الكتابة واستراتيجية التغيير ارتريأ
محمد اسماعيل هنقلا – ملبورن – استراليا
الكتابة هى وسيلة من وسائل التعبير ، التعبير عن شئ ما ، أجتماعى سياسى – ثقافى ، وتعكس عن هذا الواقع اما بالارتياح أو الرفض والتمرد عليه . وفى هذا الجو يظهر أختلاف الرؤيه والتحليل ، ويكون منطق هذا الخلاف من موقع الرؤيه . وكلى يعبر حسب وعيه بالاشياء ومصالحه الاجتماعيه . ولهذا يحشد الكاتب أو ،، المثقف ،، جيوش الكلمات المتسلحه بأدوات التحليل والمعرفه ، التى تضيئ مستقبل القوى التى ينتمى اليها وكذلك تكشف معوقات المسيرة ان كانت هناك معوقات . وحتى تفعل فعلها الكتابه تلتزم بكل قوانين اللعبه ، وتتجنب الشطحات وفن الاثارة المجانية ، من أجل الوصول الى الهدف . وهكذا تساهم نحو التغيير عبر تراكم الوعي الاجتماعى . لان الغرض من الكتابه أساسا هو فضح المستور وكذلك فضح خطاب التضليل التى تمارسه السلطة ضد الآفراد والمجتمع . مهما كان نوع هذه السلطة ،، ثقافية – اجتماعية – سياسيه – الخ ،، وكذلك تؤرخ لحظة الحدث التى يمر بها المجتمع . اذن اذا كان هذا حال الكتاب الملتزم بشكل عام ، كيف حال الكتاب فى الساحه الارترية ؟ … هل تشتغل على قاعدة الرأى والرأى الآخر ؟ وهل تقرأ كل كتابه الكتابه الاخرى وتبدأ من حيث انتهى الاخري ؟ الاجابه هى ،، لا ،، لان أغلب ما هو مكتوب تذهب أفكاره على شكل خطوط متوازيه أو تدور على شكل دوائر ، وكل دائرة لها قوانينها ، لاترعى الا الذات الدائرة ونظم دورتها ، ولذا لم تلامس الكتابه ارتريا جوهر السؤال وأصبح لكل كتابه خطابها الخاص الذى يعيش فى قاع خصوصيته ، ولذا خطاب الكتابه لم ينتقل من المربع الاول الى المربع الثانى أي لم يمارس فعل توصيف المشكله وطرح التساؤلات عليها ، بحثا على الحلول الممكنه ، لان هناك واقع وممارسة للفكر ، وصورة نموذجية على الورق والواقع تسوق نفسها بكل الوسائل ، وهذا الاخير صورة النظام .
أما الطرف الاخر أي المعارضة لم تقدم صورة نموذجيه مختلف عن الوضع القائم من حيث أحترام الرأى والاأى الاخر بل خلقنا خطابا دكتاتوريا من نوع غير الحميد وكذلك لم نقدم دليل نظرى يقرأ الواقع الاقتصادى والاجتماعى … الخ بأستثناء وثيقة المختار ، أغلب الكتابات أقرب الى بلاغات سياسيه أو بيانات تمدح الذات وتستهتر بالاخرين ، وينطبق عليه قول الروائى غالب هلسا الذى يقول ،، ان الساحر القديم الذى كان يرسم صورة العدو على الورق ومن خلال سيطرته على الصورة كان يعتقد أنه يسيطر على ذلك العدو … ،، انتهى الكلام . اذن كل الكتابات المتدفقه صباحا ومساء من الشبكة العنكبوتية لم تخلق ما هو مطلوب بل تعيش على أحضان الصوره الخياليه المنقوله كتابيا خلافا لمتطلبات الواقع – وهذا واضح فى فعل وأداء كل الاسماء والتجمعات التى ظهرت تحت شعار التغيير التى قدمت نفسها كمشاريع الى الجمهور ولم تقدم حلول أو تساؤلات جوهريه تلامس الاشكالية بل كانت اضافه أزمة الى الازمة .
اذن ما هو المطلوب حتى يتقدم الخطاب السياسى –نحو الحلول
أولا – قرأت الذات بشكل موضوعيه وتحديد موقع الخلل فى الجسم السياسى بعيدا عن المجاملات والمناورات السياسيه ، لان الترهل السياسى السائد لم يأتى من فراغ ، هناك مسببات يجب اكتشافها وتقديم وصفه مناسبه تنسجم مع الواقع وترسم صورالمستقبل .
ثانيا – قراءة الاخر وهو النظام يجب أن نتجاوز الشعارات الباهته ونضع الاصبع فوق الجرح ، هكذا نكون أحرجنا النظام وكذلك أقنعنا الرأى العام الارترى والاجنبى ، بأن عمل المعارضة ممنهج ويخطوا كل يوم الى الامام خطوة وليس مجرد مؤتمرات وسيمنارات تنتهى بمراسيم احتفالية وتكرر ذاتها فى مكان وزمان أخر لنفس النتيجه ، أحتفالات ، .
ثالثا – مطلوب من الكتابه أن تقدم مفاهيم معرفية تخدم القضية المطروحه على المجتمع حتى تخلق ما هو مطلوب ، وهكذا يصبح المكتوب مصدر غذاء نظرى لعمل المعارضة ومصدر مقادرة زمن التشظى نحو زمن الواقع المطلوب … عبر تحسس المشكله وتقديم الجرعة المناسبة لها عندها تكون الكتاب مصدر من مصادر العمل ارتريا أى الدليل النظرى خلافا لما هو قائم
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=24582
أحدث النعليقات