قراءة فى ما كتب “حمد كل”

أرجو من القارئ الكريم تصنيف الموضوع أما أنا فعجزت

النوايا الخفية لقيادة (الوياني تجراي) :

جذبني هذا العنوان المدهش ، والمذيّل باسم كاتب كان ديبلوماسيا سابقا، ومحللا (جيوسياسيا) وانكببتُ على المقال بحثاعن النوايا الخفية لحكام أثيوبيا تجاه وطننا الحبيب، فكانت المفاجأة أن كل ما قاله السيد السفير هو ما يُقال في إعلام (هقدف) حرفيا، أي ان نظام أسياس أفورقي العادل والديمقراطي والمسالم والنظيف والشفاف والورع و……..الخ الخ، مستهدف من نظام وياني الدكتاتوري الشمولي الظالم الغاشم الدموي السفاح وو…..الخ الخ !!! فاقتنعتُ بفكرتي التي مفادها ان معظم وزراء وسفراء نظام أفورقي – سواء الهارب منهم أوالذي يفكر في الهروب – هم مجرّد ضيوف في خيمة أفورقي، لايعرفون خفايا الأمور ولا ظواهرها، وان من كانوا يُدركون حقائق الأمور ويسعون الى الاصلاحات الحقيقة قد تخلص منهم أفورقي ، إما رميا بالرصاص – ابتداءً بمنكع وليس انتهاء بمحمد داوود ركا- أو سجنا (مجموعة 15 وما قبلها وما بعدها)ـ ولا أريد ان أخوض كثيرا في ذلك حتى لا أطيل على القارئ الكريم.
وفي الحقيقة ان مقال السيد الدبلوماسي لا يحتاج إلى تعقيب ، فكل من يقرأه يقلب شفته السفلى امتعاضا وخيبة، كما نفعل يوميا امام تلفزيون السيد علي عبده، ولكن ما استفزني هنا هو ليس العنوان المبهر فحسب ، انما صفة الكاتب والتي تمنيت لو كانت انتحالاً، أو لو انه لم يكتب الإسم والصفة ، ونسجل (بلاغ ضد مجهول) وانتهينا.
فانت يا سيدي السفير كرجل دبلوماسى سابقا وخبير جيو سياسى يجب ان تكون منصف وتقول قيادة التجرنية الاقلية المسيحية الحاكمة فى ارتريا وبيادق من ابناء المسلمين الذين لا يمثلون المسلمين بل هم خدم للتجرنية ويقال لهم بلغة الاقلية ( كراكور ) كما ذكرت الويانى تجراى وانا اتفق معك فى هذه العبارة ولكن هذا بذاك

كتب على منطقة القرن الأفريقي ان تعيش حالة من عدم الاستقرار منذ ان اعطى الغرب دورا لأثيوبيا تلعبه في هذا الإقليم.

هنا ايضا ذكرت نصف الحقيقة يا سعادة السفير لان النصف الأخر هو أن قيادة نظام التجرنية جعلت دول القرن الافريقى ساحة لتصفية حساباتها مع قيادة الويانى تجراى والخاسر هو الشعب الارتري.
ثلاثون عاما من القتال ذاق فيها الشعب الارتري من ويلات حروب دمرت كل مقدراته وحدث اللجوء، وامتلات السجون، واستشهد في فترة التحرير خيرة ابنائه وجرحى لا حول لهم ولا قوة
وتكرر ذلك يا سعادة السفير في مرحلة الدولة على نحو أكثر بشاعة

جاء التحرير والاستقلال واستبشر به الشعب خيرا، ولم تمض ستة سنوات حتى عاد الوضع كما كان
تعبير غير دقيق لان هذه الستة سنوات هى سنوات التمكين للتجرنية والتخلص من القوى الاخرى وسعادة السفير كان احد أدواتها..

احتلت “بادمي” وقبلها بعام “عد-مروق” واشتعلت الحرب من جديد، كانت اشد ضراوة من سابقاتها، كانت حروب اعوام 1998-1999-2000 حصدت فيها ارواح كثيرة.

كانت مشكلة “بادمي” يمكن حلها بالوسائل السياسية والديبلوماسية بين النظامين، لكن عناد ومكابرة الحكام الاثيوبيين ابت الا ان تخضع الآخرين بقوة الحديد والنار.

