المعطيات الأربعة أمام أى مشروع سياسي جديد في إرتريا
مقدمة :
منذ وقت ليس بالقصير تراودنا افكار وتساؤلات كثيرة وحاولنا تدوينها وترتيبها حول قضايا تخص شعبنا الارترى بشقيه الطائفى (مسلم , مسيحى ) والثقافى (عربى ,تجرنية ) ثنائية متلازمة كل من حاول البحث عن حلول لقضايا الشعب الارترى خارج هاتين المتلازمتين ضل وأضل الطريق ، وكذلك من تمسك بإحداهما مقصيا الأخرى فشل فى ادارة التنوع الثقافى والدينى، والمطلوب فى ادارة الدول ذات التعدد الدينى والثقافى والاثنى هو اعطاء ادوار حقيقية لمكونات المجتمع اكثر من الدور الفلكلورى وخاصة عندما تقرع طبول الحرب ، فالمشاركة تعني نقد سلوك وأفكار وتصرفات الحكام عبر ممثلين للشعب تحت قبة البرلمان ومن خلال احزاب ومؤسسات مجتمع مدنى تعنى بتغير الواقع السياسى ، وأدواتها المنابر الاعلامية الحرة ، سواء المسموعة أو المقروءة أو المشاهدة ، تخضع لقوانين تضبطها ، ليس كما نشاهده فى فضائية التجرنية التى شمرت عن ساعديها لتزييف الحقائق وضرب كل ما يجمع وإبراز كل ممزق، شاء من شاء وأبى من أبى ، وفى خضم هذا وما تمر به المنطقة والمحيط بشكل عام وارتريا بشكل خاص نجد انفسنا لزاما علينا نشر افكارنا لعلنا نجد آذان صاغية لدى الشعب الارترى فى الاقاليم الارترية الثلاث – {دنكاليا، وكبسا، والمنخفضات الغربية والشمالية} – لتلك الافكار والمشروع الذى نحن بصدد نشره للجمهور عامة. وهنا نريد ان ننبه الشعب الارترى قاطبة وسكان اقليم المنخفضات تحديدا بأن لا يهملوا ما يذكر ضمن هذه المعطيات الأربعة ، فهذه الفكرة مهمة وضرورية من وجهة نظرنا وتعكس ما يمر به شعبنا الارترى الصامد ويعطى فرصة للتعاطى والحوار بين النخب للتداول وقراءة الاوضاع بعيون فاحصة. فنحن سنطرح أفكارا نعتقد أنها ستساهم فى حل اشكالية المشاركة السياسية فى ارتريا وتمكين انسان ارتريا من العيش بكرامة فى أرضه دون ان يُقصى أحدنا الآخر للونه أو دينه أو عرقه أو انتمائه السياسى والفكري ، فالإقصاء مرفوض لدينا سواء كان من النظام أو المعارضة.
والمعطيات الأربعة التي سنتناولها هي:
الوقت.
الخطاب الداخلي.
الخطاب الاقليمى.
الخطاب الدولي.
الوقت :
لا يوجد كثيرا من الوقت المتاح والكافي في ظل تصارع الأوضاع في ارتريا والمنطقة ليتمكن الشعب الارتري من ممارسة الطقوس المتعارف عليها عند نشؤ اى عمل أو مشروع سياسي بأن تتناوله النخب المثقفة والكُتّاب والمفكرين ويتم تحليل علل المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحالة الثقافية لمجتمعهم ودراسة الظواهر التي تصيب المجتمع وتفسيرها تفسيرا علميا دقيقا يسهل ويرسم للمجتمع بجميع شرائحه خارطة طريق يمكن من خلالها الخروج من أزماته ، وكون ارتريا اليوم تحكمها قلة ذات أجندة فئوية تراهن على عمر المجتمع الافتراضي وتحديدا عمر الكادر الذى يحمل المشروع الوطني في ارتريا , فجيل الرعيل الأول الذى ساهم في بناء الوعي السياسي ومهد البنية التحتية للمقاومة ودفع سنين طويلة من عمره وكان رد الجميل بأن مُنِع من دخول الوطن الذى أفنى زهرة شبابه من أجله مقاتلين وسياسيين ومثقفين لم يتبق منهم الكثير في دائرة العمل اليوم.
أما الجيل الثاني من الكادر فاستهلكته ظروف الحياة في الشتات والإقصاء الذى تعرض له من قبل القلة الحاكمة . بينما جيل ارتريا اليوم بعد إعلان الاستقلال تم تدجينه في معسكرات السخرة الإلزامية وتشويش عقوله وتشويه التاريخ الوطني في ذاكرته الجماعية ، وكل ما يهتم به هذا الجيل معرفة انتمائه الاجتماعي من قبيلة وعشيرة ويحمل عبأً ثقيلا من الوهم بأنه الأفضل عرقا ونسبا وبأن الفلانيين أقل منه .
فإذا رأيت مجتمع يتطاول عددا ونسبا وليس بعدد العلماء والمفكرين والمبدعين فيه فعليه السلام, فهنا يأتى دور مخرجات لغة الأم وتجزئة المجتمع إلى فسيفساء اجتماعية وجهوية تكرس الكراهية وتهدد السلم الاجتماعي بشكل حقيقى.
الجالية الارترية بطرابلس ليبيا
Jaliya2010@yahoo.co.uk
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=23038
أحدث النعليقات