غلبة المعادلة الصفرية
الساسة … في الغالب يحسنون عذب الكلم واداء الاغانى الوطنية الحماسية بحيث يتضائل امامها ما يضمرون…
الوضع السياسي المتردى فى الداخل / والخارج، والشتات المستغل (بفتح الغين) بمكر منذ امد بعيد و نذر الدولة الفاشلة يلوح فى الافق بجانب الامانى الممتدة لايجاد مخرج من الدوامة قد دفع باصحاب المصلحة الى البحث عن مبادرات تتجاوز زخرف الكلام.
فقد اتت المبادرات المؤيدة للتغيير تباعا وكذلك المعارضه له بما فى ذلك المثبطة والموارية.
نرحب بالمبادرات ما ان اضافت قيمة او على اقل تقدير امسكت عن هدم المنجزات.
ولقد استرعت انتباهى مبادرة ( EFNDأفند) ارتريين لتيسير الحوار الوطنى للاسباب التالية
1 مجموعة خاصة لتيسير الحوار الوطنى
2 الاشارة الى الامام الى الامام
3 اقتباس محفظ ينبا عن تميز فى المخرجات
ولكن ..وجدت المستهدفه من النداء هى القوى الديمقراطية (لتعيد الذاكرة الخربة الى الحوارات المكوكية بين الجبهة والجبهة الشعبية) حتى تلك “اللمة ” مقبولة طالما كانت المواقف معلنة.
وفيما يلى ما اقتبس فى المنشور.”الديمقراطية لا تعنى ان يقول المرء ما يريد قوله بحرية ولكن تعنى المقدرة على الاعتراف باراء الاخرين وتحملها مهما كانت مخالفة مخالفة جذرية لارائه وهذه لبنة اساسية للمصالحة الصادقة والحوار البناء “.
هذا الاقتباس ولا اروع ولكن يتبعه رايهم الآتى:
“عند الازمات تصبح محددات الاشكال الخارجية للهوية مثل العشيرة والقبيلة والعرق والدين اوالمنطقة ملاذا تقليديا للذين يسعون الى تحقيق تطلعاتهم ومصالحهم الشخصية باسم من يدعون تمثيلهم”.
هناك مثل دارج مفاده خد بنصائح الواعظ ولا تقلد افعاله.
وبما انها مجموعة خاصة لا تمثل تنظيما سياسيا او مدنيا الا انها بهذا تقوم بتحريض سياسى تقليدى عفى عليه الزمن .
ماذا تركوا لاجهزة النظام القمعى…على الاقل للنظام القمعى وسائل تعذيب متقدمة تسحب الاعتراف بنوايا المتهم الدفينة اى السعى لاحقاق المصالح الشخصية عكس ما يعلن..
وتلك بداية غير موفقة لوسيط مخصص جهده للمصالحة.
مع الاسف ان كلمة الديمقراطى تزعجنى بعض الشئ لانها وتوابعها تمنح بكل اريحية وبلا مقابل تماما كبطاقة تربل ايه بامريكا.
ومعنى عبارة القوى الديمقراطية فى فهمنا السياسى الخلاق شديدة الغموض وغالبا لا توفق فى الاختبار التطبيقى مع كامل احترمى واعتذارى للمناضلين الوطنيين الذين قضوا تحت رايتها بايمان صادق فى الزمن الجميل. ونفس الحال ينطبق على تعريف الرجعية واخواتها.
المهم ليس ما هيتك ولكن ما هو نجمك. والنجم الشمالى تحت اى مسمى نجم شمالى.
الاقتباس الاستهلالى يقول : ” لا تذهب حيث ينتهى بك الطريق بل اذهب حيث لا طريق واترك ورائك اثر يقتفى”.
لم اجد ما يوحى بذلك فلم ارى فيما قرأت طريقا جديدا او لا طريق حيث ان ما بدى هو تكرار التاريخ المعروف مشيناه خطا ، اذا ما علينا الا الانتظار حتى نرى مخرجات المؤتمر المزمع عقده.
والمهام العاجل للمجموعة هو اجراء مصالحة داخل كل تنظيم سياسيا كان ام مدنيا ومن ثم السعى لاجراء مصالحة بين اتباع جبهة التحريرالارترية والجبهة الشعبية .
