أفورقي .. مصارع الجثث
لا غرابة في ظهور الديكتاتور صاحب الهوايات الغريبة والعجيبة ، والذي يقول عنه شعبنا : ” أن أحب الهوايات إلى قلب هذا الرجل هي هواية التعارك أومصارعة جاثمين وجثث الأصدقاء !! ” لتضاف إلى عقد هواياته الأخرى التى منها التفنن على رمي الرفاق في الحفر والتفرج عليهم وهم يموتون .
وهذه الأخيرة ما سوف لن يغفرها له الشعب كما لن يغفر له فقد أرواح الآلاف الذين زج بهم في حروبه العبثية .
ولن يسامحه أو يسفح عنه ما أصاب شباب إرتريا في منافي سيناء ، وصحارى وبحار ومحيطات العالم .. ونقول بحق ان لسان حال الناس حال ظهوره كان يردد ” أن الدكتاتور المتحجر بظهوره هذا أحيا الأمل مجدداً في تقديمه للمحاكمة ومحاسبته هو وزبانيته من عتاة القتلة ” .
لن نستغرب لهذا الظهور لأن إطلاق إشاعة مرضه أو موته كانت من إخراجه هو بنفسه . وهى وأن انطلت على قلة من الناس ، وهذا أمر طبعي .. فإن السواد الأعظم من أبناء الشعب لم يكترث بها كثيراً . خاصة ان الناس باتت تدرك مسبقاً حدود تفكير الرجل . وتعرف بدقة كيف يتصرف في الموقف المعين ؟ وكيف يكون سلوكه وشكل قراراته وتوجهاته ؟
هذا هو مصارع الجثامين الذي بات كالكتاب المفتوح والمفضوح أمام من يريد قراءته ..
ولقد حذر كاتب هذه الأسطر في أوج إنتشار الشائعة عبر مقالة له بعنوان : ” كبسولة موت أسياس ” نشرت في المواقع الإرترية ” و يمكن للقارئ الكريم العودة إليها ” حذر فيها من مغبة ابتلاع كبسولة مرض وموت رأس النظام الذي يريد من الناس إبتلاعها والإنشغال بها سعياً منه لكسر إرادة الجماهير التى أخذت زمام المبادرة في منازلته .
وكانت مجرد الملاحظة البسيطة كافية لاستنباط مدى حوجة النظام لخلق ( ضجة ) ، يزحزح بها توجهات الرأى العام الإرترى الذي بات بإجماعه ينشط ويصعد مقاومته بأشكالها المتعددة ضده ، فلجأ إلى ( حدوتة ) الغياب هذه ، ثم ليظهر لاحقاً على الطريقة التى ظهر بها لإحداث الصدمة والنيل من معنويات الناس وكسر إرادتهم . وللشعبية سوابق كثيرة في صناعة الإشاعة يعرفها معظم أبناء إرتريا لا نرى حاجة لإيرادها هنا .
الهدف إذن كان إرباك و تشتيت تركيز تلك الجماهير ، وشد الأنظار والأنفاس نحو بؤرة بعينها بؤرة – الإنشغال – بمآلات مصير الرئيس ، والدوران حولها مثل جمل ( العصارة ) فعمد عامدا متعمدا على إطلاق إشاعتة ذات العيار الثقيل لكى تمكنه من مبتغاه .
فهو كان بالفعل في حاجة إلى هذه الخبطة لأسباب أوردناه في مقالنا ( الكبسولة ) ولا بأس من تضمينها هذه السطور وأهم هذه الأسباب هي :
• كسر موجة الشباب المتصاعدة نحو معارضة النظام التي نلاحظ حضورها القوى في المشهد السياسي الإرتري .
• التعتيم على مكاسب المعارضة التي أصبحت تتحقق على الساحة العربية والعالمية .
*تغطية كثير من الكوارث والأزمات التي حاقت بالنظام من مثل فقده لأهم حليفيه مبارك – القذافي .. العزلة الدولية .. العقوبات الأممية .. الإدانات من المنظمات الحقوقية والإنسانية..
*قرار أمريكا مؤخراً بحظر سفر رعاياها إلى إرتريا .. الهجوم الأثيوبي ووقوف النظام مكتوف الأيدي أمامه .. تراجع عروض الأجندات الخارجية التي كانت تحركه ضد كل من السودان واليمن .. ثم ما يقال عن تململ بعض المحسوبين على كلب صيده السابق نايزقي كفلو أثر منع إدخال جثمانه .
ويمكن ان نضيف على ذلك الكثير الكثير من الأسباب وإحداها وربما تكون محاولة التغطية على أسرار النظام التى بات يقدمها أفرادا كانوا ملتصقين به كالشخصية الملقبة بـ ( بايلوت ) مثلا الذي ظل يقدم عبر غرف البالتوك الكثير من المعلومات كاسراً بذلك سمة التحفظ التى طبعت سيرة من سبقوه من الهاربين .
كان يهمنى عقب ظهور مصارع الجثث . أن أرصد ردود الافعال ، فعمدت إلى الاستماع على ما يقال في غرف البالتوك المهمومة بالشأن السياسي .. وجلت على صفحات الفيسبوك .. خاصة صفحة حركة شباب 24 مايو وحواراتى مع بعض أصحاب المواقع وعدد من قيادات العمل السياسي والإعلامى . وجل ما خرجت به هو ان الواقعة لم يكن لها أي تأثير يذكر على مواقف الناس من النظام . وكان لسان حال الجميع يردد : ” لن ننكسر ” دلالة على تمسكهم بخيار المقاومة وعدم المهادنة والإنكفاء .
أرانى هنا أنه يتوجب على توجيه تحية عريضة لحركة شباب 24 مايو الذين يعدون أنفسهم لتنظيم تظاهرات عارمة .. التحية للمدونين الشباب و للمدونات الشابات من الإرتريين والإرتريات .
التحية لحركة عفر البحر الاحمر التي اصدرت بياناً تحذر فيه من الوقوع في فخ أكاذيب النظام و رأت ان العملية كلها مفبركة من قبل النظام بنفسه . وقد إنفردت وتميزت بذلك دون غيرها .
وأأسف لبعض الأقلام التى إنزلقت غائصة في بحر الإشاعة وراحة ترقص في دقة ( الزار ) بإصرار عجيب . و كان أصحابها يتغمسون أدوار الحواة ، والسحرة ، وضاربى ودع ،وقارئ فنجان ، عبر نفخهم في الإشاعة مساهمين بذلك بنصيب في تضليل الجماهير . وأن كنت لا أستبعد ان البعض منها قد تم دسه بيننا
و يكتب ما يكتب بإيعاز من النظام .
وأما عن التنظيمات التى بادرت في إصدار البيانات : فلا تعليق!!!
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=22653
أحدث النعليقات