علاقة التحالف والمجلس الوطني تكاملية أم تصادمية !!

بقلم : عبدالقادر أبوبكر
التحالف الديمقراطي الإرتري يعتبر الكيان الجامع لبعض التنظيمات الإرترية , ولا أحد ينكر ما حققه في الفترة الماضية ومن ضمنها عقد ملتقى الحوار الوطني والمؤتمر الوطني في أساوا العام الماضي الذي حضره ما يزيد على 600 شخص من القوى السياسية داخل وخارج التحالف ومنظمات المجتمع المدني والمستقلين والإعلامين مما يعني أن عدداً كبيراً من شرائح المجتمع الإرتري تم تمثيله في هذا الإجتماع وبصورة أخرى يعتبر وعاء أكبر من وعاء التحالف . وكان المفترض من المجلس الوطني أن يكون البديل الطبيعي والشرعي للتحالف بجميع مكتسباته الجماهيرية والإعلامية والدبلوماسية والسياسية وتؤول إليه جميع أجهزة وممتلكات التحالف لتحقيق آمال الشعب الإرتري ولكن رفض التحالف تسليم زمام الأمور للمجلس الوطني . والبديل المقصود ليس بمنطق الإحلال والإبدال وإنما ثمرة ونتاج وجهود قام بها التحالف مشكوراً منذ عقد ملتقى الحوار الوطني إلى عقد المؤتمر الوطني وهو الإنتقال الطبيعي من مرحلة إلى مرحلة متقدمة أخرى للوصول إلى مرحلة ترضي وتلبي متطلبات الشعب الإرتري الذي يتوق للتغيير الديقراطي المنشود ولتخليص الذين يرزخون تحت وطأة النظام الظالم وهذا لا يتأتى إلا عبر تكاتف جميع قوى المعارضة الإرترية وتحت مظلة جامعة واحدة تكون ممثلاً للشعب الإرتري ومتحدثاً بإسمه لإسترداد حقوقه المسلوبة من قٍبل عصابة أفورقي وزمرته الفاسدة.
وبذلك يمكن أن يدخل الطرفان في نزاعات في الصلاحيات لكل منهما في إدارة العمل وخاصة التحالف لدية قيادة تنفيذية وقيادة مركزية وأيضاً المجلس لديه قيادة تنفيذية وقيادة تشريعية والجميع يعمل في دائرة واحدة ويستهدف شريحة واحدة . وهناك مطالب جدية بضرورة إنهاء دور التحالف أو تخفيض مسؤولياته التنفيذية لإتاحة الفرصة للمجلس . وهناك أيضاً جبهة مضادة ترى أهمية إستمرار التحالف بصورته الحالية . إذاً ما هي مبررات الطرف الذي يرى بأهمية إستمرار التحالف؟ يقولون المجلس الوطني هو الأبن الشرعي للتحالف ويفتقر إلى الخبرة والحنكة والدراية لحداثة سنه ولم يبلغ مرحلة سن الرشد بعد حتى تؤول إليه الإمكانيات والممتلكات والخبرة والعلاقات السياسية والدبلوماسية والكسب الجماهيري للتحالف ، فعليه أن يتحلى بالصبر حتى يتدرب تحت قيادة التحالف في كيفية بناء العلاقات والمقاومة ضد النظام. فهل ياترى سوف ننتظر أيضاً عشرين عاماً أخرى حتى يتدرب ويتعلم ويتخرج هذا الأبن الشرعي على يد أبيه؟
في تقديري التحالف ليس لديه الإرادة القوية والواضحة فيما يريد أن يقوم به حيث إنه يتمتع بنصيب الأسد في عضوية المجلس الوطني بإمكانه تسخير طاقاته وكفاءاته البشرية في المجلس الوطني . ثم في فقه المواريث الإبن الشرعي له الحق في أن يرث كل تركة والده مادام لا يوجد من يتقاسم معه من الورثة. إذاً اين تكمن المشكلة في أن يرث الأبن الشرعي تركة والده؟؟؟
في نظري المتواضع المشكلة لا تتعلق بإفتقار المجلس الوطني للرشد لحداثة سنه فحسب وإنما شخصنة القضايا الوطنية حيث مجموعة من الشخصيات لديها هيمنة وتحكم في التحالف وتفتقده في المجلس الوطني لذلك أصبح المجلس الوطني معترف به كأبن شرعي للتحالف ولكن بدون الحقوق والواجبات المطلوبة تجاه الإبن !!!
التحالف في حد ذاته يفتقر إلى الشفافية ويمتاز بالجمود رغم أن عدد التنظيمات المنضوية تحته بالعشرات ولكن لم يتمكن من إنتزاع إعتراف من أي دولة أخرى سوى إثيوبيا من باب مكره أخاك لا بطل!! فهو عجز حتى لتوجيه خطاب موحد للشعب الإرتري لأنه مشغول بخلافاته الداخلية التي هي من الأولويات المصيرية عنده على حساب القضايا الوطنية الكبرى.
والمواطن العادي يتساءل هل كان يعتقد التحالف عندما عقد المؤتمر الوطني أن الكيان الجديد سوف يأتي بجماهيره ومؤيديه من كوكب المريخ لمساندة الشعب الإرتري في محنته وعليه لا يحق له أن يستفيد من الشعب الإرتري المنضوي تحت التحالف وخارجه ؟ أم كان يعتقد أن المؤتمرين جزء من الشعب الإرتري وجزء كبير من التحالف ينشدون التغيير ويجب تضافر جهود جميع المجتمع الإرتري؟
أقول يجب إن كان هناك قصور في هيكلة المجلس الوطني أن يتم إعادة هيكلته بصورة توافقية بين المجلس والتحالف وتسخير كل الإمكانيات البشرية واللوجستية والإعلامية والسياسية والدبلوماسية والجماهيرية للمجلس الوطني فقط لكي نتحدث ونتحرك بكيان واحد.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=22695

نشرت بواسطة في مايو 1 2012 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010