ان الانقسام بين الجبهة والجبهة الشعبية هو تاريخ استنفذ استخدامه لدى الشباب والمخضرمين. والحنين الى الماضى ليس بسياسة فعالة ..فابحث فى الواقع عن شيطان الانقسام .
كما يسوقون تجربة مانديلا الصفح والتسامح مع الجلاد. مع ان حالة جنوب افريقيا العنصرية تختلف عن الصراع فى ارتريا… تم فى الأولى تحديد الصراع وادينت العنصرية فى كل العالم مما اجبر النظام على سرد جرائمه بالتفصيل نادما امام الضحايا الاحياء ودوى الاموات فى ساحات القضاء.
الا تقتضى الحكمة تحديد الجلاد والضحية فى ارتريا بعيدا عن “الحيطة المائلة ” او قميص عثمان, اى دكتاتورية الرجل الاوحد.ومن ثم ادانته والتشنبع به.
هناك مثل سودانى يقول “يشوف الفيل ويطعن فى ظله”
ما نعايشه اليوم ليس محددات اشكال خارجية للهوية لكن نظام شوفينى حقيقى تم تحمله طويلا ويبدوا لا زال مقبولا ناقصا الاب الروحى الحى.
وفى المقابل هناك طيف من المكونات المهمشة بما فيهم المسلمين والمنخفصاتيبن والكنامة والعفر الخ بعض الديمقراطيين وهضاب او قمم الدولة المتهالكة.
كيف غاب عنهم ذلك بعد 14 شهرا من التحضير.
وبعد الاكثار من استخدامهم لتعبير المليشيا السياسية يتوجونها بالاتى ” من الافضل مناقشة القضايا حتى ان لم يتم حسمها بدلا من حسمها دون مناقشتها.”
لقد توقعت تحديد الداء والاشارة اليه بوضوح ولكنهم وبعد التفاصيل احجموا ببراعة قائلين “يحب عدم الاستنتاج مما ذهبنا اليه باننا نشير بابهام الاتهام الى اى فرد او مجموعة متورطة فى المليشات السياسية الى يومنا هذا. غير انه وبكل صراحة الامكانية موجودة. واذا اعتقدنا خلاف ذلك فاننا سوف نقع فى فج عميق لا خروج منه محاصرين بالاوهام وخداع الذات. وعبأ المسؤولية التى نتصدى لها تحتم علينا استباق ميلاد مثل هده الاجنة واجهاضها فى الارحام الامر الدى يستدعى اليقظة فى المستقبل.”
جميل لم يحددوا حتى الان اى جنين وكيف لهم استباق التكوين…المهم الامر المحزن انهم وضعوا التناقض الرئيسى فى مرتبة ثانوية واهتموا بالتناقض الثانوى..
” والواقع أن النضال ضد الميليشيات السياسية يمكن أن يكون أصعب من محاربة الطغاة الفاقدين اصلا للمصداقية لان الميليشيات السياسية لا تخضع للمساءلة. وعلى اية حال فإنها ترفع نفس راية الديمقراطية كما يفعل الديمقراطيين التقدميين ، ولكن سياساتها رجعية بحراكها المضاد وباستخدام محددات اشكال الهوية الخارجية كالقرابة والعشيرة والعرق والدين و/ او المنطقة ”
سياسة الترويع هذه ولم يستدلوا حتى الان الى النطفة لاجهادها المسبق استنادا الى تجربة كينيا والصومال وليبيا الخ .
بما ان النظرة الثاقبة والحكيمة الى الداخل تكفى ليتضاعف الخوف ولكن الاريتريين الدين ترعرعوا على مشاعر وطنية عميقة الجذور لم يستخدموا الملاذات العاجلة كما يتوقع طبيعيا من اى شعب يرزح تحت الاضطهاد. وليس من المؤكد الى اى مدى سوف يتعايشون مع غلبة لعبة المعادلة الصفرية…
نلسون مانديلا المعروف بالصفح والتسامح مع المعتدى يقول “المناضل من اجل الحرية يتعلم بطريقة صعبة .أن الظالم هو من يحدد طريقة الصراع, والمظلوم غالبا ما يترك دون خيار سوى استخدام الاساليب التى يستخدمها الظالم. عند نقطة معينة لا يمكن للمرأ الا محاربة النار بالنار”
اذا كان اسم المجموعة ارتريين لتسيير الحوار بين القوى الديمقراطية (EFND) لما استرعت انتباهى لان المعني معلوم بداهة فى اطار السياسة الارترية.
