تأبينية القائد تركي – كسلا

عبده إبراهيم

أقامت الجماهير الإرترية ظهر السبت 11/10/ 2014م بمدينة كسلا مهرجانا جماهيريا تأبينا وتكريما  للرجل القامة ، فقيد الوطن الشيخ المجاهد/ حامد تركي بحضور جماهير الحزب والشعب  الإرتري  أفرادا وأحزابا ، وكذلك ممثلي الحركة الإسلامية السودانية ، المهرجان أظهر للجميع أن الذين يعيشون للشعب موتهم تكون بركة  وبعثا للشعب خاصة الذين يقاتلون بالقلم والفكر ،كانت موت الشيخ تركي  – رغم ما تركت من آلام- ، تعد تجديدا وحياة ووعيا لعقل الحركة الإسلامية الإرترية و جرعة مقوية للحزب الإسلامي الإرتري  ومثل هذه المناسبات  فرصة للتعرف على  أفكار ومبادئ هذا القائد العظيم ، وقد حدث نفس الأمر عند رحيل رفيق دربه الشيخ القائد أبو نوال –  رحمه الله –  لأن الذين يعملون في تحرير ونهضات شعوبهم بإخلاص يجعل الله موتهم حياة لمجتمعاتهم ، ويتولى الله إكمال أهدافهم ، فقد توحدت بالأمس الأحزاب الإرترية في وصف القائد تركي ونسأل الله أن تتوحد في تبني أفكاره التي أفني من أجلها حياته ، وهي صالحة لإنشاء مجتمع سعيد في إرتريا بكل اختلاف عقائده وإثنياته.

منذ اللحظة الأولى التي سمع فيها خبر وفاة الشيخ المجاهد حامد تركي وصل الأمين العام للحزب  الإسلامي الشيخ / أبو سمية ورئيس مجلس الشورى بالحزب الشيخ خليل عامر وقواعد الحزب  حيث رابطوا وعلى امتداد الأيام الثلاث هنالك بمجلس العزاء ببيت الشيخ أبو ماجد حتى ساعة التأبين الرسمي  ظهر السبت 11/10/ 2014م ، وفاءا بأخوة الإسلام  والعهود  المبادئ التي تواثق عليها الجميع.

بدأ المهرجان التأبيني بأناشيد حماسية جهادية ، وبعد الترحيب بالحضور كانت الكلمة الأولى للمؤتمر الإسلامي ، حيث تحدث  الشيخ  إبراهيم مالك عن مناقب الشيخ أبو ماجد بكلمات يمكن  وصفها بأنها (بكاء صادق) ،حيث قال فيه إنه بلا منازع  من أهم مفكري الحركة الإسلامية والوطنية  الإرترية، وإنه مثال في الأخلاق ومهما  اختلفنا أو اتفقنا معه يوما ، لكن  الجميع يشهد على صدق إيمانه ووطنيته  ، رجل يحمل هم كل الإرتريين و مثال للمجاهد الصادق ، تراه هين لين في تعامله لكنه يتحول إلى أسد هصور عند المواقف الصعبة ودعا له بالمغفرة والرحمة سائلا المولى أن يحقق الأهداف التي ناضل من أجلها.

وكانت الكلمة الثانية لممثل جبهة التحرير الإرترية (عثمان صالح) بدأ كلامه بتعزية للشعب الإرتري والأمين العام للحزب الإسلامي الشيخ أبو سمية وجماهير الحزب الإسلامي ثم تطرق إلى مناقب الشيخ أبو ماجد وقال أن الشيخ كان مؤسس الفكر الإسلامي السياسي في إرتريا وأنه وجه يمثل تيار العروبة والإسلام ولكن دون معاداة التيارات الأخرى التي تحارب الإسلام والثقافة العربية وقال إن أبو ماجد ترك بسمات في العمل السياسي الجماعي الوحدوي لا تمحوها الأيام وتستطيع أن تستفيد منها الأجيال ، وقال التكريم الأكبر يتم بالعمل على تحقيق الأهداف التي عاش من أجلها.

وكانت كلمة الإصلاح (على سليمان) وصف الشيخ بأنه مدرسة متفردة وبأنه قائد رمز حرص في كل حياته على وحدة الصف ليس فقط بين المسلمين ولكن بين كل مكونات الشعب الإرتري وبموته فقدت الحركة الإسلامية بل الشعب الإرتري أحد أبرز أبنائه في الفكر والسياسة والجهاد وقال لعلها ساعة دعاء   فدعا والجميع رفع الأكف سائلين لفقيد الأمة أن يدخله فسيح جناته.

وجاءت مشاركة الطالب (منير) بقصيدة رثاء مؤثرة حوت مناقب الشيخ المجاهد ولطفت الأجواء والعواطف النفسية الحزينة وزادتها حزنا و نحيبا.

وشاركت الحركة الإسلامية السودانية  مثلهم الشيخ/ محمود رمضان بدأ كلمته بنبذة عن حياة أبو ماجد  من النضالات الطلابية والميدانية والسجون وقال: الشيخ  كان رمزا للمدرسة الوسطية في إرتريا وقال أن تركي كان من قيادات جبهة التحرير الإرترية رائدة الكفاح المسلح في إرتريا ، وقدم أيضا تعزية للحزب والشعب الإرتري بتكليف من دقلل ناظر عموم قبائل البني عامر.

ويظل الشعر وقود لتأجيج الأرواح والنفوس خاصة في مهرجانات من هذا النوع  فكانت القصيدة الثانية   للشاعر الإسلامي الحماسي حسين موسى ، و كانت عبارة عن رسائل حزن ضمنها بثه وحزنه  ،حركت كوامن نفوس جزئ كبير من الحضور ليطلقوا للدموع عنانها.

