كلمة الهيئة التنفيذية في الندوة السياسية لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية في كاسل بألمانيا
الإخوة الأعزاء ممثلي التنظيمات السياسية الشقيقة والجمعيات المدنية الصديقة
الزملاء، أعضاء جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية، قيادة وقاعدة،
ضيوفنا الكرام
في البداية نتقدم إليكم بجزيل الشكر والتقدير لتلبيتكم دعوتنا وتكبدكم المشاق للمشاركة في هذه الندوة السياسية الهامة التي نقيمها في مدينة كاسل الألمانية التي ظلت لسنين طويلة موقعا نضاليا هاما لكافة القوى الديمقراطية. كما نعبر عن تقديرنا العالي لقواعد تنظيمنا في أوروبا الذين بذلوا جهودا كبيرة من أجل الإعداد لهذه الندوة الوطنية الهامة، راجين أن تتمخض عنها نتائج تشكل إضافة حقيقية للنضال الذي يخوضه شعبنا الإرتري من أجل التغيير الديمقراطي,.
الإخوة والأخوات، تقام هذه الندوة وشعبنا الإرتري وقواه المناضلة يحتفلون بالذكرى الثالثة والخمسين لانطلاقة الكفاح المسلح الذي فجرته جبهة التحرير الإرترية بقيادة الشهيد البطل حامد إدريس عواتي في الفاتح من سبتمبر 1961 من على جبل أدال الشامخ. ويأتي انعقاد الندوة أيضًا في ظل ظروف سياسية معقدة؛ فعلى الصعيد الوطني، تشهد الدولة الإرترية شبه انهيار كامل بفعل السياسات الرعناء للنظام الديكتاتوري المتسلط، والذي تسبب في اضطرار عشرات الآلاف من الإرتريين، وخاصة الشباب منهم، إلى النزوح من بلادهم وليهيموا صوب المجهول.
الإخوة والأخوات، إن القائد الرمز الشهيد عواتي ورفاقه، وبدعم من جماهير شعبنا، تحدوا الصعاب واجتازوا العقباب وأطلقوا الشرارة الأولى لأطول ثورة تحررية شهدتها القارة الأفريقية، خاض غمارها مقاتلو ثورتنا الصناديد وسقط منهم عشرات الآلاف من الشهداء مسجلين بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة ملاحم بطولية ستظل عبر التاريخ محفورة بأحرف من نور يتوارثها الإرتريون جيلاً بعد جيل.
إننا وإذ نحتفل بذكرى ثورتنا المجيدة ، حري بنا أن نقف طويلاً عند معانيها النبيلة وأهدافها السامية، لنستخلص منها العبر ونستمد منها القوة والعزيمة لمواصلة النضال حتى تتحقق جميع تلك المعاني والأهداف. لاشك أن تحرير التراب الوطني الإرتري من الاحتلال الإثيوبي الغاشم كان من أولى أولويات نضالنا الوطني، إلا أن تحرير الإنسان الإرتري لا يقل أهمية بأي حال من الأحوال عن تحرير الأرض، إذ لا قيمة لوطن يعيش مواطنوه محرومين من أبسط الحقوق الإنسانية.
نعم، إن الثورة المسلحة قد أنجزت مهام التحرير في 24 مايو 1991، باندحار آخر جندي من قوات العدو الإثيوبي من أرضنا، وذلك بعد نضال مرير وشاق وتضحيات جسيمة. وكان مفترضاً أن يتفرغ شعبنا وقواه السياسية لبناء وطن يسع جميع أبنائه، وأن يحشد طاقاته المادية والمعنوية من أجل وضع الأسس المطلوبة لإقامة نظام ديمقراطي تعددي يتمتع شعبنا في ظله بالعدالة والمساواة والسلام والاستقرار. إلا أن مجموعة إسياس أفورقي المتحكمة في قيادة الجبهة الشعبية أعطت آذاناً صماء لكل النداءات التي أطلقتها القوى الوطنية وجماهير شعبنا، وواصلت نهجها الانفرادي وبدأت تسرع الخطى باتجاه إقامة وترسيخ نظام ديكتاتوري قمعي، ضاربة عرض الحائط بآمال وتطلعات شعبنا المشروعة. وبسبب ممارسات نظام الجبهة الشعبية القمعي منذ فجر الاستقلال وحتى هذه اللحظة، يعاني شعبنا من انتهاكات لأبسط حقوقه ومصادرة لحريته وكرامته الإنسانية، وتحقيق الاستقرار والأمن في الوطن.