تدخل المجتمع الدولي لحل تلك المشكلة واتفق الطرفان لعرض تلك المسالة على المحكمة الدولية، ووافق الطرفان لعرض مشكلة “بادمي” على المحكمة الدولية، كان ذلك في ديسيمبر 2000.

وصدر قرار المحكمة الدولية في ابريل 2002 يؤكد فيها ان “بادمي” ارض ارترية.

مع قدوم شهر ابريل 2012 مضت عشرة اعوام منذ صدور قرار المحكمة الدولية، ونظام وياني تجراي يراوغ ويماطل ويتعلل بشتى العلل لعدم تسليم الارض لاصحابها. يطلب التفاوض في بعض بنود القرار الذي اقرته المحكمة الدولية وينسى او يتناسى انه والنظام الارتري في ديسمبر 2000 في الجزائر……..
هذه الفقرة تنم على ان سعادة السفير لم يقراء اتفاقية الجزائر وكيف يقراء والاتفاقية لا تخص الا قيادة الويانى تجراى وقيادة التجرنية حسب تعبيره غير المنصف حتى فى التسميات ولم يجتهد كغيره ( ابعث ببريدك الإلكتروني وسوف ازودك بنص الاتفاقية حتى لا تسقط هذه السقطة مرة ثانية يا سعادة السفير ) وعلى راس شهود
جزائريين وامريكان، الاتحاد الاوروبي، والاتحاد الافريقي، الجامعة العربية، وقعوا على اتفاق بقبول، ان ما يصدر من المحكمة الدولية هو ملزم ونهائي
هؤلاء لا يسمون شهود، الجزائر دولة المبادرة فتأخذ الاتفاقية اسمها تشريفا لضيافتها واعترافا لدورها الدبلوماسي الناجح إقليميا ودوليا

الاتحاد الافريقى :هو منظمة الوحدة الإفريقية سابقا لان الاتحاد الافريقى تاسس بعد اتفاقية الجزائر فى 9 /يوليو / 2002
.
بقية الدول والهيأت الإقليمية تسمى ضامنة للاتفاقية او راعية .
ونسيت ان تذكر الدول والمنظمات الراعية للاتفافية وهى :
الكونغو برازفيل والجزائر وبريطانيا وأمريكا وهولندا والنرويج والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وطبعا منظمة الوحدة الافريقية سابقا الاتحاد الافريقى حاليا.

اذا اراد النظام الاثيوبي التفاوض فمن الطبيعي بالاول ان يعترف بقرار المحكمة الدولية ويقر ان “بادمي” ارض ارترية للانسحاب منها، وطبيعي بعد هذا ان يتم التفاوض على المسائل الاخرى.

ان استمرار احتلال النظام الاثيوبي للاراضي الارترية هو اضرار بالاول بمصالح الشعب الارتري.

ان استمرار احتلاله للاراضي الارترية هو تعطيل لعجلة التغيير في الوطن.

ان استمرار احتلاله للاراضي الارترية هو تعويق للمطالبة باجراء الاصلاحات الجذرية في ارتريا.

ان استمرار احتلاله للاراضي الارترية هو ايقاف حركة النمو والرخاء والاستقرار والسلام والامن
هب أن أثيوبيا انسحبت اليوم من جميع أراضينا المحتلة ، هل ستدور عجلة التغيير فورا هكذا؟؟ وهل ستتحقق الاصلاحات والتنمية ويعم الرخاء والاستقرار والأمن …الخ؟؟؟؟ وهل تعتقد سيدي الدبلوماسي إن أسياس أفورقي يريد فعلا انسحاب أثيوبيا من الأراضي المحتلة؟؟ ألا تعتقد أنه يحاكي نظام عائلة الأسد السورية التي أرجأت كل طموحات السوريين إلى ما بعد تحرير الجولان التي لم يطلقوا رصاصة واحدة في سبيل تحريرها طوال الأربعين عاما الماضية؟؟؟ .

