ويح قلبي على شباب إرتريا من جحــيم إلى جهــنم
بقلم / خيري أحمد آدم
طالعتنا الصحف السودانية الصادرة صباح الأمس الجمعة 17/10/2014م وهي تحمل عدداً من العناوين أبرزها تحرير (17) شاباً إرترياً مقيدين بالسلاسل من قبضة عصابات الإتجار بالبشر .. فيا ويح فلبي على شباب إرتريا الحائر المنكوب ، هذا إنجاز يحسب لجهاز الأمن الوطني السوداني الذي دخل في معركة ضارية مع عصابات الإتجار بالبشر ، وحسب الصحف شهدت المعركة تبادل إطلاق نار كثيف داخل غابة أم ستيبة قبالة نهر عطبرة بمحلية غرب كسلا وفرالجناة مستخدمين عدداً من السيارات .
هذا الإنجاز يعد إنتصاراً كبيراً للإنسانية قبل أن يكون إنتصاراً لجهاز الأمن والمخابرات الوطني إلا أنه جاء ناقصاً بسبب فرار أفراد العصابة الإجرامية من قبضة جهاز الأمن والمخابرات الوطني ولو تم القبض على العصابة التي إشتبكت مع أفراد جهاز الأمن في المعركة الضارية أو القبض على بعض أفرادها أو إصابة بعضهم لكان الإنجاز أكبر والإنتصار أكمل ولكن فرار العصابة دون أن تخلف وراءها أي خسائر أو أثر مستخدمين سيارات دفع رباعي أو دفع غير رباعي جعل الإنتصار ناقصاً بطعم الهزيمة ، وستظل المخاوف باقية ما دامت مثل تلك العصابات الإجرامية تنجو دون وقوع أي خسائر في صفوفها.
هذه العصابات التي باتت تهدد الأمن والإستقرار الإجتماعي بشرق السودان ، باتت معها كل القبائل غاضبة من تلك الممارسات الإجرامية وغير الإنسانية التي تمارس في وضح النهار وفي أبشع الصور ضد الإنسانبة ضاربة بكل القيم عرض الحائط ، في ذات الوقت صارت تلك القبائل الغاضبة حائرة وهي تنظر إلى إتساع دائرة المنتمين إلى تلك العصابات ممن باعوا ضمائرهم وباتوا يلهثون وراء الكسب السريع ، بل تلك القبائل الغاضبة صارت تجد بعض أبنائها هم جزء من تلك العصابات بشكل أو آخر .
مثل تلك الممارسات الإبتزازية التي تقوم بها تلك العصابات تجاه ذوي الرهائن ويطلبون بحكمها مبالغ مالية ضخمة وبالدولار تصل إلى ما يقارب الــ (150) مليون جنيه سوداني بالقديم – 4 أضعاف دية – لتحرير الفرد الواحد كما جاءت في إفادات الرهائن المحررين من قبضة العصابات بواسطة جهاز الأمن والمخابرات الوطني صاحب الإنجاز الرائع والكبير .
هذا الإنجاز شهادة براءة ورد عملي يقدمه الجهاز في وجه الإتهامات الباطلة التي توجهها بعض الدوائر المشبوهة من أصحاب الأغراض الدنيئة التي لا تخدم الحقيقة بشيئ وبعض ذوي المختطفين أهل الوجع وهم قد يعذرون لما هو واقع عليهم من ضغوطات نفسية ومعنوية بسبب الشائعات وأساليب الإبتزاز المتكررة والأخبار الكاذبة أوالمحتملة مع ضخامة المبالغ المالية التي تطلب منهم كفدية لإطلاق سراح ذويهم الرهائن .
أفلح أفراد جهاز الأمن والمخابرات في حسم المعركة وتحرير الرهائن دون وقوع خسائر في الأرواح ونجاة جميع الرهائن حيث كان في إمكان أفراد العصابة الإنتقام من هؤلاء الرهائن بمجرد الضغط على الزناد ولا سيما الإنسان عندهم لا قيمة له .
هذا الإنجاز كما سبق أن ذكرت يعد شهادة براءة لجهاز الأمن والمخابرات الوطني إلا أنها أيضاً شهادة ناقصة لأن الإنجاز تمثل في تحرير الرهائن فقط دون القبض على المجرمين ، حيث كم كان الرأي العام يكون سعيداً إذا تم القبض على جميع أفراد هذه العصابة أوبعضهم والكشف عن هويتهم وتقديمهم مهانين في وسائل الإعلام المختلفة حتى يشهد العالم حقيقة هؤلاء المجرمين ، ولكن جهاز الأمن الذي إستطاع تحرير الرهائن قادر على حسم تلك العصابات والقبض على أفرادها والأهم هو الكشف عن هوية هؤلاء المجرمين ووضع الظاهرة في حجمها الطبيعي إذ تجاوزت الإتهامات بعض القبائل والأفراد إلى إتهام مشاركة بعض الأجهزة النظامية أو بالأحرى بعض منسوبي بعض الأجهزة النظامية أو شبه النظامية إن كانت وطنية أو أجنبية تنشط في شرق السودان .
