الذهب العتيق في الذاكرة الإرترية سلسة في عبق التأريخ دردشة مع المناضل الطلابي الأستاذ/ عبد القادر حقوس
روى لي بعد الأصدقاء بأن هنا في القاهرة رجل من الرعيل الأول من الطلبة المؤسسون لإتحاد الطلاب الإرتريين بشارع شريف في قاهرة المعز ، وفرحت كثيرا بأنني وجدت كنز من كنوز الحركة الطلابية الإرترية فأتصلت بالناشط السياسي عامر حقوس وتحدثت معه حول هذا الموضوع فأبدى الإستعداد لمساعدتي في لقاء عمه عبد القادر حقوس . وألتقينا أمام محط المترو بحي العباسية بميدان الجيش بجانب جامع السلام وذهبنا إلى منزل المناضل الطلابي عبد القادر حقوس وأستقبلنا بالترحاب وأحضر لي في يده كتاب أخضر اللون ألفه عن بدايات الحركة الطلابية في مصر من 1950 م – 1966م.
وكان السؤال الأول عن بدايات نشوء الحركة الطلابية الإرترية في مصر فقال:
بدأت الحركة الطلابية كجمعية خيرية في عام 1950م. وشكلنا هرما إداريا وكانت تعتمد هذه الجمعية على العون الذاتي ( إشتراكات) ومهامها كانت ترتكز على خدمة الطلاب الإرتريين ممثلة في الإستقبال والتسجيل في المدارس والجامعات وتأمين السكن والإقامة ، ولكن بعد ما توسع نشاط الجمعية تواصلنا مع الوطن الأم إرتريا ليتم إيفاد بعثات طلابية مباشرة من أرض الوطن وتم ذلك بالفعل مع رئيس البعثة الدينية بأسمرا مصطفى الغرابي في العام 1952م ووصل إلى مصر 12 طالبا موفدا من البعثة الدينية بإرتريا وتم قبولهم في ثانوية صالح سليم في أسيوط ، كما أستقبلنا عدد من الطلاب الذين كانوا يأتون سيرا على الأقدام من السودان وكانت مشيخة الأزهر الشريف تتعاون معنا بشكل كبير في عملية تسهيل القبول والسكن ، علما أنني أيضا كنت من الطلاب الذين جاءوا من السودان بوثائق سفر سودانية وكان برفقتي المفتي الحالي للدولة الإرترية الشيخ الأمين عثمان الأمين عن طريق النيل ( الشلال) .
وكانت هناك في الأزهر الشريف عدة رواقات منها رواق المغاربة وكان يضم أهل المغرب العربي ورواق السنارية وكان يضم أهل السودان ورواق الجبرته الذي كان يشمل أهل القرن الأفريقي (إرتريا – الصومال- إثيويا ) وبعد إعلان الملك فاروق ملكا على مصر والسودان زادت المساعدات الطلابية وعلى وجه الخصوص للسودانيين والإرتريين .
وهنا وردتنا فكرة جديدة أي تأسيس نادي طلابي وفكرنا في مصادر الدعم وبعثنا بوفود إلى إرتريا لجلب المساعدات المالية وبالفعل تم ذلك وتحصلنا علي 200 جنيه مصري وأجرنا دارا في شارع جامع البنات (شارع بورسعيد حاليا) وبتزكية الأزهر الشريف لنا أخذنا الموافقة بإفتتاح النادي عام 1952م وكان عدد الطلاب الإرترين قد بلغ 81 طالبا والأهداف الأساسية للنادي الطلابي كانت ترتكز تمتين أواصر الصداقة بين الشعبين الإرتري والمصري خدمة الطلاب الإرتريين في كافة المجالات ( الثقافية والتعليمية والإجتماعية والرياضية).
الأعضاء الموسسون:
أسماء المجموعة التي أسست الجمعية الخيرية في عام 1950 م
1 –الشيخ محمد إدريس محمود 2- محمد شريف
3- محمد أحمد محمد عمر 4- إسماعيل عمر
5- الأمين عثمان الأمين ( المفتي الحالي ) 6- عبد القادر حقوس
7- إدريس عبد العليم 8- حسين عبدو كحسو
9- آدم حامد محمد 10- عبد الله وندم
11- عبد الصمد آدم 12- علي جاسر
13- صالح علي شوم 14- سعيد بشير
15- عبد الله عبد الرحمن 16- حسين الأمين
17- محمد عمر إبراهيم 18- إبراهيم نور حسين
وقد سألناه لماذا لم تكتبوا ضمن الأهداف ( سياسية) ؟
فرد: هذها لم تكن واردة في تلك الفترة للعلن وإن كنا في دواخلنا مرتبطين بالحراك السياسي في فترة الأربعينيات والخمسينيات ولكن لم تكن أرضية سياسية واضحة في الخارج وبذا كان الهدف الأساسي هو خدمة الطالب الإرتري وكيفية إتمام تعليمه . وفي يوم إفتتاح النادي الطلابي حضر ممثل عن الأزهر الشريف والإخوان المسلمين ممثلا في جمعية الشبان المسلمين وممثلبن عن العشيرة المحمدية وجمعية الخطابة وممثلين عن أندية رياضية .
وسألناه بأنه يقال أن الزعيم جمال عبد الناصر زار مقر النادي الطلابي؟
فقال: لا بل نحن الطلاب الإرتريين كنا أول الوفود الطلابية الأجنبية التي زارت الرئيس جمال عبد الناصر لتهنئته والشعب المصري لإنجاز إتفاقية الجلاء في العام 1954م بين بريطانيا ومصر ونشر هذا اللقاء في وسائل الإعلام الرسمية ومنها صحيفتي ( الأهرام والجمهورية) حيث خاطبنا الزعيم جمال عبد الناصر شاكرا لنا ، وهذه الزيارة أدت إلى نقلة نوعية في علاقة النادي الطلابي الإرتري والمجتمع الثقافي والتعليمي في مصر حيث تم قبول الطلاب الإرتريين في جميع ثانويات ومعاهد وجامعات مصر بالمجــان
أعضاء مجلس إدارة النادي الطلابي:
1 – عبد الله خيار رئيسا
2 الأمين عثمان الأمين (المفتي الحالي) نائبا
3- عثمان إبراهيم بشير سكرتير
4- محمد برهان نور حسين مساعد السكرتير
5- علي محمود جاسر أمين الصندوق
6- بشير صالح مراقب عام
7- محمد شريف صالح محصل عام
8- إدريس عبد العليم عضو
9-عبد القادر حقوس محمد عضو
10محمد زين حسن عضو
11- بشرى بشير إبراهيم عضو
12- عبد الله عبد الرحمن عضو
وهنا أقول لمصر، لا لعبد الناصر، نعم.. ثورة يوليو كانت ثورة بحق وحقيقة وأتمنى أن توفق ثورة شباب 25 يناير كذلك ، لتستعيد مصر مكانتها في العالم العربي والإسلامي والإفريقي .
الصحفي
محمد نور وسوك
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=21807
أحدث النعليقات