رثاء ووفاء

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز:

“كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ” (الرحمن 26 ,27)

تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يغضب ربنا جل وعلا. ولقد جاءنا نبأ عظيم من استراليا بوفاة المناضل الكبير الأستاذ عمر جابر عمر منذ ايام قلائل ولقد كان هذا الخبر الأليم بمثابة زلزال اهتزت نفوسنا واضطربت مشاعرنا وقلنا:

“الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ” (البقرة 156)

كُلُ اِبنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ يَوماً عَلى آلَةٍ حَدباءَ مَحمولُ

وهذا هو مصير كل انسان فى هذه الدنيا. اللهم ارحمه برحمتك الواسعة وانزله منازل الشهداء.

لقد فقدنا رجلاً عظيما ونحن فى أمس الحاجة اليه… واليكم هذه اللمحات القليلة عن حياة الفقيد.

لقد أحب العلم والتعلم منذ نعومة أظفاره ودرس فى مسقط رأسه ثم اكمل فى السودان وبعد ذلك فى العراق ودرس الطب ولكنه لم يكمل دراسته بل تفرق الى النضال من اجل نيل الحرية والإستقلال لبلاده ارتريا. ولقد كان فقيدنا يعتبر وطنه فوق كل اعتبار وشغله الشاغل فى كل خطوة يخطوها وصبر وصابر من أجله حتى تنال بلاده الإستقلال الكامل من الغاصبين المحتلين متأثرا بقول الشاعر:

وطـني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي

لقد وهب حياته لوطنه ومواطنيه وكان فقيدنا المناضل كاتبا وباحثا ومؤلفاً، كتب عدة مقالات وبحوث واشعار كما شغل عدة مناصب فى التنظيمات السياسية كان آخرها التنظيم الموحد. ولما هاجر الى استراليا استمر يناضل من اجل النهوض بالمجتمع ونيل حقوقه ولذا نجده يعمل فى المهجر بنفس النشاط وعمل جاهدًا فى ذلك مع اخوانه الإرتريين والأفارقة حتى اصبح عضواً بارزاً معروف بنشاطه الدؤوب حتى آخر حياته دون كلل أو ملل حتى فاضت روحه الى بارئها.

جابر أنت على مر الزمان

خالد أنت.. فى كل حين ومكان

أما اذا أردنا أن نتحدث عن شخصية فقيدنا المناضل فحدث ولا حرج ولقد عرف فقيدنا بالأخلاق الفاضلة وادبه الجم المتزن وسلوكه وحبه لكل الناس، متواضع، صادق الحديث، كريم الأخلاق، عزيز النفس نقية بيضاء غير ملوثة بأدران الرزائل ولا يداهن احدا… الى آخر هذه الصفات الحميدة.

واخيرا اطلب من كل قارئ أن يقرأ لفقيدنا سورة الفاتحة من القلب وبإخلاص.

اللهم اغفر له وعافيه واعفو عنه واكرم نزله اللهم ارحمه رحمة واسعة وأدخله فسيح جناتك اللهم احشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا.

الأستاذ/ عبدالقادر حقوس محمد