الكلمة المشتركة لمظلة التنظيمات السياسية والجمعيات المدنية في السويد
29/9/2012
المناضلون والمناضلات من أجل التغيير الديمقراطي،
الإخوة والأخوات أعضاء فروع التنظيمات السياسية والجمعيات المدنية،
ضيوفنا الكرام،
بداية اسمحوا لي باسمي وباسم المظلة المشتركة للتنظيمات السياسية والجمعيات المدنية، أن أحييكم ونحن نحتفل بالذكرى الواحدة والخمسون لانطلاقة كفاحنا المسلح من أجل الاستقلال، بالإضافة إلى إحيائنا الذكرى الواحدة عشر للاعتقالات التعسفية التي طالت عددًا من المناضلين القدامى وصحفيين وسجناء الرأي والضمير بسبب مطالبتهم بالتغيير الديمقراطي.
أيها الإخوة والأخوات، ضيوفنا الكرام
انطلقت الشرارة الأولى للكفاح المسلح في جبل أدال الشامخ في العام 1961 على يد نفر قليل من الوطنيين الغيورين بقيادة الشهيد البطل حامد إدريس عواتي، بعد أن بدأ الحكم الفيدرالي الذي استمر منذ 1952 ينهار بفعل ممارسة الإثيوبيين وشركائهم في حزب الوحدة (الأندنت) الإرتري. جدير بالإشارة أن الوطنين الإرتريين، وخاصة أولئك الذين كانوا منضوين تحت مظلة “الكتلة الاستقلالية”، حاولوا جاهدين في نقل حقيقة أوضاع إرتريا وانتهاكات الإثيوبيين للاتفاقية التي تنظم الحكم الفيدرالي، للرأي العام الإرتري والعالمي. ونذكر من بينهم هؤلاء الزعماء الوطنيين الآباء عبدالقادر كبيري وإبراهيم سلطان وولدآب ولدي ماريام. وبالإضافة إلى هؤلاء برز آنذاك مناضلون من أعضاء البرلمان كان أبرزهم السيد محمد عمر أكيتو وإدريس محمد آدم وغيرهم من الزعامات الوطنية. إلا أن جهود القوى الوطنية الإرترية لم يكتب لها النجاح، وفي النهاية انهارت الحكومة الإرترية بفعل المؤامرات التي حيكت ضد شعبنا من قبل القوى الخارجية وعملائهم في الداخل. وكان نتيجة ذلك أن شهدت إرتريا أنشطة سياسية ضد هذه المؤامرات وتم تأسيس حركات وطنية مثل “حركة تحرير إرتريا” لمواجهتها وحث الشعب على خوض النضال السياسي والسلمي ضد مغتصبي حقوقه. إلا أن الممارسات القمعية التي وُوجهت بها من قبل الأعداء في الخارج وأدواتهم في الداخل حالت دون وصول تلك النضالات إلى مبتغاها. إلا أن شعبنا لم يستكن وظل الآباء الرواد يحاولون بكل السبل لتجاوز كل المعوقات وابتداع أسلوب جديد للنضال ضد الأعداء، فكانت الشرارة الأولى للكفاح المسلح التي انطلقت من على جبل أدال بقيادة الشهيد البطل حامد إدريس عواتي. ووجدت هذه الخطوة التاريخية تجاوبًا تدريجيًّا من جماهير شعبنا، حتى تُوجت بعد نضالات مريرة وتضحيات جسيمة بتحرير التراب الوطني الإرتري من الاحتلال الإثيوبي في مايو 1991، وأصبحت إرتريا عضوًا في المجتمع الدولي. ولا يسعنا ونحن نحتفل بذكرى ثورة سبتمبر المجيدة إلا أن نقف وقفة إجلال وتقدير لكل الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن ينال شعبنا حريته واستقلاله.
الإخوة والأخوات
ضيوفنا الكرام،
من الطبيعي أن تعترض طريق النضال العوائق والمصاعب. والشعب الإرتري، كغيره من الشعوب، لا بد أن تواجهه مثل تلك العوائق والصعوبات في النضال الذي يقوم به. ولا ننسى بأن الموقع الاستراتيجي والجيو سياسي لإرتريا جعلها محط أطماع القوى الاستعمارية الكبرى والقوى الإقليمية. وهذا كان أحد الأسباب التي وقفت حائلة دون حصوله في الماضي على استقلاله، مما حدا به أن يخوض نضالاً مريرًا من أجل انتزاعه. وكان لصمود شعبها وتضحياته الجسيمة الكلمة الفصل في حسم الصراع لصالح شعبنا.