ونامل من المؤتمرين ان ياتوا بما لم تات به الاوائل من القوى الديمقراطية الارترية وينسفوا مصطلح “الوطنية” المتضمن فى مسماهم المختصر “أفند” بالانجليزية.
وسوء فهم آخر هو ” اتى دورنا لنبتلع ” صرخة من النخب الكينية التى استدلوا بها . وهذه لا علاقة لها بالواقع الصارخ لدينا إلا اذا كان المقصود صراع القوى الديمقراطية على السلطة.
الحياة مليئة بالأفكار والمصالح المتباينة ، على المرء أن يقف على التل الآخر ويرى بنفسه من هناك التل الخاص به. أو على راي المثل الامهرى ما هي الفائدة من الرقبة إذا لم تمكنك من الاستدارة والنظر حولك. ومن طبيعة الاشياء فى الازمات البدأ بما تيسر والعمل على الدفاع عن المصالح المشتركة . ( اولويات الأغلبية اليوم هى تفادي الدولة الفاشلة وتأمين وجودها أولا ثم الوقوف من أجل حقوقها ونصيبها العادل في الثروة والسلطة على ارضية التساوى والندية و غني عن القول بعد اقتلاع النظام المتهالك .).
يقولون السيادة للقوى الداخلية ! فعلا مقدمة عادلة اذا كان المعنى الشعب (حقا) وفعاليته..ومع ذلك اذا سحبت امريكا البساط السياسى فان نجاح المكونات السياسية مرجح. ولكن السؤال هو الاستدامة والثبات. انها ليست مسالة اصلاح سريع المطلوب هو رؤية ثاقبة للبنات المصالحة وايجاد حلول استراتيجية تنتشل البلاد من هاوية الدولة الفاشلة بامتياز الماضية فيها.
كما ان المعدل التراكمى لافراغ البلاد من المواطنين ومنذ زمن سحيق يتم بوتيرة اعلى من المواليد فى التنور الداخلى , ذلك ان تمكن الاباء من الحرث. واذا استمرت وتيرة النزوح دون ردع سيطغى النازحين على من بالداخل خلال بضع سنين ان لم يكونوا فعلا تجاوزوهم اليوم. وسوف يعودون باشكال ومفاهيم وازياء مختلفة.
ما يحتاج جل الاهتمام هو كيفية التعامل مع الخنجر المزدوج المؤسسة العسكرية وامتداداتها …فانها تشكل تهديدا خطيرا لاسيما وقد شكلت بعناية فائقة وبنيت لبنة لبنة لخدمة الهيمنة على رابعة النهار. ولن يقف هدا الجيش متماسكا مالم تخرج النخب من سوامعها وتفرك عيونها جيدا لترى المخاطر ولمعالجة قضايا حقيقية خطيرة. لتجنب اندلاع حرب لدينا من أمراء حرب يرتدون الزى العسكرى الرسمى تم رعايتهم وتديبهم للمهام. (على غرار سابقة اخوتنا فى المستعمرات الايطالية السابقة).
والاخوة السياسيين فى (افند) يناشدون الجيش الارترى ليقتدى بالمثال التونسى حيث موقف الجيش المشرف.
هنا نخب الجيش التونسى وكبار الضباط التونسيين يمتازون فى المهنية حتى عن افضل الجيوش المجاورة التى استحقت رتبها حسب الاصول المرعية ناهيك عن مقارنتها بما لدينا من امراء الحروب . ثم ان محو الامية بتونس مرتفع جدا يثير الحسد. الى جانب امساك بن على عن افساد الجيش رغم افساده الحياة السياسية.
كما ان “افند” تستدل بالوضع الصومالى وذلك عن احساس زميلهم من الصومال ابدى قلقه من بوادر تكرار ارتريا الفشل الزريع الذى اصاب الصومال اعتمادا على متابعته للاتجاهات القائمة. وليس ذلك بتخمين غير مؤسس الا ان الخوف من المؤسسة العسكرية وتكوين نخبها. والطلاق ابغض الحلال هو الملاذ الأخير، وفي بعض الأحيان يمكن ان يصبح الطلاق منصفا كما كان في أرض الصومال.
وبالمناسبة، يحضرنى هنا دفاع صومالى محنك عندما عبرت له عن استيائى الشديد من انفصال ارض الصومال قائلا:-
1- تأريخيا نحن من طالب بالوحدة غير المشروطة مع الصومال الايطالى عندما وافقوا على مضض بعد املاء شروطهم.
