متى يتوقف مسلسل الابعاد وتسليم الملتجئين بالسودان الى نظام اسياس الدكتاتوري يا والي كسلا ؟
بقلم :دلشاي ناشط في المجال الانساني
معلوم ان السياسة فن وعلم واسع وخطير يصعب على المبتدئين الذين جاءت بهم الاقدار الى سدة الحكم بولايات السودان الشرقية ، المتاخمة لدولة ارتريا التي يعتبر رئيسها من اكبر عملاء الغرب وإسرائيل في منطقة القرن الافريقي ان يدركوا غور وأبعاد هذا الفن وعمق خصائصه ، واعني هنا تحديدا السيد والي ولاية كسلا ، لمواقفه العجيبة والغريبة من جراء تهافته لخدمة نظام اسياس المعزول محليا وإقليميا وعالميا ان يسمح لمخابرات هذا النظام لتسرح وتمرح وتفعل ما يحلو لها داخل حدود السودان الشرقية، بعد ان ابادت ودمرت من الوجود كل شئ نفيس وجميل في ارتريا ارض الصدق والإيمان والنضال ، حيث لا يهمه ابدا لو ادى ذلك للنيل من سمعة السودان وسيادته الوطنية ، بل وحتى لو ادى ذلك لسخط الله تعالى وغضبه .
ان هذه المواقف غير مبررة وهي تستهدف في المقام الاول هؤلاء المستضعفين الفارين من بطش وجحيم اسياس، ان تسليم هؤلاء الشباب طالبي اللجوء لاسياس يعتبر فضيحة وعار في تاريخ السودان الناصع وهو اساءة مباشرة لقيم الشعب السوداني المسلم .
حيث كان السودان ولا يزال ملاذ آمن للخائف وكان يكرم الضيف ويعين المظلوم .
هناك جهات نددت واستهجنت هذا الفعل الشنيع ولكنه كان بشكل لا يتناسب وحجم الكارثة والجرم ، والأدهى والأمر لم ينزعج السيد الوالي من هذا الفعل المشين بتسليمه الهاربين ليفعل بهم افورقي ما يشاء وما يريد ، وهو يعلم تماما ما ينتظرهم من مصير هو الموت المحقق ، لهم الرحمة ولأسرهم الصبر وحسن العزاء ( انا لله وإنا اليه راجعون ).
ان اظهار الود لافورقي المكروه محليا وإقليميا وعالميا لم يكن خافيا امام انظار الارتريين وقد تجلى بشكل واضح في مهرجان افتتاح طريق كسلا اللفة حيث التملق والتصرفات العارية عن الدبلوماسية كانت السمة والصورة البارزة في المهرجان .
نحن لا نطلب ابدا من السيد الوالي ان يشاطرنا والعالم في كراهية اسياس ولكن حب اسياس لا يمكن ان يكون على حساب حياة ابناء الشعب الارتري وأرواحهم الغالية .
كنا نرغب ان يكو ن السيد الوالي شخص موضوعي كما هو مطلوب ليدير الولاية ادارة سياسية عالية ويحسب لكل شىء حسابه في وقته وزمانه المناسبين.
وكان الاجدر له الاستفادة من حنكة وبراعة رجال الانقاذ الذين اثبتوا قدراتهم وجدارتهم في مواجهة خصومهم ، حيث تمكنوا من ردعهم ودحرهم جميعا وكان اسياس اولهم حينما كان يصرح علنا في فترة عنفوانه وجنونه قائلا ان من اولوياته ازالت نظام الجبهة الاسلامية في السودان من الوجود ، ففشل واصيب بخيبة امل كبيرة لانه كان مغرور ومخمور .
واما هذه المرة يبدو واثقا من تنفيذ مخططاته عبر المحبين له، والساعين لتمرير اجندته التي تتعارض مع قيم الحرية والعدالة والديموقراطية والاستقرار والسلام وهي قيم يتطلع عليها شعوب المنطقة وفي مقدمتهم الشعب الارتري .
لقد ظل السيد الوالي يطلب ولاكثر من مرة من السلطة المركزية ان تصدر له قرار بقفل باب اللجوء امام الشباب والاسر الارترية الهاربة، تحت مزاعم وتبريرات لا تصدر من شخص يدرك الواقع السئ والمزري الذي يعيشه الشعب الارتري داخل وطنه ، الذي حرره بدماء واشلاء شبابه عبر المسيرة النضالية التي استمرت لاكثر من 3 عقود تشرد فيها اكثر من ثلث سكان ارتريا وكان ذلك قدره ،ان يكون هكذا في ظل نظام افورقي الدكتاتوري عرضة للشتات والتشريد والحرمان والضياع والتنكيل وهنا نذكر الجميع ان المواطن الارتري اكثر حبا وعشقا لوطنه فلا يرغب ان يبدله بوطن اخر لكنه مكره ومضطر ليخرج من وطنه الذي ضحى من اجله بالغالي والنفيس .