وانطلاقا فلا يمكن لشعبنا أن يقبل مطلقا أن يسيء كائنا من كان إلى هذا الإرث النضالي ورموزنا الوطنية، لأن ذلك أصبح جزءًا من تاريخه الذي دون في السجلات الوطنية بأحرف من نور. ولن نقبل، تحت أي ظرف، أن يوصف نضالنا الوطني، كنضال قام به مجموعة من قطاع الطرق. ومما يحز في النفس أن يصدر مثل هذا الكلام المرفوض والمخجل من أحد الذين يدّعُون بالانتماء إلى معسكر المعارضة.
الإخوة والأخوات،
تابعنا جميعا البيان الذي صدر من الحركة الديمقراطية لتحرير كوناما إرتريا بمناسبة الفاتح من سبتمبر والذين تضمن تطاولاً مقيتا على رمزنا الوطني الشهيد القائد حامد إدريس عواتي. إننا في الوقت الذي ندين فيه بشدة هذا التطاول فإننا ندعو المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي والتحالف الديمقراطي لاتخاذ موقف رادع تجاه التنظيم الذي تجرأ على الإساءة إلى نضالنا الوطني. وهنا نود التأكيد بأن أبناء شعبنا من قومية الكوناما لا يتحملون وزر هذا العمل المشين، وأن الإساءة للثورة الإرترية يمسهم باعتبارهم جزءًا أصيلا من شعبنا المناضل، لأنهم شاركوا في هذا النضال الذي يحاول هذا التنظيم الإساءة إليه ببطولة وقدموا، مثلهم مثل بقية أبناء شعبنا، الشهداء والضحايا..
الإخوة والأخوات
ضيوفنا الكرام،
عندما نرصد ما تحقق خلال العشرين عاما الماضية من الاستقلال، سنجد بأن الأهداف التي انطلقت الثورة الإرترية في العام 1961 لتحقيقها ، ما تزال بعيدة المنال، حيث ما يزال شعبنا يقاسي معاناة شديدة في ظل حكم هقدف الديكتاتوري، الذي أحال البلاد إلى سجن كبير، وعرّض شعبنا، بكل فئاته، إلى حياة أقسى من تلك التي مرت عليه إبان العهد الاستعماري. ليس هذا فحسب بل أن المواطن الإرتري الذي فرّ بجلده من أجهزة النظام في الداخل أصبح يتعرض إلى مآسي في مواقع اللجوء والشتات. ولا نود أن نستطرد في هذا المجال لأنكم جميعا تعرفون ذلك جيدًا. ولكن ما نود التركيز عليه هو ماذا علينا أن نفعل للتخلص من هذا الوضع ؟ ليس أمامنا بديل سوى مضاعفة النضال وتوحيد الجهود والطاقات من أن أجل إزاحة نظام “هقدف” الديكتاتوري وإحداث تغيير ديمقراطي حقيقي في البلاد ينعم في ظلها شعبنا بالحرية والعدالة والمساواة وسيادة القانون.
الأخوة والأخوات،
خلال العامين المنصرمين شهدت الساحة السياسية الإرترية تطورًا ملحوظا، حيث تصاعدت أصوات المعارضين وبدأت الخطوات بتوحيد معسكر المعارضة الوطنية تسير بخطى حثيثة. فالملتقيات والمؤتمرات التداولية التي شهدتها ساحة المعارضة الوطنية توجت بانعقاد المؤتمر الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي. ثم تلا ذلك انعقاد ملتقى شبابي في مدينة دبري زيت. وأعقب ذلك انعقاد الملتقى العالمي للشباب الإرتري في ستوكهولم والذي أمّن على نتائج مؤتمر دبرزيت وأعلن التزامه بقراراته. وقد بعثت هذه التطورات السياسية الآمال في نفوس شعبنا المناضل، وفي الوقت نفسه بثت الرعب والهلع في صفوف النظام الديكتاتوري.
وإن دلت هذه التطورات على شيء فإنها تدل بأن شعبنا، بكافة فئاته، قد بدأ يشمر من ساعده ويوحد طاقاته إيذانًا بالإنطلاق معا من أجل إنقاذ الشعب والوطن. وعليه فعلى جميع الوطنيين الإرتريين الحادبين على تحقيق السلام والديمقراطية والعدالة في إرتريا أن يبادروا، أكثر من أي وقت مضى، بتقديم الدعم السياسي والمعنوي والمادي للعمل الوطني المعارض حتى تتحقق الأهداف التي نناضل جميعا من أجل تحقيقها.
في الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر أجزله لكل الذين لبُّوا دعوتنا وشاركوا معنا في إحياء هذه المناسبة المجيدة، مناسبة ذكرى الفاتح من سبتمبر، راجين أن نحتفل بها مستقبلا في وطننا ووسط شعبنا الأبي بعد التخلص من النظام الديكتاتوري وتحقيق كامل أهداف ثورتنا المجيدة.
النصر لنضالنا الديمقراطي
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
انتصارنا بقدر نضالنا !!
وشكرا على حسن الإصغاء !!
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=26217
أحدث النعليقات