اين هذا الزلزال بعد وثيقة المختار؟

بقلم/ حامداود

اين هذا الزلزال بعد وثيقة المختار؟ ياليت يحدث .. هكذا اعلنت او تخيلت بعض الكتابات وبعض المجالس ،فهل جماعة مجلس المختار- دام خيرهم- بوثيقتها هذه هى التى اكتشفت الامر؟!!  واسمحولى ان اسميها( الوثيقة الخجولة كالعادة) والتى حاولت ان تراعى عدم اغضاب الاخر،طبعا يعتقد الكثيرون منا حتى الان ،انه الشريك فى الوطن.

ما هذا؟ اين كنا قبل ان تنير هذه الوثيقة دربنا الشائك؟!!! اننى اضحك من نفسى،  بل من السذاجة التى  بدات تظهر لدى ا لبعض منا  ،(ان الامر كشف وان المستور قد اعلن الان).

اولا الوثيقة المذكورة لم تكن الاولى التى تعيد وتتكرر معاناتنا وهدر حقوقنا، فقد قمت انا بنفسى بكتابة مقال مطول عن  الظلم ،وخلافنا مع افورقى وجماعته، وذلك فى موقع فرجت2006 ، وكانت قوى المعارضة تطرح هذه النقاط  التى هى  مركز الخلاف، وكتب عنها احمد راجى وايضا على سليم فى موقع عواتى.( فمن يكتشف مين ومن يكشف مين).

فاذا كان البعض يعارض النظام دون فهم – وهذه قلة قليلة- ماذا يريد بالضبط ، فهذا شانه، لكن فى الحقيقة، ان عدم فهمه وتشوش فكره محسوب علينا كلنا وينتقص من مقدراتنا وليس لصالحنا .

وهنا اريد ان اقول، ياريت نقرا ما يكتب فى عواتى ،بغضه وقديده. وايضا اكتب هنا لتاكيد اننى مع كل ماذهبت اليه جماعة مجلس المختار- وياريت المزيد من التنوير- الا شئ واحد هو امساك العسى من الوسط.

فكفى المطالبة بشعارات رنانة باسم الوطنية الاجوف، اننا نريد حقنا المهدور، فاذا توصلنا اليه ،من ثم يصح لنا ان ننادى بالشراكة اوالوطن للجميع. لا يستوى الامر، فهناك ظالم يتربص، وهناك مظلوم وهو دائما يتشبث بالكل بالجميع بالشراكة!!!!!!!!!!!

كيف يستقيم شاننا ونحن دوما نتواكل على الجلاد، فمرة نصبح ضحيته ومرة اخرى مطيته، وهذا تكرر مرارا فى منعطف/ الاربعينيات ثم /السبعينيات وفى/ التسعينيات، وبعده ،وحتى يومنا هذا.فارجو ان نكون واضحين من اجل المستقبل.

فهل حقا اننا لم نكن ندرى ما بنا؟!!

ما هذا !!! والله اتعجب ، اذا كنا  فعلا – من الغباء- نعارض نظام الشعبية فقد، لانه ساق بناتنا الى ساوا كرها، او انه منع الناس من السفر بحرية ، او انه حبس الاباء والامهات بسبب هروب ابنائها, وانه لا يريد تطبيق الدستور الذى اعده بنفسه( كتبت مقالا طويلا بنفسى فى نقض الدستور المبتسر ونشر فى فرجت ايضا) … لا ليس هذا فحسب، ربما قائل يضيف متسائلا ،اليس نظام الشعبية مسؤل عن حبس واختطاف رجالا  وشباب وتم اعدامهم، اما لانهم بواقى الجبهة او سياسيون محتملون و خطرون على المستقبل، اعنى مستقبل اسياس وزمرته ، بل لانهم متدينون بالاسلام، او انهم من بواقى اليساريين!!؟

يا ايها الناس ( لا يلدغ المراء من جحر مرتين). ونحن لدغنا مرارا.

من جانب اخر ،فى هذه الايام نسمع ونرى بعض الكتابات التى تدعوا الى المشاركة فى مؤتمر هدفه السلام مع اثيوبيا، وسؤالى هو، من قال اننا فى حرب مع اثيوبيا او مع دول الجوار؟!، كلا ،نحن لا فى العير ولا فى النفير ، والحرب المقصودة اظنها تلك التى  بين اسياس واثيوبيا، والتى اصلا قام بها اسياس لتاديب اديس ابابا ونقلبت عليه الموازين، وهكذا يستقيم الادراك( يا الحركة الشعبية من اجل السلام) . وهذا ليس موضوعنا الان.

ورجعة الى موضوعنا اقول ،ماهذا الذى بنا ؟، هل كنا نعارض اسياس وجماعته بسبب قشور القضايا، مثل ما سبق ذكره, اعزرونى ،لا اقصد ان تلك الاشياء هى توافه، لكنى استصغرها امام الكوارث التى ينفذها اسياس وجماعته بمنهجية عميقة.

وهنا ايضا سوف لن اخوض فى الاعماق، لانى ادرك ان الناس تدرك فعلا اكثر منى, لكن دعونا اولا نتساءل ،هل حقا لم نكن نفقه لماّذا نحارب او نرفض نهج اسياس وزمرته, حشى ،لاظن اننا اغبياء لهذه الدرجة، رغم ما هو موجود فينا لاسباب موضوعية ندركها سلفا، ومنها التخلف والفقر، والفوارق الحضرية-  كما قال عنا جيمى كارتر- ،وعدم التعاون البناء والتعاضد المصيرى ،التى تمنعنا ان نكون كوما واحدا موحدا. كما انه لم نعلن يوما  اننا   نراهن ونحدد ونربط ،ان حقنا يكتمل نصابه اذا وجد بعضا منا مناصب او وظائف فى حكومة التغرنيا.

