الحلقة الثانية من ..فى حيًنــا فــدائى

قـصًة فدائى من جبهـة التحرير الإرترية

يحكيهـا:

عبد الفتـاح ود الخليفة

بورتن

المملكة المتحدة

الجزء الثـــانى

فـجـأة قطع حبل الصمت صوت دراجة نـارية(تقتق) والصوت أصبح يقترب رويدا رويدا تعرًفنـا على الدراجة و صـاحبهـا  قبل أن نراه,من كثرة تردده على الحى فكـان كمـا توقعـنـا,(زيو أندريوتى) الحكيم الإيطـالى المشهـور والمعروف,بعطفه ,وصبره على المرضى,فى حيًنا وفى كلً حى وحتى سـكـان  قـاع المدينة,

والًذى كــان مشهورا أيضـا بالشراهة فى التدخين,لا يضـاهيه فى ذالك إلا عمًنـا( قبرى طمًـاع), وأندريوتى  هذا جـاء فى ذاك الوقت لطبـابة  طـفل من أطـفـال الحى.

 

وللمرًة الثـانية إنقطع حبل الصمت وتـعـالت أصوات الحمًـالين فى محطة البنزين( أجيب), لحظـات وبعدهـا غطُى  صمت رهـيب ومخيف سمـاء المدينة  وكـان  الخوف والحذر  يعمً المدينة تلك الأيـام, لأحداث سبقت كثيرة,ونحن الأطفـال كـان يتملًكنـا الخوف والخوف من مجهـول آت,لا محـالة !!!

لأن بعض نسـاء الحى لايطقن الصمت, حـكـاوى وحـكـايـات عن عواتى ورفـاقه الأبطـال وبالذات من الخـالة(أم محمد) والتى أصلا أتت الى حيًنا العتيق من أغردات, وكلً مرًة تذهـب فيهـا لزيـارة أهـلهـا فى أغردات نشبع (عـكًات) وحكـاوى عن عواتى الًذى أتى إلى( أغردت لا ندرى متى) والقنبلة التى ألقيت فى الحشد الجـمـاهيرى الذى كـان فى  سـاحة (جـامع الأرواح) ومقتل سيدنـا محمد صـالح (ود سيدنـا مستفى ود حسن) وكيف شنق العم الشهيد محمد الحسن حسنو,والشهيد عبدالرًحيم محمد موسى( وهتوم ميدول سيدنـا حمد صـالح إندى حزو تو,لأمحراى إمبل من حزوت’ أببى,باب إسـات لتأسر إتو إنشـا الله, وهــنــاك تلك المرأة (الرجل) التى تأتى على الخليفة الجد الكبير, وتحكى حكـــايات عن سيدنــا( محمد صــالح ود سيدنــا مستفى ود حسن) ويوم مماته والعملية تلك, والجد والجدًة لا يملًون من سمــاع تلك القصص المتكرًرة, من نفس المرأة ومن نفس الكرسى والكرسى العجيب (الأثر) من صنــاعة العم عبد الرًحمن الحبشى وهــى إمرأة ولكنًهــا ترتدى ملابس الرجــال وقــالت الجدًة مرًة أنه الحزن على الشيخ(محمد صـالح) عبًرت عنه بإرتداء ملابس الرًجــال,وحمل السيف مدى الحياة( عبر ودروس لمن أراد أن يعتبر).

وحكــايــات عن القنبلة الًتى ألقيت على (روشــان ريبــا) (ولادتوم بيلو لكفوًا منَ لحزًو علو إى آمرنــا) هكذا تعلًق (ام محمد)

وأخرى تقول أكوى ودو إلاً  لاتونى أنبل لخــاداميت عد شـانينو إلا ركبت بيلو

هتــا هىً مى وديت قبئ إكوى ركبت إمًا (تعلًق الخــالة آمنة ع.)

وكــأطفــال الحقد كــان قد  ملأ قلبنـــا على زوار الصــباح المبـــاغتين ,على منـازل الجيران فى الحى ,وأعتقــال العم محمد بخيت والعم  سعيد شـاوش ,ويتركون الأطفــال يبكون, ويصرخون,والمركبة العجيبة تلك(    جيب   ) والتى أصبحت متخصًصة فى إختطــاف  العم المنــاضل الشًجــاع محمد على ربـــاط ,وأحداث إعتقـالاته  المتكرًرةأصبحت مــألوفـة  فى الحى , ولكن تحديه هو وأسرته دائمــا وأبدا لقواًت الإعتقـال, جعل من من مسلسل إعتقــالاته المتكرًرة,أحداثا,تؤجج الحقد والكراهية,على جيش الإحتلال (وجواسيسه) الملثمون,كم يبكينــا مواســاة لجمــال وعبده,ويسن أبنــاء ربــاط كلًمــا غــاب العم البطل(ربــاط) فى السجن لفترات تمتدً لشهــور وشهــور الله يرحمهــم جميعـــا (ذالك عهدُ مضى ولكنًى كنتُ لا أطيق رؤية من بقى من هؤلاء الأوغــاد زوًار الصًبــاح  على قيد الحيــاة حتى بعد زمن طويل)