كنت اتمنى من السيد الوالي ان يتعرف للقوانين والمواثيق المتعلقة بحقوق الانسان واللاجئين ومن ضمنها اعلان الخرطوم الخاص باللجوء وميثاق الامم المتحدة والاتحاد الافريقي وغيرهما من المواثيق والبروتوكولات الاقليمية والعالمية ولكن للاسف عين السخط حالت دونه ودون تلك المواثيق ومن حسن الطالع بان السلطة المركزية لم تستجيب حتى الان لطلب الوالي.
لقد دخل الريب والشك الجميع وبدأو يتساءلوا هل الرجل وزير في حكومة اسياس ؟ ام هو والي لولاية كسلا المؤيدة دوما للنضال والحق الارتري عبر التاريخ الطويل .
افورقي غايته الوصول الى اهدافه من خلال كسب ولات الشرق لان ذلك سيمكنه من تنفيذ اجندته ومخططاته الاجرامية وبالفعل نجح الى حد ما ،حيث تم تسليمه الكم الكبير من الشباب الهارب ويقدر عددهم اكثر من ثلاثمائة كدفعة اولى وهو الان ينتظر ان تليها دفعات اخرى في مسلسل التسليم وقد لا ينجو منها حتى كوادر ورموز المعارضة الارترية ان لم ينغير الحال بزوال نظام اسياس او تتدخل السلطة المركزية بالخرطوم والاسرة الدولية ممثلة في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمات حقوق الانسان في العالم .
وقد اثبتت المعطيات الحالية والتطورات الجديدة صحة ما ندعيه من خوف من المستقبل القادم.
ان محاولة استصدار قرار في حق هؤلاء الهاربين من السلطة المركزية بالخرطوم بمنع اللجوء واعادة تسليم أي هارب من الشباب للنظام ليقتلهم ان كنت مصرا سعادة الوالي على ذلك الفعل فنناشدك ان لا يسلموا لسلطات اسياس بل نرجو ان يسلموا السلطات الاثيوبية لان السيد رئيس جمهورية اثيوبيا الفدرالية المناضل ملس زيناوي قال وهو يخاطب نظام مبارك والقذافي ان ارض اثيوبيا واسعة لهم ولامثالهم المستضعفين انها كلمة تاريخية اثلجت صدور الارتريين .
ان احترام ومراعاة الخلفية الاستراتيجة بين الشعبين واجبة وهي خلفية قائمة على وحدة الدم والدين الثقافة والمصالح التاريخية المشتركة وذالك انطلاقا من مبدأ الاقربون اولى بالمعروف .
ما كان يرضينا ولا يرضيك ان تركن الى هذا الظالم المستبد الذي يسعى لتعميق الكراهية ومد مساحة الشقة بين الشعبين الشقيقين لان هذا لا ينسجم ابدا مع العلاقة العضوية للشعبين وتقاليدهم وقيمهم المشتركة. ان اهل السودان الذين عرفناهم بحبهم لاشقائهم الارتريين ونصرة قضيتهم ، لا يسمحوا بالوقوف مع الطاغية واعانة الظالم الذي يعيش حالة خوف وتوجس دائم بما كسبت يداه ويريد من يدعمه ويسنده للبقاء في اطالة عمره، اعود فاقول ان تلك المواقف تتعارض وتتقاطع مع مبادئ الانسانية وتعاليم الدين السماوية ( ان من اعان ظالما سلطه الله عليه ) .
السيد الوالي اربأ بك ان تكون دمية في يد هذا الطاغية الذي ظل يمارس سياساته العدائية ضد السودان من لحظة تسلمه السلطة في ارتريا هذا السودان الذي كان مناصرا وداعما للقضية الارترية حتى تحرير الوطن وتحقيق الاستغلال السياسي وفتح ارضه امام الكم الكبير من اللاجئين وقدم لهم حسن الضيافة وقناعة الارتريين بمواقف السودان قناع ثابتة لم ولن تتبدل وتتغير نتيجة لهذه المواقف الشاذة والغريبة .