المهم، كنت اعتقد – وهذا افضل طريق ساذهب اليه – كنت اعتقد ان فهمنا الجمعى يتعدى ذلك، واننا فى مرحلة افضل من السابق ، فنحن نعارض اسياس وجماعته  واحقادها  وجراءتها فى طمس كياننا نحن مجموع المسلمين, وقد نفذت العديد من برامجها ،بعضا منها ونحن نيام، والاخر ونحن عاجزون ، ولا زالت تسير تجاه كل مخططاتها اللاحقة، وهى معلنة وغير خافية.

نعم  نعارض اسياس لانه عمل وارسى  فى تمليك التغرنيا مقدرات البلاد ،من ثروة وسلطة وثقافة وسلوك اى انه سلبنا عاداتنا وتقاليدنا ،  وهى اسس الترابط بيننا ، وهى مقوماتتنا الاسرية  ثم الاجتماعية ثم الوطنية و ذلك من اجل فئته التغرنيا ، ومن الواجب الا نطلق عليه تسمية الدكتاتور، الا فى خطابنا للمجتمع الدولى، لانه باختصار صاحب هدف اثنى لعين، وليس طامع سلطان.

والتغرنيا انفسهم ،يعرفون ذلك بل ويقد سون مسعاه, اما نحن رغم هذا ندعوهم بالشركاء. لا علينا، هل تساءلنا بعمق متى كان الاستلاب؟ ومتى بدات القصة؟ حتى نفهم ان كنا فرقاء ام شركاء.

بصراحة انا فقير الى المعرفة ولا ادعى  امتلاك الحقائق، وايضا لا ادعى ان فى مقدورى بلورة المسألة، هذا اذا كانت خافية للبعض منا ممن لم يتعمقوا فيها .

باختصار شديد فى الاربعينيات من القرن المنصرم طرح اباؤنا مسالة الاستقلال للارض التى كانت تجسم عليها ايطاليا ،مفسرين الامر،( ان الكل اخوان اخوان)وانه طالما الكثرة للمسلمين ،فان ارتريا سوف تكون لهم السلام والاطمئنان والعيش باستقرار. وفى نفس الوقت قرا التغرنيا ذلك (لا اخوة..لا اخوان ) واعلنوا ان البقاء ضمن اطار الدولة المرتقبة، سيكون هدما لهم ولن يجدوا الخير ابدا , فاختاروا الذهاب الى اثيوبيا، فقط لانها مسيحية وستحميهم من مخاطر المستقبل المبهمة, وكان النصر حليفهم لان المسلمين لم تجدى كثرتهم، لانهم اصلا اصطنعوا الفرقة من البدء- شرقة \غربية او تقسيم\انضمام-, وفشلوا . وحتى وان نجحوا فهل كان فى مقدورهم الاحتفاظ بمركز الصداره اى القوة؟!!ا والاستمرارية لاجيال وراء اجيال؟ ،اتساءل فقط ،اصلا  لان المسلم فى طبعه ميال الى العدل والعدالة، والمجاملة والتسامح، والاشراك والتقاسم، بما يمليه مفهوم( خير الامور اوسطها).

ثم مرة اخرى،ركب  المسلمون  موجة انتزاع الحق  بالقوة، واسسوا سارية الكفاح (لخضرة ام العالم), وبذلوا دون حساب، لكن لم يكملوا، لماذا؟  لانهم اضعف مما كانوا يعتقدون، وتداعى بنيانهم بين اصابعهم واذانهم صاغية وعيونهم مندهشة ( اه .. هذا الام لم يندمل بعد) . وكيف ارتضى التغرنيا النضال ؟ نعم ،لان  التغرنيا عندما ذهب مولاهم هيلاسلاسى ايقنوا ضرورة اللحاق بالركب، وخاصة مع مطاردات( قيح شبر) ،على الاقل الحفاظ على حقهم ووجودهم،وهو الذى لم ننكره يوما ولا زلنا، وبمجانية خالصة ،نعترف لهم( بالشراكة) وهكذا فعلوا ،سرقوا الجمل بما حمل، وبسواعد المسلمين التى لم تتخاذل فى دفع ضريبة الاستقلال ابدا,معتقدين ببراءتهم المعهودة ،بان ذلك هو الاجدى للوطن، للشراكة، ولم يتخيلوا ان هذه هى مرحلة الاستلاب الكبرى، اى خروج المستعمر وتسليمها مستعمر اكثر حقدا ولؤما.

ثم اليوم،  ياتى البعض منا ويقول، ان الزلزال جاء ونكشف الامر!!!!! من قال هذا؟ما هو مكشوف من زمان ،واذا اعتبره البعض بسزاجة ،هذا هو المستور؟ فمن حقنا ان نقول له هنيئا لقد اصبحت تدرك ولو متاخرا، وهنيئا لنا، لان بعضا من قومنا افاقوا من سباتهم؟ وهذا سيقوينا ويدعمنا ويجعلنا نفكر سويا .

