مكتب وزارة الدفاع بالي نيكي
العدد السادس
الى اين يتجه قطارنا؟
ذكرت في مكتوباتي السابقة بان قيادات هذا البلد تعقد اجتماعات متتالية للتشاور حول مواضيع مختلفة ، وأشرت بان نقاشاتهم تلف وتدور حول مصائر الحرب والسلام دون الوصول الى نتائج واضحة ؛ لقد مضت عدت شهور ولم تتخذ أي خطوات تذكر ولا زالت اجتماعاتهم الغير مفيدة مستمرة ،اما الزمن مواصل مسيرته الطبيعية ، والسؤال هو الى متى تتواصل هذه الرحلة وأين المحطة…؟
واجتماعاتهم التي بدأت في مستهل هذا الشهر يوليو 2012 مستمرة حتى نهاية اسبوع هذا الشهر دون انقطاع ولكن لا توجد نتيجة تذكر.
– عقد اول اجتماع قصير دعى له الرجل بنفسه في مكتبه ضم وزير الدفاع وقيادات الجبهات العسكرية وسلاح البحرية والجوية.
– وبعد ايام قليلة عقد اجتماع اخر دعى له الجنرال سبحت افريم في مكتبه (بالي نيكي) شاركت فيه جميع القيادات العليا للقوات البرية وانفض هذا الاجتماع دون الوصول الى أي نتيجة حول المواضيع التي اثيرت ، ويعود ذلك الى انعدام الاتفاق حول المواضيع المطروحة ، وعدم نجاح هذا الاجتماع ادى الى تأجيل الاجتماع الذي كان مقرراً ان تعقده قيادات الكتائب وما فوق في جبهاتهم الى نهاية شهر يوليو 2012.
– وفي نفس الفترة ايضاً عقد اجتماع بدعوى من المكتب المركزي للحزب الحاكم حضرته ادارات الاقاليم وممثلين الحزب ودار النقاش حول المواضيع التالية :-
1- وضع الجيش:
– ذكر بأنه لا توجد لدى الجيش عموماً قدرة التحمل والإرادة لمجابهة أي حرب محتملة ، وخاصة الوحدات الادنى من الكتائب. وذكر بأنه مما يؤكد هذا ظهرت في المعارك الاخيرة شكاوي جديدة تشير الى ظاهرة عدم قيادة المعارك بمسؤولية ومحاولة التهرب من الدخول فيها.
– وقيل أسبابه تعود اولاً الي كراهية المهنة العسكرية التي لم تلقى العلاج في الوقت المناسب ، ثانياً لم تجد حتى الان المطالب الاجتماعية الواردة من الجيش باستمرار ردود شافية ، ثالثاً هروب اعداد كبيرة من الشرائح التي كانت تمتلك اللياقة البدنية والإمكانيات داخل الجيش. وذكر ايضا بان هنالك شعور سائد يدعو الى ضرورة الحفاظ على النفس حتى في حالة عدم الاقدام على الهروب ، رابعاً قلة عدد الجيش خلقت فجوة واسعة يصعب تغطيتها بأعداد ضئيلة ، وهذا النقص ادى الى مضاعفة المهام وعدم الراحة نتيجة تحملهم مسؤوليات الحراسة ليل نهار …الخ ، ويتساءل الجميع الى متى ستستمر هذه ألحالة ؟ ويعيشون في حالة من اليأس والإحباط…الخ.
– ثم قالوا بأن الجيش يعاني من ازمة معيشية سيئة والمواد الغذائية التي يمكن ان تبني جسمه وتمده بالطاقة الضرورية غير متوفرة ولهذا لا يتحمل الرحلات الطويلة والنشاطات البدنية . وما يقدم له هو العدس ، والذرة (ود عكر)، السكر ، والملح فقط ، ونادراً ما يلقى الدقيق الابيض ولكن غير كافي . ولا يوجد اللحم، اللبن ، العصير ، الساردين …الخ ، وقالوا انهم لم يستطيعوا ان يقدموا له هذه الاشياء حتي كما كانوا يفعلون ايام التدريبات في الساحل.
– ولا توجد الشدد (كنغو) والملابس ، والملايات ، والبطاطين والفرش ، …..، والملابس الداخلية ، والصابون . وباعتباره جيش يريد الاحتفاظ بهيبته العسكرية من المؤسف ان تري ملابسه ممزقة ويمشي حافي القدمين ، وتشعر بالخجل والحيرة عندما يسألك بهذه المطالب وأنت في لقاء معه في مهام كبيرة اخرى.
