من الذي يتصف بعدم المسؤولية والعبثية.!؟
المعلق السياسي بأسرة تحرير قبيل
أورد موقع “حرنت” التابع لحزب الشعب، وكذلك موقع “تقوربا” الإلكتروني في السابع من إبريل الجاري 2010م نص أسئلة وأجوبه لرئيس حزب الشعب الديمقراطي الإرتري، وجاء في أحد الأسئلة الملتبسة إن المناضل بشير إسحاق رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالتحالف الديمقراطي الإرتري وعضو الهيئة القيادية لجبهة التضامن الإرترية والسكرتيرالعام للحركةالفيدرالية الديمقراطية الإرترية طرح في إجتماع قيادة التحالف (المكتب التنفيذي) تساؤلات وإستيضاحات عن تصريحات لرئيس حزب الشعب تصف مسلمي إريتريا بـ ” طالبان” والتنظيمات القومية بنعوت وأوصاف تقلل من شأنها.
وجاء في إجابة رئيس حزب الشعب نصا :” في الحقيقة فالتهمة الواردة في سؤالك تهمة كبيرة وخطيرة لايمكن السكوت أو المرور عليها مرور الكرام . وبالفعل ما قلته هو صحيح، فهو عين ما قاله المذكور في سؤالك في إحدى المناسبات الهامة (لم يذكر بان المناسبة كان للمكتب التنفيذي للتحالف) وهو بالفعل عضو في أعلى المستويات القيادية بالتحالف … وحتى ذلك الوقت الذي أجيب فيه بالتفصيل على سؤالك أطمئنك بأني أنفي عن نفسي هذه التهمة نفيا قاطعا جملة وتفصيلا. وسوف يتضح لك مستقبلا عبثية مثل هذه الأقاويل المفتقرة إلى الدليل التي ظل بشير يرددها لأهداف وألاعيب سياسية رخيصة وغير مسئوله ” . انتهي كلامه.
أشرنا إلى الطبيعة الملتبسة للسؤال للطريقة التي صيغ بها ، إذ لايدرك من كتبه الفرق بين المعلومة والوشاية، إضافة إلى التعميم السطحي لمضمون السؤال، ليوهم القارئ أنه حريص على وحدة الصف بترك المساحة بين الإجابة وعدمها، وهو أسلوب تتسم به أطروحات الذين يزكون أنفسهم فوق الآخيرين، نهجا فكريا كان أم ممارسة، ليكتمل مشهد مركب العقدة في إختيار إسما مموها، وصفة متابع لقضايا القرن الإفريقي، وهي – في الحقيقة – شخصية في سطحيتها التي عكسها السؤوال، أبعد أن تكون عن كذلك، فهي تبعية وفي أحسن الأحوال، ناهيك أن تكون مهمتمة بقضايا وبحجم القرن الإفريقي، ولم يقل السائل من الذي همس له بكلام طرح في غرفة مغلقة في اجتماع المكتب التنفيذي للتحالف بعد ان حرف سياقه ومضامينه، ومن المعيب ان يكون السائل والمجيب هو شخص واحد، وعموما فليس هذا هو موضوعنا، وإنما تلك الإجابة التي أوردها المجيب على السؤال ” الأقاويل المفتقرة إلى الدليل التي ظل بشير يرددها لأهداف وألاعيب سياسية رخيصة وغير مسئولة”.. ونحن هنا (في وسائل الاعلام) لسنا بصدد الانجرار معه في مناقشة مضامين تصريحاته غير الموفقة والمتكررة، ولا في محتوي ونصوص الاستفسارات التي طرحها المناضل بشير إسحاق في مكانها الصحيح، ولن نناقشها الا في اطار مؤسسات التحالف الذي يجمعنا به وبغيره ممن يهمهم الأمر- لأن الغرض هو التصحيح واستيعاب الدروس وليس الاثارة والتشهير… وسنرى ما إن كان صاحبنا قادرا على الثبات على ماذكر في إجابته تجاه السكرتير العام للحركة، وتقديم أدلته عليها .. أم يقوم بنفيها كعادته – أيضا – جملة وتفصيلا .!؟
