الدولة الوطنية ومأزق التبسيط المخل
“الحياة تكامل بين العمل والثقافة والسياسة والدعوة والنقد البناء…البناء قولا وفعلا”.
تقول البروفسور كاروليين استفنسون:
“من اسباب صعوبات الدول التى يعتبرها الكثيرون “دول فاشلة” هو أن الاستعمارالاروبى قام بتفكيك شعوب موحدة , في حين قام بدمج شعوب اخرى منفصلة عن بعضها تحت دولة واحدة بدون التاسيس على الهويات المشتركة. ولا سيما في أفريقيا والشرق الأوسط، وذلك بلا اعطاء اعتبار يذكر للهويات المشتركة فى رسم حدود الدول الجديدة . وهكذا فلا معنى غالبا لفكرة الدولة القومية، القومية التي طورت الجهاز الحكومي للدولة . بينما كان بناء-الامة قد تم قبل بناء-الدولة فى أوروبا ، ان بناء-الدولة سبق بناء-الأمة فى دول ما بعد الاستعمار . مما ادى الحال عقب الاستعمارالى ضرورة بناء-الأمة”.
“One of the reasons for the difficulties of what many consider “failed states” is that some peoples who had been integrated were taken apart by European colonialism, while others who were separate peoples were integrated together in new states not based in common identities. Particularly in Africa and the developed the governmental apparatus of a state, was often nonsense. While in Europe nation-building historically preceded state-building, in post-colonial states, state-building preceded nation-building. The aftermath of colonialism led to the need for nation-building”. Carolyn Stephenson January 2005.
وترى بعض مراكز الابحاث الامريكية المؤثرة, “الحل فى استخدام القوة المسلحة فى اعقاب الصراع لتدعيم عملية الانتقال الى الديمقراطية (دولة المواطنة)”. و مثل هذه الدراسات تسهدف فى المقام الاول خدمة اهداف بعيدة عن متطلبات المجتمعات المعنية تماما كالاستعمار القديم الذى كان ينصب جل او كل اهتمامه على الموارد الطبيعية والقوى العاملة الرخيصة ايضا متعللا بنشر المدنية فى المجتمعات الهمجية. المدنية التى لا تراعى مصالح العنصر البشرى المستهدف بل تستعبده او تطهره حسب الظروف.
وهناك من يرى الدولة الوطنية يدعمها اقتصاد راسمالى قوى ووسائل مواصلات واتصالات تخلق الانسجام بين مكونات الوطن من قومية او قوميات طالما وفرت الدولة (بصرف النظر عن سبقها او تخلفها تكوين القومية او القوميات)
والامثل هو وجود شعب متجانس على رقعة جغرافية محددة ودستور يتبناه الشعب وسلطة تسهر على رعاية امن ومصالح هذا الشعب.
وما نراه اليوم فى ارتريا هو بناء دولة- قومية (قلب وقالب واحد)…
وطالما تم بناء الدولة قبل اكتمال بناء القومية فمن الصعب الوصول الى حل او انقاذ الموقف دون الاعتراف بهذا الخلل. فليست ارتريا امة مكتملة الاركان.لقد حاول اسياس ومشروعه ان يتبنى وطنا على مقاس امته كما فعل تيدروس ويوهانس ونجح منليك وحاول الامبراطور هيلى سلاسى واخيرا فكرة الامم الفيدرالة فى اثيوبيا اليوم. ولكن فى زمن توارى النظام الملكى احتار مشروع اسياس بين الجمهورية الملكية والجماهيرية الشعبية ففضل اللائية (لا دستور, لا دولة قانون ,لا برلمان, لا سلطة تشريعية, لا سلطة قضائية, ولا سلطة تنفيذية ولا حتى كتيب احمر) واختصرها فى حكم انتقالى مفتوح السقف بادوات مشوهة ومسودة كتيبه الاسود الذى شق الثورة ,وشوه اركان تكوين الدولة الفتية.
