الفيدرالية والمنخفضات
هي امتداد لأفكار سابقة منها فكرة التقسيم التي كانت سائدة في ارتريا في منتصف القرن العشرين وكذلك هي امتداد لمجموعة الخمسة والتي كانت تنادي بالحكم الذاتي لمنخفضات ارتريا في أواخر أيام الدرقي الذي كان مهيمنا على ارتريا حينها.
إخواني لو نظرنا إلى جغرافية ارتريا فإن مساحتها في حدود [120] ألف كيلو متر مربع وعدد سكانها في الواقع الآن ربما لايتجاوز الأربعة ملايين نسمة وعدد مدنها الكبيرة ربما لا تتجاوز العشرين مدينة وطول الطريق الرابط مثلا من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ربما لايتجاوز الألف كيلو متر كل هذه المعطيات تعطينا إن ارتريا قطر صغير سكانا ومساحة، ويمكن لموظف حكومي أو وزير مثلا أن يقطع بسيارته كل تلك المساحة ويقف بالمدن الكبيرة في يوم واحد لوكانت الطرق معبدة ومرصوفة وآمنة، ومع ذلك سالت احبار كثيرة جدا وكتبت مقالات ونشرت منشورات وعقدت مؤتمرات لبلورة فكرة الفدرالية والمنخفضات وإخراجهما بطريقة تكون جاذبة ومقبولة لدى الشعب الارتري المغلوب على أمره!
هل الشعب الارتري في حاجة إلى فيدرالية؟ أو في حاجة إلى حكم ذاتي للمنخفضات؟ أو مثلا في حاجة إلى المطالبة بتقسيم ارتريا لمنخفضات ومرتفعات؟
مع كامل الاحترام لكل الآراء المطروحة في كل تلك الاتجاهات فإن الشعب الارتري يحتاج وبإلحاح إلى الأمن والاستقرار أولا ورفع المظالم ثانيا وبسط العدالة ثالثا وزرع الثقة بين مكوناته رابعا ومن ثم تأتي كل الأماني والأحلام تباعا ويمكن تنفيذ مثل هذه البرامج بحكومة مركزية جادة وموثوقة، لماذا السعي وبقوة إلى تجزئ المجزأ وتقسيم المقسم؟ وبعثرة الجهود وبذر الخلاف؟ لماذا لاتتوجه الجهود مثلا إلى كيفية رفع الظلم عن الشعب المطحون لعقود طويلة من الاستعمار وما تلاه من حكومة بائسة؟ ولماذا لاتتوجه الأفكار إلى كيفية بسط العدالة بين مكونات الشعب الارتري كافة؟ وكيف يمكن زرع الثقة بين عموم الشعب بكل طوائفه وأديانه؟ وكيف يمكن الرقي بالتعليم في ارتريا وبرامج تعليم الكبار ومحو الأمية؟ كيف ينمو الاقتصاد الوطني وماهي الثروات التي تزخر بها ارتريا ثم كيف يستفيد من عوائدها عموم الشعب؟ وكيف يمكن جلب الاستثمار الداخلي والخارجي لإرتريا وما هي المجالات التي يكون فيها الاستثمار؟ كيف يكون الاهتمام بالمرأة والطفل والشباب وما هي الوسيلة للاستفادة من قدراتهم وطاقاتهم؟ هل هناك سبل وطرق لتنمية الثروة الزراعية والحيوانية خاصة وتكون خيرا على البلاد والعباد؟ ما هي الدراسات التي تجعلنا نستفيد من الثروة البحرية الهائلة ولاسيما أن ارتريا تطل على البحر بساحل طويل يبلغ قرابة ألف كيلو متر؟ كيف يمكن إعادة العلماء والعقول الارترية المبدعة المهاجرة إلى حضن الوطن للاستفادة منها؟ وكيف ننهض بالصناعة الوطنية المحلية؟ ما هي البرامج لإعادة وتوطين الشعب الارتري الموجود خارج وطنه؟ كيف يمكن أن نعبر بعلاقاتنا مع دول الجوار ودول العالم كافة إلى مستوى متميز ومثمر؟ ماهي القوانين والشرائع التي يمكن سنها لجعل ارتريا دولة العدل والاستقرار والحرية؟ كل هذه الأسئلة وغيرها من المجالات الحيويةالايجابية كفيل وحري بإهدار الجهود والأموال عليه، بدلا من فدرالية ومنخفضات وحكم ذاتي وهلمجرا.
