رابطة أبناء المنخفضات والإقصائية الشيفونية
منذ تأسيس ما سميّ رابطة أبناء المنخفضات الإرترية في لندن في مارس الماضي وإصدار وثيقة لم شمل أهل المنخفضات ومع الأسف تصدر من مدينة عريقة عرفت بديمقراطيتها وتعايشها السلمي المجتمعي ، وثيقة للتفتيت والتشتيت وتجزئة المجزأ من مجموعة من المفترض أن تكون أكثر حرصاً على التعايش والحفاظ على السلم الأهلي للمجتمع بما يشاهدونه ويعايشونه من التعايش في الغرب بين مختلف الجنسيات والأعراق والأديان بدل المطالب المناطقية الضيقة التي لا تخدم إلا مشروع النظام الطائفي الذي يعمل جاهداً في التقسيم الإثني والعرقي والديني والمناطقي في إرتريا. منذ ذلك التاريخ وتأسيس الفروع التابعة لها تتكاثر كالفطريات في مختلف الدول الأوروبية وأمريكا وأستراليا والمملكة العربية السعودية.
ومن الطبيعي أن يوجد لأي عمل سياسي موالي ومعارض له حسب المشروع المطروح ولكن ما لفت نظري التسارع المحموم في تكوين الفروع في مناطق مختلفة والترويج الإعلامي المدعوم بـ(البروباجاندا) والبيانات التي تصدر من هذه الإجتماعات كالعادة لا تخلوا من (وقد حضر المؤتمر جمع غفير من أبناء المنخفضات ) وذلك بغية إيهام الناس بالحضور وعندما تتمعن في الصور المرفقة للحضور تجد الصورة مغاييرة للبيان حيث العدد المذكور لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة . السؤال لماذا هذا التسارع في تكوين الفروع ومصحوبة بالبروبجاندا وكأن القوم يريدون أن يلحقوا بشيء على عجل؟ هل هناك فعلاً مؤيدين لرابطة المنخفضات أم مصفقين؟ من هم أبناء المنخفضات ؟ أين تقع الرقعة الجغرافية لأرض المنخفضات في إرتريا وأين حدودها مع المدن المجاورة؟ كيف يتم التعرف على أبناء المنخفضات بالقبيلة بالاقليم باللون باللغة بالدين بالعرق؟
كل هذه التسألات تحتاج الى إجابة لأن الواقع العملي للرابطة يخالف ما ينشر في أدبياتها التي تتحدث عن التصدي للظلم وإسترداد الحقوق المسلوبة ومواجهة الإقصاء الذي يحاصرهم من كل المحاور من قبل النظام ، بيد أن رابطة ابناء المنخفضات تمارس الإقصاء والتهميش والفرز المجتمعي في تشكيل تلك المسميات بفروع الرابطة وآخر تلك المهزلة كانت الفرع الجديد الذي أسس في دولة قطر حسب زعمهم حيث نشر بيان المؤتمر التأسيسي لرابطة أبناء المنخفضات الإرترية الدوحة دولة قطر في المواقع الإلكترونية الإرترية وكما أسلفت فهو لم يخرج مضموناً وشكلاً عن باقي البيانات في تشكيل الفروع الأخرى وجاء فيه (وقد حضر المؤتمر جمع غفير من أبناء المنخفضات ). والغريب في الأمر وحسب متابعاتي أن مدينة الدوحة العاصمة القطرية تعتبر من أنشط العواصم الخليجية والشباب الإرتري هناك يعتبر مثالي من حيث التنظيم والتنسيق فيما بينهم حيث يوجد فرع للمجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي يجمع التنظيمات والمستقلين بكامل هياكله التنظيمية ويعمل بالوئام التام، ثم لديهم أيضا رابطة ثقافية تحت إسم الرابطة الثقافية الإرترية بكامل هياكلها