المؤتمر التأسيسي لرابطة أبناء المنخفضات الإرترية – بدولة قطر البيان الختامي وتوصيات المؤتمر

تحت شعار ” ويستمر نضال المنخفضات الإرترية لإسقاط نظام الهيمنة والإقصاء” عقدت رابطة أبناء المنخفضات الإرترية بدولة قطر مؤتمرها التأسيسي الأول في الفترة ما بين التاسع عشر والعشرين من يونيو 2014 م.

وقد حضر المؤتمر جمع غفير من أبناء المنخفضات الإرترية الحريصين على مصلحة مجتمعهم والمؤمنين بأن العدالة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد لا تتحقق بدفن الرؤوس في الرمال خوفا من خدش حياء الوحدة الوطنية في وقت تسلب فيه أرضهم على رؤوس الأشهاد ويهجر فيه مجتمعهم ويحل فيه المستوطنون في ديارهم برعاية ودعم وتمويل من الحكومة الإرترية التي أثبتت أنها ليست حكومة وطنية بأي حال من الأحوال ، إنما هي عصابة قومية تتستر خلف راية الوحدة الوطنية بينما تمارس الإقصاء والتهميش والتهجير الممنهج وسلب أراضي المجتمعات الإرترية المغايرة لا سيما أراضي مجتمع المنخفضات الإرترية.

حيث افتتحت الجلسة الاولى بكلمة اللجنة التحضيرية ألقاها رئيس اللجنة ، وبعد ذلك تم انتخاب لجنة لإدارة الجلسات وإقرار جدول أعمال المؤتمر، تلا ذلك مناقشة ميثاق العمل المشترك لرابطة أبناء المنخفضات الصادرة عن اللجنة التأسيسية للرابطة ، ثم قراءة الدراسة التقييمية لأوضاع أبناء المنخفضات الإرترية المقيمين في دولة قطر ومناقشتها والتصور المبدئي لعمل فرع الرابطة ” أفاق النشاط والمعوقات المحتملة” ثم مسودة اللائحة الداخلية المنظمة لأعمال الفرع .

وقد أدان المؤتمرون وبشدة، استئثار طائفة واحدة بمفاصل الدولة الإرترية و احتكار صناعة قرارها بعد استبعاد المكونات الأخرى بشكل مدروس وممنهج ينم عن تفكير شوفيني ضحل ودون وطني، كما عبروا عن عزمهم وتصميمهم للعمل على كبح مشروع التوسع الإستيطاني والتهجير القسري الذي ترعاه حكومة أسياس أفورقي بكل الوسائل المشروعة و الممكنة.

كما شجب المؤتمرون تمادي بعض الأطراف التي تنخرط في صف العمل المعارض للنظام الإرتري ولكنها في ذات الوقت تستنكف عن التوصيف الحقيقي للنظام القائم ، بل وتعمل بكل طاقتها من أجل الحفاظ على هيكل النظام القائم بما يمثله ذلك من إنكار الحقوق على ضحايا مشروع الإستيطان الذي أحل مجموعات بشرية ضخمة مكان السكان الأصليين الذين حال نفس النظام دون عودتهم إلى ديارهم بعد جلاء الإستعمار الإثيوبي ، بل ويعمل جاهدا على طرد ما تبقى منهم عبر تفعيل برامج القهر والتخويف والتضييق والإخفاء القسري الممنهج، وهنا تجدر الإشارة إلى أن بعض الأطراف المعارضة عبرت بكل وضوح عن موافقتها الضمنية على ما يقوم به النظام الإرتري من تغيير ديمغرافي وأن مشكلتها الوحيدة هي الخلاف مع رأس النظام لا غير.

على ذلك أمّن المؤتمرون على أن ما جاء في ميثاق العمل المشترك الصادر عن رابطة أبناء المنخفضات الإرترية في التاسع والعشرون من مارس من العام الجاري يعد خطوة أولى متقدمة في سبيل استرداد الحقوق المسلوبة لمجتمع المنخفضات ، و من ثم تمهيد الطريق من أجل التوصل إلى حالة العيش المشترك في ظل وطن إرتري موحد لا قاهر فيه ولا مقهور.