وفى كلً منـاسبة الأغـانى تؤجج المشـاعر الوطنية:-

(عبد الكريم مطـا سنى فـالو: عسر قتلا منوم إب بطـارو)

(هـول بلى سراى وروزانـا)

وحليب ستى حليب ستى:حقـات طبط أقلنـا وعدردى: رئيس إقل نوديكا كم ودهـبتى:

هـول بلى سراى وروزانـا)

ويحكى عن عبده محموداى الًذى خرج للثورة بعد أن حطًم كلً الكـاسات المطبوع عليهـا العلم الأثيوبى فى قهوة العم (عمر أمـان) (أستشهد لاحقا فى معـارك أم حجر 1978( ود محموداى ديب ولاد تحـابرا بيلو) (و حسن ود بـا شميل مـا فقرا بيلو( إستشهد 1974) الفوران كـان قد حصل من دون أن ندرى,وهكذا كـان الجو العـام فى المدينة.

 

خرج أندريوتى من بـاب الجيران مسرعـا إلى دراجته النـارية ونحن الأطفـال من خلفه لأنه يعجبنـا طريقة سيـاقته لتلك الدرًاجة أم عجلين(تقتق), وربـمـا لغرابته لأنه بلا شك غريب الشكل واللًسـان فى الحى وأحيـانا كثيرة نتبعه جريـا لمـسافة, والبعض ينـاديه(أندريوتو بنجورنو) وهـو يردد( بونوجورنو بمبينوس) ويكرر لاشـا لاشـا بالإيطـالى (أترك) لكلً من يلامس الدراجة النًارية(التقتق).

 

وهـو فى هـذا الحـال مع الأطفـال عدى منزل آل بـابندر(الأستـاذ أحمد بـابندر(أبو فؤاد) ومنزل آل يـاقوت وقبل أن يصل الى مرآب سيـًارة العـم أبوبكر يـاقوت,ومنزل آل( أقدوبـاى) وآل محى الدين(نبراوى) وقف( أندريوتى) ونطر هُنّيْهـةَ,ثمً غيًر طريق سيره المعتــاد لأنه لاحظ شيئا لم ننتبه له نحن ,وإنعطف شـمالا ســالكــا الطريق المؤدى إلى آل حنطى وآل سرق برهــان وآل محجب.

 

فى هـذه اللحظة توقفـنا عن السير والرًكض: شابا يـافعـا أسمر يجرى ومن خلفه مجموعة تطـارده ,فى تلكم اللحظة كـان قد وصل منزل آل الخليفة الحسـن ,ومنزل آل سـايق وآل العم( أحمد ميـا)  لم أتبين معـالم وجهـه, يرتدى سروالا وعرًاقى وملتفح ثوبـا وكل ملابسه من نوع (أبوجديد)وفى يده اليمنى شيئ لم أتبينه و كـان أسرع منهـم وكلًهم أشكـالهم ولبسهـم يختلف عن الشخص الًذى يطـاردونه,المطـارد يشبه من أبناء الريف,والمطـاردون أشكالا مختلفة,عتــاة,من الحجم الكبير ربًما كـانو من( البرقيس )(المخبرين اللًذين كـانت تعجً بهـم مدينة كرن تلك الأيـام), وأثنـاء هروبنـا إلى المنزل إلتفتً للخلف وأنـا فى حـالة هـلع شـاهدت الشــاب الأسمر يطلق النًار على اللًذين يركضون خلفه(يـا إلهى إلى أىً درجة كــان إيــمانه قويًا)  وفى هذه اللحظة لم أجد بجـانبى أحد الكل أطلق  لسا قيه العنـان يسـابق الريح للوصول لبـاب منزله !!!

