كيف نقاوم أفورقي وعصابته !!
بقلم : زكي رباط
كيف نقاوم أفورقي وعصابته !!
تسليح الناس بالوعي وبالبروز أماهم مدافعين عن الحقوق وان نكون امثلة حقيقية للتغيير والدراية الجيدة لأساليب التغيير المتعددة وتمليك تلك الآليات لشعبنا في الداخل والخارج بهذا يسقط الإستبداد،وليس النظام. فالنظام ليس الهدف الوحيد لطريقنا نحو التغيير، ان التغيير عملية شاملة تضم الحياة بأسرها، ان نكون ايجابيين هذه واحدة من اهداف النضال نحو التغيير وان حصر آليات التغيير في “السلاح” وجعله مفتاح خلاصنا قد يجعلنا أسيرو أطر معينة لا ننظر الا إياها، كما وان اختزال التغيير في “تغيير النظام” امرا فيه الكثير من الكلام .
ما كانت العصابة في بلادنا للتحكم لولا عزوف الكثير منا عن التحلي بالكثير من الصفات الإيجابية للتعاطي مع حقوقهم
ان وسائل وآليات “المقاومة المدنية” المتعددة تعتبر احدى تلك الطرق المؤدية نحو “قومة” وصحوة الجماهير للمطالبة بالأهداف النبيلة. فإذا سرنا نحو هذا الإتجاه .. ( قد يكون السؤال المكرر هذا غير منطقيها )) :ـ
سـ إلى متى ستظل الفعاليات مدنية ؟
جـ إلى أن ينخرط الشعب بشكل حقيقي ومؤثر في طريق مناوئة عصابة الهقدف. وإلى أن يبدع وسائله الخاصة ؟
ان الثورة ليست عملية مكانيكية تبتدئ بضغطت زر !. انها عملية معقدة ولكن عندما تكون “الثورة” شغلنا الشاغل ومدار حديثنا مع ذوينا في البيوت وأصدقائنا في المقاهي وزملائنا في العمل، ثم درسنا سير الأقدمون والمحدثون وراجعنا تاريخ ثورتنا المجيدة وعرفنا مواطن القوة والضعف في مجتمعاتنا كانت الثورة في غاية السلاسة. على الأقل سنكون في الدرب الصحيح
يأتي بعد ذلك دراسة كل آليات التغيير التي يكون فيها السلاح واحد منها لا محصورة عليه.
ومنها كذلك فضاء رحب فيه كل الأدوات المدنية
المظاهرات
العصيان المدني
المذكرات
التواجد في المساجد والكنائس في وقت واحد
وهي كثيرة ومتعددة وتصلح لكل زمان ومكان …
)على الأقل في الخارج نستطيع التدرب على مثل تلك الفعاليات)
ليتسنى لنا نقلها إلى الداخل ..
ان من اهم اهداف وغايات الحراك المدني في الخارج بتلك الأنشطة هو استثارة مشاعر شعبنا في الداخل والخارج واستفزاز التفكير لديه، ان يستطيع تحديد موعد الثورة الشعبية هو “الشعب” ذاته. وان اختيار الوسائل الكفيلة بتحقيق ما نصبوا اليه سواء العسكرية منها او المدنية في ساعة الصفر هم الجماهير كذلك!!
إذا ما هو دورنا نحن ؟ في موضوع أهداف الثورة وغاياتها ووسائلها وأدواتها ..
بالنسبة لتواجدنا في الخارج …. ؟؟ .
نملك الكثير من الأماكن التي يسهل التحرك فيها :ـ
1. ان يكون منطلقنا وطنيا خالصا ذات طابعا انسانيا مبني على اساس انتزاع الحق من الظالم ونصرة المستضعفين أيا كانوا وفي أي معسكر تواجدوا .
2. ان يخلوا تحركنا من أي مجاملة لأيديولجيا معينة أو فكرا سياسيا لطريقة الحكم في ارتريا بعد زوال الطغيان والإستبداد. (مع التسليم للجميع للعمل لإزاحة الإستبداد) والتنسيق كلما تقاربت الوسائل.
3. ان يكون الحراك “والحراك الشبابي خاصة” مهتما في الأساس بالتقرب من المواطن، ومواطن الداخل أولى، وأن يلتصق مع فعاليات الجماهير ومحاولة فهمهم، والإبتعاد قدر المستطاع عن فعاليات الأحزاب ومؤتمراتهم ، وان تكون السياسة داخل الحراك الشبابي كحاجة “الطعام للملح”.