المهم ، ففى الحالتين انه لامر مفرح ومعزز للامل. وانا اشيد به، ليس هذا فحسب، عليكم ايضا ان تتوسعوا اكثر لفهم اعمق (اى ان تمارسوا لعبة المعرفة التى هى قراءة الماضى  والحاضر لتتنبؤ بالمستقبل ) ومن بعده لنكون اهل فعل اقوى، فنحن مبعثرين هنا وهناك سوف لن نصل الى ما نريد، وعلينا ان نوحد وعينا وسواعدنا، وما نريده هو( حقنا المسلوب، المسلوب، المسلوب، المهدور).

وهذه هى الحال:

1-    ان التغرنيا ينظرونا الينا / بالغباء/ المسكنة /الجهل/ الفقر/ الضعف/ والشتات، بل يريدون ان يلقوا بنا خارج اطار الخريطة.

2-    بالمقابل ننظر اليهم بالشريك منذ الاربعنيات حتى اليوم ، وانهم الاقوى /المثقفاتية/ الفاعلون/ الاذكياء/ والقادرن، ويجب على الاقل الانحناء لهم، ولوا بقدر خفيف، ثم الاستسلام.

3-    نؤمن بالحوار كمنطق واسلوب متحضر ولا يؤمنون حتى بحق المطالبة بما يخصنا، نهاهيك ان نسمى الاشياء كما هى، ولا يعترفون بالظلم الذى يمارسونه علينا فى الداخل والخارج هل رايتم او سمعتم من التغرنيا عترفا بالظلم الذى بنا؟ لا طبعا.

4-    وعندما ظهرت فى الاونة الاخيرة، شيئا فشيئا ، بوادر تجمعنا نحن المسلمون، لنكون فى خندق واحد، بادر ابنائهم فى ما يسمون انفسهم  معارضين لاسياس وجماعته، فى طرح القضية بانها تسلط ديكتاتورى فردى وليس الا ، وساقونا كالاغنام معهم ، نردد نفس اقوالهم ،بل ذهبوا الى ابعد ما يكون ،بان اجتذبوا افرادا من ابنائنا الى صفهم(  بما فيهم سدرى) واعلنوا ان مجموعات المسلمين لا تمثل القضية (بل انها خطر قادم) وانهم البديل القادر والكفؤ، حتى انهم ذهبوا الى محاربة التجمع الوطنى، وان لم يعلنوا التملص منه ،وبشدة اكبر جبهة التضامن، الحركة الفيدرالية ،مجموعات الجهاد,وبالتاكيد يرفضون ايضا مجلس المختار، وكان اخرها مطلبة اديس ابابا بالتحالف معهم والتواطؤ من اجلهم، وابعاد ممثلى المسلمين من الاستراتيجية الكلية، وذلك فى زيارة مسفن حقوس وادحنوم غبرى ماريام وتسفاى دقيقة (وهو ثالوث حماسين ،اكلى قوزاى ،سراى ) بداية2010  لاديس ابابا، حتى ولدى يسوس عمار ابعد لانه محسوب على البلين، وان كان قسا يسوعيا، يعنى انهم يؤكدون بكل السبل طغيان التغرنيا.

5-    التغرنيا سوى كانوا مع او ضد اسياس ، فى  الماضى والحاضر والمستقبل ،يريدون الانفراد بالوطن ولا يعترفون بالاخر، وتمادوا اكثر، بان اقترحوا علينا بوطن بديل هو السودان، كما فرضوا علينا ان نهتم بلغة الام ،بهدف ان ياكل الذئب القاصية من الغنم، لكننا ، وهذا  ضمن عيوبنا- حتى هذه اللحظة- نرى فيهم بانهم شركاء.

6-    فرضوا لغتهم فى كل زاوية وكل مكان وكل مؤسسة بما فيها ساوا (مدرسة التصنيع و التلقين الكبرى كما سماها د كتور تسفاى وهو مدرس علم اللسانيات فى جامعة امريكية) .

7-    الاستيطان فى اخصب مناطق المسلمين،ونزع اراضى المسلمين دون وخذ ضمير او خجل، حتى جنرالات الجيش الذين اسسوا بساتين خاصة بهم، ولكن باسم القوات، على ضفتى بركة والقاش، قاموا بتسميم مياه البرك والابار لابعاد مواشى الرعاة.

هل تسالنا يوما، كيف استوطن التغرنيا فى كل من شيلالو/ ديدا/ تكومبيا/ وغيرها ،فى اعالى القاش، ومتى كان ذلك ( بداية الستينيات فى عهد قبرى غال)؟، ولماذا بالضبط جرت مزبحة  عد ابرهييم؟، ولماذا يكرهون عواتى؟ اعرف ان الكثيرين لم يسمعوا بهذا، ناهيك فهم المخطط القديم الجديد.

رغم اننا جميعا ندرك ذلك ، الا اننى هنا ،اريد ان اشير اليه فقط للتذكير ، لان التذكر والتكرار ينشط الذاكرة ،ويركز التعميق اكثر، وهو  ان التغرنيا ،وحتى المعارضين منهم لازالوا يعتمدون كل ماهو سبيلا  لسلب واستلاب حقوقنا ،حتى يكسبوا الزمن فى تفتيتنا ، ومنها مثلا:

1 ينفثون اللؤم فى خطابهم على ان التغرنيا (ظرويات ايووم) وهم الاصلح والاحق.