-عثرات تكوين الكيان
تختلف عوامل تكوين الدولة القابلة للحياة حسب ظروفها وعصرها. ولكن كانت الدول فى الغالب نتاج حروب مقاطعة او مقاطعات تبتلع او تضم غيرها بالقوة او تتكامل معها بالتراضى على نظام يضمن امن الكيان فى حدود جغرافية معينة, ووقوفها مرهون بقوة ترابط المصالح والمفاهيم والتطلع , حيث تتغير الانظمة السياسية وتبقى الدولة المبنية على اسس منطقية باعمدتها الراسخة وضمان تقدمها هو الحفاظ على حد ادنى من العقد الرسمى او العرفى بين مكوناتها (والعقد يتطلب قبول اوتجيير اطرافه)
ولكن دول العالم النامى وبالذات التى تم احتلالها من قبل قوى اجنبية كالدول الافريقية (بما فيها اثيوبيا) تم تكوينها بتدخل خارجى فاصبحت صنيعة ينقصها اكتمال شروط الدولة الوطنية.
وفى ارتريا ما يسر نجاح احتلال الطليان كان فى الغالب سياسة مراعاة الثقافة والاديان والاعراف والادارات المحلية (شبه حكم ذاتى ) التى اتبعها -بدرجة اقل كثيرا فى المدن- وتجاهلها فى محمياته حتى فى اسمرا. والمقاومة المتناثرة للاستعمار لم يبتعد اغلبها كثيرا من الدفاع عن الاعراف والقوانيين المرعية فى المقاطعات التى بدأ الطليان بالتجاوز على بعضها بعد التمكين, ونذكر مثلا بهتى حقوص تعامل مع الطليان فانقلب عليهم بعد اقتطاعهم اراضى قومه وكنتيباى محمود تدخلوا فى شأن قبيلته فاعتقل ثم هاجر واتباعه الى سودان الحكم الثنائى. ولا يتوقع اكثر من ذلك لان ارتريا لم تكن الا صنيعة يافعة للاستعمارلم يشتد عودها الوطنى عندئذ.
والاهم شكل الاحتلال فرصة سانحة لتنفس الصعداء من اختلال أمن التجمعات التى عانت من الهجمات (الهمجية) المتلاحقة من الجنوب والغرب. كما ان الظروف الصعبة التى تخللتها مجاعات ومناوشات بينية , عوضها استثمار الطليان فى بنية تحتيه وبناء مدن حديثة تستوعب الايدى العاملة لخدمة اهداف الاحتلال التوسعية انطلاقا من ارتريا وخدمة الماكينة العسكرية ومستعمرات استيطانية لفلاحى الغزاة القادمين من ايطاليا. واخيرا تم تقرير مصيرها على يد الدول المنتصرة فى الحرب العالمية الثانية بتغييب نسبى لرغبات مكوناتها السائدة وسلمها على طبق من نار مكسى بالرماد الى اقطاع درج الى ابتلاع المقاطعات فابتلع بذرة زواله.
ولكن اخطر العوامل السلبية فى تكوين الدولة هو الاستعمار الاثيوبى وتوابعه. لانه تدخل وبالقوة قام بتشويه عناصر مهمة من بناء الدولة (الثقافة والملكية والاقتصاد ومساوات المكونات والدستور) هذا بجانب ما رافق واستتبع ذلك من نضال لاسترداد الحقوق التى واجهها بالافساد والارهاب وفرق اغتيال لاجهاض جنين الكفاح السلمى ,وبارساله قوافل من عناصر التخريب والتسريب الى الميدان لاحقا مما خلق عقبة امام بناء مفهوم الدولة الوطنية واستمر تاثيره السلبى الى يومنا هذا. بما فى ذلك التجبر من البعض واعتلال الثقة البينية.
كثيرا مما تقدم تاريخ للاعتبار وليس بالضرورة للاتباع الا ما كان اقرب الى الايجابى منها فى بناء الانسان الارترى من تعزيز المشتركات (التعايش مع الاحترام المتبادل) والذود عن العرض والملكية والهوية وحب الافتداء والعزة والكرامة الخ . وتفادى تكرار السلبى الذى كلف المجتمع غاليا عبر عقود ولا زال.