ان الاغارة التي قامت بها الوحدات الخاصة للجيش الاثيوبي وتوغلها داخل الاراضي الارترية لمسافة تتجاوز 18 كيلو متر يعني اعتداء غاشم للسيادة الوطنية الارترية، وتعبر عن عدوانية النظام الاثيوبي، وكشفت عن عقليته التآمرية لمزيد من التوسع والاحتلال للاراضي الارترية، والرغبة في توتير الاوضاع وعدم استقرارها، ومن جانب آخر افتعاله لهذه المعارك هو هروب من الاستحقاقات الداخلية والتي بدات تظهر على السطح الاثيوبي كعملية انصرافية
أعتقد بأن هذه الفقرة هي لب موضوعك واكتشافك المذهل لخفايا نظام وياني، ولكن دعني أذكرك أولا بأن نظام أسياس أفورقي قد نفذ عمليات إرهابية داخل الأراضي الأثيوبية، واختطف سياح أجانب وقتل آخرين، وروّع مدنيين في مناطق التخوم ، حدث كل ذلك داخل الأراضي الأثيوبية، فلو حدث ذلك في صفوف الجيش الأثيوبي المحتل للأراضي الإرترية لهتفنا جميعا بحياة هقدف والرئيس معا، لكن بأفعاله المذكورة أعطى لأثيوبيا حق الرد، ويتحمل النظام الإرتري مسئولية الخسائر المدنية والعسكرية الناجمة عن الغارات الأثيوبية والتي لن يرد عليها بغارات مماثلة، لأنه ببساطة لا يملك امكانات الرد.

وعلى المجتمع الدولي ان يتحمل مسؤولياته
يعنى الدبلوماسى السابق والخبير الجيو سياسى بان يقوم المجتمع الدولى بتنفيذ رغبات اسياس افورقى اتجاه اثيوبيا ويغض الطرف عن ممارساته اتجاه الشعب الارترى والصومالى والسودانى والجيبوتى واليمنى ….الخ. كما أن المجتمع الدولي ليس أعمى، إذ يرى في أثيوبيا نظاما فيدراليا ديموقراطيا يتأهب لإجراء انتخابات للمرة الرابعة خلال عشرين عاما ، وان التنمية تسير على قدم وساق على طول البلاد وعرضها وفي توازن لا تخطئهُ عين، بينما الحال في إرتريا لا يخفى عليك ولا على المجتمع الدولي

* ديبلوماسي سابق ومحلل جيو-سياسي ارتري مقيم في بريطانيا

من هو المحلل الجيو سياسى :
ان كلمة محلل جيو سياسى هى عبارة مركبة من عدة معاني بحاجة إلى تفكيك لسهولة الفهم حتى نعرف الاخ /حمد كل هل يمتلك هذه المهارات فمعنى ان تكون محلل يعنى ذلك قدرة الشخص وإلمامه العميق والكلى والحصرى وكمال معرفته وتوفر مهارات خاصة به لا يمكن ان تتوفر فى الشخص العادى مثلى

ولو ترجمنا حرفيا الجيو سياسية:
هي ترجمة مشوشة للكلمة الانجليزية geopolitc
لكان المصطلح بالعربية هو “ الجغرافية السياسية “ أو “{ الجيوبوليتيكا}بالرغم من اختلافه عن الجغرافيا السياسية، إلا أنه مصطلح يعني تأثير الخصائص الجغرافية للبلد في سياسة الدولة، وبمعنى آخر فهو استخدام ثروات البلد وقواه الطبيعية والبشرية بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي في تحديد تلك السياسة. و تزداد عادة قوة الدولة السياسية كلما ازدادت عناصرها الجغرافية كمّا ً ونوعا ً، فعلى سبيل المثال جغرافية دولة كبيرة وغنية كروسيا تنعكس بالضرورة على زيادة قوتها السياسية في حين تفتقد جغرافية دولة صغيرة وفقيرة كتونس مثلا لأي معنى من معاني القوة السياسية وإذا ما لاحظنا الجزائر فاءنها تمتلك من هذه المقومات الجغرافية -عندما ندرس موقعها القاري والإقليمي مثلا – ما يؤهلها لان تكون قوة سياسية إقليميا ودوليا من خلال معرفة خصائص هذا الموقع وأهميته .

محمد خير على
كسلا السودان
Mkearali2012@yahoo.com

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=21958

نشرت بواسطة في أبريل 1 2012 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010