ثم جاءت كلمة أسرة الشيخ أبو ماجد وقد مثل الأسرة الكريمة ابنه رضوان :شكر فيها كل الحضور ، وقال نشهد بأن أبانا كان أبا للجميع  وغدوة ،ونحن سائرون على طريق الوالد إنشاء الله.

وبسبب الأمطار تم تجاوز بعد الفقرات لتكون كلمة الأمين العام للحزب الإسلامي مسك الختام حيث تحدث عن رحيل القائد حامد واصفا إياها بأنه رمز من رموز العمل الإسلامي الإرتري  وقيادي بارز في الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية وقامة سامقة من قامات العمل الوطني الإرتري العام ، أفنى عمر نضالا وجهادا وبذلا وعطاءا.

وأوجز (نسبة لهطول المطر) عن حياة القائد المفكر حامد تركي منذ ولادته في عام 1940م بمنطقة (متكل أبيت) متتبعا رحلته الأولى نحو العلم بعيدا عن أودية سمهر الخضراء ، بداية من منطقة علي قدر مرورا بالسودان والأزهر إلى كلية الحقوق جامعة بغداد – العراق.وذكر أنه بدأ العمل السياسي منذ ريعان شبابه حيث كان عضوا في جبهة التحرير الإرترية منذ تأسيسها وأحد مؤسسي الإتحاد العام لطلبة ارتريا ، وبين أن تركي واحد من الذين حضروا مؤتمر عمان في عام 1969م وتصدوا لمحاولات شق الصف الوطني داخل الجبهة وذكر استدعائه إلى الميدان للعمل بمحكمة الاستئناف العليا لجبهة التحرير الإرترية ومساهماته في تأسيس التحالف الوطني والذي كان يضم عناصر من الإسلاميين والقومين والمستقلين لمقاومة هيمنة وانحرافات حزب العمل الإرتري داخل جبهة التحرير الإرترية في سبعينات القرن الماضي مرورا بحياته في السجون حتى تأسيس حركة الرواد.

وقد اختصر الأمين العام للحزب خصال ومناقب الشيخ المجاهد في النقاط الآتية:

      – كان شخصية وطنية وفاقية مهمومة بوحدة الصف الإرتري الوطني والإسلامي ، وكان من اكثر المساهمين في الحوارات التي أجرتها الحركة الإسلامية مع القوى الوطنية والإسلامية والدول والأحزاب الصديقة والشقيقة ،حيث كان جزءً أساسيا من جميع تلك الحوارات .

– كان رجل تاريخ ويعتبر كتابه ( ارتريا والتحديات المصيرية ) من المراجع النادرة التي وثقت بشكل دقيق لتاريخ تلك الحقبة الهامة

– كان من أوائل الذين دعوا لتحديد الثوابت الوطنية كما كان لديه استعداد لا محدود للتحاور حولها والوصول فيها إلى رؤية وفاقية مشتركة .

– كان يدعوا إلى إعلاء الشأن الوطني وقد رسخ لهذا المفهوم في مواثيق وأدبيات الحركة الإسلامية لإرترية .

– كان رجل قانون أسهم بشكل وافر في سن وتشريع القوانين والنظم واللوائح التي تضبط العمل وتحدد علاقاته داخليا وخارجياً.

– كان من الذين يصرون على استقلالية قرار الحركة الإسلامية الإرترية فكراً وتنظيماً.

– تميز بالتجرد ونكران الذات والعفو والصفح وكان يتعامل مع الجميع بروح وطنية عالية وشفافية نادرة .

– كان عفيف اليد واللسان رغم قلة ذات اليد ، ويشهد له بذلك كل من عمل معه في ميادين العمل الوطني والإسلامي ، وها هو اليوم يرحل عن دنيانا الفانية دون أن يترك لأبنائه داراً تؤويهم ، وركل كل من الشيخين أبو ماجد وأبو نوال الدنيا عندما عرض عليهما الشهيد عثمان صالح سبي أن يكونا ممثلين بالمكاتب الخارجية لقوات التحرير الإرترية ، وذلك فور خروجهما من محنة السجن مفضلين التفرغ لبناء العمل الإسلامي الذي لم يكن له بريق جاه ولا مال في ذلك الوقت .

– كان رحب الصدر لا يضيق برأي وكان يتمتع بشجاعة نادرة في إبداء ما يراه صحيحا مع الأصدقاء والأشقاء .

– إن رحيل الشيخ تركي ليس فقدا لأهله وإخوانه وتلاميذه في الحزب الإسلامي فحسب إنما هو فقد لجميع أبناء الشعب الإرتري وكافة قواه السياسية ، ولكن لله ما أعطى وله ما أخذ .

وبعد سلام عليك من الله ورحمة أيها الراحل بجسده الباقي بعلمي وأفكاره ومنهجه  كنت تعيش بيننا   باسما ودودا ..لكن مكتوب فوق جبينك قول الشافعي:

هــــمـــتــــي هــــمـــــة المـــلــــوك و نفـــــســــى ٠٠٠ نـــــفـــــس حــــــر تــــرى المذلة كـــــــفـــرا.

 

.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=31700

نشرت بواسطة في أكتوبر 13 2014 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

1 تعليق لـ “تأبينية القائد تركي – كسلا”

  1. فقد الشيخ أبو ماجد هو فقد جلل ومكانته يصعب صدها نسأل الله اﻻ يفتنا بعده وﻻ يحرمنا أجره، وﻻ نقول اﻻ ما يرضي الله ، إنا لله وإنا إليه راجعون.
    الى جنات الخلد يا شيخنا الجليل ، تقبل الله عملك وأديت رسالتك وخرجت من الدنيا نقيا طاهرا حتى من أمتعتها الزائل .

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010