فى السياسة , ” فن الممكن” الراهن او ” فن ايجاد الممكن” المقدر لبناء مستقبل زاهر, لا توجد ثوابت جامدة الى ابد الدهر حتى الامبراطوريات تخبوا وتستبدل .
تصور معى سيناريوا يكون فيه للنظام يد عليا على اثيوبيا لدى الغرب او فى نتائج حرب بادمى ؟ وتذكر كيف كانت النفسية السياسة للاقصائيين قبل نتائج الحرب؟
فى المعارضة الارترية لا نرى اليوم من يؤيد النظام علانية, فالفشل يتيم!. ام ربما كان ذلك من رواسب الثقافة المتجذرة, لدى صانعى النظام وتابعيه, اى العمل دون كلل او ملل بل ودون سؤال او اعتذار. ولكن هناك مفاهيم محيرة لدى البعض من المحسوبين على المعارضة التقليدية. مثلا تحميل كل الجرائم وسياسة الالغاء (ماذا!؟) لاسياس!! ,ومن استحى يضيف وزمرته, وتلك مصيبة تكرار عمى الالوان التاريخى.
هل كان مشروع النظام (وخلفيته القومية) بهذا الغباء, فى تشتيت حتى قواه الحية ؟
عدد ممن يحسب النظام عليه بدأ يستوعب مخاطر التعدى والعداء باسمه وينادى الى التخلى عن النظام او ربطه بقوى اجتماعية خارجية –ابناء التجراى – مستشهدين ببعض سدنة اسياس فى الحكم والبعض يتشكك من تعزيز قوة “دمحيت” ودورها المشهود مؤخرا فى حماية امن النظام داخل ارتريا بدلا من محاربة الحكومة الاثيوبية بموجب برنامجها المعلن. بل ذهب البعض (مثل البروفسور تسفاتسيون ) بان ذلك التخريب وقتل الوطن الناشئ ليس بجهل او بغباء انما هو مبرمج بذكاء ويهدف الى استراتيجية قتل مشروع ارتريا تهيأة لانشاء “تجراى تجرينى ” الكبرى www.tigriniamharic.blogspot.com – ضفتى الكتاب.
هل ما ذهب اليه البروفسور صحيح؟ ربما…ولكن الاهم هو ان المعطيات تؤيد الكثير من استنتاجاته. الا اننى استغربت عدم تمكنه من الخروج عن قوى الثقافة الاحادية الناعمة, لا يخفى عليه التغول على حقوق المكونات الارترية الغير حاكمة والظاهرة حتى للمواطن العادى بل والمعلنة فى وثيقة ابراهيم المختار ورابطة ابناء المنخفضات والقوى القومية وبعد الادبيات الاخرى.
فى السياسة الدولية اليوم من الصعب ايجاد من يتبرع بالنداء او بمناصرة قوم تنازلوا عن حقوقهم طوعا او كرها ما لم يطالبوا بحقوقهم قولا او فعلا, ويصبحوا رقما يصعب تجاوزه.
ما هى الاسباب التى ادت ببعض النخب على التعامى عن سيرورة مشروع الالغاء المعمر ؟ . هناك اسباب عديدة واسوؤها المصالح الشخصية كما رايناها فى الربيع العربى. وهناك ايضا اصوات حريصة تود تفادى فوضى امراء الحرب , بلا حلول معقولة تؤدى الى التفادى. ولكن هناك ايضا تاريخ ملئ بمفاهيم ماضوية باتت عقدة نفسية لدى بعض النخب.
أ – من ظلال الماضى :
1) لا صوت يعلوا فوق صوت المعركة (البندقية).
2) النضال والميدان لا يتحمل اكثر من تنظيم واحد.
3) فعالية ’ديمقراطية’ جبهة التحرير وديكتاتورية الجبهة الشعبية (الاساسيتين).