كما عبر المؤتمرون عن تضامنهم مع أهلهم وأشقائهم اللاجئين الإرتريين وما يمرون به من محن في معسكرات اللجوء في السودان واليمن وجيبوتي، وبشكل خاص عبرو عن تعاطفهم الكامل مع أهلهم من اللاجئين الإرتريين في الجمهورية اليمنية والذين تخلت عنهم المنظمات المعنية بما فيها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مما أدى إلى تشريدهم في العراء في شوارع العاصمة اليمنية صنعاء، وقد أهاب المؤتمرون بكل المنظمات الإنسانية والخيرية للعمل من أجل تخفيف معاناة هؤلاء اللاجئين وتوفير الحماية لهم حتي يعودو إلى ديارهم بعد زوال الأسباب التي أجبرتهم على اللجوء.

أكد المؤتمرون على محورية الدور الملقى على عاتق أبناء المنخفضات للعمل جنبا إلى جنب مع كافة مكونات المجتمع الإرتري الأخرى للوصول إلى صيغة من شأنها صون الوحدة الوطنية الأرترية التي تتعرض لتهديد جدّي بفعل المشروع الطائفي الإستيطاني المفضوح الذي تنفذه الحكومة الأرترية، كما عبر المؤتمرون عن دهشتهم واستهجانهم للحملة الإعلامية الشرسة التي تتعرض لها رابطة أبناء المنخفضات من بعض الجهات التي لا يسرها اجتماع شمل أبناء هذا المجتمع وتوحيد جهوده في مسيرته القاصدة لإنتزاع كافة حقوقه التي سلبت بوسائل الإلتفاف والتحايل و تحت غطاء الوحدة الوطنية، وعبروا عن وجهة نظرهم في هذا الشأن ، والتي تتلخص في” أن من يهدد الوحدة الوطنية هو من يغتصب الأرض ويسلب الحقوق ويدمر المجتمعات وليس من يطالب باسترداد حقوقه ويعمل للدفاع عن أرضه وكرامته” فمالكم كيف تحكمون.

وقد أوصى المؤتمرون:

بالعمل الجاد والحازم لتقريب وجهات نظر أبناء المنخفضات وتأطيرهم في كيانهم الطبيعي ” رابطة أبناء المنخفضات” حتى يتمكنو من مواجهة الطوفان الإستيطاني الذي حل بديارهم والإقصاء الذي يحاصرهم من كل المحاور.

ووجهو نداءا عاجلا إلى المكتب التنفيذي لرابطة أبناء المنخفضات للعمل على كل ما من شأنه رص صفوف أبناء هذا المجتمع كي يقوم برسالته التأريخية في التصدي للظلم واسترداد الحقوق المسلوبة.

كما طالب المؤتمرون المكتب التنفيذي بإنشاء جهاز للإحصاء تكون مهمته خلق قاعدة بيانات مهمتها حصر وتوثيق الإنتهاكات التي تم تنفيذها ضمن مشروع الإستيطان الطائفي الذي تتبناه حكومة الجبهة الشعبية ، إضافة إلى توثيق المعاناة والأضرار الإجتماعية والنفسية التي لحقت بالضحايا جراء هذا المشروع والعمل على المطالبة باسترداد حقوقهم بكل الوسائل المشروعة والعمل على تعويضهم عن الاضرار التي لحقت بهم جراء هذا التعدي.

ويستمر نضال المنخفضات الإرترية من أجل الحق والعدل والحرية.

عاشت إرتريا حرة، موحدة، مستقلة وعاش مجتمع المنخفضات الإرترية حرًا موحدا يقف صدا منيعاً أمام كل محاولات التوسع والإستيطان.

المؤتمر التأسيسي لرابطة أبناء المنخفضات الإرترية

21 يونيو 2014

الدوحة- دولة قطر