 

,وصرخ أحد الأطفـال,حمًالين توم إنـاس أورو إقل لقتولو لسعو إتو هلو) والآخر: يقول مندوق هـلاٌ مُسلو لكفــا ديبوم(اى معه سلاح وأطلق النًار عليهم)

( هـس بل من بيليكـا, أفوكـم طبطو)!!!! هـذا أحد الأعمـام يزجر وآخر يقول أدخلو: أبقو فى الداخل,(حتى هـو عـاد من نصف الطريق,كـان متًجه لعمله فى المحكمة الشرعية) وعمً الحى صمت القبور,وبدأ إطلاق النـار ثمً صمت ربمـا دقيقتين وإطلاق نـار آخر قفلت الأبواب, الكل فى الداخل, الا القطط, والكلاب,عمًال لسكك الحديدية,أذنت لهـم  الجدًةبالدخول إلى منزلنـا جلسو عند ديوان الضيوف, (لأنهـم ليسو غربـاء على الحى وأهله,غـالبيتهـم من( بقو) (وحشلا بلين)و(إنك مترى) ويتبـادلون الأخبار مع الجد والجدة دائمـا(لصلة تربط الجدًة مع أحدهــم).

(وكلًمـا  وأريد أن أستفسر عن مصير الرجل المطـارد تجزبنى الوالدة للداخل(إنتا جنـا شيطـان عـاوز قســى)

ولحظـات لم نسمع إلا سهيل خيل آل درار حيلا, وبعد دقـائق ليست بكثيرة تسمع أصوات عـالية بالتقرنية(,قطـافى,بلو,حزو).

قلت بعفوية: سمعو هـــليكم طبطو مثلنى(إنتصرو الأوغــاد!!! قبضو على الفــارس)

تردً الحبوبة: إى طبطوً وإى طبطوً من بيليكــا إنت بس أفوكــا طبط(لم يقبضو عليه فقط أنت إلزم الصًمت)

 

 

 

وصوت سيًارات يسمع فى شــارع آل يـاقوت, وبعد زمن تقريبــا نصف ســاعة يتعــالا صوت السيًـارات إذانــا بالتحرًك,فى هذا الوقت كنت أريد أن أطير لأرى مـا الًذى يحصل فى الخــارج ,حبً الإستطلاع, والتهوًر ليس غيره , وجدًى رجل مسنً يقول : قولو: يــا لطيف وألزمو الدار وهـو واقف عند بــاب غرفته فقط لئلا نخرج نحن ,وتحيًنت,الفرصة حتى دخل جدى إلى الداخل ,وإنطلقت الى الخــارج وخلف عصًارة الزيت والحــائط الًذى بنته مصلحة السكك الحديدية,إتًكأت على حجر,لأتمكًن من الكشف على الشــارع مسرح العملية,والًذى يبدأ من ركن آل يـاقوت ومنزل آل الخليفة عثمــان يزيد إلى دكًــان (عم حزام) وآل حجًى جـامع,لترى الطريق المسفلت المؤدى إلى أسمرا…….

,وبالرًغم من كثـافة أشجـار(النيم) الظليلة التى تغطى الشـارع كلًه ومعظم شوارع كرن,استطعت أن أتبيًن سيًارتين عسكريتين,ينعطفــان نحو السوق, فقلت فى نفسى(أكيد قبضو على الجبهـتى,الفدائي البطل,وأكيد يكون فى واحدة من تلكم السيًارتين المشؤومتين, وسمعنـا عمًال( عصًارة الزًيت)  يقولون( جبهتى تو طبطوو, حمًالين طبطوو) هكذا يقول إبراهيم  عقر(عــامل العصًارة)

ويسين يردً عليه: (سلاح لكفا ديبوم بس إيقتلا منوم نى)  جبهــتوم قـانطــام هلًو إلى أيًــام إلىً يقول أبراهيم عقًر

ويطلً علينـا عبدالقـادر ذاك الشـاب (الفنجرى) كـان يعمل صـائغــا: أنــا أذى من سوق مطأكو سوق فلًح هــلآ

أملاكين عبدالقـادر يقول يسين(عـامل العصًارة) : هتوم إتــيا ركبووُ إقل لا جبهتى(أين عثرو على الفدائى,وكيف؟؟

يقول عبدالقـادر: هـو رمى قنبلة على أجيب,(قرى مسقل وندريــاس إقل لقتل لحذى على بيلو,لكين إى ركبيونى,ولقنبلت,ديب لا بنزين لكفيـا بيلو!!!

الكل يحلل وينظًر ولا زال الأمر غير جلى . ولكن على الأقل تأكدنــا أنً الجبهــتى ,(كمــا يسمونهـم الكرنيون تلك الأيام) لقد وقع البطل فى الأسر!!!!!