2 لا رابط بين القبائل الاخرى وانها مجتمعة اقل عددا وشئنا من التغرنيا

3  خدم النظام وجواسيسه هم المسلمون، والوزراء منهم فاشلون

4 المسلمون لا يمكنهم الاتحاد

5 الكوم الاكبر هم التغرنيا وان كل كوم من الاكوام الاخرى اقلية، فاذا كان هناك حق هو نصيب الاسدين للتغرنيا.

6  بدون التغرنيا لا تكون ارتريا اصلا

7 المسيحيون هم فقط التغرنيا وغيرهم لا

8 التغرنيا هم اصلا محط اعجاب الاخرين

هذه الاشياء يتم تطبيقها ويجرى التاكيد عليها بمختلف السبل والالتفافات فى الخطاب الاعلامى ومنها:

لا علينا تكرار كل المسائل، وباعتبار انها مدركة لدينا سلفا، لكن اسمحولى بان اعديد مرة اخرى، جزء مماذكرته فى مقال سابق فى بداية عام 2006  تحت عنوان (الإبعاد الاجتماعى أم التماسك الاجتماعى؟ ) عن الذى يجرى على قدم وساق فى ارتريا، واليكم جزئا منه، اى المقال:

…فإذا تسألنا لماذا أفورقى وجماعته  ومعاونيه يمارسون هذه السياسات المرفوضة، لماذا بهذه الحدة، ولماذا يرفض الإصلاح أو الديمقراطية والحقوق؟ فالشعب الإرترى والمجتمع الدولى بشكل عام، يدركون ويفهمون هذه الحقيقة.
نقول أن هذه الممارسات ليست ساذجة، وليست هدفها فقط تمسك أفورقى بالحكم !!  لا  ليس الامر بهذه السذاجة ، بل انه  رجل يضحى بما يستطيع لخدمة قومه ،وانه  قد أثر على تنفيذ أهدافه بهذه الوسائل الحادة حتى يتمكن من اختزال الوقت بقدر ما يستطيع، ونقصد بهذا، ضمان تمليك السيطرة والقوة فى إرتريا لفئته التغرنيا، وبالتالى التمكن من  فرضت أمر( الواقع فى المستقبل). لذا فالنهج الممارس حاليا ،هو  عن قصد، وإن الحدة الممارس بها مقصودة هى الأخرى، ربما لتاكيد القوة وشل الفريسة ،بل ولاختزال مشوار الطمس .

فالقيادة الإصلاحية من جماعته السابقة ،كانت أصلا من الذين رفضوا هذه النهج (القوة و نهج الاجبار) وان شاركته الحلم والهدف، الا  أنها فى الواقع كانت ولا تزال تؤمن بأن لا حاجة تدعو إلى هذا القمع والاستبداد لتملك الحظوة والسلطة والثروة.
فقد اختلف معه العديد من خاضوا مع أفورقى المعترك أو الذين شاركوه من خلف الجبهة الشعبية، إذ أنهم رأوا أن الوصول إلى هذه الأهداف (المشتركة ) يمكن عبر الممارسة الهادئة والمقننة(  على نار هادئة)، بعيداً عن التصادم المحسوس والمكشوف والمعلن، بحجة أن التكوين الاجتماعى فى إرتريا لا يحتاج إلى هذا الإفراط من الضغط والقوة لتحقيق السيطرة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمجموعة المراد لها أن تكون دينمو البلاد.

إذ هى أصلا متمكنة فى كل المقدرات دون منافس حقيقى من الأثنيات والديانات الأخرى، نسبة للوضع الاستعمارى الذى كان سائداً، والذى ركز على رفع مستوى هذه الفئة. وعليه فإن أفورقى لم يكن من السذاجة بحيث تفوت عليه هذه المقارنة أو هذا التقييم الذى لدى رفاقه،و من الفئة التى تعتبر أصلاً من جلدته، لكن حبة للأنفراد بكل شئ، جعله لا يعطى الفرصة لمشاركته التحكم فى البلاد من باب الحرص وعدم الافراط فى الفرصة المتاحة ، ليس الا.