4. ثم تأتي القضية الأهم وهي ((الأهداف ـ والغايات)):
ان غاية الحراك الشعبي هو “التغيير” الشامل الكامل في كل مناحي الحياة بحيث لا تجد مواطنا يناظر الباطل وهو لا يبالي، ومسعانا يتجه إلى النقطة التي يكون المواطن فيها يدرك ويعي مسؤلياته ولا يتوانى عن القيام بها ويعلم حقوقه ويسعى إليها بكل “إيجابية” دون تواكل أو تكاسل، ويدرك ويعي العالم حوله ويعلم موقعه ويقدر قوته وضعفه بطموح وهمة ويقين . ان وصل المواطن الى هذه المرحلة من الإدراك فإن عصابة “هقدفية” اضعف من أن تحد من طموحه نحو حياة رغدة هنيئة ! ناهيك ان تكون خالية من الذل والهوان.
5. الوسائل والأدوات :
ان السعي لتغيير الأوضاع في إرتريا بالطرق المدنية هو الأساس لأن البشرية مجبولة على السلم لا العنف ولأن الأهداف النبيلة الطريق إليها هو الوسائل النبيلة، أما القتل وإراقة الدماء فهي ((مقدرة ومحددة بظروفها)) فلا يستقيم البتة أن نجعل العنف الأساس مهما كان طغيان الطاغي أو جبروت المتكبر، وان أردنا فالنستذكر سير الأمم السابقة ثم لنراجع تاريخ البشرية الحديث ونعرج على الأرض التي تجاورنا جغرافيا انتجت “ربيعا” نقيا تفاوت فيه استخدام السلاح على حسب الظروف ولكن الأمر المهم لم يكن المناضلون من أجل الحرية هم المبادؤون بالآذى ولم تكن أنفسهم متعطشة للثأر، اضطروا إلى ذلك اضطرارا ومضوا إليه مجبرون.
كون الإرتريين موزعون على القارات الخمس فإن وسائل “المقاومة المدنية” هي الأنجع خارجيا في أغلب تلك المواقع الجغرافية ولذلك فإن تضافر الجهود وتعاضدها وتكاتف مساعي المقاومة المدنية خاصة للشباب من الأهمية بمكان.
ان الجماهير الإرترية افي الداخل والخارج قد ضاقت ذرعا بالكثير من الأطر وخفتت ثقتها كثيرا في ما عهدته من وسائل لإزاحة الكابوس الجاسم على صدرها لعقدين و نيف من الزمان، كما ان ثقتها في نفسها لإحداث التغيير لقد تضعضعت وأكل الزمن وشرب قدرتها لصناعة التغيير حتى أنها ما فتئت تذكر تاريخها “الجميل” المليئ بالبطولات. وهذه حالة عارضة وفترة استثنائية تمر بها الشعوب جميعا فالشعوب قد “تقفوا” ولكنها لا تموت، والسبيل إلى تحرير عقلها هو وسائلا متجددة ودروبا شيقة وآليات سهلة تستطيع ادراكها واستيعابها وتملك “فاتورتها” وتستشعر نتائجها. فجميع الثورات الشعبية النبيلة كانت الشعوب هي التي تدفع فاتورتها وما كان الإستعانة بالخارج إلا استثنائيا وذات غرض محدد. ونحن نعتقد ان شعبنا (في الخارج) ليس فقيرا ويستطيع تمويل أي تحركا نحو الحرية يستوعب مآلاته ويشارك فيه بكل مشاعره وأحاسيسه، فان الشعوب تعي تماماالفرق بين المتكلم اللبق و المضحي الصادق الذين يحمل مشروعا، فأنزلوا الميدان أيها القوم وناظروا عظمة شعبكم الكريم، ولا يظن هنا “الميدان” بحمل السلاح فقط، فقد جعل الله لكم الأرض جميعا لتناضلوا فيها فهل انتم مستعدون !
أخيرا:ـ
ان أنشطة الشباب في (المقاومة المدنية) تسعى في الأساس لتربية الجماهير للتعاطي مع حقوقها بطريقة ايجابية والجاهير هي التي تقرر ساعة الصفر (والتي قلنا نادرا ما نستطيع تحديدها) وان كان قوى منظمة ذات اهداف واضحة وفي زمن مناسب، تملك وسائل محددة، قد تكون قادرة لتحديد ساعة المواجهة. ولكننا تحدثنا هنا عن “أصل” الطريق نحو الثورة ضد الإستبداد والتي كما اسلفنا طريقها لا بد ان تتوافر فيه عوامل محددة.
زكي رباط،،
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=30290
ءن تنصرالله ينصركم ويسبت اقدامكم …………….. اين اشعبكم من هز