– كما أن ظاهرة الهروب والاختفاء تتزايد يوماً بعد يوم وكل الاجراءات التي تتخذ ضد المهربين والمتعاونين وإعدام الهاربين والغرامات التي لا حدود لها لم تأتي بحلول بل بالعكس بدأت تخلق المشاجرات والمشاحنات. واليوم لا يوجد لدينا شيء اسمه الاسرار وخطتنا التي نضعها اليوم تصل غداً الى العدو وأبواب اسرارنا مفتوحة على مصراعيها.
– المواد العسكرية التي نتملكها تكفي لخوض ثلاثة او اربعة معارك فقط ، وسلاحنا قديم جداً ، وقدمنا مطالبنا الى الحكومة بتكرار ولم يأتي الرد. ونحن نعلم ان السبب الاساسي للهزيمة التي تجرعنا مرارتها في قتالنا مع الوياني ايام الحملة الثالثة هو عدم قدرتنا لمنافسة الوياني بسبب نقص القذائف وامتلاكنا لقاذفات عفا عنها الزمن.
– وحتى قيادات الجيش ما فوق الكتائب تعاني من نفس النواقص المذكورة اعلاه ، وينتظرون الرد على مطالبهم من الجهات العليا وأصيبوا بالإحباط واليأس ثم يصعب القول بأنهم يقودون جنودهم وفق خطط مرسومة ومسؤولية تامة ، وهناك من يتفرغ لاهتماماته الشخصية اكثر من مسؤولياته الوطنية.
– والقيادة العليا في حد ذاتها جزء من المشكلة وذالك بعدم ردها على المطالب بالإيجاب او حتى اعطاء الردود المقنعة ، والتعهدات التي تطلقها في مناسبات مختلفة ولم تلقى النور تشكل للقيادات المتوسطة والدنية احراجاً صعباً.
– وعليه فان جيشنا الذي يعاني من هذه الاوضاع لا يوجد لديه الاستعداد لخوض معارك او الدفاع ومصيره الهزيمة . وأشاروا بان العنصر الاساسي في كل هذه المشاكل هي الحكومة ، وتوصل الاكثرية من المجتمعين الى تقييم يفيد بان القيادة العسكرية جميعها تتحمل قسطاً محددا من المسؤوليات ولكن المسؤولية الاساسية تقع علي الحكومة .
– ومن الامور التي لم يتفقوا عليها في خلاصة نقاشهم قيل بان المشكلة الاساسية هي في قيادات الجبهات اللذين تفرقوا للسعي وراء مصالحهم بدل القيام بوضع الحلول المناسبة للمشكلات في وقتها . و كان ايضا طرح اخر يقول لا يجوز تقييم الحكومة خارج اطار الامكانيات التي يمتلكها البلد.
– وقيل ايضا بأن مهما يكن حجم الامور الكل يتحمل قدر من المسؤولية ولكن من يتحمل المسؤولية المباشرة هي الحكومة وهي صانعة السياسة (policy maker) ويتطلب ان نفتش انفسنا ونتحرى من سياساتنا ومشاريع عملنا وان مسالة القاء اللوم باستمرار على المسئولين دون تحديد هو امر غير مقبول . وطرحت أيضا تساؤلات عن الخطوات التي اتخذوها من اجل مكافحة الفساد الذي يدعون وجوده في المسئولين ، ومن هو المسئول ؟ وقيل بان الحل يأتى بخطوات سريعة في حينها وليس بالاستمرار في ترديده عشرات المرات ، وأما القصور يقع على الجميع ولكن بمختلف الدرجات . ووردت اراء تستنكر المساواة بين قائد الجبهة وقائد الوحدات المتواجد تحت امرته في الاخطاء المرتكبة وتحمل المسؤوليات ، ووصف بأنه غير مقبول. وهكذا خرج الجميع من الاجتماع دون ان يتوصلوا الى اتفاق واضح بسبب التباين في الاراء والخلاف حول هذه الامور.
– وبعد فترة محددة قدمت دعوى الى اجتماع ثاني وتم انهاء الموضوع بالمجاملات ، وذكرت اخفاقات الجهتين باختيار عبارات ترضي الجانبين. ولكن هناك من هو متمسك برأيه ، ويبرر قبوله لهذه المجاملة خوفاً من ان لا يقود معاودة نقاش الماضي الى منحى اخر. وهكذا انفض الاجتماع بعد وضع الحلول التي يرونها تضع حداً لهذه المسائل. وسوف اسرد الحلول التي وضعوها في نهاية المكتوب.
– واتفقوا ايضاً على تحديد المواضيع التي سوف يتناولونها في اجتماعاتهم المقبلة مع ضباط المستويات المختلفة.
2- فيما يتعلق بوضع جيش العدو.
