الفنان “ودقورت” من ساحة الفن والتمثيل الشعبي إلى قائمة الاعتقالات
مركز الخليج 16.2.2013
تؤكد مصادر عليمة لـ “مركز الخليج” أن مسلسل الاعتقالات التي تمارسها سلطات أفورقي يطال شخصيات مدينة وعسكرية بارزة. حيث تم اعتقال كل من العقيد سليم سعيد قائد شرطة إقليم عنسبا، ورمضان صالح ممثل الجبهة الشعبية للعدالة والديمقراطية “الحاكمة في أسمرا”، وعثمان عرفة مدير مدينة “عدي قيح”، والفنان الشهير إبراهيم محمد على “قورت” الذي أعتقل بتهمة التغني مستبشراً بالتغيير القادم، والإشادة بأبطال المحاولة الانقلابية في حفل زفاف صادف يوم المحاولة الإنقلابية التي شهدتها إرتريا.
الجدير بالذكر أن إبراهيم محمد على قورت فنان شعبي غني عن التعريف يحتل مقدمة القائمة الفنية في إرتريا، فنان يجمع في فنه ما بين الحداثة والتقليد. وكأنه يعتبر نقلة نوعية في أغنية ” التقري”.
وتأثر الفنان “ود قورت في أغنياته بعميد أغنية “التقري” الفنان ” ود أمير”، فكلماته الفنية تجمع بين الجزالة والسلاسة التي يحاول فيها ” الربط بين الماضي والحاضر، يجمع بين الأغنية الوطنية والعاطفية، ويجاري الفنان إدريس محمد في أداء وكلمات أغنية “مرعاوي”، التي وافقت فترة التحريروالاستقلال واثارت اللقط حولها.
وإن الكل يدرك علاقة الفن بالسياسة، وأن الفنة وسيلة مواجهة وإعلام عبر التاريخ،وهذا ما أكد عليه الفن الإرتري في فترة الكفاح المسلح، مما جعل الفنانين هدفا للأعداء والمستعمرين. واليوم يكرر المشهد أفورقي مع فناني إرتريا ويزج بهم السجون والمعتقلات، وقائمة الفنانين والإعلاميين والسياسين في معتقلات أفورقي تضم إليها اليوم شرفاً الفنان الكبير إبراهيم محمد على قورت.
وأن أفورقي لما تتضح له بعد خيوط 21 من يناير فيقف حائراً في اختيار الوصف والحديث عنها، وكأنها ضربة فاس على الرأس. حيث يظهر يهلوث بعد ثلاثة أسابيع من المحاولة الانقلابية نجده يصفها مرة باللغز:( صو صواي) وأخرى يقول نترك الوصفة لفريق الإعلام الذي عايش الحدث عن قرب، وكأنه بعيدا عن الحدث لا يعنيه، ناسيا هو المستهدف من السيطرة على وزارة الإعلام، فمن أين له هذا الإطمئنان؟ والبعد الذي يدعيه حتى عندما وجه إليه السؤال عن ارتباطها بالخارج قال: لما نتثبت عن ذلك بعد…وقد قارب الشهر عن الحدث… فياترى سيطالعنا أفورقي بما وراء الحدث بعد أن لفه النسيان مذكراً!!!!!!
إن صدمة أفورقي وعدم مقدرته في تجاوز الحدث وهراء ما يدعيه من مرونة التعامل مع الحدث يتجلى في عدم القدرة لمناقشة الحدث بمواقعية ومنطق، ويفضل الهروب عن الشاشة والغياب عن التساؤل الداخلي والخارجي، إلا أن مجلس الوزراء في اجتماعه الطارئ أصبح لأفورقي مساند وشعب (تكالات) يستند عليها للخروج إلينا بهذا الحوار مرغماً لا خياراً.
يحاول أفورقي أن يقلل منها أولاً بفصلها عن الشعب والجيش باعتبارها محاولة أفراد لا يتعدون أصابع اليد الواحدة . حسب زعمه. كما يريد أن يقول بأنها عملية غير مدروسة، وغير منسقة، وكأنها سحابة صيف وانقشعت،هنا نجده يتناسى كيف تلبدت هذه السحابة والشمس اللاسعة التي ستعقبها بحرارة قاتلة ولا شك في ذلك.
إن أفورقي رجل برجي وفوقي، بعيداً عن الواقعية والشعبية، لا يريد أن يقف عند البيان الذي تم تقديمه عبر فضائيته “الموظفة” قبل أن يقطع عنها “البث” يريد أن يقول لنا أن هذه المحاولة لا صلة لها بهموم الداخل وتطلعاته، ولا أهداف الخارج، يحاول أن يظهر بالرجل الأمن داخلياً وخارجياً، وكيف له أن ينام وهو لا يعرف العدل .
فهذه المحاولة وإن لم يحالفها القدر فإنها كانت الأقوى عسكرياً وسياسياً وإعداداً وتمثيلاً، من كل المحاولات السابقة عليها، وهي الرابعة في الترتيب.
وكان الرئيس الإرتري إسياس أفورقي قد أوضح في حوار مع التلفزيون الرسمي بأن المجموعة التي قامت بمحاولة الإنقلاب الأخيرة في إرتريا لاتتجاوز اصابع اليد الواحدة، مشيرا إلى أن الحادثة كانت عبارة عن “لغز”، وقال إن أفراد هذه المجموعة كانوا غير منسقين فيما بينها بدليل أنهم انقسموا على أنفسهم حين يطالب البعض منهم بإطلاق النار والأخر يرفض. حسب قوله.وقال إن ربط قادة المحاولة الانقلابية بالخارج لا نستطيع أن ندخل فيه قبل التأكد لأن الوقت مازال مبكرا.
وقال إن حركة 21 يناير كانت مباغتة لإجتماع مجلس الوزراء الذي تم إبلاغه بما يحدث في مقر وزارة الإعلام الإرترية، وبالبيان الذي تمت تلاوته قبل انقطاع البث المباشر للفضائية الإرترية. وأضاف أفورقي أن المجلس الوزاري اتفق على أن يكون التعامل مع الحدث بهدوء واستبيان قبل أخذ ردة الفعل. حسب قوله.
وأضاف أفورقي في حواره مع الفضائية الإرترية “إن اجتماع مجلس الوزراء اختار مجموعة اتصال بأفراد حركة 21 يناير بقيادة مسؤول عسكري لم يسمه،وأن المسؤول أصيب بجروح عند وصوله مقر وزارة الإعلام على يد المجموعة الحركية.وأشار الرئيس الإرتري إلى أن قادة حركة 21 يناير اعترفوا بأخطاءهم,وأبدو الندم.
وتشير المصار إلى أن حوار الرئيس الإرتري جاء بطلب من المجلس الوزاري الذي أكد ضرورة توجيه خطاب للشعب الإرتري والعالم في اجتماعه الذي سبق الحوار المذكور.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=30307
أحدث النعليقات