حب المدائن

خاطرة

أبوعمار

janahYaKeren

أوقعني حب الفضول في المقارنة بين مد ينة كرن ومدينة أ سمرة العاصمة، فوجدت كرن أكثرحضورًا في قلوب الإرتريين، فقد استحوذت كرن على أسماء لها دلالات تفاؤلية مثل “كرن طادة” و”سويت كرن” أي كرن الحلوة، وبعض الأغاني ولت كرن طاداتا ما دعاري لستي، وغيرها. وهذا إن دل على شيء إنما يدل على مكانة ورمزية المدينة في قلب المواطن الإرتري.

ولم أجد أحدًا من الإرتريين يكره مد ينة كرن، وسألت أحد الإخوة عن سكا ن مدينة كرن، فقلت له هل مدينة كرن الموطن الأصلي لفئة معينة كالبلين مثلا، والبقية وافدون؟ فقال لي كلا، كرن يسكنها كل الشعب الإرتري، وكذلك من الدول المجاورة، وهي أشبه بجمهورية مصغرة داخل الوطن. وبالتأكيد لو زرت كرن فستحبها. وفعلا كنت أتمنى زيارتها، ولكن هذه الأمنية كسابقاتها لن ترى النور لأسباب خاصة بي.

أما مدينة أسمرة فلها قصة أخرى، نحن نعلم أن حب الأمكنة وحب المدن يختلف من شخص لآخر، ولكن كل الناس يجمعون عادة على حب العاصمة القومية، إلا الارتريين. فحب أسمرة العاصمة ليس محل إجماع في قلوبهم، لأن أسمرة مدينة طاردة لأبنائها، وهي كانت عبر العصور الحضن الدافئ للغزاة وبؤرة من بؤر المستعمر. فمن زجاجات “درقي” المليئةبالدم، تحولت أسمرة اليوم إلى سجون هقدف الملئية بالأبرياء، فأصبح مسك ختام أسمرة، “هقدف” و”دمحيت”. حقًّا إنها مدينة غريبة يحتار المرء في أدوارها، وأنا لم أسمع أو أقرأ أن أحدًا من الشعراء أو الفنانين كتب قصيدة باللغة العربية أو بلغة “التجري” مثلا، وتغنى بها فنان من الفنانين يمجد فيها أسمرة. بينما نسمع عن شعراء سودانيين كتبوا قصائدهم عن الخرطوم وأم درمان وكسلا. إذن أسمرة ليست في القلب، وأنا عندما أكتب هذا الكلام لا  أقصد به الناس، بمعنى الإساءة إلى من سكنها وربما أحبها كشخص، وإنما أقصد به أسمرة كمدينة كمكان وكموقع حتى لايفهم كلامي خطأً أو يساء فهمي ويذهب بالفكرة لغير اتجاهها.

أقول لأسمرة

سبحت في صفحات ميلادك فشممت …

رائحة الاعتقال وسمعت أنين السجناء.

تاريخك “أندنت” و”قشي ديمطروس”و”إسراتي كاسا”، ومعلمك “كمبشتاتو”

ودستورك “نحنان علامانان” لعمري كلهم غرباء.

مسك ختامك هقدف تمدد في..

أحشائك وولغ في الإناء.

موسيقاك أشبه بضراط الحمير…

ومفردات أغانيك أ شبه بالهجاء.

أمطرتِنا ملحًا ممزوجًا بعرق الغرباء.

أ مشاطك من أسنان الخنازير…

وعطرك زيت السلحفاء.

لم تحملي أسرار طفولتنا…

من أ فراح أو بكاء.

فكيف نكن لك حبًّا، وأنت رمز للشقاء.

حبك ليس فرض عين ولا فرض كفاية…

ولست مشمولة بطاعة وولاء.

كل يتغنى بليلاه  فلا أنت ليلاي…

ولا أنت سميرة الحسناء.

أنت خضراء الدمن أنت وردة…

هجرها عبيرها إلى ملكوت السماء.

قرأنا فتاوى قاضيك بتجنيد القاصرات …

فكل قا صرة تحمل في أحشائها جرثومة خطيئة الإفتاء.

\ أس…\ أنت خدعة كبرى كسراب في صحراء.

ثمارك شوكي له خصام مع مصران جا ئع يتأوه…

آكله يتلوى من ألمٍ كثعبان في الرمضاء.

كل العواصم تثورغضبًا في وجه الطغاة

وتصنع ربيعها ولكن ربيعك دوما يحمل …

إلينا أنفاس الشتاء.

لا تغضبي من قول الحقيقة…

فمثلك يا أسمرة ينبغي أن يرضى بقليل الثناء.

عذرًا إذا خدشنا حياءك فأنت…

أسباب رحيلنا المستمر في دروب العناء.

أ بوعمار

ستوكهولم

7\11\2014

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=31976

نشرت بواسطة في نوفمبر 11 2014 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010