– ذكر بان المعلومات التي كانت لديهم عن وضع جيش العدو وإمكانياته كانت محدودة وقديمة ولا تعكس صورته الحقيقية. وللاستدلال على هذا تم استعراض المعركة التي وقعت في ديدا العليا في شهر مايو 2012 كمثال حي. وفي وصفهم لجيش العدو قالوا ظهرت فيه نسبياً الحيوية ، واللياقة البدنية ، وفعالية في السلاح الفردي المذود بالمنظار ، والمورترات ،وسلاح الاشارة ، وروح الاقدام والشجاعة. وأكدوا على ضرورة متابعة هذا التطور بدقة.
وعلمت ايضاً بأن سبحت افريم تحدث في هذا الموضوع بنفسه وذكر بان معظم الاصابات لشهدائنا كانت فوق عنقهم ومن جهة الخلف.
– وأشاروا علي عملية تسليم افراد من جيش الوياني الذين كانوا يأتون اليهم بين حين وأخر قد توقفت منذ اربعة سنوات ولديهم معاناة لنقص مصادر المعلومات.
3- الامور التي تناولها اجتماع حزب الجبهة الشعبية والإدارات الاقليمية:
– اتساع الفجوة بين الشعب والحكومة لدرجة كبيرة. وانخفاض الروح الوطنية على الصعيد الشعبي والجيش واستمرارية الهروب الذي يلقى المساندة من الجانب المتبقي ايضاً.
– تنامي فكرة من يعتقدون أن اللجوء يمنحهم الراحة الذهنية .
– الازمة المعيشية ومرارتها في اوساط الشعب والتي وصفت بأنها باتت مقلقة.
– الخطوات التي تتخذ ضد الشعب بسبب هروب ذويهم او اختفاءهم هرباً من الخدمة والتي قيل بأن اضرارها اكبر من فائدتها.
– تبرم الشعب من الكوادر الحزبية في الاقاليم والمديريات بتهمة انغماسهم في الفساد.
– وعرضت اسئلة حساسة حول حقيقة احتفاظ الحزب بهيكله التنظيمي وقيل هل له وجود فعلي ؟ وهذا التساؤل جاء بسبب تفتت اللجنة المركزية ، ولم يتم عقد المؤتمر الحزبي منذ فترة طويلة ، وعدم بروزه في مسرح العمل ألسياسي ، وبالنظر في أهمية تقديمه للتقارير الاقتصادية بحكم تحكمه الواسع على هذه المرافق وعدم وجود حلول للضائقة المعيشية التي يعاني منها الشعب والجيش. ووردت أيضا استفسارات حول ماهية بعض الكلمات التي اطلقها احفروم تولدي عضو المكتب المركزي للحزب في برنامج(دباب) على التلفزيون الارتري.وبالربط بما ادلى به مسئول المكتب السياسي عند زيارته للخارج قبل فترة وجيزة امام الحضور ذكرعدم تنفيذ ما صرح به في الفترة الماضية أيضا 2005 م امام عموم كادر التنظيم بأنه سوف يتم وضع حلول للقضاء على الفساد ، والأفعال التي تتعارض مع الديمقراطية الخ . وقيل ان كل هذه الامور خلقت جواً من الشكوك في مصداقية الحزب واستمراريته.
– تزايد قطاعات واسعة من الشعب التي تحمل ما يحدث من الازمات في البلد للحزب وتفصل بين الجبهة الشعبية والحزب.
– التشكيك والتخوف من فائدة تسليح المواطنين ، وعدم قيام أي عنصر من المسئولين بتوضيح او توجيه حول هذا الموضوع او اصدار بيان يليق بهذه الحملة الكبيرة ووصفت بأنها مشكلة صعبة
هذا وإذا لم تأتي الحلول الحقيقية لكل الامور الملحة والخطيرة التي تناولتها هذه الاجتماعات يعني ان البلد يتجه نحو هاوية سحيقة.
4- الاراء التي قدمت في ختام الاجتماعات لحل اللأمور المقدمة هي :-
أ- في مجال الجيش:
فيما يتعلق بالأمور التي تتطلب اجراء النقاش وتقيمها مع الجيش تحدد مايلي :-
– القيام بحملة تعبئة متواصلة حتى يتمكن الجيش من معرفة وضعه الداخلي من خلال الربط بين الامور الوطنية والأدنى منها.
– ابلاغهم عن التجهيزات الجارية من قبل الحكومة من اجل حل مشاكلهم ومشاكل اسرهم وإقناعهم بان الحكومة سوف تلتزم بتحويل مستحقاتهم التي تتجمع لسنوات عبر البنك الذي يختارونه.وسوف توزع …….على عوائلهم اربعة مرات في السنة باستمرار.
– القيام بتسليح كل الشعب من اجل حل قلة الامكانيات البشرية وجمع كل الشباب دون اربعين سنة وإرسالهم الى الدورة التدريبية رقم 26 .