4) انا والغريب على القريب, تكتيك همام. بالمقابل اعتبار ذلك تفريق وطن يحبوا للوئام.
5) التآمر والاغتيالات و’الطوابير’, ذكاء. بالمقابل التدافع بالاخذ فى الاعتبارعبء المشاركة ,غباء.
6) التماهى مع وخدمة استراتيجيات القوى العظمى, سياسة.مقابل الوقوف مع الحق ,مبدأ تعاسة
7) مفهوم التقدمية والديمقراطية والليبرالية الاسمية, مقابل الحقوق الثقافية والعقدية والتاريخية الفعلية الخ
8) النقاش والحوار والنقد وتباين الاراء,جرائم. مقابل اعتبار تراكمها ,بناء وبقاء ما يصلح للناس.
هذه قطوف من رواسب سياسية-نفسية ظاهرة ام خفية لمن عاصر حبو ووقوف وعدو مشاريع الاقصاء بعد ميلاد مقاطعات وحدها الطليان واختار لها اسمًا او من تابع السرد الشفهى او التحريرى عن وقائع مؤلمة لمن فاته المشهد.
ب – الاوضاع الراهنة فى المنطقة:
العولمة: هى من هموم الدول المستقرة والقادرة على اتخاذ خياراتها او الاذعان المتفاوت لمن كانت دون القدرة
1- القرن الافريقى , كان ولا زال مركز اهتمام وهيمنة الكبار.
2- الاوضاع السياسية وامن المحيط العربى الاستراتيجى فى مأزق ان يكون اولا يكون.
3- الفوضى الخلاقة وامارات الحروب بين مد وجذر
4- معضلة اثيوبيا: ما ذا نريد منها وتريد منا؟
5- تدهور بنية “الدولة القومية” فى بعض الدول الافريقية
6- تنامى اللجوء الى مكونات ما قبل الاقاليم والدول (القبلية والعشيرة)
7- القوى الغربية وطولة البال على النظام بل ومحاولات مده بخط الحياة .
جـ – الواقع المعاش فى الكيان:-
معظم الساسة يعانون من التاثيرات المذكوره آنفا بل والبعض يتافف من اى عمل غير نمطى , والابداع عادة متهم حتى يثبت وجوده .
ربما كانت بعض الشعارات مقبولة فى فترة الكفاح المسلح, فترة كل شئ ثانوى ومؤجل الى ما بعد الاستقلال. ومع مرور الايام اعتاد العامة على اختصار التحرير الى ” ازاحة المستعمِر”, واللائمة على النخبة (ما عدا اصحاب الجمرة الخبيثة وتجرعهم وايانا مر ثمارها) لانهم لم يبسطوا كنه الوحدة الجاذبة لما بعد التحرير ومفاهيم الحقوق والواجبات فى مشروع وطن محتمل او تكملة ما بدأه الاستعمار الاروبى وتاسيس دولة تحكم فسيفساء .
واليوم ايضا المضحك المبكى تعتبر الحرية,مع البعض , ازلة الطاغية وزمرته. وهذا فى ظنى تبسيط مخل حتى فى زمن كانت ” الدولة القومية ” شابة وجامحة, رغم اختلال اركانها, والنخب مفعمة بالامل لانها لم تجرب المفهوم فى الواقع , مع ان من عجنتهم الحياة حتى من بقايا حروب الطليان استشعروا الشرر الكامن وراء اللمسات الاولية (الهيمنة والالغاء) بعد التحرير, ناهيك مما قبله.
الآن وبعد قيام الدولة يتطلب التدافع والمدافعة وجود تمايز وتباين واختلاف فى الطرح يلزم ايجاد صيغ من عقود اجتماعية وسياسية, ونظام يستوعب المصالح والمشارب المختلفة. هناك اليوم من يرى
• ارتريا دولة افريقية متميزة عليها ان تعمل بما اكتسبت من الاستعمار ( سايكولوجية الغزو المتوهج بالفاشية)..وقمة الطرح ( والآن الى اى غزوة) الذى فشل فشلا تستحى منه اى دولة افريقية (وما تبقى منه مكابرة بلا طعم تذريه رياح التغيير).