إخواني الشعب الارتري الآن يعاني ويكابد لإيجاد قوته والبلد يعيش في شبه مجاعة مستمرة والأمن مفقود والثقة معدومة تجاه الحكومة القائمة وسيف الجندية والخدمة الالزامية مسلط على الشباب ذكورا وإناثا والتعليم مدمر بفعل مناهج التعليم بلغة الأم وغيرهاوالرعاية الصحية والعلاج في أردأ ما يمكن وصفه كل هذه الاشياء وغيرها جعلت الوطن طارد لأبنائه وأصبحت منية الشباب اليوم مفارقة الوطن والبعد عن الأهل والخلان؟
إخواني متى نحس بحال اهلنا البسطاء داخل الوطن وما يعانوه أليسوا احق بكل تلك الأموال المهدرة في برامج وأفكار ترفيّة غير مجدية، قال العزيز سبحانه [ فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة].
فإما بذل مال لمحتاج يرفع به حاجته أو كلام حسن يرجى منه خيرا كثيرا للبلاد والعباد.
لاخيل عندك تهديها ولامال*** فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
آمل وأرجو قريبا أن أرى بلدي ملمومة شملها زاهية في حلة جميلة يلامس عزها السماء خيرها كثير وفير ويصدق فيها قول القائل:
بنفسي تلك الأرض ما أطيب الربا*** وما أحسن المصطاف والمتربعا
والقادم أحلى وأجمل وشمس الخير إلى بزوغ.
طاهر عبدالله
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=30701
كلمات وصفية انشائية مرصوصة باتقان شديد مليئة بالامال الكبيرة والوعودات الوردية الكادبة التي لاتغني ولاتثمن من جوع ولا علاقة لها بالواقع المعاش علي الارض- و ينسي الكاتب انها مكررة ومملة ولم تعد جادبة للانسان الارتري الذي سحقه الواقع العنصري الطائفي المدمر- بدلا من ان يكرر الكاتب شرح الواقع المعروف للجميع-كان عليه ان يناقش او يكتب في القضايا الكبيرة التي تنكد حياتنا اليومية وتشوه حيا تنا السياسية – كقضايا العنصرية والطائفية والمناطقية التي يمارسها النظام دون خجل او وجل-ولكن لامر في نفس يعقوب يتفاداها ويتجاهلها بالرغم من انها ماثلة امامه وواضحة كوضوح الشمس ولا يريد ان يخوض فيها حفاظا علي مصالحه الشخصية كما يتوهمها – التي لا تاتي الا من خلال التطبيل والمجاملة للمتنفدين اصحاب القوة سواء كانوا في الحكومة او المعارضة-كثير من مثقفي ابناء المهمشين المظلومين احترفوا مهنة الدفاع عن المجرمين الذين اداقوا شعوبهم ويلات العذاب-غالبا دون مقابل تطوعا منهم دون ان يطلب منهم ذالك احد- جريا وراء الشهرة او النكاية بالاخرين-كثيرا ما تراهم يتحدثون عن الوحدة الوطنية والوفاق دون تواضع او دراية بنوع من الوصاية علي الاخرين-لو سالتهم عن حال الشعب وما يتعرض له من الابادة جهارا نهارا علي ايدي زبانية النظام الشيفوني-تلقي ايجاباتهم كلها غامضة تعبر عن جهل عميق لمعانات الشعوب اليومية ولا علاقة لها بالواقع المعاش علي الارض من جور وظلم-كان من الطبيعي ان تجتهد وتظهر اتجاهات سياسية جديدة في الساحة الارترية لكي تعبر عن مصالحها القومية او المناطقية بالطريقة التي تناسبها لتستخلص حقوقها المسلوبة دون المصاص بوحدة الشعب والارض- وما الجديد في ذالك؟ اغلب بلدان العالم تتشكل من اعراق واديان وطوائف واقاليم الكل يسعي لتحقيق مصالحه الذاتية في اطار الذستور المنظم لهذه الحقوق-فعلي المهمشين ان يركزوا في قضاياهم وخياراتهم العادلة دون ان يعيروا اي اهتمام للمشوشين الذين ليست لهم قضايا يدافعون عنها لانهم اصلا لا يعرفون ماذا يريدون- او ربما بالخفاء يريدون ان يستخدموكم لمصالحهم الخاصة الغير معلنة- الاعلان ليست من صفاتهم لانهم يفضلون العمل في الظلام حيث يسهل الظلم والخذاع والتضليل والعيش علي غفلةالاخرين- احدروهم انهم اناس يحيون في الظلام ويموتون في النور-ولا يحبون الشمس لانها تفضح اكاديبهم المضللة بوضوحها البائن لكل دي بصري وبصيرة من اصحاب النفوس السليمة-