نعــــــم تقــف ارتريــــا في مفترق طــــرق ياعزيزي

سليمان مندر

– لفترة طويلة كنت اتحاشى الكتابة في اختلاف وجهات النظر والآراء بين اطياف المعارضة وكنت احاول جاهدا ان اوجه قلمي ضد النظام مهما كانت الاستفزازات او المحفزات .

– ولكن لان هناك بعض الاقلام التي تهدم مايبنيه الاخرون ولان البعض منها يخصني كاحد إداري الغرفتين (الغرفة العربية ) وايضا (ارتريا لكل الارتريين) وانه في الحالتين تم استخدام الغرفتين مدخلا لكيل الاتهامات من قبل شخصين تجمعهما اطر تنظيمية فكان لا بد لي إلا وان اكتب موضحا ومفندا لتلك الكتابات .

– ودعونا نعود قليلا الى الوراء حيث جاء في التصريح الصحفي للغرفة العربية بمناسبة الافتتاح ( ان الهدف من تاسيس الغرفة هو توعية المجتمع الارتري بحقوقه والاسهام مع قوى المعارضة الارترية ومنظمات المجتمع المدني في الدفع بعجلة التغيير تجاه وطن يسع الجميع وعلى اسس المواطنة لاغير ) .

– ثم جاءت ( غرفة ارتريا لكل الارتريين) تحمل ذات الاهداف بل اكثر نضجا حيث اضافت الى مهامها مهاما اخرى اكثر صعوبة وهي العمل على توحيد جهود المعارضة الارترية وان تباينت فيما بينها في المنطلقات والوسائل والتركيز على ماهو متفق فيه كحد ادنى .

– واستنادا على تلك المبادئ جاء لقاء القادة الاول والذي شارك فيه كل من الاساتذة / احمد محمد ناصر / ولديسوس عمار / محمد نور احمد / حسن علي اسد واستبشر المجتمع الارتري والمعارض على وجه الخصوص به خيرا , حيث اعتبر جمع تلك القيادات في لقاء واحد انجازا في حد ذاته مهما كانت النتائج والمحصلات .

– وان لم يقتصر نجاح اللقاء في فقط تواجد تلكم القيادات فقط بل نتج عنه التصويت لقيام مظاهرة بمختلف مناطق العالم تعبيرا عما يتعرض له الانسان الارتري وردا على تظاهرة نظام اسياس .

– وفاز مقترح قيام التظاهرة ضمن ثلاث مقترحات قدمت للحضور

بالاغلبية وتم اسناد مهام اختيار اعضاء اللجنة العليا للتظاهرة الى قيادة التحالف .

– وهنا والحق يقال ان الاستاذ عمار كان الاكثر تجاوبا مع مقترح التظاهرة وان اختلفت معه في الكثير مما قال في اللقاء .

– وايضا كان موقع حزب الشعب ( نحرنت) الموقع الوحيد الذي اشار الى ذلك الخبر وان اختلفنا في الصيغة التي جاء بها الخبر .

– والآن دعونا وبعد هذه المقدمة والتي اعتقد انها جاءت طويلة نتحدث عن ما اريد قوله من خلال مكتوبي هذا .

– في وقت مضى تعذر اللقاء بالاستاذ / محمد نور احمد لاسباب فنية (بالغرفة الارترية العربية ) واشار الاستاذ ارهي حمدناك باستضافة الاستاذ / حامد ضرار بديلا لتواجده بين الحضور , ووافقت ادارة الغرفة والحضور على المقترح واستجاب ضرار لرغبة صاحب المقترح والحضور .

– وتم ما تم في اللقاء والذي كانت تسوده روح المودة والاخاء ولم يخرج ابدا عن اطار احترام الراي والراي الاخر مهما كانت السخونة والجدية في الطرح والتناول , وتبادل ضرار والحضور الشكر والتقدير في ختام اللقاء على ان يتم اقامة لقاءات مماثلة في المستقبل القريب .

– وجاء تقرير الغرفة في مساء ذات اليوم مشيدا بضرار على المشاركة والاستجابة والصبر على اسئلة الحضور ولم نتطرق فيه لما قيل في اللقاء حرصا منا على تماسك العمل المعارض .

– ولكن المفاجاءة المذهلة ان الاستاذ ضرار يكتب بمواقع الانترنيت ويتخذ لقائه بالغرفة عنوانا لاطلاق ما كان يختزنه من قبل !!! وجاء العنوان كالتالي ( من وحي اللقاء بالغرفة العربية ) !!!.

