شرق السودان محطة رئيسية على طريق الهجرة السرية الطويلة الى اوروبا
شباب اذكياء والحياة امامهم، لكنه يقررون الهرب بالالاف من النظام العسكري الحاكم في اريتريا لاجئين الى شرق السودان المحطة الاولى في هجرتهم السرية الطويلة الى اوروبا او اسرائيل او…الخرطوم.
يتوافد اللاجئون الاريتريون منذ 40 عاما الى شرق السودان المنطقة الفقيرة التي تلفح اشعة الشمس سهولها التي تنتصب في افقها جبال التاكا الشامخة.
منذ سنوات قليلة ظهرت موجة جديدة من اللاجئين في هذه المنطقة يعرفون باسم “الجديدون”. فهم اريتريون شباب مثقفون وكذلك صوماليون واثيوبيون يجعلون من شرق السودان منصة لانطلاقة جديدة في الحياة.
ويهمس مختار (23 عاما) وهو يرتدي نظارتين انيقتين “كنت طالبا لكن الحكومة ارادت ارغامي على الانخراط في الجيش. لم اكن ارغب بذلك كنت اريد متابعة دروسي”.
في اريتريا خدمة عسكرية الزامية من 18 شهرا كحد ادنى مفروضة على الرجال والنساء الذين يمكن ان يجندوا بعد ذلك لفترة غير محددة وهي سياسة صارمة تدفع بعض الشباب الى مغادرة البلاد.
ويضيف مختار “اختبأت على مدى خمس سنوات تقريبا لكن لم يكن لدي عمل ولا حرية لذا قررت المجيء الى هنا”. وهو يقيم الان في مخيم اللاجئين في الشقراب التي تحولت مدينة اريترية مصغر تقود اليها طريق ترابية.
يصل 400 الى 500 اريتري اسبوعيا الى هذا الجيب باجوائه الخاصة مع مطاعم متواضعة و”سينما روما” وهي عبارة عن كراس بلاستيكية موضوعة امام جهاز تلفزيون يبث اشرطة فيديو كليب جريئة تحت خيمة كبيرة.
ويوضح محمد دوالي مدير مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في كسلا الولاية الرئيسية في شرق السودان التي يتدفق اليها اللاجئون “ثمة مجموعتان من اللاجئين في شرق السودان. القدامى الذين اتوا قبل 30 الى 40 سنة وهم مسلمون ويتكلمون العربية ولديهم روابط عائلية مع قبائل سودانية”.
ويضيف “هناك ايضا اللاجئون الجدد وهم مختلفون تماما. فهم يتكلمون لغة تيغرينيا ويأتون من الاعالي من العاصمة اسمرة وهم بجزء كبير منهم مسيحيون”.
ويوضح “تسجل 19 الفا منهم في 2008 و23 الفا العام الماضي لكن اليوم لم يبق الا سبعة الاف في المخيمات. لا تسألني الى اين ذهبوا”. ويتابع قائلا “شرق السودان اصبح طريقا انتقالية رئيسية الى اوروبا. اللاجئون يمرون عبر مصر او ليبيا”.
ويقول مسؤول سوداني طلب عدم الكشف عن هويته، “من هذه المنطقة يدفعون حوالى 650 ليرة سودانية (270 دولارا) الى ممررين للوصول الى الخرطوم وثلاثة الاف ليرة (1250 دولارا) للانتقال الى اسرائيل”.
في الخرطوم يتكدس الاف الاريتريين في احياء الجريف والصحافة والديم الشعبية. بلال صاحب الشاربين والقامة القصيرة والعضلات المفتولة اريتري في الثلاثين عاد بعدما هاجر بطريقة سرية الى ليبيا حيث ابحر عدد من رفاقه على زوارق متداعية باتجاه اوروبا.
ويقول “دفعت الف دولار للمرور الى ليبيا. في طرابلس الكثير من الصوماليين والاريتريين والاثيوبيين يقومون باعمال صغيرة لكن الحياة صعبة. وثمة اصحاب زوارق يقترحون عليك الهجرة” الى اوروبا.
وفي حين يسعى ارتيريون شباب الى الهجرة الى اسرائيل او اوروبا او يبدأون حياة جديدة في الخرطوم يتسكع اخرون في المخيمات بانتظار الحصول على اللجوء الى كندا او استراليا.
المصدر : المشاهير www.almshaheer .com
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=2357
أحدث النعليقات