(التحالف تحت مطرقة (حزب الشعب

بقلم : عثمان صالح اسماعيل

  أتابع بشغف كغيري من الارتريين المهتمين بقضايا وطنهم علي مدار الساعة ،وعلي رأس تلك القضايا،المعارضة التي تنطلق من الشتات لممارسة  مختلف أنشطتها  التي يؤمل فيها الشعب الارتري الكثير الكثير، بدءا بالتخلص من النظام الديكتاتوري الطائفي إلي تأسيس دولة الدستور والقانون في ارتريا. واشعر بالالم الشديد عندما اجد شغل بعضها الشاغل هو جلد الذات، تاركة مهمتها الأساسية وهي مقارعة النظام بما أوتيت من قوة وعزيمة.

 ومن آخر التقليعات في هذا الجانب هو ما جاء في مقابلة ولد يسوس عمار عن تقييمه للتحالف لعشر سنوات خلت ،وهو تأكيد لما جاء في القرارات السياسية للمنتدى الذي دشنوا فيه حزبهم الجديد:( التحالف وصلٌ غير منقطع لما عرف قبله بالتجمع الوطني، وبالتالي يكون قد مرَّ علي تأسيسه أحد عشرعاماً، لكنه لم يقم حتى الآن بأي عمل من شأنه أن يثير قلق الھقدف. علي أن المشكلة الرئيسية للتحالف تتمثل في افتقار أعضائه إلي الثقة ببعضھم البعض. لھذا يرى المنتدى أنه لكي يكون التحالف إطاراً مظليا ا فعالا ،عليه في المقام الأول الجلوس أرضاً لحل مشكلاته.).كانه يريد بتقييمه هذا ان يهدم ماهو قائم بدون تقديم البدائل والحيارات الممكنة مما يفقده المصداقية والصواب ، ويشكك في المبعث والمنطلق.

 إن المجلس الثوري سابقا وحزب الشعب لاحقا واخيرا ، جعل هدفه الأساسي من فترة(أربعة+واحد) إلي يومنا هذا هو النيل من التحالف الديمقراطي الارتري بالشقاق  والخلاف والتشويه  والافتراء ،ولا ادري لمصلحة من هو يعمل، أهو لصالح استمرارية الشوفينية التي نعاني منها في الداخل أم لتأسيس ديكتاتورية أخري تحت  مسوغات  وذرائع  واهية تريد فقط أن تكرس نفس النهج الذي ادخل  نظام اسياس إلي نفق مظلم يصعب اليوم الخروج منه  إلا محمولا علي آلة .

ومن حق أي واحد ان يقيم ويقوم  لكن في قضايا تخصه هوفقط اما القضايا التي فيها أطراف أخري  فللا يمكن ان تتم من طرف واحد ، فمابالك اذا كان التقييم بحد ذاته خطأ  فادحا  واقبح من ذلك يريدوا ان يجعلوا من ذلك حديثهم مع التنظيمات  ويسوقوا عبرها رايهم، وهذا ما اكده ولد يسوس في تقييمه للتحالف وحمل مرساله بها، وهو غرض سياسي مكشوف للجميع ،وليس من باب الحرص عليه ،لان التحالف  يملك محطات للتقييم وهي الاجتماعات الدورية والسنوية والمؤتمرات العامة التي تجمع كل الأطراف بما فيهم المراقبين، ويتساءل المرء منا هنا مالذي فعله تنظيم  ولد يسوس  خلال خمسين عاما من عمره النضالي ولم يفعله التحالف  خلال العشر السنوات الماضية؟ اعتقد انه لوبذل هذا الجهد من تقييم تنظيمه او رمي مع الآخرين العدو كان افضل بكثير من اشغالنا في امور لاتعود اليه ولا الي الآخرين  بالفائدة هذا اذا كان فعليا يحسب نفسه اداة من أدوات المعارضة.و اعتقد أيضا أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية إلا عنده فهو قطيعة  وحرب لا هوادة فيها، بالرغم من الادعاء بتجاوز  كل شيء حسبما جاء في افتتاحية نشرتهم الالكترونية (الحرية) الصادرة في يناير2010م:( حزب الشعب الديمقراطي الارتري، حزب جديد كل الجدة في الساحة السياسية الارترية، إنه حزب قد تجاوز بشجاعة واقتدار كل العقبات السياسية، الاقتصادية والاجتماعية، كل الخلافات التاريخية والحاضرة سواء كانت قائمةً علي الثنائيات القديمة، جبھة/ شعبية، إسلام/مسيحية/ مرتفعات/ منخفضات، مناضل/ مواطن عادي ….الخ، أو قائمة علي الاستقطابات الحادة في حاضر اليوم والقائمة علي الأسس القبلية، الدينية، الإقليمية وغيرھا،) عجبا لهؤلاء كيف خلعوا عن انفسهم رداء الحياء ، ويكذبوا نهارا جهارا، لأنه يستحيل أن يحصل هذا في واقع الأمر حتى لدول تمتلك كل أسباب القوة ،ناهيك عن تنظيم غالبيته  يعيش علي معاشات  الضمان الاجتماعي في دول الغرب، ولا يملك إلا وسيلة الانترنيت للتواصل فيما بينه، ام ارادوا أن يستخفوا بعقول الناس، أم حسبوها فكرا ومنهجا وسلوكا، وقرروا أن لا يكون بينهم  إلا رأي واحد  ، تنظيم واحد، ودين واحد، وقومية واحدة، علي غرار(حادي لبي حادي هزبي)  وهو ما  أكدته الأحداث بعد ذلك وآخرها  إعلان الحاج خليل شيخ عمر عضو المكتب التنفيذي عن خروجه  من التنظيم  لأسباب كثيرة قد تطول القائمة بذكرها هنا، والحبل جرار.