إن أوضاعًا مزرية كهذه تحتم على كافة الوطنيين الحادبين على حاضر ومستقبل وطنهم والأوفياء لأهداف ثورة سبتمبر المجيدة وشهدائها الأبرار، أن يشحذوا الهمم ويشمروا عن السواعد للخلاص مرة وإلى الأبد من النظام الديكتاتوري البغيض وبناء نظام ديمقراطي بديل. وفي هذا الصدد تتحمل الفصائل الوطنية المعارضة مسؤولية كبرى للارتقاء بالعمل النضالي ضد نظام إسياس الديكتاتوري وذلك بالابتعاد عن تضييع الوقت والجهد في تنافسها العقيم التي برهنت الأيام أنها كانت أحد أهم أسباب استمرار نظام إسياس المتهالك.
وإننا وفي الوقت الذي نثمن فيه عالياً ما تحقق من إنجاز بقيام المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي، نجدد العهد للعمل، بالتعاون مع كافة القوى الوطنية، من أجل تفعيله وتطوير آدائه. وإننا ندعوا، في الوقت نفسه، جميع الفصائل السياسية والمدنية المنضوية تحته أن تعطي الأولوية للعمل المشترك في إطار المجلس الوطني وتسخير كل طاقاتها من أجل تنفيذ البرامج الموضوعة من قبله.
الإخوة والأخوات،
تابعتم جميعا، الأزمة التي مر بها تنظيمنا، منذ مؤتمر الثاني، والتي تمثلت في المحاولات الهدامة التي قامت بها مجموعة نظمت نفسها سرًّا داخل التنظيم، للاستيلاء والهيمنة على التنظيم وحرفه عن نهجه الوطني باتجاه تطلعاتها الضيقة. إلا أن النضالات الدؤوبة التي خاضتها قواعد التنظيم والغالبية العظمي من قيادته أجهضت المؤامرة، وتمكنت من إنقاذ التنظيم. وها نحن نرى اليوم بأن تنظيمنا استعاد نشاطاته بوتيرة سريعة في كل مكان. وما هذه الندوة السياسية الهامة التي نعقدها اليوم في معقل من معاقل المناضلين الوطنيين والديمقراطيين “كاسل” ما هي إلا تأكيد للانطلاقة الجديدة للتنظيم ليلعب دوره الوطني الرائد في النضال الوطني الجاري من أجل إنقاذ الشعب والوطن من براثن النظام الديكتاتوري.
في الختام ندعو جماهير شعبنا وقواه الحية في الداخل والخارج إلى تصعيد نضالاتها حتى تتحقق كامل أهداف ثورة الفاتح من سبتمبر المجيدة. وأننا على ثقة تامة بأن الشعب الذي صنع ثورة سبتمر المجيدة وحقق معجزة الاستقلال لن يعجزه إسقاط النظام الديكتاتوري وتحقيق التغيير الديمقراطي المنشود في بلادنا.
عاش نضال شعبنا من أجل الديمقراطية والعدالة
عاشت ذكرى ثوة الفاتح من سبتمبر
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
“إنقاذ الشعب والوطن فوق كل شيء” !!
الهيئة التنفيذية لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية
30 أغسطس 2014
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=31395
أحدث النعليقات