لمحات ايجابية في مسيرة المجلس الوطني الارتري الديمقراطي _عودة روح مؤتمر اواسا – التوافقية –

بقلم ابراهيم قبيل

ربما يتوقع الجميع من اجتماع المجلس الوطني الكثير ولهم الحق في ذلك ولكنني انظر الى الامر من زاوية اخرى لا تتعلق بمخرجات الاجتماع لأنها في النهاية هي خلاصة مداولات ومناقشات طويلة لم تنتهي بعد من قبل اعضاء المجلس كما انها رهن ارادة الجميع للخروج بمخرجات موضوعية تكون بالطبع مرضية للجميع في حدها الادني على الاقل ولكن ما اريد ان اشير اليه هو ما ورد في الاخبار ان قيادتي المجلس الرئاسة والتنفيذية قدمتا استقالتهما لتجنب المجلس الدخول في حالة صراع بين الطرفين تأخذ أغلب وقت الاجتماعات وتدخل المجلس في دوامة لا تنتهي وهذه في الحقيقة اول سابقة نراها تحدث في ساحة المعارضة وهي علامة جيدة جعلت هذه القيادة تسن سنة حميدة ستجعل القيادة الجديدة للمجلس السير عليها وهنا يمكننا القول ان روح مؤتمر اواسا قد سادت اعني هنا روح التوافق رغم الاختلاف. أي سيادة لغة الحوار وليس التغليب حتى لو توفرت كل عوامله لأي من الطرفين هو الامر المطلوب الان حتى يثبت المجلس للجميع ولا سيما لشعبنا انه يمثل النقيض للنظام الديكتاتوري في البلاد وهذا بدوره يولد حالة من الثقة لدى الجمهور في المجلس الوطني وذلك لان الشعب الارتري ضاق ذرعا بالنهج الدكتاتوري المتلبس بمبدأ البطش بالرأي الأخر كدليل للقوة لأن ذلك النهج ذقنا منه الامرين في كل مسيرتنا النضالية وما بعد التحرير والاستقلال وحتى الان لذا علينا أن نتحلى بالقيم الديمقراطية واهم قيمة فيها (ثقافة الحوار) التي يجب ان تسود بديلا للتغليب مهما كانت التحديات وحجمها لأننا يجب ان نضع نصب اعيننا ان المطلوب هو التغيير الديمقراطي وليس التغيير الذي يأتي ببديل دكتاتوري تحت شعار الديمقراطية وعليه يجب ان يحرص أعضاء المجلس على هذه الروح – التوافق – في مجمل نتائج اجتماعاته وأنا لا يساورني شك ان هذا الامر بات يدركه الجميع في دبر زيت وعلى نفس الصعيد اتمنى ان يدرك اعضاء المجلس ضرورة فتح صفحة حوار بدون تحفظ مع القوى السياسية خارج المجلس كمهمة عاجلة للقيادة الجديدة وذلك حتى تتوسع مساحة المظلة السياسية للمعارضة لتشمل الجميع وحتى يكون المؤتمر القادم مؤتمر وطني شامل وكذلك بالطبع ضرورة دعم اللجنة التحضيرية بكل ما يلزمها من كفاءات وإمكانات حتى تنجح في مهمتها الكبيرة والصعبة ويجب ان ندرك حقيقة ان شعبنا شعب معطاة متى ما احس بجدية وإخلاص القوى السياسية لتخليصه من النظام الدكتاتوري الجاثم على صدره وفي الختام لا يسعني ألا احي قيادتي المجلس السابقة على موقفهم المشرف وهذا ما سيحسب لكم كنقطة مضيئة في صفحات مسيرتكم النضالية الذاخرة مثلما هي نقطة تحول ايجابية في مسيرة المجلس الوطني حيث يمكننا دائما ان نختلف ولكننا في النهاية نحتكم الى ثقافة الحوار وتغليب روح التوافق والتحية لأعضاء المجلس الوطني الارتري اتمنى لهم التوفيق والسداد .

ابراهيم قبيل

Thwabitmedia@yahoo.com