أما الأقطاب العرقية الأخرى، والمغيبة فى الواقع، والتى يريد أفورقى تغيبها إلى الأبد، فهى أولاً غائبة من كل النواحى، سوى فى المقدرات والإمكانيات والاراده (والعلم والمال) لظروف تاريخية معروفة، كما أنها أصلا غير مهيئة للتنافس وخلق الحضور وطنياً، وأقل ما يقال عنها، أنها فئات مفتتة، لا تستطيع لتكويناتها التاريخية والعرقية والسلوكية، أن تشكل بسهولة، فئة متجانسة يحسب لها الحساب ، وهى حقيقة فئات عرف عنها أنها أقل حدة فى التعامل مع الاخر، وتتسم بالسلمية، وايضا بالسلبية حينا عندما تدعو الضرورة لعمل مشترك(عامل الثقة) وقبول الواقع  بتنوعه وبكل علائقه (لصالح الجمع)، حتى أن افرادا منا لا تزال لم تدرك بعد ،عمق ما يشكله خطر سياسات أفورقى الاستيعابية والتى يباركها  جزءا كبيرا من اهله وتابعيه، ومساعديه .
وعليه، فالنظر إلى النسيج العرقى والاجتماعى والعمق التاريخى والواقع الاقتصادى للمجتمع الإرترى، قد يعطينا فهما، بأن الذى يقوم به أفورقى ما هو إلا أجهازاً على المجتمع الإرترى الذى ظل متماسكاً ومنفرداً فى وحدته الوطنية (قبل الاستقلال ،والتى انجزت فى المراحل الاخيرة من الكفاح المسلح)، وهذا ما يشهد به التاريخ.
كما أشرت فى مقدمة هذا المقال، أن إرتريا وشعبها ، بلد ذو مقدرات محدودة، سوى فى الثروات الطبيعية أو البشرية كما ونوعاً، بالإضافة إلى خور قواه طول سنوات الاستعمار وعدم تمكنه من امتلاك المكونات الأساسية للمدنية الحديثة/ الإرث المؤسسى/ التجانس/ التمكن الاقتصادى.
وفى مقابل هذه الحقائق، ظلت فترة النضال التحررى، محطة خاصة فى تاريخ هذا الشعب، من حيث تعميق روح الانتماء الجماعى، وثقافة التعايش السلمى والإنسانى، رفع شعارات الوحدة والمصير المشترك والمساواة، وتلك الشعارات البراقة، قد كونت أو خلقت وعياً هادفاً، على الأقل فى الخطاب العام لتلك المرحلة، بأن الآمال والطموحات هى خلق مجتمع متعاف ومتجانس منألف سيعيش فى سلام واستقرار دائم. وهذا ما خانه أفورقى، وسنأتى فى حينه كيف فعل؟
فإرتريا تعتبر مقارنة بمساحتها، بأنها فيسفساء من الأعراق والأجناس بين سامية وحامية ونيلية، وتتوزع بين ديانتين رئيسيتين قديمتين ، الإسلام والمسيحية.

وللنسيج العرقى من الصعب فرزه وتحديده ،إذ يعتبر فى، الغالب، يتحدر من اثنينة واحدة  أو متقاربة بالمتزاج، وعرف هذا الشعب بالتعايش السلمى فيما بين عناصره، إلا ما ندر، والذى ارتبط بتدخلات خارجية فى التاريخ القديم، ويمكن القول أنه أكثر شعوب المنطقة تعايشاً,وهدوءا، إذ أنه يخلو أصلا من صراعات حادة سوى إثنية أو عرقية أو دينية. حيث شهد له من استعمره أو درسوه، بأنه مجتمع مسالم ،وخاصة فيما بينه، كما أنه أثبت فى عدة مراحل أنه شعب ذو خصوصية فى علاقاته وانتمائه. والمرحلة التى يعشها المجتمع الإرترى من التخلف والفقر بالإضافة إلى كونه لم يخرج بعد من طور العرف والقبلية ( عندنا اصبحت كمفهوم واحساس  وليس كواقع معاش ) وباعتبارها حساسة، فمن  المفترض احترامها والتعامل معها بحرس . لذا  فإن تبعاتها لابد لها من الحضور (كما هى الحال فى مخيلة المريض أفورقى) إلا أنها أيضاً لم تكن عنصراً يدعو للصدام الحاد، وقد عرف الشعب الإرترى أنه ظل، وحتى الآن أيضا، بحسم الخلافات فى هذا المنحى بالتراضى والمصالحة، التى أسس لها قوانين ضارية فى القدم والجذور، لهذا فإنه  لم يشكل عنصر اختلاف عميق، وكما قلنا، إن المجتمع الإرترى يفتقد إلى التأسيس المدنى الحديث، الذى لابد من وجوده لكى يواكب متطلبات البناء والاستقرار. وهذا لا يتأتى إلا بإرادة سياسية ووضع قوانين ومؤسسات ونظم إدارية وهيكله تنظيمية تلبى حاجة المجتمع.
فعندما نالت البلاد استقلالها عام 91 ورثت مؤسسات حكم وإنتاج شبه متخلفة، دمرتها الحرب، ومن الناحية الإدارية والاجتماعية،( واداريا  لكونها مورث استعمارى) كانت ذو سمة تسلطية إلى جانب أنها ذات طابع يسارى ماركسى متخلف، كان لابد من إلغائها [طبعاً بالرغم من طرد معظم الموظفين الإداريين السابقين من الخدمة ،الا انه لم تجرى ترتيبات حريصة على اشراك الطرف الغائب فى توازن الوظيفة العامة، بل عندما اصر المرحوم/ عبدالله دؤود بترتيب الوظائف الحكومية تم اغتياله وكما اقتيل لاحقا شقيقه محمد دؤود لحربه ضد لغة الام]، بالإضافة إلى عدم تجاوب من فى السلطة مع الايادى التى مدت لهم للمساعدة، سوى من الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية الاخرى، فى إبداء المساهمة فى تأسيس إرتريا، فى النواحى الاقتصادية والنظم الإدارية، وهذين العاملين الحاسمين، قد ضيعا فرص ذهبية من إرتريا،ووحدتها.
فالبلاد لم تستطيع أن تخلق لنفسها نظم وقوانين إدارية  واقتصادية وتنموية ، لسببين ايضا، أولهما عدم رغبة قادتها، وخاصة أفورقى، لأحداث ذلك، وثانيهما لضعف الإمكانيات والمقدرات، ولا تزال جامدة ولم تتحرك فى هذا الاتجاه بشكل حقيقى، وكل ما تم رغم مرور ستة عشر عاماً، يعتبر ضئيلا بل كاذباً.