وما يؤكد ذلك ما قاله رئيس الجمهورية مجددا عند افتتاح الطريق بين كسلا واللفة حيث قال الرئيس البشير في خطابه هذه المرة باسلوب تورية امام امير دولة قطر وافورقي وجماهير كسلا ان تحرير مدينة طرابلس الليبية من يد الطاقية القذافي وكتائبه والذي يعتبر صديق حميم لافورقي قال البشير ان تحرير طرابلس على ايدي الثوار الليبيين تم بسلاح سوداني 100% .
(اياك اعني اسمعي يا جارة ) وكأن الخطاب لا يخلو من تورية للجار اللئيم بان للسودان حضور ولن يتردد في دعم الثوار الاحرار اين ما كانوا في ليبيا او في ارتريا او في غيرها .
ان الشعب السوداني يقر ويعترف بصدق حرص الارتريين على امن وسلامة واستقرار السودان والتاريخ خير شاهد لذلك ولست بحاجة للتدليل ان كان الجميع يرغب ان تستقيم الامور وتستقر الاوضاع بشرق السودان ان ذلك لا يكون الا باقرار مبدأ التعامل بالمثل وهو مبدأ سياسي سليم ان استغلال نقاط ضعف نظام افورقي وما اكثرها هي واجبة وضرورية حتى تستقيم الامور ويعرف اسياس حجمه الطبيعي حتى لا يتطاول على الاخرين وهو افشل رئيس عرفه العالم (اذا اكرمت الكريم ملكته واذا اكرمت اللئيم تمردا ).
ان ارادة الشعوب هي من ارادة خالق الشعوب وارادة خالق الشعوب لن تقهر فعهد الطغاة قد ولى دون رجعة اين عابدين ومبارك والقذافي و صالح ؟ وسيلحق بهم قريبا بشار وافورقي وحينها ستكتمل الفرحة ويعم السلام والامن والاستقرار والتنمية منطقة القرن الافريقي .
ان الخوف والقلق بدأ يسيطران على نفوس اللاجئين الارتريين في شرق السودان ولاول مرة للاسف وان اول مشاهد الخوف قد بدأت عند تسليم الكم الكبير من الشباب الهارب قهرا ثم خبر اختفاء احد كوادر تنظيمات المعارضة الارترية القومية منها والفدرالية المناضل ود جبريل وفي يوم 11\12\2011م كانت محاولة اخرى في معسكر الشجراب لاختطاف اللاجئ ادم خير وهو ينتمي لتنظيم جيهة التحرير الارترية والمذكور تعرض قبل هذا لمحاولة اغتيال بمعسكر الشجراب فقد فيها اثنين من اطفاله فقد نجا من هذه المحاولة الاخيرة بعناية من الله ومن ثم تدارك رجال الامن السوداني بحصولهم على خيوط المحاولة بشكل مفاجئ قبل ان يتم تنفيذها حسب الرواية التي يتناقلها سكان المعسكر وتم ابعاد المذكور ليلا من المعسكر في سيارة خاصة الى مدينة خشم القربة داخل حامية الجيش وعند الصباح تم تسليمه لادارة الحماية بمعتمدية اللاجئين والمفوضية السامية ، وتفيد بعض المصادر ان هناك اكثر من عشرة حالات ملفاتها امام المفوضية السامية فضلا عن غياب احد قيادات حزب الشعب الارتري المناضل محمد علي ابراهيم الذي اختفى من داخل مدينة كسلا وجاء خبره بجريدة السوداني يوم 17\2 مشيرة اصابع الاتهام الى نظام افورقي ، وجراء تزايد نشاط مخابرات افورقي داخل الحدود الشرقية فان حالة الخوف والقلق اصبحت تسيطر على الارتريين في مدن ومعسكرات بشكل متزايد الامر الذي دفع اللجان والاعيان بمعسكرات الشجراب بتقديم شكوى للسيد ممثل المفوضية السامية بشرق السودان وبهذا الخصوص قال السيد انطونيو المفوض السامي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين اثناء زيارته الاخيرة للشرق انه طالب السلطات بمزيد من توفير الحماية لللاجئين.
ان حماية اللاجئين هي مسؤولية انسانية وأخلاقية تقع على عاتق الدولة المستضيفة وكذلك المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وقيادات المعارضة الارترية بحيث لا يمر أي عمل عدواني ضد اللاجئين العزل بشرق السودان دون محاسبة وعقاب .
واختم حديثي بدعاء اهل السودان (الله يكذب الشينة ) .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=21287
أحدث النعليقات