ويــا ويل الآسرين!!!!

 

 

ولكنى مع بعض الأطفـال نزلنـا من خلف (عصًارة الزيد لآل يــاقوت), ووصلنـا الشـارع الرئيسى لنتبين الأمر وجدنـا عـامل عصًـارة آل يـاقوت(إبراهــيم عقًـر) يحكى ل( يبًا بـابندر):

نعم قبض على الفدائى,وأدخلوه فى سيًارة,لاندروفر وكــان يقبض عليه أكثر من خمسة , وأشبعوه ضربــا وركلا,وتّعْييرا.

 

ويعلًق يسين: ودلا أنسايت سنًى بعل أمعيتُ ولدت أمُ (أنه رجل شجــاع نعم الأم الًتى ولدته)

وعم بـابندر يسأل بلهجته الملخبطة (عربى ,تقرايت,تقرنية): أين كنتم كلً هذه الفترة حتى رأيتم كلً شيئ؟؟؟؟

يجيب إبراهــيم عقًر: منًا مطراق قرالا بـاب لا عسًارت نرإيوم علنـــا!!!يقول إبراهيم عقًر (من خلف باب العصًارة المثقوب)

يضيف يسين عـامل العصًارة: إيتقبئ قبأت إنديكون لتفلى من إديهــوم وفرققيوً أوروت… يقول هذا وهو يتندًر ويتحسر

 

ويقول أيضـا يسين عــامل العصًارة:شــاهـدت معهـم الرجل الذى كــان يضربه هــو جــارنــا,أيًهم يسأل عبد القــادر الصًائغ؟؟؟

إلى لإنيســاى لبيت عد قمــاط كوروى لهــلا (ذاك المؤجر عند آل إدريس قمـــاط!!!!

لالالالأ لا تقل هذا يــا يسين (أيتيبلا إلا لاتو إنــاس مسكينتُ ليه لاتو) ذاك رجل مسكين!!!!! (يقول عبدالقــادر)

إبلاكًــاتـا هليكو ربًك إمن إىً منْ إى تأمن سنًى هـتوتو يقول يسين( صدًقنى  هــوبعينه)

ولكن مـا الًذى أتى به هـنـا؟ ومـا هو عمله (هــتو حمًالته) يقول : إبراهــيم عقر: شقلو لا تو حمًالتُ,ولاكين يوم …..

ويقول يــسين العــامل الآخرفى( العصًــارة) :( يوم لاتونى مثل أبـاى إندى قبآ جبهتى لتكــارف علا)

يقول إبراهـيم عقًر: ربيهُ دلْيو!!!!

وفى هذه اللحظة بالذات سؤالا بدأ يحيًرنى لفترة ليست بقصيرة,هـل سـاهم أحدا من الحى فى القبض على الفدائي, ومن يكون هذا المشؤوم ؟؟؟

, إختفت السيًــارات وإختفت الشرطة من الشًارع  وترى بعض النســاء يدخلن دارا ويخرجن من الآخر,يعطين خبرا ويأخذن خبرا,ترى كوتة من النًاس عند دكًـان(عمً حزام) وكوتة أخرى (عند بمبت أب أريت) وهى المحطًة الوحيدة لإمداد النًاس بالمــاء حينهــا ل (قزا ورقت,وعد عقب, وجزء من (عد سودان)(وحشلا) من يجلب المـاء ومن يتصنًع بجلب المــاء ليتلصص الأخبــار.

الكل, يخمًن, ويحلًلْ وينظًر والكل كـان متعـاطفـا مع الفدائى,والحـكاوى ملأت الشارع.

الكلً غــائب من القرآن ومن المدرسة والأهـل حذًرونــا من الهبوط إلى المدينة,كنًا كمن منعوه من الأكل وهــو يراه أمــامه ,وهـناك أسر منعت أبنــاءهــا حتى الخروج إلى الشوارع الًتى أمــام المنــازل.

من مســافة شــاهدنــا إبن حيًنــا (صـالح) ذاك الشًــاب العصامى, الصًامت على طول الخط, والًذى يراه يحسً بأنً هذا الشــاب يحمل هموم الدنيــا كلًــهــا على كــاهله ,ويخبئ سرًا عميقــا بين جوانحه , قلت للشلًة : ذاك (صـالح) قـــالو لا لأ هـــتو إيكون !!!مى تهمطؤ صــالح أزى!!!