ماذا فعل أفورقى داخلياً:

أولا منع سريان الدستور، ولازال يماطل فى وضع القوانين المدنية والإجرائية. وحتى المحاكم والقضاة يلبون طلباته فى إقرار الأحكام والاستئنافات التى يريدها هو،  والأمثلة كثيرة هنا،ولا يمكن حصرها.

يواصل منذ قبل استقلال البلاد، فى القتل والسجن والخطف دون محاكمات أو إعلان، لكل من يعتبر معارض له، أو لا يليى سياساته، بما فيهم السياسيون والصحفيون ورجال الأعيان والموظفين والمواطنين والمعارضين إلخ.
نزع الملكية الفردية، من مؤسسات خاصة وأراضى، وتجارة ، وتطبيق قوانين جائرة فيما يخص النشاطات التجارية والاستثمارية والمبانى والمساكن، وتسهيلها لأبناء منطقته، حتى إن قانون الأرض الذى أقره، وأبطل مفعوله بنفسه، سخره لصالح أبناء التغرنيا فى الاستحواذ على الأرض والانتفاع منها حيث جعله حق إلهي مشروع لأبناء منطقته، وحرم منه باقى سكان البلاد.
تجميد الأنشطة السياسية للحزب الحاكم خاصة المؤتمرات والاجتماعات الدورية.، رغما من ان هذا يخصهم الا انه سبيل للهيمنة والتحكم.
فرض سياسة تعليمية إكراهية، وإجبار المواطنين على الدراسة بلغة الأم بقرض التجهيل، وحصر التعليم العالى فى مناطق معينة، ساوا وماى نفحى باسمرا. وتسخير كل المنح التاهيلية الخارجيةللتغرنيا فقط، بما فيها منحة جنوب افريقيا للدراسات العليا .
منع دخول الكتب والمجلات والنشرات الدورية العربية والدولية وكذلك الأشرطة والأفلام الأجنبية، ومنع انتشار الصحافة والإعلام الخاص، وإلغاء قانون الصحافة.
يتم فى عملية توزيع الأراضى إعطاء التغرتيا مساحة خمسمائة متر مربع فى مناطقهم الأصلية لكل من بلغ الثامنة عشر من العمر، وحق التقاسم مع غيرهم فى المناطق الخاصة بسكنى القوميات لأخرى. فى حين يحرم قطعاً على الآخرين ان توزع عليهم قطعة سكنية فى مناطق التغرنيا، والتفكير فى ذلك من المحرمات.  فان اخر ما توصلت اليه مخيلة افورقى هو منع بيع الاراضى السكنية والعقارات فى اسمرا وضواحيها وخاصة، لغير ابناء المنطقة، واكد على ان الذين باعوا جزاء من ارضهم ، بان البنوك ستمنحهم القروض المفتوحة  لاستراد تلك الاراضى والمساكن التى بيعت لابناء المناطق الاخرى.

ويقوم قسم تخطيط المدن والأسكان بمنح أراضى السكن فى المنخفضات أى خارج مناطق التغرنيا، بواقع مئه وثمانون متر مربعاً فقط، رغم ما تمتاز  به هذه الاراضى من امتدادت واسعة/غردات افعبت تسنى و .. / بالإضافة،  كونها تقع فى مناطق طقس حارة جاف ،كان من  الطبيعى  والمفترض  أن تكون المساحة فيها أكثر من خمسمائة متر مربع.، طبعا اهل المنخفضات تفرض عليهم ضرائب اراضى بواقع الفين وخمسمائة سنويا على ارض السكن.
العمل على فرض ثقافة الآخر، بشتى الأساليب، بما فيها التعليم، مخاطبة المؤسسات والخدمات والشؤون الإدارية والقضاء والسلطات فى مختلف المستويات، وتكريث لغة وثقافة واحدة ،حتى على مستوى الشارع، وتوظيف الإعلام المسموع والمقروء والمرئى لصالح لغة واحدة وثقافتها(هناك بث اذاعى باللغات الاخرى فى حدود ضيقية بهدف الالهاء.
ممارسة الضغوط المتعددة الأوجه (الإبعاد الاجتماعى) فى مختلف المستويات والمناسبات والإجبار على تقديس ثقافة الآخر ، وأقصاء الثقافة الأخرى.
القهر والتسلط والإجبار، والاختطاف والسجن والتعذيب ضد المسلمين بشكل خاص، أو اتباع الكنائس الجديدة مثل شهود يهوا، والبينتا كوستا،( لانها تفتت الارتدوكسية) وإجبار الناس على الهجرة أو الاستلاب.
خلق عدة مستويات من أجهزة الأمن والارهاب/ الشرطة/ الأمن الداخلى/الامن الخارجى/ المباحث/ الأمن الوطنى/ جهاز دعم الشرطة/ الشرطة العسكرية التى تقوم بمهام الحراسات وضبط النظام/ قطاعات الدورية من الجيش./ ثم الميليشيات المسلحة/ والمليشيات القروية/، والحرس الرئاسى الذى يشرف على المطارات والموانئ.
منح القادة العسكريون، حق إدارة البلاد، بأن جعلهم المسؤولين الأعلى للإدارة الإقليمية. وحق التصرف باسمه والدولة. بما فيها صلاحية إعدام الجنود بقرار عسكرى على مستوى الالوية والكتائب.
منع المساجد الإسلامية والمعاهد الدينية من مزاولة أنشطتها أو تلقى الدعم والمساعدة والإغاثة من الخارج أو من تبرعات المواطنين.، وفرض ضرائب على الاوقاف الاسلامية، فى حين تم رفعها عن ممتلكات الكنائس وعقاراتها.
عدم السماح لابناء المسلمين فى الجيش تقلد مناصب اعلى من قيادة السرية ( اقل من سبعين فردا).
منع العديد من المنظمات الإنسانية والخيرية  الاجنبية، وخاصة الإسلامية، فى العمل والتواجد فى البلاد، كان أخرها طرد ثلاثة منظمات خيرية إيطالية وكذلك الوكالة الأمريكية للتنمية USAID حتى لاتساهم بشكل واخر فى تقديم مساعدة او دعم غير متوقع وصوله لابناء المسلمين دون تدخل التغرنيا.
منع حركة التجارة بين إرتريا ودول الجوار، والغريب فى الأمر أن إرتريا كانت تنتعش من حركة التجارة بينها وبين أثيوبيا والسودان. والحق يقال أن رزق الإرتريين كان يأتى من هاتين الدولتين ،والسبب كى لا يستفيد المسلمون من هذه الحركة الاقتصادية الحدودية.
منع المقتدر من أبناء الوطن من بناء مدرسة أو مشفى أو مرفق خدمى باسمه أو عائلته مهما كان أهمية هذه المرفق.،كما حدث فى كرن اغوردات افعبت وغيرها.
مصادرة أراضى أو مبانى دون تعويض، باسم الصالح العام(.فى اراضى المسلمين فقط) بشكل مشهود فى مصوع، واسمرا وكرن ونقفة وغيرها.