وبرجع بعض المحللين ذلك ان المجلس الثوري هو الذي شق صف التحالف في عام 2007م ثم عاد اليه مرة اخري تحت مطرقة الرأي العام الارتري ولكنه لم يتحقق له المراد في المؤتمر التوحيدي، ومن بعده سل سيفه ضد التحالف بدءا بتمثيل رمزي في تنفيذية التحالف، مرورا بمحاولات عدة لايجاد حالة او صيغة يتجاوزبها التحالف ،فما(  شق التحالف في عام 2007م ، اوسدري ،او ندوة بروكسل ،او مؤتمر السلام الذي لايظهر الا بالليل كا لخفافيش) الا محاولات يائسة لتلك.اذن تقييم التحالف  هو  محاولات اخري ومدخل للوصول الي ماوراءه من:تعطيل لملتقي الحوار الوطني للتعيير الديمقراطي بوضع العراقيل والمطبات امامه، وغيره من الامور التي لاتخفي علي احد، والا ما هكذا يكون التقييم الذي هوفي الآصل تقييم جاء به  الذين اتوا من التظام الديكتاتوري فارين إلي المعارضة لغرض في نفس يعقوب ، ومن ثم تبناه المجلس الثوري، وبعض التوحد فيما بينهم أصبح يأخذ الأولوية في برامجهم ،وكأن الحلقات قد اكتملت لتلعب  الدور المطلوب منها .

ان الثقة التي يقولون انها مفقودة في وسط التحالف، كيف تتأي والأمر هكذا وهو اكثر من يعمل علي فقدانها ،فغرف الدردرشة التي هم مريدوها ويسهرون عليها الليل كله، تصب اللعنات وكل انواع السباب والشتائم علي التحالف ،وزيارتهم لبعض الدوائر في الغرب وما يقدمون لها من معلومات كاذبة ومضللة عن التحالف ومكوناته، وتضخيم عن ذاتهم بأنهم قوة بديلة، خير دليل علي ذلك.

وهنا اجد نفسي ملزما بتسليط الضوء علي بعض أهم ما حققه التحالف الذي مازال في ريعان شبابه:

1.   ان التحالف رغم صغر عمر(11)سنة تمكن وفي تاريخ ارتريا الحديث من ان يجسد الوحدة الوطنية بخلق ارضية مشتركة بين كل المتناقضات والوان الطيف السياسي وممارسة الديمقراطية بكل شفافية، فكرا وسلوكا.

2.   ان ميثاق التحالف منذ تكوينه  والي المؤتمر التوحيدي 2008م مر بمراحل استوعب فيها كل التطورات التي طرأت في المعارضة بمختلف تكويناتها السياسية والاجتماعية وثبت حق التعددية السياسية والحزبية  حتى أصبح مظلة جامعة يحظي بقبول واسع لدي الشعب الارتري والإقليمي والدولي  وهذا بحد ذاتها محمدةأيما محمدة.

3.   مايقدمه التحالف الآن من حراك سياسي للمعارضة الارترية عبر وسائله الاعلامية وزيارات مسئوليه الي امريكا  واوروبا واستراليا  والشرق الاوسط وما  ينتظم الآن وسطه لعقد الملتقي بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني  تدل علي حيوته وقيامه بدوره خير قيام، والتحالف في الاصل قائم بالتوافق علي الحد الادني ،واذا ماأراد الجميع ان يطور التحالف ،عليه ان يرفع مستوي تعاونه علي الحد الو سط او الأعلي.لا كما يريده الذين يحتطبون بالليل.

4.   ان قول البعض بضعف  التحالف وعدم قدرته علي التغيير هو حق اريد به باطل لان الضعف ان كان فعلا فهو نتاج التنظيمات التي تتكون منه التحالف  وكما يقال ان الشاة  لاتكون  ثمينة في جزء وهزيلة في جزءآخر.

 وكنا نتمني  من الحزب الجديد ان ينأي عن نفسه من الاشكالات التي كان يحمل وزرها المجلس الثوري سابقا ، ويبدأ صفحة جديدة بتصالحه مع الجميع لكن يبدو ان الامور تسير بنفس الصورة السابقة واشد،  مما يعني  أن  التحالف مرة أخري أصبح تحت مطرقة (حزب الشغب) لان هناك أزمة زاحفة من أوروبا قد تهب أعاصير وكوارث قد تتحول إلي نكبات لا تحمد عقباه ، لذلك حذاري من الأمر كله.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=2123

نشرت بواسطة في مارس 4 2010 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010