عدًى(صـالح) المثلث المشجًربأشجــار البان(القلاميطوس) بين(منزل آل درار على شيخ,ومنزل آل كنتيبــاى, إقترب وعدى آل العم الشيخ عبدالمولى!!!

قــال عبدالقــادر الصــائغ: أزى تمْ بلو خبر مسل صــالح هــلا!!!

إقترب صــالح وعدًى آل محجًب,وعندمــا عدى آل صــالح نقــاسى وآل يوسف جــابرة,ونحن وقوف تحت شجرة( النيم) أمــام منزل آل( أقدوبــاى) وخلفنــا حوش( آمنة عرًيت والدة عنتر الًتى لم نشــاهـدهــا ولا إبنــها حتى اليوم) إستعدًينــا لإلقــاء الأسئلة ولكن كــان السؤال من يجرأ على الكلام مع صـالح؟؟؟

لأنً صــالح كــان شخصية قوية لا يتحدث كثيرا,قليل الكلام مع الصغًار والكبــار,لا يفشى سرًا ولا يبوح بكلمة!!!!

وصل صــالح إلى مرآب سيًارة عمًنــا أبوبكر يــاقوت فإنتفض عبدالقــادر الصًـائغ قــائلا لصــالح:(آه صـالح كفو وعلكــا مى هــلاً أخبــار لا جبتهتى؟؟؟؟

مــا الأخبــار وهــل هــنـــاك خبر عن الجبهتى؟؟؟؟

نظر صــالح نظرة وكــأنه يريد أن يقول لعبدالقــادر الصًــائغ( أريحو النًاس بصمتكم)!!!

ولكنه عــاد وقــال له : من مى تسًأل هلًيكــا ميتو؟(مــاذا تريد وعن مــاذا تســأل؟)

فقــال عبدالقــادر الصًائغ: لا لأ لجبهتى طبطو؟(هل قبضو على الجبهتى؟)

ردً صــالح:أيوا طبطوًو بيلو!!!( نعم يقــال أنًهــم قبضو على الجبهتى!!!!

ســأل عبدالقــادر الصًائــغ: أى أكــان ســاجنــامو هلًو؟؟دقــانــا ولا كــارشيلى؟؟فى أى السًجون هــو؟؟؟

نظرة واحدة كــانت كــافية لتصمت عبدالقــادر: ولكنه صــالح لم يرد أن يحرج عبدالقــادر أكثرمن ذالك,فإكتفى بقول:سجنوً أى أكــان إى أمرنى(مسجون ولكنًى لا أدرى أين!!! أوروتكــا شوقلو لرئى هيــا قيسو إيتتآكبونى إنسر.(هــيــا تفرًقو فليذهب كلً واحد الى مكــانه أو عمله) ومضى إلى سبيله.

وكلً واحدا منًـا كــان يحسً بأن صــالح (الصًــامت يعرف الكثير ولكنًه لا يريد أن يقول).

 

وصل صــالح إلى الحى وإتجه إلى منزله واحدةمن الأخوات فى الحى خمًنت أن الخــالة (ف.م) سوف لن تصمت وهــى  المعهودة بجرأتهــا وسوف تسأل صـالح بمــا جرى للجبهــتى!!! الخــالة(ف.م) هى تتـابع الوضع فى الثورة وهى تعرف الكثير بحكم تردًدهــا على الرًيف  وبالذات منطقة ميلادهــا(إنجيـنــاق),همست مرًة فى أذن الحبوبة:( قدم كم يوم عد علْكو ولاد مــاطــام علو بيلو,ديب إنجينــاق,وأشعلا,وإنكمىترى) جواسيس لحزو علو بيلو(ود حوكم على مسلوم

!!! وأنــا لقطت الخبر بسرعة البرق!!! (تقصد المـنــاضل حِشــال عثمــان)

وتردً الجدًة قوية الشكيمة( من بيليكى,أفوكم أكبو منينــا بسْ)

جمعت الخــالة(ف.م) كلً مــا تملك من شجــاعة,وذهبت لصـالح فى منزله فى المرتفع

يبًا صــالح( أب قطين) كفو وعلكــا يبًا( يسعد نهــارك صــالح)

يردً صـالح: الحمد لله

لسوق دحن هلا يبًا, نعلا إتا أدامنــا إســات إيلكعو إســـات تتكعى إتًوم إنشــاء الله

يردً صــالح: لا لأ حتى ألبو مدر دحن هــلاً

وبعد أن إستدرجت الخــالة(ف.م.) صــالح فى الحديث: أيكون يبًا( أب لواى) هــتو لجبهتى مى هــلا أخـباره؟؟