التنفيذية تنشط في وسط الجالية الإرترية . وجميع القيادات لقوى المعارضة الإرترية والناشطين الذين زاروا الدوحة في الآونة الأخيرة التقوا بهذه الكيانات، صدور البيان التأسيسي لأبناء المنخفضات فرع الدوحة بدون علم هذه القوى المتواجدة على الأرض هو محل شك ، وكأن رابطة أبناء المنخفضات أتت بقواعد جماهيرية من خارج دولة قطر ربما من الدول المجاورة لكي تقييم وتؤسس هذا الفرع. فهل ياترى أبناء المنخفضات لديهم قواعد جماهيرية يعجز إستيعابها وعاء التنظيمات والمجلس الوطني والمستقلين والرابطة الثقافية في الدوحة؟ أم أنها فبركة إعلامية تم صياغة البيان خارج الدوحة وتم نشره لتضليل الناس؟ أم أن رابطة أبناء المنخفضات لديها قبائل ومناطق بعينها هي التي تمثل المهمشين والتي تسعى لإستعادة حقوقهم المسلوبة في إرتريا والآخرين يتبعون الآخر مما جعلها تستنكف من حضورهم؟
عندما تواصلت مع العارفين بالتضاريس المناخية بالدوحة وأهل الحل والعقد في المنطقة من الشباب الغيور والمستنير أكدوا لي أنها لا تعدوا أن تكون فبركة إعلامية من بعض المتهورين الذين يبحثون عن إستعادة المجد المفقود ورابطة أبناء المنخفضات الأم فهي مثل الغريق يتمسك بالقشة ولو كان شخصاً واحداً أصدر بيان تأسيس الفرع، لا تنظر الى المصداقية وغيره غثاء كغثاء السيل لا ينظر إليهم لتشكيل الكيان لأنه وفق معتقداتهم وقرارهم المسبق هم يتبعون الآخر !!! والذي يعرف واقع دول الخليج فضلاً عن من يعيش فيها يدرك جيداً المبالغة في ذكر مدة المؤتمر التأسيسي بيومين 19-20/06/2014 مع العلم أن ظروف العمل في الدوحة لا تسمح بذلك ويبدوا لي أن الذي كُلف بكتابة البيان قام بكتابته خلال اليومين المذكورين وهو يشاهد مباريات كأس العالم (كولومبيا X أنجلترا) و (أيطاليا X كوستاريكا) في غرفة مغلقة بعيداً عن مشاركة الآخرين معه ، وربما خيل إليه استاد ريو دي جانيرو الملئ بالمشجعين كأنهم أعضاء المؤتمر التأسيسي لفرع الدوحة !! لماذا لا نحافظ على المصداقية؟
ربما يقول قائل إن المؤتمر التأسيسي لفرع الدوحة حضره عدد مقدر من أبناء المنخفضات فلماذا التشكيك ؟ والجواب لهذا السؤال يقتضي الرد على الأسئلة المطروحة في بداية المقال من قِبل أبناء المنخفضات في معاييرإختيار أبناء المنخفضات لانهم كما يزعمون يمثلون طيف المهمشين والكيانات المتواجدة في الدوحة هي نفسها من أرض المنخفضات فلماذا لم يتم دعوتهم لحضور الإجتماع التأسيسي إذا سلمنا جدلاً أنه عقد فعلاً. عدم دعوة الشباب والكيانات المتواجدة في الدوحة وإصدار بيان بإنشاء فرع الدوحة لأبناء المنخفضات ألا يعتبر إقصاء ً شيوفيونياً يمارس ضد مجتمع أرض المنخفضات (الآخر) وهو السلوك الذي يريد أبناء المنخفضات محاربته وهو يمارس مع أبناء أرض المنخفضات . فهل يعقل أن تمارس نفس سلوك النظام في الفرز المجتمعي والإقصاء وتدعي أنها حامي الحمى للمهمشين هذا ذر الرماد في العيون (لا تنه عن خلق وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم).
