاء سريرتها ،بخسة الثمن زهيدة المطالب والتى  ليس وراءها حقوقها مطالب.

من شقاوة هذا الشعب، أنه ينقل موروثاته الثقافية للأجيال بحذافيرها،كما ينقل جيناته الوراثية حتى فى التعاطى السياسى دون مراعاة لعامل الزمن والتغيير الذى يطرأ على البسيطة، وعلى التطور العلمى للحمض النووى المعدل،  فالسياسة ورثت كما هى بكل عجائبها وغرائبها وإخفاقاتها ونكباتها وإستعانتها بالصبر والسلوان، حتى أصبح الأمل فى حلول القضاء متوارثا وهو فى زماننا ( الرهان على إثيوبيا وقدرتها على إحداث تغيير ما ) وهو غاية أمال المطالبين بالتغيير، وأما القدر وهو هنا التدخل المباشر لمرضى السكر والضغط بحسب الإعلام المعارض أو الموت المباغت كيفما حل وقدرتهما على خلع رأس النظام بأريحية تكافىء الجميع على نضالاته المضنية.

وإذ أننا كشعوب  فى إفريقيا والشرق عامة متفقون أننا نسأل حكامنا الرحيلا!! ولا يرتحلون حتى يخلعهم إنقلاب أو عزرائيل فهذه ثقافة مقاومة شعبية تتقيد بالقدر وبالدعاء وهى ناجحة على المدى البعيد ولا تحتاج سوى كثير من الصبر وإهدار عمر أجيال فقط ،، وحيث أننى عرضت العام المنصرم لنقد المعارضة بإعتبارها الممثل الرسمى لرفضنا لواقع بلادنا وما آلت إليه، بلغة غاضبة متلبسة بالسخرية ، سنعرض فى هذه الزاوية لمأساتنا كشعب وجيل من خلال التعرض للنظام بالنقد بذات اللهجة والأسلوب ، فلربما إتسع صدر النظام لنا ولمطالبنا التى لم تسعها المعارضة ، ورب نظام “يستمع” خير من معارضة  “تطنش”

وعليه فى هذه السلسلة من المقالات سنشهر فى وجه النظام كروتنا الصفراء على طريقة عبدالحليم قنديل فى سلسلة مقالاته “كرت أحمر للرئيس”والتى تنبأ فيها بثورة الغضب المصرية قبل حدوثها بسنوات ، ولإن قنديل كان يواجه مبارك فى عقر داره أشهر فى وجهه كروته الحمراء ببراعة وإستحق وسام الشجاعة ونال أيضا نصيبه من الملمات المتلازمة مع هكذا مواقف، ولأننى خجلة من غربتى، وإشهار كروتا حمراء من وراء البحار يعتبر عيبا تنتفى معه الجرأة الصحفية، أرجأت اللون الأحمر إلى حين مواجهة لن تتوفر لى ،وكروتى صفراء أيضا لإتاحة فرصة التراجع عنها إذا ما لامست مساحة من التقدير من قبل النظام إن وصلت لمسامعه ، ولتكن شعرة معاوية هذا العام مع النظام بعد أن تقصفت كل الشعيرات العام الماضى من حرارة ولهيب تجاهل المعارضة أو تجنيها ،، ولنرى ماذا سيفعل النظام بالشعرة المبسوطة بيننا كجيل ” مقصوف الرقبة ” والكرامة والأحلام، ونظام يمسك بيديه كل الأحلام.

آخر شقاوة،،،،

الكوافيرات فى شارع كمشتاتو أكثر من الهم ع القلب ، والشعب هناك رغم فقره يرتب ويهذب شعره ولا يكترث بما تحته من عضو عظيم حباه الله به، لذا لربما حظيت شعرة معاوية  هذا العام ببعض العناية والترتيب واللمعان وبعض الإسبرى فى حضرة أسمرا وبهاؤها…

حنان مران

Hmaran1@hotmail.com

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=21187

نشرت بواسطة في مارس 9 2012 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010