– جاءت تصريحاته وملأت الساحة بالسموم ليعود العمل المعارض الى المربع الاول وتسوده حالة من الاحتقان .

-المدهش ان ضرار نسي حتى العنوان الذي بدأ به كتاباته في الحلقات الاخيرة مما يدل على ان ما كتبه كتب واعد له من قبل وكان فقط بحاجة الى مبرر واهي لاطلاقه !!!.

– ثم كان لقاء الاستاذ محمد نور وكان الاكثر حضورا وتجاوبا وقابل الاستاذ نور اسئلة الحضور بالحجة والاقناع وقابلها الحضور بالاحترام والتقدير .

– بالرغم من ان الكثير من الحضور ردد ان الآراء التي ذكرها الاستاذ محمد نور تعبر عن ارائه الشخصية وليس عن مواقف ومنطلقات الحزب !!!.

– وابرز ما جاء فيها أجابة نور : انه ليس هناك اوجه شبه مطلقا ما بين ( وادي سوات ) والحركات الاسلامية الارترية !! واضاف ( ان الحركات الارترية تطالب بحقوق مشروعة وتناضل لاسترداد ها وان اختلفنا معها في الوسائل ) وذلك في تعارض واضح مع ما قاله الاستاذ ولديسوس عمار في لقاء صحفي له ( اننا لا نريد ان تكون ارتريا وادي سوات آخر ) والذي اثار الكثير من الجدل في الساحة الارترية !!!.

– واورد هنا موضوع وادي سوات لايقافي احد المشاركين بغرفة (ارتريا لكل الارتريين ) وهو عضو بحزب الشعب عن المشاركة طالبا منه تغيير السؤال او ترك المساحة للغير حيث كان سؤاله عن ذات الموضوع ( وادي سوات ) وقوبل ايقافي له بعدم الرضا من قبل الكثير من الحضور , وكانت تقديراتي ان هذا السؤال ورد مرارا وتمت الاجابة عليه تكرارا فليس من المفيد الخوض في قضايا تشغلنا او تصرفنا عما نحن قد اجتمعنا لاجله وكان بكل تاكيد سيغير مسار اللقاء الى اتجاه آخر يؤخر فقط العمل المعارض .

– وللعلم كنت قد تحدثت مباشرة الى الاستاذ ولديسوس عمار حول موضوع وادي سوات وايضا سألته في لقاء اقامته غرفة حزب الشعب به .

– ولابد ان اشير هنا ومع ذكر الغرفة على ما تقوم به غرفة حزب الشعب بالبالتوك وبعض اداريها على وجه الخصوص , حيث تنتهز كل سانحة وتغتنم كل واردة للنيل من تنظيمات المعارضة وتبخيس انشطتها ضد النظام وتتحين الفرص للانقضاض على قيادات المعارضة اذا جاء لها تصريحا او صدر منها بيانا او قولا !!!

– وهنا دعوني اعطي بعض الامثلة :-

– البيان المشترك حول العمليات العسكرية التي قامت بها وحدات من تنظيم العفر وجبهة الانقاذ أقامت الغرفة لقاءا تشكك فيه على صحة تلك العمليات , واتى اداري الغرفة بحجج يصعب على عرابي نظام اسمرا قولها والاتيان بها !!!

– وقبل ايام وبعد العملية التي نفذتها قوات تنظيم كناما ارتريا اجرت الغرفة لقاءا وصل فيه الى وصف المناضل قرنليوس عثمان بالجنون !!!

– والامثلة كثيرة قد لايحتويها المقال وربما تحتاج الى افراد مساحة تخصص لها فقط , واوردت ما تقوم به الغرفة حتى يتم مراجعة ما تقوم به هذه الغرفة ان كان ما تقوم به يتم دون علم او دراية قيادة التنظيم .

– نعود لموضوع المقال فقد كنت افضل الصمت حتى جاء لقاء القيادات الثاني والذي اجبرني لاكتب ما تقرؤون الآن , وقد شارك في اللقاء كل من الاستاذ / عبد الله محمود والاستاذ تولدي قبري سلاسي وجاء اللقاء تحت عنوان (معا نتحدى طغيان اسياس) امتدادا ومواصلة للقاء القادة الاربعة وكنت قد اوصيت ضيوف اللقاءين بعدم الخوض في القضايا التنظيمية والتزم اكثرهم بذلك مشكوريين .