وبتعمد جعل جباية الضرائب بصورة تقديرية ،يتم فرض الضريبة على المسلم بضعفها ،مما يترتب ان يخرجه التغرنينى ،فى المجال والمقدار المتماثل للنشاط الاقتصادى .

منع إقامة المؤسسات التعليمية الخاصة، حتى للجاليات الأجنبية وكل البرامج التنموية والتعليمية اذا كانت فعلا كذلك، فهى موجهة الى تنمية التغرنيا،( حتى تلك التى تنظم فى شكل دورات تدريبية قصيرة الاجل، فى مناطق المسلمين، ينتسب اليها بواقع اكثر من النصف للتغرنيا، الذين يتم احضارهم عمدا من المرتفعات فقط حتى انتهاء الدورة التاهيلية).ويتم تقنينها بالتعاون بين ما يسمى مكتب دعم التنمية(تابع مكتب اسياس) ووزارة العمل والرعاية الاجتماعية.
حصر الوظيفة العامة على أبناء التغرنيا، إلا ما ندر. ويمثل الآخرون أقل من واحد بالمئة، وعدد بسيط فى الوظائف العليا.( حتى انك تجد حارس المدرسة فى قرورا او هيكوتا او حشيشاى او شرئيت ، بانه قادم من  كبسا واسمه تسفاى) بالمناسبة ان مؤسسة حيوية كمكتب الاحصاء تابع اصلا لمكتب اسياس.
حصر الانتماء إلى المؤسسات السيادية والمؤسسات الاقتصادية الكبرى، مثل كلية الضباط، /الطيران، البحرية /فى أبناء التغرنيا،  ولذرى الرماد فى العيون، استوعب عدد 4 مسلمين من المضيفين والمضيفات فى الطيران المدنى(وكمان مشلخين للتمويه اكثر)، وتوجد نسبة بسيطة للمسلمين فى وزارتى الإعلام والخارجية، وهذا ناتج لطبيعة وظروف و نشاط هاتين الوزارتين.اماخمسة و سبعين بالمئة من افراد الجيش هم من المسلمين.
رفض عودة اللاجئين من السودان اساسا و بشكل حاسم ، ووضع عراقيل أمامها خاصة فى برنامج العودة الطوعى بمشاركة الأمم المتحدة.

منع دخول الكتب والمجلات والنشرات الدورية العربية والدولية، وكذلك الأشرطة والأفلام الأجنبية، ومنع التداول الاستماع للاغانى الامهرية ،منع انتشار الصحافة والإعلام الخاص، وإلغاء قانون الصحافة نفسه.