هذا السلوك يبين جلياً التعامل الإنتقائي والإقصائي والفرز المجتمعي الذي تتعامل به رابطة أبناء المنخفضات بالرغم أنها تدعي إنشئت لمحاربة والتصدي للإقصائية التي يمارسها النظام ضد مجتمع المنخفضات فما هو الفرق بينها وبين النظام ؟ أم الأمر هو لكم شعب ولنا شعب !!!
المطلوب هو أن تتوحد كل الجهود لمجتمع المنخفضات والمرتفعات وتوجه ضرباتها ضد النظام المتغطرس بدل تأسيس كيانات جديدة لممارسة شيفونية النظام بمثل المناطقية والقبلية.
همسة:
يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}[التوبة: 119]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر, وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا ) ((إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا)) .
رمضان مبارك
عامر ضرار أبو آمنة
29/06/2014
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=30870
و لماذا كل هذا الهلع من الرابطة ؟ و كأن طوفاناً جاء ليدمر المدن و القرى !!! ثم إن أهدافها مشروعة – لا شك في هذا –
و كأنها هي الوحيدة التي تستخدم الإنتماءات الفطرية ( الدين – العرق – المنطقة ) لأغراض سياسية .
تعالوا نتأمل جيداً في ( مشهدنا السياسي الإرتري ) :-
– حزب الشعب الديمقراطي الإرتري يهيمن عليه أبناء التقرينيا و يسعى إلى الحفاظ على المكتسبات الغير مشروعة من أراضي زراعية و هيمنة ثقافية و السيطرة على مفاصل الدولة و التي تحققت بفضل الجبهة الشعبية ( التي هي أيضا تستخدم الالإنتماءات الفطرية لأغراض سياسية ) و لدى الحزب أيضا حساسية عالية تجاه ( الفدرالية – المجلس – التحالف ) .
– حزب النهضة عماده الجبرتى و يسعى إلى تحقيق إعتراف بقومية الجبر .
– جبهة النقاذ و عماده الساهو و له قوة عسكرية في إثيوبيا .
– حركة عفر البحر الأحمر له قوة عسكرية في إثيوبيا ( تنظيم عفري ) و يسعى إلى ( تقرير المصير ) و لكن عندما سُإلت قياداته عن ماذا يقصدون بـ( تقرير المصير ) ردوا بأنهم يريدون الحكم الذاتي لإقليمهم ( إي : الفدرالية ) و إلا فالإنفصال و شبهوا شعارهم ( تقرير المصير ) بحد الزنا فهو لا يطبق و لكن يستخدم للترهيب و أعتقد أن ما يدفعهم لرفع هذا الشعار بشكل ملحوظ هو أن بعض القوى لها تحفظ تجاه الفدرالية و أخرى ضدها جهارا نهارا .
– الحركة الفدرالية أيضا لها قوة عسكرية في إثيوبيا و عمادها أبناؤا كرن ( سنحيت ) و تسعى إلى الفرالية .
أما الإخوه الـ( وطنجية ) فأقول لهم : لقد إكتفينا ظلما و قهراً إن كان هناك وحدة وطنية فلتكن و لكن ليس على حساب حقوقنا و إلا فالتذهب هذه الوحدة ( في 60 حريقة ) .
ليس من العدل أن يأتي أمثال ( كسحاي قبر ميهوت – حاكم إقليم عنسبا ) و يدير شؤوننا و هو القادم من المرتفعات فمن أين له أن يدرك هموم أهل الإقليم و مشاكلهم و تطلعاتهم .
ليس من العدل أن تقمع الحريات الدينية للمسلمين و يسمح ببناء كنائس في مناطق عدد المسيحين بها لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة .
ليس من العدل أن يمنع المزارع المسلم من المنح و القروض البنكية بينما يسمح للمزارع المسيحي بها .
ليس من العدل أن تسلب أراضي المسلمين و تمنح لغيرهم .
أما آن لكم أن تستيغظوا يا أيها ( الوطنجية )
مقال رائع ومرتب بطريقة شييقة ووصف دقيق للحال.