• ثقب فى المركب صعب الرتق فآثر الترجل والانضمام الى المعارضة ولكن بحبه الاول وبشروطه الموروثة من سايكولوجية الغزاة.
• تعايش ثقافتين بقلب وقالب واحد, وفى سبيل ذلك لا يمانع بالتفاوض حتى الغاء اساس تكوينه وذوبانه كما الملح لصالح ماذا ؟ التاثيرات النفسية (أ) .
• اهمية الحفاظ على حقه وهويته فى مقاطعته (بعد تكرار استهدافه) وفى حالة التعذر مستعد للكفاح من اجل “تقرير المصير حتى الانفصال” مستقلا او مندمجا مع من يراعى وجوده وتطلعاته مقابل عطائه, الى الآن فى اطار الكيان.
• اصلاح النظام بتفعيل دستوره والغاء اسياس فقط (تطور لدى البعض الى “و زمرته” ) ..و’الخير لقدام’ .
• الحكم الفدرالى او الذاتى او المحلى او المحافظاتى او الاقليمى.
• حكم دستورى بديمقراطية انتخابية مع احترام حقوق الاقليات.
• مخاطر فى التغيير ويتغنى بشعارات وطنيون منذ الازل وديمقراطيون بلا هوية..رعاة التقدمية الاسمية , والليبرالية !..(البقاء لله) …
• العودة الى حضن الظئر المستعار وزمن الاستعمار كاضعف الايمان
وللكل الحق فى طرح مرئياته وبرامجه المعلنة, ان كانت هناك ديمقراطية, ولكن من بين هذا الركام والزحام تبرز نخب تكون اولوياتها مغايرة للسرب (وهى من الصفات المستحبة), بالذات ان كان الحال غنى عن السؤال والحراك فى مكانك سر لاكثر من عقدين وضياع الاجيال, بحيث تجبر من تَجَبّرْ (خارج النظام) الى الالتفات للحوار الجاد والاتفاق على عقد اجتماعى يؤدى الى مشروع دولة جاذبة او على اقل تقدير غير طاردة وبالنتيجة عمل فعال ضد الهمينة وهد المعبد على الجميع الجارى فى البلاد.
الا ان اى تفاوض او حوار يتطلب عمل على الارض يعزز الموقف وفى النهاية المتفاوضون يصلون الى حل يفوز فيه الجميع ب “لا ضرر ولا ضرار” الحديث, طالما تم تحديد اسس الحوار وادناها واوجبها هو ادانة ومنع التغول باى شكل من الاشكال المادية والادبية والباقى مقدور عليه. واذا قدر لارتريا التعايش فى امان فضلا عن الازدهار فعلى النخب ان تخرج من مفاهيم وتاثيرات نفسية لا تخدم المقام. عليها ان تطهر الجرح بدلا من نكئه ولا ينظف الجرح ان لم يتم تطهيره ابتداءا من الداء الذى كان اصل العلة وهو الاحلام الطوباوية بلا ترجمة عملية مقابل مشاريع الالغاء العملية على ارض الواقع المعاش.
السؤال المهم ما ذا تعنى لنا ارتريا. هل هى خيال ؟ ام واقع محال؟…حيث الواقع يؤدى وكذلك منطق التطورات الى دولة فاشلة “والبعض يرى انها كذلك” مع اتفاق الغالب بان الفشل هو فى الاساس فقدان السيطرة على القطر… ولكن كل الفئات والاحزاب والهيئات المدنية والسياسية -التى لم تَحكم فى ظل الاستعمار وبعده – يغلب عليها دوما سلامة ووحدة الاراضى والشعب الارترى… .وعلى الذين دعموا البغاة جهلا او علما ان يترجلوا عن التايتنيك والاعتذار عما مضى, والاستماع لصوت الحكمة عسى ان يوارى ذلك السوءات.
