قراءة حول آليات التحول الديمقراطي
المحور الأول : الوحدة
هل يمكن تصور وحدة فكر وشعور وسلوك لمجتمع ما بعيداً عن آليات الإنصهار الطبيعي لمكوناته .. أو بمعزل عن صفاته وخصاله ودوافعه الإجتماعية المشتركة التي تمثل خطوطه الثقافية والأخلاقية المتشابهة ؟؟ .. كلا ..
إن تعزيز قيم الوحدة في مجتمع ما لا ينشأ إلا من خلال تضافر الإرادة الحية وإجتماعها حول أسس ومقومات أخلاقية وثقافية وسياسية ثابتة تحمي هيكله التنظيمي وتقوى دعائمه الذاتية والموضوعية .. لذلك نرى أن من سمات الحراك الجاد التماسك ومن سمات التفير الحر التوافق ومن سمات العيش الكريم تطبيقه لقواعد الشراكة والتعايش المستمر .
آليات الوحدة الوطنية :
1/ وحدة القيم الدينية : ـ أيعقل أن تتوحد القيم الدينية لمجتمع ما وفيه كيان مسلم وآخر مسيحي يسير كل منهما في خطٍ موازٍ للآخر ؟ .. بلا ..!! يمكننا ذلك …….
لماذا ؟ … ذلك أن للقيم الدينية سمات مشتركة ومساحة أخلاقية تجمع بينهما وتوحد وجهة نظرهما في الجانب السلوكي … إلا أن غياب الجانب الأخلاقي كمظهر سلوكي لدى أصحاب الديانات السماوية كان السبب الرئيسي وراء إختفاء مظاهر الوحدة والتوافق السلوكي … ومن ثم نتجه هنا لتوضيح هذه الثغرة من خلال هذه القراءة الموجزة التي تكشف بوضوح المنفذ الذي اصبحت تتسلل منه مظاهر عدم الوحدة والتوافق الإجتماعي ، ومن ثم لتبرز أمامنا اليوم وكأنها سمة إجتماعية مميزة لعلاقة الكيانين المسلم والمسيحي .. بل وكأن الإختلاف بينهم في وجهة الإعتقاد والتعبد أصبحت تفرض وجود خلاف في الجانب الأخلاقي ، وهو أمر لا يمكن قبوله لكونه ينافي منطق العقل والواقع ، ومع ذلك أصبح هذا الخلاف يتمظهر وللأسف الشديد في السلوك العام للمجتمع ليستحيل واقعاً يجسده جهلنا بحقائق العلاقة وثوابتها ، وهو أمر يستدعي منا الى معالجة فورية لا تقبل التأجيل وصولاً الى آليات فكرية وتنظيمية توحد رؤيتنا وممارستنا للقيم الأخلاقية .
ذلك أنه لا مناص أمامنا سوى الإعتراف بأن من خصائص الحراك الإجتماعي العام ومقوماته أن يستمد إستقراره النفسي ونظمه الفكري وخلفيته السلوكية من قيمه الدينية الموجهه لعموم البناء الفردي والجماعي ، ولا طريق للوحدة الحقيقية أمامنا سوى الإتفاق حول كينونة هذه القيم وصيرورتها كأقوى القيم الإجتماعية تأثيراً على عملية الوحدة الوطنية .. ……………………….. يتبع
إتصلوا على العنوان التالي: dhnet2010@hotmail.com /www.change4now.jeeran.com
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=2932
أحدث النعليقات