وللحق سيفه المسلول … تجاوباً مع مقال السيد يوسف عبدالرحمن
بعد طول انقطاع عن الكتابة في الشأن الوطني الخاص أعود في عجالة من امري تلبيةً لنداء الكاتب الصحافي الكويتي الكبير يوسف عبدالرحمن صديق الثورة الارترية ورفيق الحقيقة والانسانية وحامل هم الهوية العربية و الإسلامية المتجذرة في عروقنا أرضاً وشعباً ، المقال المنشور في الثاني من الشهر الجاري بجريدة الانباء الكويتية يدعونا فيه السيد يوسف للكتابة والاهتمام بالكتاب كسلاح عاتي في وجه الديكتاتور الذي يكره ويعادي _ بحسب وصف الكاتب _الثقافة بشكلها العام والعربية الإسلامية الهوية بشكل خاص، مقال جاء كعادته ملتهباً بالحق ، مشحوناً بالحماسة، ملتحفاً للمسؤولية، شاحذاً للهمم ، مقال لرجل منا ونحن منه، ما نسي في غمرة رفاهية واستقرار بلاده همّ المعوزين من أصحاب الحق المهضوم ، يشعرنا وكثير من رجالات الكويت بأن العربي لازال مهاباً في عباءته يقيناً لا ظناً كما قال الشاعر الشاب هشام الجخ رغم كثرة من يلتحف ذات العباءة مختالاً بقترته وقدرته. هكذا عودتنا الكويت دائما يخرج من اصلابها الرجل ويكون وحده أمّة ، أمثال الدكتور المرحوم عبدالرحمن السميط الذي كان حسب ظني سيف الدعوة المسلول ، الدعوة للتوحيد ودين الحق ، والذي اسلم علي يده اكثر من ١١ مليون شخص في افريقيا، والدكتور طارق السويدان الذي يصدح بالسنة الحقة والصدق الشامخ ويضرب للأجيال مثالاً في القيادة الواعية بالدين والدنيا ويعد سيفاً من سيوف الحق المسلولة حيث فضل كلمة الحق علي منصبه في قناة الرسالة والشموخ يعلو همته وفخرنا به أيما فخر، وكاتبنا الكبير السيد يوسف عبدالرحمن سيفاً من سيوف الشرف الإعلامي لم يتوان عن إشهاره في وجه باطل دكتاتورنا المبجل طوال سنوات الحكم الأفورقي. نعم يا سيدي الكاتب الكبير ، لقد شردنا النظام الحاكم من هويتنا وثقافتنا قبل ان يشردنا من الأرض والعرض ، ونجح في تحقيق غاياته من إحداث التغيير الديموغرافي الذي يناسب فكره وهويته ويدعم مخدوميه ويخدم داعميه من الد اعداء العرب بالمنطقة والذين فطنوا الي أهمية موقع بلادنا وإستحوذوا علي نصيب الأسد منها لحماية مصالحهم وتهديد الامن القومي العربي منذ وقت بعيد، فيما كانت أنظمة عربية بعينها تدعم وتبارك مخططات أفورقي لهدم الثقافة العربية الإسلامية في الداخل وكانت ولا تزال تساهم في إهدار ووأد العرق العربي الذي يجري فينا موازياً للعرق الافريقي ، كان علي رأسهم قذافي ليبيا الهالك وأمير قطر السابق وبشير السودان الشاخص حتي اللحظة في كرسيه، إن مصيبتنا يا سيدي إلي جوار الدكتاتورية والعداء الصريح لثقافتنا تكمن في الحكومات العربية ذاتها التي لا تسعي فقط لطمس شعوبها وسحقهم بل تتعداه للجوار ممن يحاول بعث الحياة ونفخ الروح في ذاته، لقد تخلي العرب تماما عن شعبنا وارثه الثري من الثقافة الاسلامية العربية بمحض ارادتهم لا يمنعم عن ذلك سوي أهوائهم وإلا فالمصالح مشتركة بل واحدة في الغالب وقد سبق ان اعلنت سخطي علي سياساتهم تجاه شعبنا في مقطع من قصيدة لي أقول فيها ..
فعرقٌ فينا شرقيٌ علي الأشراف قد هانَ
وعرق منّا إفريقيّ للأغراب قد لانَ … نعم لقد هنّا علي الإشراف وأعني بهم العرب ولان لنا الأغراب طمعاً في أرضنا وحمايةً لمصالحهم لا حباً وكرامة، ولم نجد من العرب نظرة ولو بعين المصلحة أو الإستثمار حتي ، لا ادري أهو تعالي النفط وغروره أم الاستغناء والتفريط في الأمن القومي العربي الذي يراقب ويرصد من اراضينا، بلغ من سوء الوصاية علينا والتنكر لأرض الصدق التي صدقت وآوت صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم ، أن ترحل ارض الحرمين الشيخ الداعية والقاريء الارتري توفيق الصايغ الي اليمن دون أدني وازع تاريخي مشرف كان ولازال غرةً في التاريخ ودعامة إستند عليها الدين في بادئ الدعوة الحقة إلي الله والإسلام ، ولا أدني إعتبار حتي لرفاة صحابة اشراف قضوا علي اراضينا منذ مئات السنين وتركوا فينا سلالتهم الشريفة ودمائهم الزكية تجري في عروق أهلينا ما بقي الدهر. وفي الختام أشكر لك سيدي أصالة عن حسي الشعبي وشرفي المهني ونيابةً عن شعبنا المفجوع والموجوع في بقاع الارض جداً كثير إهتمامك بشأننا وتذكرك لقضيتنا وشحذك لهممنا من وقت لآخر ونبشرك أن حركة الكتب والطباعة في انشط حالاتها الان وان الشباب يغزوا بقوة في هذا المجال ونعدك بإمطار أفورقي بوابل الكتب والكتابة إن كانت علته لربما اردته الحروف قتيلاً طالما عجز النضال والبندقية.
حنان مران
hmaran1@hotmail.com
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=32192
يا سلام أستاذة مران هل أنت ممن قال فيهن محمد مدني : والبنيات هنا لسن صبايا بل شظايا ؟؟ لم أسمع صدى لصوت الوفاء يوسف عبدالحمن إلا عبر هذا المقال الرائع شكرا لك.
رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه الصبايا اليتّمِ
لامست أسماعهم لكنه لم تلامس نخوة المعتصمِ