2- انهم كانوا اقل حظا فى الخدمة المدنية (فارق ارث الاستعمارين الانجليزى والايطالى)
3- كانت نخب لدينا تحلم بتاسيس دولة حديثة وكان لديهم نخب تسعى لتفريخ دويلات مافوية داخلية.
4- سياد برى من الجنوب قام وزمرته بانقلاب عسكرى تحت شعارات ثورية ولم تقصر من التدابير القبلية الفاشية.
5- قام بتهميش ارض الصومال وسجن وقتل اصوات الحكمة بلا استثناء المسلم والليبرالى.
6- واخير لجأ اهل ارض الصومال الى رفع السلاح من اجل الحرية ودفع الدم والعرق وتعرض للابادة وحرق البيوت الى رماد والتهجير والقنابل تتساقط كيفمااتفق بصورة عشوائية.
7 – وفى النهاية لقد اصبح ارض الصومال حراً رافع الراس بسلطته العادلة وتوزيع الثروة والسلطة باكثر معدل اقتراعات فى المنطقة وان كانت اصغر دولة ينقصها الاعتراف الدولى الغارق فى ازدواجية المعايير الا انها اليوم تنموا باضطراد بالاعتماد على الدات تاركة وراءها الصداع فى بيت الظالم البيت الحاضن اليوم لامراء الحرب .
واخيرا قال لى اذكر لى امير حرب واحد فى ارض الصومال وتربح الجولة.
وبغض النظر عن صحة روايته شعرت فى اللحظة بصدى مأسات بلادى وتراجعت اجرجر زيلى وبمسحة بكائية قلت الآن وقد التأم الجراح قد تكون الفيدرالية حلا منصفا مربحا للجميع فور استقرار الوضع فى الجنوب.
ولكن حتى الآن كلماته لا زالت ترن فى ادنى “ما هي الفائدة من أمة كبيرة مع مواطنة من الدرجة الثالثة مقزمة ومهمشة !؟” .
ودائما أسأل نفسي لماذا نحن نضحى بالكثير من الأرواح لمشاريع طائشة بينما في النهاية نحن محكومون بالجملة كمواطنين عابرى سبيل من الدرجة الثالثة مع سهم يشير إلى السماء في أحسن الأحوال.
يقول الاخوة فى “أفند” المهمة العاجلة هى ازالة نظام الفرد..والاهم هو البديل..
اسمحوا لى استعارة العبارات الكبيرة من القوى الديمقراطية من شأن “التشخيص الدقيق والعلمى” ان يهيأ لنقطة انطلاق عملية و شاملة دون اقصاء ان تنتهى الى اولويات مغايرة.. فالمهام المطلوب اعمق من ازالة الطاغية . هى المفاهيم التى استوعيها جيدا وقام باستغلالها بشكل جيد جدا.
المطلوب ليس راس النظام وحسب بل اقتلاع النظام باكمله او فى اسوأ الظروف بعملية توضيب مؤلمة ان فرضها تفاوض قوى المعارضة.
يقول العرب ما بنى على باطل فهو باطل..
عدلوا الفرضيات الخاطئة استبدلوا المفاهيم القديمة هو اقتلاع كامل النظام ولا شئ دونه.
واذا كان التقدم الترقى النسبى الى الامام كما ينبغى . اذاً على الاقل ينبغى الوقوف على تجربة اقصى الجنوب , هناك فن الحوار الحى . لقد ولت دون رجعة أيام غلبة المعادلة الصفرية.
