بيان المجلس الوطني بمناسبة ذكرى الفاتح من سبتمبر
يجيء إحتفالنا هذا العام بذكرى مرور 51 عاماً على إنطلاق الكفاح المسلح في ظروف تختلف كثيراً عن الإعوام السابقة ، تفاقمت فيها معاناة شعبنا وأصبح يعاني الأمرّين من جراء ممارسات النظام الشمولي الدكتاتوري واشتداد آلته القمعية إضافة للظروف الإقتصادية القاهرة نتيجة للفشل التام للسياسات التي يتبعها النظام في إدارة البلاد ، كما أن الأعوام المديدة التي انقضت من عمر العمل المعارض قد ضاعفت من معاناته وأفقدته الأمل في البديل الذي يمكن الإعتماد عليه ، ما يجعلنا نشعر بمذيد من الحزن ونحن نحتفل بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا . لكن بفضل نضالات قوي التغيير الديموقراطي التي أفضت إلى تكوين المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديموقراطي كمظلة جامعة لقوى المعارضة الذي بدء بتصعيد نضالاته تحت شعار ( فالننقذ الشعب والوطن من الإنقسام والتمزق ) كان بمثابة بارقة الأمل الكفيلة بإعادة الثقة في الذات بأن هذا الشعب المناضل وقواه المعارضة مازالا قادرين على توحيد الصفوف وهزيمة النظام الشمولي الذي أحال البلاد إلى جحيم وإحلال البديل الديموقراطي الذي نتطلع إليه
فالمجلس الوطني للتغيير الديموقراطي يدرك بإن عليه إن يضاعف من جهوده من أجل أن يؤكد لشعبه في الداخل والخارج وكل أصدقائه بأنه البديل الديموقراطي الطبيعي لنظام القهر والتسلط ، وإن لا مناص لكل قوى المعارضة سوى الإلتفاف حول المجلس الوطني للتغيير الديموقراطي و حمايته وتطوير تجربته التي لا نكوص عنها من أجل تحقيق التغيير الذي يطمح إليه شعبنا ووضع حد لعمر النظام الدكتاتوري .
ولا شك بأن المحصلة النهائية لتضافر الجهود النضالية لقوي المعارضة الإرترية التي توجت مؤخراً بتجربة المجلس الوطني الإرتري ستقودنا حتماً إلى الإنتصار على النظام الشمولي البغيض وتوصلنا إلى بر الأمان بأقامة البديل الديموقراطي المنشود و الذي نص عليه في المواثيق التي تم أقرارها في المؤتمر الوطني ( الميثاق الوطني السياسي وخارطة الطريق ) .
فالكل يعلم بأن النظام الدكتاتوري قد أهترى وبدء بالتآكل من الداخل وفقد كل القوى الخارجية التي كانت تعينه في السابق وتعرت طبيعته أمام العالم أجمع بفعل سياساته العدائية الرعناء ضد شعبه ودول الجوار والعالم الحر ، من خلال إنتهاكاته المتكرره لحقوق الإنسان والقوانين الدولية . إلا أن العمل المعارض لم يكن فاعلاً ومؤثراً بما فيه الكفاية في السابق لإضعاف النظام الدكتاتوري وإسقاطه ، لكن قوى المعارضة اليوم مؤهلة أكثر من أي وقت مضى بسبب الوحدة التي حققتها في إطار المظلة الجامعة التي أكسبتها قوة ومتانة لإسقاط النظام وإحداث التغيير المنشود.
ليس هذا فحسب بل إن معسكر المعارضة الذي ظل يعاني من غياب العنصر الشبابي يشهد الآن تدفقاً كبيراً لشباب التغيير الديموقراطي ، الذين كانوا حتى الأمس القريب الركيزة التي يتكأ عليها النظام الدكتاتوري وأكثر الفئات التي تم استغلالها وتسخيرها من خلال برنامج الخدمة الإلزامية اللاإنساني من أجل خدمة مصالح النظام العبثية .
فالنظام التي تخلت عنه هذه الشريحة الهامة والفاعلة من أبناء شعبنا هو نظام متهالك فاقد للقوة ، وهم رصيد قوى لمعسكر العمل المعارض ، من هنا نتوجه لكل الشباب الإرتري بأن يسعى لتأطير قواه وتسخيرها من أجل معركة التغيير الديموقراطي لأنهم جيل الغد والمستفيد الأكبر من تغيير هذا النظام الدكتاتوري من أجل غد أفضل لشباب إرتريا.
وبهذه الذكرى الخالدة في قلوبنا جميعاً نتوجه إلى جماهير شعبنا المناضل الأبي الذي عانى كثيراً ولم ينل ما يستحق ونقول له بأن أيام معاناتك قد أصبحت معدودة – وكما هو دأبك دائماً عليك أن تهب بروح الحماس والتحدي المعهودة فيك لتحقيق النصر على النظام الشمولي البغيض .
كما لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر والعرفان للدول الصديقة التي وقفت مع نضالات شعبنا وعلى رأسهم جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديموقراطية للدعم الذي قدمته وما زالت من أجل معسكر المعارضة الإرترية والشعب الإرتري ممثلاً في الرعاية التامة التي يتلقاها اللاجئين الإرتريين والفرص التي أتيحت له من عمل ودراسة ، ونتقدم بأحر التعازي القلبية معبرين عن حزننا العميق لوفاة رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي لأسرته وحكومته ورفاق دربه .
النصر لنضال الشعب الإرتري من أجل التغيير الديموقراطي
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الإرتري للتغيير الديموقراطي
01/09/2012
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=25713
أحدث النعليقات