هل الإسلاميون وراء حركة 21 يناير التصحيحية

علي محمد محمود
سعد الارتريون وغمرتهم فرحة عارمة على اتساع شتاتهم وتواجدهم وعلى تعدد دينهم وانتماءاتهم بالحركة التصحيحية التي قامت بها فئة من أبنائهم في يوم 21 يناير ، وأسعدهم أكثر أنها كانت من داخل ارتريا وليست حراكا في المهجر ، ولأنها من داخل الجيش الإرتري ، والحال هذه لم يكن أحد منهم يبالي أن من قام بها مسلم أو مسيحي ، أو أنه من حزب الشعبية أم من غيرها ، فالذي يغرق لا يأبه كثيرا بشكل وماضي من يقدم له طوق النجاة ، وهي حالة الشعب الإرتري اليوم ، ولا أخالني جافيت الحقيقة إن قلت أن الشعب الارتري لم يكن يجول بخاطره ذلك التحليل العقيم الذي طرحته بعض الشخصيات الموتورة من الشعبية ، بأن من قام بتلك الحركة هم مجموعة من الإرهابيين المسلمين ، ورد ذلك في أول تصريح ليماني وكأنه استيقظ من حلم مرعب فقال ما يجول بخاطره ، وكذلك كان تصريح سفير النظام في الاتحاد الإفريقي “أول ماشطح نطح” أو تلك الوثيقة التي نشرتها المواقع الإعلامية الإرترية والتي وضعتها استخبارات حكومة الشعبية قصدا ، وظنا منها بأنها من خلال إطلاق تلك التصريحات تستطيع أن تحيد بعضا من مكونات المجتمع الإرتري ، وأملا في أن يجد نظام “اسياس” التعاطف من دول الغرب ، فتهب لنجدته من الأصولية الإسلامية القادمة ، وكأن استخبارات هذه الدول ساذجة فاقدة الأهلية كمثل استخباراته ، وللعلم هذا سيناريو قديم استخدمه في التسعينيات عندما قبض على مجموعة من الباكستانيين والبنغاليين من جماعة التبليغ التي ليس لها حظ ولا مأرب في السياسة ، فأخذ صورا منهم لأنهم من ذوي البشرة الصفراء (القمحية) ويلبسون العمائم ، ويمتازون باللحى الكثة وسوق ذلك ، وانطلت الحيلة حينها على بعض السذج فصدق تلك الفرية ، ولكن اليوم بعد مواقفه في الصومال ودعمه للشباب بصورة مفتوحة مفضوحة ، يحاول هذا النظام من غبائه استغفال الجميع ، مع صعوبة ذلك ، والعجيب أن بعض الأجراء من السودانيين ، وهم من المعروفين ببيعهم لضمائرهم ووطنهم بثمن بخس ، مقابل غانية أو زجاجة ، طلب منهم تسويق الفكرة ، وتزويقها حتى يمكن هضمها ، فكتبوا في بعض الصحف السيارة وفي بعض المواقع الالكترونية فجاء تعليلهم أيضا مضحكا متهافتا ، يناقض ويهدم بعضه بعضا .
هناك حقيقة لا مراء فيها أن الإسلاميين في إرتريا حددوا موقفهم مبكرا من هذا النظام، من خلال تصريحاته وسلوكه الطائفي ، فواجهوه سلاحا بسلاح وقارعوه حجة بحجة ــ إن كانت له حجة أصلا !! ــ ، في الوقت الذي كان البعض يحسن به الظن ويسيئونه بالإسلاميين ، إلى أن تبين لهم أن “أسياس ” لا يراعي فيهم ذمة ولا حرمة ، ولا يقر لهم بالمعروف ولا الفضل ، ولا يعترف لهم بأنهم مواطنون لهم حق المشاركة وإبداء الرأي . وفي الخطوة الأخيرة كنا نتمنى أن نكون نحن الذين قمنا بهذه الخطوة ، ومع هذا فالذي نؤكده دوما أننا نسعى لإسقاط هذا النظام ، وقد تزامن حراك الحركة التصحيحية في 21 يناير مع شعار مؤتمر الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية :(فالنسقط النظام الدكتاتوري صيانة لوحدة شعبنا الصامد وحفاظا على شبابنا الواعد) فانظر لتلك المضامين الهامة في هذه اللحظة الحالكة. وجاء في البيان الختامي للحزب في أكثر من موقع مناشدة الجيش الإرتري للقيام بدوره الوطني وانحيازه الى شعبه ، كما أن التصريح الصحفي للأمين العام الجديد للحزب الإسلامي الذي أيد فيه الخطوة حسم تردد القوى السياسية التي صمتت تنتظر الإشارات ، ومن بعدها انهالت البيانات تؤيد الخطوة وتشيد بها ، ومن هنا يتبين أن الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية مع التغيير بغض النظر من الذي يقود التغيير، ما دام هذا التغيير بأيدي إرترية ، ولا محالة أن الوطن لهم جميعا ، وكلهم اليوم مكلوم مسحوق مظلوم من هذا النظام المستبد ، ولذا نحن في الحزب الإسلامي سنكون في مقدمة الساعيين للتغيير ، المؤيدين لكل خطوة تمهد لهذا ، فالوطن أغلى وأعلى من الجميع، فإن اتهمنا “اسياس” وزمرته بأننا نسعى الى تغييره وقلبه وإسقاطه فهذه تهمة نتشرف بها ، ومسعى جندنا أنفسنا له، وقدمنا في سبيله الشهداء ، وعلى نفس الدرب سنسير الى أن يتحقق إن شاء الله مطلب هذا الشعب الصابر الصامد في العيش بكرامة وعزة، في وطنه وقد ملك أمره ومارس حقوقه وحرياته، فنحن نحب وطننا وشعبنا ، بل نحب الخير للناس كافة.
ولو أني حُبيْتُ الخُلْدَ فَرْدَاً لما أحْبَبْتُ بالخُلْدِ إنْفِرَادَا
فلا نَزَلَتْ عَلَيَّ ولا بأرضِي سَحَائِبُ ليسَ تَنْتَظِمُ البِلادَا
الا أن المتابع لسلوك هذا النظام مع وزرائه الذين اعتقلهم في السابق ، لمجرد أنهم قدموا النصح في سبيل بقاء النظام وتقويته محليا ، ومقبوليته خارجيا ، وتصرفاته اليوم تجاه هذه الخطوة ومن قام بها ، وتصريحاته الأخيرة التي تنم عن جهل وحقد يدرك عدة أمور :
1. الطبيعة الأمنية لهذا النظام لم تغيرها الأيام ولا الحوادث ، فلم يستطع أن ينتقل الى عقلية الدولة ، ويفكر بالعقل الجمعي ، أو الأسلوب الحضاري وتراه دوما يعالج إشكاليات 2013م بعقلية 1993م ويستدعي مواقف الأربعينيات في زمن تمت فيه مراجعات التاريخ وحسرة الموقف الخطأ ، ولكن للأسف “اسياس” ومجموعته لا تتطور ولا تستفيد من عبر التاريخ ، يحسب كل الناس أطفال في مائدته ، يخشى الحوار والديمقراطية. ” إذا المرءُ أَعْيَتُه المروءةَ ناشِئًا *** فَمَطْلَبُها كَهْلاً عليه شَدِيدُ.
2. إن خبث الطوية وسوء الظن هي حالة الطغاة المستبدين دوما، فهم يفتقدون الثقة بأنفسهم ويحسبون كل صيحة عليهم ، ولذا ظل طاغية ارتريا يشك ع%

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=30230

نشرت بواسطة في فبراير 12 2013 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010