يحصل كل ذلك وتداس المشاعر الإنسانية وكل القيم النبيلة بواسطة عصابات إجرامية تجري وتلهث وراء الكسب السريع والإبتزاز الشنيع وتسيئ إلى سمعة الدول وتوقع الفتنة بين القبائل وتعرض مستقبل شباب ناهض إلى مصير مجهول وفي حال فشل دفع الفدية يحول الرهينة للأسف الشديد إلى إسبيرات بشرية تباع في سوق النخاسة .
يا ويح قلبي على شباب إرتريا طرير الشباب نضير الخصال مريرالنضال الذي بات يهرب من جحيم إلى جهنم أو من جهنم إلى جحيم .. يهرب وهو يعلم مآلات المصير المنتظر والموت المحقق وموت الجملة والقطاعي دون بواكي .
يا ويح قلبي على شباب إرتريا الذي يدفع بنفسه إلى تلك المتاهات والمهالك ، إذن ما الذي يدفع بالشباب الإرتري بالتحديد لورود تلك الموارد ولخوض تلك المغامرات التي تقدم الموت السهل الممتنع والبيع الرخيص ؟
هل ضاقت إرتريا على أبنائها فإختاروا الطريق الثالث ؟
هؤلاء الشباب لا يرهبهم الموت .. ولا حيتان البحار .. ولا زمهرير الصحراء .. ولا عصابات الإتجار بالبشر .. ولا مليشيات ليبيا .. ولا الفراعنة بسيناء .. ولا صهاينة إسرائيل .. فقط المهم عندهم هو الخروج من جحيم وطنهم ، وكل ما يخشونه هو الوقوع في أيدي بني جلدتهم ووطنهم من أفراد أمن النظام الإرتري الحاكم برئاسة أسياس أفورقي منذ أكثر من 23 عاماً ، ولا قدر الله إذا وقع الهارب في أيدي هؤلاء فجهنم أهون إليه من هذا الجحيم ، كل ما دون الوقوع في أيدي هؤلاء يهون وتهون كل المصائب ، أن تأكلهم الحيتان أرحم فالحيتان قد تقذف بهم إلى الساحل كما قذف الحوت سيدنا يونس عليه السلام ، وعصابات الإتجار بالبشر أهون فهي قد تستلم الفدية وتطلق سراحهم أو أن تشتبك قوة من أفراد الأمن في معركة ضارية مع تلك العصابات فيهرب المختطفون دون إلحاق أي أذى بالرهائن كما حدث في معركة الأمس في غابة أم ستيبة بمحلية غرب كسلا ، ولا يهم أن تدفنهم الصحارى فهي أنبل بالموت المحقق عطشاً فينصب أهالي الضحايا صيوانات العزاء بالموت المحقق والمصير المعلوم ولكن كل الذي يخشونه بعد أن يمموا صوب المجهول هو الوقوع في أيدي عصابات الأمن الإرتري الذي ليس معها موت محقق ولا حياة كريمة ولا حقوق إنسان أو حيوان ولا شرف سجون أو معتقلات .. ولا هم يحزنون ..
هنيئاً لجهاز الأمن والمخابرات الوطني على هذا الإنجاز التاريخي العظيم ومزيد من الإنتصارات التي تعيد للبشرية إنسانيتها وكرامتها وللدولة هيبتها .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=31753
اسأل نفسي بحسرة مؤلمة :— ءاعجزنا نحن في المعارضة الارتيرية ان نكون بحجم و فعالية جهاز الأمن و المخبارات الوطني السوداني –فرع كسلا00؟؟؟!!!
بمعنى ؛ لم تسطع مكاتبنا العسكرية في الفصائل المعارضة منفردة او المكتب العسكري للتحالف المعارض بتشيكل قوة عسكرية بمستوي جهاز الأمن و المخابرات السوداني– فرع كسلا ؛ وتسد هذا الثغرة القاتلة لشبابنا الهارب من جهنم المعتوه اسياس 00
حقاً انها مصيبة تعري جانب من ضعفنا وهواننا على عدونا قبل صديقنا 000 اللهم سترك !!