أبراهيم عثمان
ملحوظة:
كلما مررت بكتابة عن الشأن الارترى اتصور موقف صاحبه فى حالة اعلان اسياس على الملأ عن ندمه…واجد الاخوة فى “أفند” ان يناشدوا القصر كالتالى “نأمل اعطاء الرجل الفرصة لتجنب البلاد الفوضى كما حصل لدى اشقائنا فى المستعمرات السابقة لايطاليا (الصومال وليبيا)
– رابط المنشور باللغة الانجليزية
. علما بانهم عقدوا المؤتمر وتم نشر بيانهم بالتجرنية وفى انتظار النسخة الانجليزية…لا تحلم بالعربية
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=31936
الأخ / إبراهيم عثمان — تحياتي لك
تحليل رائع — وأبدء تعليقي من خاتمة تعليق الأخ عبد حامد (فالمطلوب ليس رأس النظام الذي يقدم ككبش فداء بل العقلية التي تغذيه) نعم هذا هو المطلوب وهذه الحيلة التي تستخدمها هذه المجاميع البائسة استهلكها الطاغية من قبلهم ووصل بها إلى مآربه — كان المعتوه يرحل كل القضايا الرئيسية إلى ما بعد التحرير — موضوع الوحدة الوطنية بعد التحرير — موضوع اللغات الرسمية بعد التحرير — موضوع طريقة الحكم بعد التحرير وإلى آخره — الموضوع الوحيد الذي كان يهتم به المعتوه هو فقط مساعدته فقط للتخلص من المحتل وهذه الفهم يتطابق تماما مع متورج له مجموعة (EFND) وهو (التخلص من الطاغية أولا) — والرد على هذا النوع من الحيل هو: هذه قديمة أبحثوا غيرها يا شطار
أيضا موضوع (القوة الديمقراطية / القوة التقدمية) استخدمها الطاغية لخداع (أبوي رمضان وأصحابه الماركسيين) في الوقت الذي كان المعتوه وقبيلته كانوا يحملون صليبا ضخما — أرجو أن لا يكون في الوقت الحاضر بيننا (مغفلين نافعين) تمرر من خلالهم مثل هذه الحيل البائسة والمنتهية صلاحتها — والشعب الارتري اليوم لديه من المناعة ما تكفي لمعرفة (المغفلين النافعين والبراريد)
أما موضوع جبهة التحرير والجبهة الشعبية فهذا تاريخ وعليه من يرغب توحيد الشعب الارتري عليه أن ينطلق من الواقع الحاضر و معطياته وليس بركله والبحث عن الوحدة في التاريخ
بالمناسبة: قالوا (ماركس زعلان زعل شديد من أتباعه في إرتريا)
نهنئك الأخ / أبراهيم عثمان على هذا التحليل الرائع لبيان EFND فالواقع الإرتري بازمته الداخلية والخارجية يستدعي المبادرات ، لكن يجب أن تكون مختلفة عن السائد حتى تكلل بالنجاح ، لكنها جاءت منحازة في كثير من منطلقاتها إذا استثنينا شعار الديموقراطية الذي هو مطلب الجميع لكن ليس أن تكون مطية لتكريس الهيمنة وقمع صوت الحقوق ، فبعد ما ماعانيناه من تجربة الدولة الفاشلة لانستطيع ابتلاع هذا الطعم مرة أخري بحجة الأولوية لاسقاط النظام لبناء نظام ديموقراطي على نماذج تجارب أخرى تختلف عن ماعندنا في ظل الهيمنة والسيادة الكاملة من القومية المستفيدة من ماتم إنجازة من قبل النظام وهضمها لحقوق الآخريين .
وأذيدك من الشعر بيتاً فالمبادرة تقفذ على نضالات قوى المعارضة طيلة 22 عاما من حكم النظام وما حققته من استحقاقات على أرض الواقع ( لامركزية الحكم ، حقوق المكونات ) ونتائج مؤتمراتها الجامعة وما أقرته من وثائق ، وتختذل كل ذلك في أولوية أسقاط النظام وخارطة طريق بعد سقوط النظام ، وفي هذا دعوة واضحة لتكريس واقع الهيمنة . فإذا كانت دعواهم صادقة يجب أن تبنى على ماتحقق من استحقاقات ، ودعوى تحقيق المصالحة لاتتم إذا لم يكون تسبق هذه المبادرات بموقف موحد من طبيعة النظام ، أما وصفه بالدكتاتوري فقط فهو محاباة واضحة وانكار واضح لبنود المصالحة التي تقوم على الإعتراف بالمظالم والجهة المقترفة لتجاوز مرارات الماضي وضمان عدم تكراراها على غرار ماحدث في تجربة جنوب أفريقيا التي دملت جراح المظاليم وإعادت لهم حقوقهم وبنت نظام ديموقراطي عادل على قاعدة التصالح . أما طرح المبادرة ففيه تعميه للجرائم المرتكبة وتستر على الجاني وتعليقه في شماعة النظام ، فالمطلوب ليس رأس النظام الذي يقدم ككبش فداء بل العقلية التي تغذيه .