– ولكن المفاجاءة الثانية بل الطامة الكبرى كتابات بعضهم حول ما جاء في اللقاء الثاني وخاصة حول ما قاله المناضل عبد الله محمود ( ان ارتريا الآن في مفترق الطرق ) !!!

– وللحقيقة فاول من عرفت من تلك القيادات الاستاذ / محمد نور احمد وهو اكثر من أتواصل معه مقارنة باللآخريين وان كانت تربطني علاقات احترام بكلهم , والاستاذ عبد الله محمود هو آخر من تعرفت اليه !!!

– وفقط تحدثت اليه قبل اللقاء حول امكانية المشاركة في اللقاء والتنسيق لاجراء اللقاء , اتصالا آخر كان لابداء ملاحظاتي حول اللقاء وقد استمرت المحادثة 6 دقائق فقط ابديت له ملاحظات ادارة الغرفة والحضور حول اللقاء وكانت كلها ايجابية عدا موضوع الترجمة من والى العربية والتقرنية وعدم ترجمته للعربية عدد من المرات عكس ما كان يفعل استاذ تولدي .

– وتفضل الاستاذ بتوضيح وجهة نظره حول ذلك حيث قال انه : توقع ان يكون هناك ترجمة لانه يصعب عليه تكرار ما قال , وكان قد تحدث العربية ايضا ولم يقم بترجمة ما قال الى التقرنية , و انقطع بيننا الاتصال !! لان ذلك ما كنت املك من رصيد بكرت الاتصال !!!

– والآن بعد ان حددت ملامح علاقاتي بعبد الله محمود حتى لا يعتبر ذلك دفاعا دعونا نتحدث حول ان ارتريا تمر بمفترق طرق ام لا !!!

– صحيح انه لم تسلم اي فئة من فئات الشعب الارتري من ممارسات نظام اسياس !!!

– ولكن هل تتساوى المظالم عزيزي اسمروم ؟ عفوا وعزيزي القارئ ايضا ؟

– هل قرأت الاحصائيات التي اوردتها وثيقة ابراهيم المختار ؟ هل تابعت المفارقات الهائلة والمؤلمة ؟؟

– هل سمعت يوما ان هناك وزيرا ينتمي الى العفر خلال ما يقارب العشرون عاما من عمر الدولة الارترية ؟ !!!

الا يحق ا ن يكون منهم وزيرا للاسماك على الاقل بحكم ارتباطهم

بالبحر !!!؟ وماذا عن الرشايدة؟ ولا اعلم ان جاء من قبل من الكناما وزير ؟

– نعم الوحدة الوطنية للاسف في مهب الريح مع اصرار اسياس وتعاطف من حقق لهم من مكتسبات و عدم انصافهم لشركاء الوطن كحد ادنى !!!

– نعم الوحدة الوطنية في خطر وفئات من المجتمع الارتري تطارد وتقصى وتهمش والبعض ممن ينتمون الى من اصطفاهم النظام وحتى الذين في درب النضال يتصيدون اخطائهم وهفوات قولهم وينكرون عليهم البكاء والعويل !!!

– قال احد الاخوة كيف لا افقد الثقة في شركاء الوطن والقس في غرفة ( غرفة الارتريين المسيحين وللجميع ) يدعو بالنصر لتظاهرة اسياس ويردد جميع الحضور آمين !!!

– كيف يحس المضطهد بالوطن اذا كبل ونكل به في الداخل وشريكه يخرج في تظاهرة يناصر النظام الذي هرب منه فقط لانتماء اسياس العرقي والاقليمي وما حقق له النظام من مكاسب ثقافية ومادية .

– اين هي الوحدة الوطنية والمثقفين والطليعة والذين نحسب انهم في خط النضال لم يسطروا حرفا حول الاحداث المتتالية التي تعسف بشركاء الوطن ولايدخرون جهدا اذا بدر من هؤلاء خطأ ما ؟

– نعم فقدت الوحدة الوطنية معناها ومبناها والاسير عند اسمروم هو مجموعة 15 + الصحفي داويت اسحق فقط !!!

– اين بقية آلاف الاسرى والمعتقلين ؟

– اين الوحدة الوطنية وكل يوم يخرج فصيل يعبر عن مظالم قومه بعد ان فقد الثقة في التنظيمات التي نسميها مركزية وبدء لوحده مسير النضال والترحال ؟

– لماذا لم تتخذ اي فئة او مجموعة من الشعب الارتري هذه الاسماء والمسميات في عهد الثورة ؟

– ألم يكن ذلك شرخا بل انشطارا في جدار وحدتنا الوطنية ان تطالب بعد الفئات والتنظيمات وان يتصدر مطالبها حق تقرير المصير .