والآن انطلاقاً مما سبق يحق لنا ان نوكد بان ما يجرى ، هو بهدف تحقيق ظلم جائر، تكون عواقبه وخيمة على الكل، لانه يستهدف تشتيت شعب وتقطيع اواصر بلد، ان هذه الممارسات  هى زرع الفتنة الكبرى التى ستاتى على  الخضر واليابس مستقبلا،  أنه ينافى كل المفاهيم والأخلاق والأعراف والمواثيق والنظم المتعارف عليها دوليا.
وعندما نقول هذا ، فان الكثيرين من المتابعين  والمهتمين بشان ارتريا ،يؤيدون ما ذهبنا اليه، وفقا لما يشاهدونه فى ارتريا. وقبل الختام  نؤكد مجددا، ان   افورقى ( تهكما ، يطلق عليه الكثيرون من المواطنين ،بالمجنون ) فأفورقى فرض نفسه بكل الأشكال، منذ فترة طويلة على مصير البلد، ولم يترك سبيل لغيره للاسهام، وخاصة استخدامه المفرط للقوة والأساليب الخسيسة والقهر والتسلط، حتى يكون صاحب الأمر والنهى دون منازع. فقد قتل أو سجن أو ابعد ،كل من شك فى ولائه أو لم يجاريه فى الفكر والممارسة ،حتى من ابناء جلدته وأصدقائه والمؤسسين الأساسيين للجبهة الشعبية، ورفض أن يتم تأسيس الدولة وهيكلتها، وتحسين إدارتها، ووضع القوانين والضوابط، بما فيها الدستور المبتثر الذى لم يرى النور  منذ التصديق عليه صوريا عام 1997م. كما، مارس القهر السياسى بكل أشكاله ،من تهميش وإقصاء مجموعات سكانية بعينها (مذبحة 1997 ضد الكوناما)، وعدم السماح بتكوين الأحزاب والنقابات المهنية، والقتل والسجن دون تهم ومحاكمات، لكل من يقف فى طريقة، وفرض أراء ومفاهيم غريبة على المجتمع، بالقوة والإجبار، ووضع القيود على حرية العبادة وممارسة الشعائر ومنع حرية الحركة والسفر، ومارس العقوبات الجماعية، وانزال العقوبة  على الأقارب نيابة عن المتهم بها.
الحرمان، حيث يتم مصادرة ممتلكات لصالح الدولة دون تعويض أو نزع ملكية لصلاح فئة معينة أو بهدف تعزيز مركز أصحاب السلطة، بما فيها حرمان أصحاب الحق، الأولوية فى الامتلاك  وتحسين الحياة المعيشية فى مناطقهم، وهذا أكثر وضوحاً فى انتهاج ما يسمى أرض الطيسا [معناها أو مفهومها الذى أصبح قانوناً، هو حق امتلاك أرض سكنية، كحق طبيعى إلهى لا ينتقص ولا ينقض،و لا تفرض عليه ضريبة من اى نوع كانت] إلى جانب حق الحصول على أرض سكنية أو استثمارية فى المناطق الأخرى من البلاد وحق الطيسا هذا، مكفول فقط لأبناء المرتفعات من التغرنيا.
أما عملية تنمية الريف ونشر المرافق والدعم والرعاية الاجتماعية للفئات أكثر فقراً واحتياجا، فهذا أيضا موجه لتنفيذه فى  مناطق معينة وعرقية معروفة. أما الوظيفة العامة فهى أصلا حكراً على فئة عرقية مسلم بها، إلا ما ندر أو تسببت فيه الحاجة للاستعانة بالخبرة أو أن الموظف جاء إليها عبر ظروف تاريخية معروفة (كان يكون قد انتمى منذ قبل التحرر إلى صفوف الجبهة الشعبية) ولا يزال مستمراً فى وضعه.
بالنسبة للأنشطة الاقتصادية والتجارية، فيسرى عليها نفس التوجه السياسى فى إقصاء وإبعاد، بهدف الحد من حجم المتعاملين فيها بشتى الأساليب، كاتباع سياسات الإفلاس أو استخدام أسلوب الضرائب والجمارك التقديرية الباهظة على غير المنتمين للتغرنيا ، أو نزع الإجازة التجارة أو الترخيص القانونى، بأسلوب وبأخر أو الحرمان من التسهيلات والتعاملات المالية والبنكية ،والحرمان من القروض وغيره. والتعليم أيضا، يعتبر هو الأخر ساحة لظلم جائر يتم فيه التهميش بشكل جلى ،حيث فرضت السياسة الإجبارية فى التعلم بلغة الأم والذى هو [حق أريد به باطل] والذى نتج عنه ،إبعاد فئات بعينها عن التعليم ، بالإضافة إلى التعمد فى ضعف نشر التعليم فى مناطق المنخفضات، ومنع اقامة السدود المائية بما فيها الصغيرة (وهو نفس المبدا الذى اعترف به اسفها ولدى ماريام( رئيس حكومة ارتريا فى الخمسينيات)، بانه اقنع هيلى سلاسى بعدم افتتاح اية مدرسة ثانوية او اقامة سد مياه فى منخفضات ارتريا).

_________________________________________________

هذا كان جزء من مقال طويل كنت قد نشرته فى موقع فرجت منذ اربع اعوام.

وقبل الختام،بالامس ،قبل نشر هذا المقال ، قراءت ما كتبه الدكتور برخت هبتى سلاسى فى  عواتى. شكرا دكتور برخت، انها تبدوا خطوة شجاعة ،اعنى الاعترافه الخجول مؤخرا،بهذا الظلم الاليم، وهو الاول من نوعه، لكنه لايرقى للصراحة والنزاهة بعد، كما احب ان اقول للدكتور برخت، ان القضية ليست بين المسيحية والاسلام، انما قضية حقوق بين التغرنيا وغير التغرنيا.

وحتى لقاء اخر، اقول ، اذا ان افورقى وجماعته،يعملون على تمليك الثروة  للتغرنيا ،بعد ان ملكوهم السلطة اصلا، وطمسوا ثقافتنا واثروا الانشقاقات فى صفنا، يرحمك الله يا ابراهيم المختار ، فماذا تبقى لنا؟ المهم انا مع كل من يشد ازرنا، لاسترجاع حقنا المسلوب. ،بالمناسبة انا وغيرى فى شك مريب، من الذين يقفون وراء وثيقة المختار ،بالرغم من انها تلبى بعض مطالبنا او تتحدث باسمنا، فمن ياترى ورائها، افصحوا لنا لكى نطمئن اكثر.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=3022

نشرت بواسطة في أبريل 13 2010 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010