ورد في السؤال إن بشير طرح في إجتماع لقيادة التحالف الديمقراطي الإرتري ما يصف به رئيس حزب عضو بالتحالف تنظيمات وأحزاب تضمها هذه المظلة الجامعة لقوى المعارضة الإرترية، في وسائل إعلامية، فما هو العيب في ذلك ..!؟ أيجهل المتسائل والمجيب أن للتحالف الديمقراطي الإريتري هياكل تنظيمية محددة ( مؤتمر عام ، قيادة مركزية ، مكتب تنفيذي) كأطر قانونية ملزمة لطرح القضايا والمواضيع الخلافية .! إن كان ذلك جهلا، فتلك مصيبة .. وإن لم يكن، فالمصيبة أعظم .!؟ أم كان المراد والهدف أن ينساق السكرتير العام للحركة الفيدرالية الديمقراطية الإرترية إلى منهجهم في إختيار الإثارة والفقاعات الإعلامية، لصرف الشارع الإرتري عن قضاياه الأساسية في هذه الفترة الحرجة من معاناته العامة، ومساعيه الحثيثة لحشد صفوف القوى المعارضة ذات المصلحة في التغيير الذي تنشده القطاعات الواسعة من جماهير شعبنا .!؟
طرح المناضل بشير إسحاق تساؤلاته وهمومه في إجتماع للمكتب التنفيذي للتحالف – وليس في إحدى المناسبات الهامة كما ورد في الإجابة الفاقدة للصدقية أكثر من السؤال – بحثا عن إجابات مسئولة، في أطار قائد للتحالف الديمقراطي، هذا الإطار الذي من مهامه أن يعمل للتوفيق بين عمله وعمل التنظيمات والأحزاب المكونة له، لإنجاح البرامج الهادفة لتقصير أمد معاناة شعبنا، وإحداث التغيير الذي ينشد .. فما الجريمة في ذلك .!؟ بل أين هنا عدم المسئولية في الطرح والممارسة .. أم أراد المجيب أن يجعل المناضل بشير إسحاق من المناسبات الهامة والمنابر الإعلامية والخاصة أطاره لبحث القضايا والمواضيع، كما هو فاعل .!؟ هل يريد المجيب أن يحول مهام المنابر الإعلامية والمناسبات العامة من كشف وتعرية منهجية وسياسات النظام للرأي العام العالمي والوطني، إلى منابر لبعثرة آمال وتطلعات جماهيرنا وبعثرة مجهوداتها في وجود قوى معارضة قوية وموحدة من خلال إثارة القضايا الخلافية، لتعزيز روح اليأس والإحباط، بدلا من تعبئتها لصالح برامج مرحلتنا النضالية لإحداث التغيير ..!؟ وهل تتصف هذه الممارسات بالمسئولية .!؟ أليس إن قمة “الأهداف والألاعيب السياسية الرخيصة والعبثية” تتمثل في تدشين غرف البالتوك العديدة ونقل قضايا ومواضيع التحالف إليها لتحويلها مادة سهرية يجري التقليل فيها من قيمة التحالف ومكوناته ووصف أعضائه بأقذع الأوصاف، وإثارة الشكوك والبلبة بين الجماهير حول ملتقى الحوار الوطني للتغيير الديمقراطي .!؟ والسعي للوقوف أمامه كحجر عثرة .!؟ أين هذا ممن يكرس وقته وجهده مع زملائه في قيادة التحالف – ومنهم ممثل الحزب الذي يترأسه المجيب، والذي نكن له التقدير والإحترام -لإنحاج هذه البرامج .. بل ألا تتعدى هذه الممارسة إلى ما هو أكبر من مجرد ألاعيب سياسية رخيصة .!؟ فلمن تقرن صفة المسئولية بين ممارستين شتان بينهما .!؟ ولكن ألا يصدق المثل العربي في حياة المجيب حيث يقول ” وكل إناء بما فيه ينضح ” ..! أليس من الخطأ أن نطالب ممن يشهد إرثه إلاّ بالتواجد حيث كل إنشقاق أصاب قوى المعارضة الإرترية بقدرمعقول من المسئولية المجردة، ناهيك أن تقترن بمثل وأهداف عليا لمجتمعنا ونضالنا .!؟ ألم تتسبب مقولاته في شق الصفوف وبعثرة الجهود في أكثر من كيان معارض.!؟ هل من يسعى للتقليل من شأن التحالف وقواه المناضلة ويحاول الانفراد بالساحة السياسية والدبلوماسية مدعيا الريادة والطليعية، يكون قادرا ليعلم الناس الديمقراطية والتعددية والمسئولية .!؟ هل هذا هو التسويق الجيد للقضايا الوطنية في السياق العادي لأوضاع الوطن، ناهيك ما يتعرض له وطننا تحت نظام لا يبتعد عنه المجيب في كثير من إستعلائيته وإستاذيته في أقل تقدير ..!؟ ونحن نتسائل دون أن نجد إجابة حتى الآن إنْ كان السلوك السياسي للمذكور- والذي إبتلت به ساحة المقاومة منذ وفاة المناضل سيوم عقبانكئيل – هو مسلك شخصي يعبر عن صاحبه .. أم هو سياسة تنظيمه؟ هذا إن جاز الفصل بين ما هو شخصي وعام لشخصية تقود حزبا وتناقش قضايا عامة في منابر عامة وبصفتها الرسمية .!
كل هذه الأسئلة ندعها بمنضدة المجيب ليرد عليها فيما شاء من وسائله الإعلامية أو سهراته البالتوكية ..! بذات القدر الذي نريده أن يقدم أدلته في ما نعت به بشير، وحتى يحس ببعض الإنتشاء والزهوإشباعا لزهوه وإستاذيته المعهودة، فإننا نستعير ولهذه المرة فقط عبارته ” لا يمكن السكوت أو المرورعليها مرور الكرام” ..! وذلك تجاه تلك النعوت التي تتحدث عن ممارسات قائلها ، أكثر مما تلامس أي إريتري يناضل لصالح قضايا شعبه.
ونشير هنا إلى إن وفد من قيادة الحركة الفيدرالية الديمقراطية الإريترية إلتقى بوفد من عقلاء قيادة حزب الشعب الديمقراطي الإريتري قبل فترة وجيزة، وإستعرض فيه الوضع الإريتري في كافة جوانبه، كما نوقشت فيه العلاقات البينية، والتأكيد على التواصل حول كافة القضايا ذات العلاقة، وايقاف الحملات الاعلامية ضد التحالف وضد البعض، ونأمل في قادم الأيام أن نرى الفارق بين ما يقوم به رئيس الحزب وبين ما تم التأكيد عليه في لقاءات العقلاء .
إننا في الحركة الفيدرالية الديمقراطية الإريترية ، ومن منطلق مسئولياتنا الوطنية ، ومهمات مرحلتنا النضالية الجارية ، كنا ولا زلنا نرغب في حشد طاقاتنا كافة ، لصالح مسيرة التغييرالحقيقي الذي نلتزم به قولا وفعلا، لم نكن نسعى للخوض في سياقات جانبية، ولكن التزييف الذي إتسم به في آن واحد السؤال والإجابة، دفعنا لهذا التوضيح .. ويهمنا أن نوضح لشعبنا وقواه المناضلة ،إننا لن نخوض في قضايا انصرافية عن مهامنا النضالية، إلتزاما بها ، وكذا إحتراما لإرثنا وسلوكنا المشهود في الأطر التي ننتمي إليها ، ولن نجاري الإثارات .. فلنا ما يشغلنا عنها.
وإلى لقاء آخر ،،
@ المعلق السياسي بأسرة تحرير قبيل
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=3010
أحدث النعليقات