– ترك المسلحين أي الجيش الشعبي الذين تتراوح اعمارهم من 40 – 60 في قراهم وأماكن تواجدهم ويكونوا جاهزين تحت امرة تخلي منجوس وودي ممهر وودي لقي ليكونوا الجيش الاحتياطي ويكونوا على الاستعداد للدفاع عن الوطن ويتم استدعائهم في ساعة الصفر.
– ادخال المتواجدين في الكليات المختلفة والمعاهد المهنية والمؤسسات الحكومية والحزبية ودورات وارساي يكألو ماعدا من يقومون بأعمال مهمة في صفوف الجيش استعداداً للقتال.
– ان يتم اعادة تكوين المجموعة في الوحدات العسكرية من خمس افراد.
التجهيزات التي يتم السعي فيها بالتزامن مع المذكور اعلاه:
– اعطاء التدريب البري لقوات البحرية بالإضافة الى تدريباتهم المعتادة.
– تم توجيه ستة كتائب خاصة تابعة لسلاح البحرية والفرقة التي تتكون من حوالي اربعة كتائب والاستخبارات البحرية وما يسمون الغطاسين ( الضفادع ألبشرية ؟) جميعهم في مرسى فاطمة. وتقرر ان تكون لهم بعض الامتيازات الجديدة واجتمعوا معهم بعض المسئولين وبلغوهم بالمهام الموكلة اليهم.
ان اتجاه القوة البحرية معلوم جداً ولا يعدو كونه خطوة احتياطية عندما تنفد اوراقك كما يحدث في ورق لعب القمار تحاول الاستفادة من ورقة جديدة لتري حظك فيها وهذا الشيء مكشوف مسبقاً.
ولم يعلموا حتى الان ان الانسان الارتري لن يكون لعبة في يد اسياس وكما يقال “ليس اليوم كالبارحة “.
موضوع دمحيت (المعارضة الاثيوبية):
– من ضمن المواضيع التي تم تناولتها وزارة الدفاع كانت مسألة توزيع قوات دمحيت الى جبهات مراب سيتيت، وعليتينا مرب ، والجبهة الشرقية لمجابهة قوات وياني ويكونوا في خندق واحد مع الجيش في الجبهات الامامية. وضرورة إعدادهم للقيام بهذه المهام.
وهكذا رافعين استراتيجية شعار ” لا يفل الحديد الى الحديد ” يستعدون للقضاء على الشعب عبر وكلائهم.
وفي ما يتعلق باجتماع الحزب وإدارة الاقاليم
– العمل علي طمأنت الشعب باستمرارية الحزب وإزالة الشكوك السائدة والتبرير بان عدم عقد مؤتمر الحزب يعود الى اعطاء الاولوية لمسالة انقاذ الوطن . وشرح ما يجري في الجانب السياسي من عملية تأهيل عدد كبير من الكادر الحزبي ، والتوضيح بأن من يقود الحملات التي تبثها وسائل الاعلام المسؤل منها ليس علي عبده بل الحزب ذاته .وان يعملوا ايضاً على افهام الشعب بأن الحزب يخوض نضالاً في الخارج من خلال اعداد عدد كبير من العضوية الشبابية (ypfdg). واقتصاد هذا البلد ايضاً في يد هذا التنظيم او الحزب فهو اللذي يقدم الميزانية الشهرية الي الشعب عبر مؤسسة الامانة ( حدري )
– وان الحزب يقوم بأعمال مختلفة ولكن ليس من طبيعته الاعلان عما يفعله ولهذا هنالك اشياء كثيرة مخفية عن الشعب تتحقق. ويجب ان يعلم ايضًا بان هذا البلد ليس له خيار غير هذا الحزب.
– الهروب الي خارج الوطن خيانة فلابد من اتخاذ خطوات اعدام الهاربين وكذلك المهربين والمتعاونين دون رحمة بالإضافة الي اهمية استمرا اجراءات الغرامات التي تدفعها اسر الهاربين .
– وتم اعلام كادر التنظيم بأنه اذا تورط في السرقة والتفرقة والفساد وهو الذي كان يوجه هذه التهم بالأمس الي قادة العسكريين ، سوف تتخذ ضده اجراءات رادعة بعد التحقيق.
ايها الاخوة الى اين يتجه هذا ألقطار ؟ وهل يتجه نحو الهاوية السحيقة ام اتجاه أخر؟!!
اتمنى كل الخير لشعبنا ووطننا
والى اللقاء
تم ترجمة هذا المكتوب الذي ظهر في المواقع الكترونية المختلفة بتاريخ 31/7/2012 من التجرينية الي العربية بواسطة مكتب الاعلام والثقافة لجبهة الانقاذ الوطني الارترية
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=25033
أحدث النعليقات