– وقبل ان نتحدث عن صحة وخطأ مثل هذه الظواهر هل توقفنا عند المسببات والاسباب ؟

– وهل انصفنا واعترفنا حقا بمظالم وحقوق هؤلاء ؟

– البعض اصبح يجاهر بالقول ان الحقب الاستعمارية افضل لان المستعمر لم يسلب ارضي و ياخذ بنتي الى معسكرات الاغتصاب !!!

– وهذه الاصوات اصبحت تتزايد وتجاهر بالقول والحرب اولها كلام !!!

– وهل هناك دليلا اوضح من هذا على ان وحدتنا الوطنية تمر بمفترق طرق ؟

– والكثير من ابناء ارتريا يرددون اليوم كيف نحرص على وحدة ويتشبث الاخر بكل مفاصل الدولة!! اليس هذا الشعور مؤشرا على ان الظلم والاستبداد اصبح لا يقدر عليه او يطاق ؟

– لماذا يتمسك ذاك بالوحدة وطنية في دولة لا يجد نفسه فيها ممثلا في دواليب حكمها ؟

– نعم الوحدة الوطنية اليوم اكثر هشاشة من اي وقت مضى !!!

– ماذا تبقى اذا من وحدتنا والوطنية والبعض منا ينسف اخر ما تبقى من شعاع ؟ الا يستحق من يقول انه مظلوم لنجلس اليه ونستمع الى انينه وشكواه في مؤتمر او ملتقى حوار لنضع مشاكل ارتريا ونتصور لها الحلول ؟ وان فقد الكثيرون الثقة في الجدوى من اقامة اللقاءات والمؤتمرات واصبحت قاعدتهم الذهبية !!! ( ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ) فاي السبيلين اهدى للحفاظ على وحدتنا الوطنية ؟

– الم يكن حزب الشعب من اكثر التنظيمات ايمانا بمبدا التغيير السلمي ؟ لماذا لا يتجاوز عن الاخطاء الصغيرة وصولا للهدف الاسمى وهو ان العديد من التنظيمات تتبنى العمل العسكري وتضعه في اولوياتها كوسيلة للتغيير ارتضت ان تتدارس القضايا وتضع الحلول من خلال لقاء يجمع الارتريين الا وهو ملتقى الحوار الوطني .

– قد يطول انتصار من يطالب بالعدالة ولكن حتما سينتصر فلا ضاعت حقوق ورائها مطالب !!!

– واذا انتصر من هو مظلوم الان عبر وسيلة سفك الدماء وتقديم الاشلاء سيحمل معه مرارات تلك المرحلة وستعيش ارتريا وشعبها منتصر اليوم مهزوم الغد وهكذا دواليك .

– نعم وحدتنا الوطنية في محطات الوداع استنادا على الظواهر والمؤشرات وان لم نتعامل معها بالحكمة ونقف عندها بتمعن سنتباكى حيث لاينفع البكاء .

– و يجب ان نحافظ على الوحدة الوطنية فعلا لا بالدفاع عن اسم الوحدة الوطنية وليس بغض الطرف عن الجلاد وبالقول لمن تحت الجلاد لماذا تتاوه .

– اذا يجب علينا نتحدث عن قضايا المظلومين وان نقف بجانبهم , وسيكون ذلك وحده البرهان والدليل القاطع على ان النظام احادي لايمثل من تم تقديهم دون فئات الشعب الارتري , وسيكون لذلك مردوده الايجابي على وحدتنا الوطنية , اما غير ذلك فيعتبر تبادل ادوار يقوم النظام ومن دار في فلكه بالبطش والتنكيل ويقوم الاخر بدور الجبهة الامامية للدفاع عن ازالة النظام ويضع العقبات والمتاريس امام من يحاول اقتلاعه !!!.

– ختاما وحدتنا الوطنية تسير نحو نفق مظلم وعلى الحادبين على مصلحة ارتريا وشعبها عمل كل ما بوسعهم لانجاح كل بارقة امل تلوح في الافق لانقاذ ارتريا وشعبها بدلا من تحين الفرص واصطياد عثرات قول تركي وعبد الله محمود ان وجدت عثرات !!

– لم اقل شيئا واتمنى الا تضطرني المواقف لقول الكثير.

ولك الله ياشعب ارتريا ,,,

b_wdooh@yahoo.com