يردً صــالح :أنــا مى أمر إتلا مسلكم من هــليكو (ومن أين لى أن أعرف وأنــا هنــا معكم)

تواصل الخــالةالأسئلة وحــال كونهـــا يقول(حنًعْ منًعْ وأنــا منكــا إطنعْ): أيفــالو أبوى أنــا قلى من سمعكــا إتًــا سوق إندى إبيتو(لا عيونى قصدى فقط أن سمعت شيئا فى السوق)؟؟؟

والخــالة (ف.م) هــبطت من منزل صــالح وهى تقول: زابوطو علو بيلو ( إيدى إلىْ سيف على كرار لبـاتكو إنشــاء الله)

ومع السًاعة الحـادية عشرة تقريبا بعد (الًترينــا) الأولى المتًجهة من أسمرا إلى( أغردات) ومع دخول باص (حجًى حسن الثــانى) من أسمرا والمتًجه إلى تسنى كــــان قد إنجلى الأمر وإتًضحت الرؤيــــا,عمًنا (محمد.ج.) والًذى يسكن على المنخفض الغربى لجبل (أيتعبًر) رجل على قدً حــاله, ومن مساكين الحى,قطع قضيب السكك, الحديدية متًجهــا,إلى منزله,قفزنــا إليه كالأسود وكبيرنــا (أ. حيلا) لأنًنــا كنًأ نعرف أنه سوف لن يخزلنــا,لأنه على نيــاته,وبسيط بســاطت الطيًبين.

حكى عم محمد كلً مــا سمع ورآى فى المدينة:

 

أنً الرجل فدائى من جبهة التحرير الإرترية,ومهمته كـانت إلقاء قنبلة على محطة البنزين (أجيب) لتفجيرهـا !!

وسـأله أحد   من الشباب (إقلمى) لمـاذا؟؟

يقول عم (محمد):  لتعطيل حركة الطور والكمندوس, لأنهـم أتعبو إخواننـا  فى الميدان(وآخر يسـأل وحر لمبا من أيًا إقل نزابى تو)؟

أى من أين سوف نشترى الجـاز لمصـابيحنـا, لأن سكـان المدينة كـانو يبتــاعون عادة الجـاز من( أجيب) ومن مكـان العم (عبده لمبـا) قبل أن يؤسس قهوته المعروفة فى وسط المدينة.

وسـأل أ. حيلا الًذى كـان أكبرنـا (أكـان أجيب ندًت ولا مى)  يردً صـالح لا لأ لا لأ لقنبلًت إيتفرقعتنى), تنفسنـا الصعداء,ولكن كـان الكلً يشتعل غضبا من  القبض على الفدائى.

والأمهــات يدعين للفدائى: يــاربى كبدْ أمو أبردْ,يــا  ربى إب سلامتو لأفقرًو من أديهوم,وإدى إتو لتتكرًى من قردا تيقيس

الوقت قــارب على الواحدة, والمسجد الكبير نــادى بتمــام وقت صلات الظهر, وهــدأت النًفوس, بعد أن أتى العم(محمد.ج.) بالخبر اليقين.

وخوفــا من عقــاب الآبــاء, بدأنــا مشوار العودة الى الديور, ونحن نحكى الموقف, وكأنه شريط سينمــائى.

 

 

ونحن ننظر لمكـان الحـادث, ونحكى الحـادثة للًذين لم يشـاهدو الموقف,ونصف كيف كـان الفدائى شجـاعا هو لوحده وهـم بالعشرات,ومن يقول أنً الجبهة سوف تنتقم له عمًا قريب, حـامد عـواتى ( مــا أورو نفىر إندهلا كم أرابـات لأتسـاعيوم على بيلت حلنـا (أم محمد)!!!!

وفى تلكم الًحظة  لفت إنتبـاهى شيئ يلمع مع أضواء الشمس فى ذاك اليوم الجميل وعندمـا إقتربت من ذاك الشيء , يـــا للعجب إنًهـا طلقة نـارية وقلت فى نفسى أكيد تكون واحدة من اللًاتى أطلقهـنً الفدائى,وبلا تفكير خطفتهـا(طلقت ركبكو ناي لا جبهـتى) وتلك قصًة أخرى

 

ودمتم فى رعــاية البارئ حتى الحلقة القــادمة

للتواصل

 

 

Khulafa2o@yahoo.com

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=2960

نشرت بواسطة في أبريل 9 2010 في صفحة التاريخية, المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010