انتخابات السودان: المعارضة تنسحب والامريكيون يحاولون انقاذ الموقف
فرجت: نقلا عن البي بي سي
علنت أحزاب المعارضة الرئيسية في السودان أنها ستنسحب من الانتخابات الرئاسية المقرر أن تجرى الشهر الجاري.
وذكر متحدثون باسم حزب الأمة والاتحاد الديمقراطي والحزب الشيوعي أن أحزابهم لن تشارك في الانتخابات بعد الاتهامات بأن هذه الانتخابات لن تكون نزيهة بسبب مزاعم بالتزوير وانعدام الامن.
وكان المبعوث الامريكي الى السودان اسكوت جرايشون قد اجرى مباحثات مكثفة مع القادة السياسيين السودانيين في الخرطوم في محاولة لانقاذ الانتخابات العامة المقرر اجراؤها في 11 من أبريل/ نيسان الجاري.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن اعلن مرشح الحركة الشعبية لمنصب رئيس الجمهورية ياسرعرمان سحب ترشيحة من الانتخابات الرئاسية المقبلة.
واوضح عرمان ان هناك اتفاقا بين مرشحي الرئاسة الاحد عشر على سحب ترشيحاتهم، بحيث لا يبقى سوى مرشح المؤتمر الوطني الرئيس الحالي عمر البشير.
الانتخابات والاستفتاء
وقال مسؤولون بالحركة إن قرار الانسحاب جاء لاعتقادهم بأن الانتخابات لن تكون حرة أو نزيهة.
أما سيلفا كير ميارديت نائب الرئيس السوداني ورئيس الحركة الشعبية، فقد قال لبي بي سي إنه لا توجد صلة بين الاستفتاء والإنتخابات، وذلك ردا على تهديد الرئيس عمر البشير بإلغاء الاستفتاء على استقلال الجنوب إذا قررت الحركة الشعبية مقاطعة الانتخابات.
من ناحية أخرى، استبعد جبريل باسولي الوسيط في المفاوضات الجارية بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور مساء الاربعاء التوصل الى اتفاق سلام نهائي قبل موعد الانتخابات.
وقال باسولي اكد كبير مفاوضي الامم المتحدة والاتحاد الافريقي لدارفور لوكالة فرانس برس انه “من المستبعد ابرام اتفاق سلام قبل الانتخابات. من الافضل تعديل الجدول الزمني لوضع اللمسات الاخيرة حول اتفاق سلام مع الحكومة الجديدة المنتخبة.”
مقاطعة جزئية
واشار عرمان الى الحركة الشعبية ستقاطع الانتخابات البرلمانية في ولايات الشمال على ان تخوضها في الولايات الجنوبية فقط.
وارجع رياك مشار نائب رئيس الحركة قرار مقاطعة الانتخابات الرئاسية الى الصراع فى دارفور والتجاوزات الانتخابية مضيفا ان الحزب سوف يقاطع جميع مستويات الانتخابات فى دارفور.
كما اتهم حزب المؤتمر الوطني بالسعي لتزوير الانتخابات مشيرا ان لديهم قائمة طويلة من التجاوزات بدءا من عملية الاحصاء الى التسجيل والى طباعة الاوراق الانتخابية في مطبعة حكومية سودانية هي مطبعة الاوراق المالية.
وكان اجتماع لاحزاب المعارضة الرئيسة المسماة بأحزاب لقاء جوبا قد جرى الاربعاء في دار حزب الامة في ام درمان، لتنسيق المواقف بشأن الانتخابات القادمة، وموقف الحكومة الرافض لطلبات هذه المعارضة بتاجيل الانتخابات.
72 ساعة
وكانت هذه القوى قد امهلت حزب المؤتمر الوطني والحكومة مهلة 72 ساعة تنتهي الخميس لتلبية مطالبهم بتأجيل الانتخابات، بيد ان الرئيس السوداني البشير استبق هذا الموعد بتأكيد رفضه لتاجيل الانتخابات اثناء احدى خطبه في حملته الانتخابية .
وكانت حركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور قد دعت إلى تأجيل الانتخابات بعد توقيع اتفاق إطاري للسلام مع الحكومة السودانية.
كما هدد البشير الحركة الشعبية الشريك الاساسي للمؤتمر الوطني بأن عدم اجراء الانتخابات في موعدها يعني بالمقابل رفض اجراء الاستفتاء على حق تقرير المصير لجنوب السودان، مبررا ذلك بان الامرين متلازمان بوصفهما جزءا من استحقاقات اتفاقية السلام الشامل.
قد دافع وزير الدولة للإعلام السودانى كمال عبيد عن إجراء الانتخابات في موعدها المحدد قائلا ان مجموعة الأزمات الدولية – التي اتهمت الرئيس السوداني بالتلاعب بالانتخابات المقبلة – قد أصدرت تقريرها على أساس موقف سياسي مسبق.
وتعد هذه اول انتخابات برلمانية ورئاسية تشارك في احزاب متعددة في السودان منذ حوالي ربع قرن.
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2010/03/100331_sudan_arman_tc2.shtml
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=2870
أحدث النعليقات