المقاومة الإرترية خطوات للضغط على الرئيس أسياس أفورقي
كتبه للجارديان : مارتن بلوت
تعتبر إريتريا من أكثر البلاد انغلاقا وقمعية في أفريقيا، تمنع بشكل روتيني وسائل الإعلام الدولية من الوصول اليها حيث لا يوجد صحفي أجنبي واحد مقيم في البلاد كما لا توجد صحافة مستقلة في البلاد. ولكن في صورة من صور الشجاعة النادرة لتحطيم جدار الصمت تحدثت مجموعة من افراد المعارضة الداخلية الى كل من الجارديان واذاعة فرنسا العالمية في نهاية الاسبوع الماضي.
منذ استقلالها عن إثيوبيا في عام 1993 حكم اريتريا كدولة حزب واحد من قبل الرئيس أسياس أفورقي، الذي لا يطيق المعارضة.
عضويين من اعضاء المعارضة الداخلية تحدثوا عبر وسيلة اتصال آمنة . وصفوا من خلالها الاوضاع في داخل البلاد ” قد احتفت اساسيات الحياة مثل الماء والكهرباء والمحروقات ” كما ان المواد الغذائية غالية . حتى ان عائلات من الطبقة المتوسطة اصبحت من الصعوبة بمكان ايجاد ما يكفي حاجتها من الطعام..
قالوا ان حالة التوتر في العاصمة عالية حيث افادت تقارير عن شاحنات مليئة با ” المرتزقة ” الاثيوبين من حركة تيقراى التي تدعمها ارتريا والمعروفة باسم” دمحيت ” تجوب شوارع العاصمة اسمرا . (الدفعة الاخيرة من الخدمة العسكرية فشلت لعدم حضور معظم من كان عليهم واجب الحضور لاداء الخدمة . ومن المتوقع ان تقوم دمحيت بتمشيط الشوارع وقرع الابواب للقيام بانتزاع المجندين من البيوت ) حسب قول سامي وهذا ليس اسمه الحقيقي.
ان الحركة الشعبية لتحرير تجراى وهي مجموعة منشقة من التنظيم الحاكم الآن في اثيوبيا تم منحها الملجأ والسلاح والتدريب من قبل أفورقي . أن ارتريا واثيوبيا لهم نزاع حدودي وحالة احتقان مستمرة في المناطق الحدودية وان استضافة ارتريا لدمحيت هي وسيلتها للضغط على الحكومة الاثيوبية.
تقريرا من الامم المتحدة نشر هذا الشهر يقدر عدد مقاتلي الحركة الشعبية لتحرير تقراى المتمركزين في ارتريا بحوالى عشرين ألفا يقومون بحراسة رئيس النظام الارتري تصفهم بعض التقارير بأن لهم وظيفتين مزدوجتين باعتبارهم جماعة معارضة اثيوبية وحاميا للنظام افورقي، فهم من الناحية الاثنية ينتمون الى نفس المجموعة التي ينتمي اليها الرئيس افورقي كما انهم يدينون بالولاء له بعكس ولاء قوات الجيش التي اصبحت مشكوكا فيها في السنوات الأخيرة.
منذ المحاولة العسكرية الغير ناجحة ضد النظام في يناير عام 2013م اصبحت دمحيت أحد اسباب بقاء افورقي وهذا التحالف بين النظام وقوى أجنبية هو محل استياء الشعب الارتري ” طلبوا مني ومن صديقي أوراق اثبات الهوية ؟!” قال سامي ” وعندما حدث هذا في بدايات العام قام الناس باعمال شغب ، الناس يكرهونهم بشدة”.
وبالرغم من الظروف الأمنية الصعبة والمشددة تبدع المقاومة كل يوم في ايجاد وسيلة لايصال رسالتها الى الناس، المجموعة التي بدأت بتنظيم المكالمات التلفونية من ارتري الشتات.
وذكرت المقاومة للجارديان كيف انهم كانوا يتجنبون قوات الامن وهم يعارضون محاولات التجنيد الاجباري يقول سامي ” كنا نرقد في الطرقات كالمتشردين ” .” كان البرد قارصا ، وكان رجال الامن يمرون من فوقنا ، وعندما يبتعدون كنا نقوم بوضع الملصاق على الحائظ”.
مقطع فيديو مهرب من مجموعة ” جمعة التحرير ” موجد في اليوتيوب فيه اناس في العاصمة اسمرا يتجمهرون لقراءة هذه الملصقات.
سامي يصف حالة الاحتقاار المتزايد من الشعب للنظام ” في المقاهي والبارات تسمع الناس يتحدثون حتى كبار الموظفين يشتكون علنا من النظام.
وقال سامي ” الحكومة قادت النضال من أجل استقلال ارتريا ولاعوام كثيرة اعتمدت على شرعيتها للمطالبة بولاء السكان ” حينها كانت الحركة شيئ مقدس مثل الانجيل أو القرأن يتبع بشكل مطلق ” وقال تمسقن صديق سامي “ولكن هذا العهد انتهى ولم يعد كما في السابق”.
كلا الرجلين يعلم مخاطر الحديث الى الاعلامي الخارجي ، يقول سامي ” أنا مستعد لدفع حياتي ثمنا لذلك ” و” من المستحسن ان يذكرني التاريخ باني ضحيت بدلا من التململ والشكوى الى الجيران”.
وناشد كل من سامي وتمسقن المجتمع الدولي بالضغط على افورقي ” استمعوا الى أنيننا ومآسينا ، كما نشكركم اعطائكم اللاجئين الارتريين المأوى ، أما اذا كنت في موقع اتخاذ القرار الرجاء مواصلة الضغط على النظام الارتري.”
تنامي ثقة المعارضة وهشاشة للنظام تأتي في وقت تجري فيه مناقشات حول تخفيف العقوبات ضد الحكومة الإريترية
هنالك اقتراحات وتوجه جديد من قبل الاتحاد الاروبي تجاه اسمرا وتقديم مساعدات مقدارها 200 مليون يورو اى ما يعادل 158 مليون استرليني كهبة لتحسين اوضاع حقوق الانسان.
المحاولات السابقة من جانب مفوض التنمية في الاتحاد الاروبي السيد لويس مايكل للتفاوض من أجل اطلاق سراح الصحفي السويدي الارتري الاصل مقابل المنح والمساعد لم تسفر سوى عن وعود كاذبة وفارغة. لا داويت اسحاق ولا السجناء السياسين تم اطلاق سراحأهم ، بالعكس اشتدت حالة القمع وادى الى نزوح اعداد هائلة من اللاجئين الذين يعبرون الصحراء ويقطعوا المتوسط الابيض ليصلوا بالمئات الى اوروبا.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=31824
أحدث النعليقات