هناك اصوات عاقلة متناثرة بين الشركاء هى قليلة ولكن تغييرنا من انفسنا سوف يزيدها ايمانا وتصبح صوت العقل فى الضفة الاخرى.
اذا: الخلاص من هذا الارتباك هو التخلص من العقد النفسية السياسة والتاريخية والتى اثبتت فشلها واذيتها :
1) النظر الى الوطن ككيان تنصهر فيه حقوق وامال وطموحات مكوناته ودعم وتطوير المواثيق الوطنية المعتمدة فى المعارضة.
2) اخذ الدروس والعبر من تجارب الدول بما فى ذلك الصومال(البعبع) و لبنان و اثيوبيا.
3) الامساك عن اسلوب الادانات والمزايدات واحترام خيارات الشعوب والتجمعات
4) “النخب”مهما بلغ شأنها وشان سابقة اعمالها شرفا ليس من حقها تكميم الافواه وتوزيع البراءات.
5) ان مرحلة الكفاح المسلح بما لها وعليها تعتبر ملكية تاريخية عامة وتترك للمؤرخين المتخصصين
6) التعامل بمنطق الدولة والمعارضة..دولة لم يكتمل بناءها بل تهد اركانها ومعارضة تسعى لطرح البديل .
7) الاعتراف المتبادل بالمكونات وحقوقها وشخصيتها ووجودها وامالها وتطلعاتها والاتفاق على نظام يراعى ذلك ضمن المشتركات.
8) دعم كل حراك يسعى الى فتح ابواب الحوار والتنسيق يضيف قيمة الى ما تم انجازه فى النسق العام (المجلس الوطنى ) لإزالت النظام فى ارتريا , بدلا من اعادة اكتشاف العجلة كل بعد حين
وما دون ذلك تصديق تنبؤ السيدة المسن للشهيد عثمان ابو شنب “يِيبُو لِلِّى”(*).
=================================================
ابراهيم عثمان
(*)…يحكى بان الشهيد ابوشنب رأى مضارب اهله واستأذن رفاقه ليسلم على سيدة مسنة لم تميزه فى زيه العسكرى. فقالت ما هذا يا ابنى عثمان !؟ فرد نقاتل لطرد اثيوبيا..قالت: اثيوبيا المدججة بطائراتها ودباباتها؟ا قال نعم ..فقالت: “يِيبُو لِلِّى” بمعنى نجوم السماء اقرب.
عرف عن الشهيد حضورالبديهة والجمل اللماحة الظريفة. منها ما روى عن قوله لاسياس شاهدنا الجمل (فى العملة) لكن اين سيد الجمل!؟
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=33101
نعم تحليل سليم ويلامس الحقيقة بشكل مباشر,ومن الواجب على كل من يهمه امر دولة المواطنة ان يستفيد من هذه الدراسة الموضوعية, وعلى راس هولاء الاستاذ عمر محمد احمد الحقيقة كنت محتار على مقالة كتبها اقبل السبوع او اكثر,وكان استغرابي في الطريقة التي تحدث بها عن الحالة الارترية ,ومما عقد الامر عندي لم يكون واضح في مايرد قوله ولتباعه شي من التقية السياسية مثل قوله العشائرية والفيئوية والقبلية دون ان يحدد جبهة معينة,والرجل له تجربة نضالية ضاربة في القدم وانا كنت سمعت عنه الكثير دون ان تكون لي معرفة بالقضاية السياسة الارترية زمان وبتالي لم اتوقع منه السقوط في المطب القديم الذي عفاء عنه الزمن,مماذكرته اخي الكاتب في هذه المقالة المعبرة,الرجو ان تكون رد على الترهات التي اقدم عليها الاخ المذكور. وتحياتي لك اخي الكاتب.
مقال رائع ويستحق تصفحه — جزاك الله خيرا يا استاذ إبراهيم عثمان
الشهيد البطل ابو شنب لخص طائفية إسياس ونظامه في عبارة بسيطة لكن ذو مدلول كبير وبليغ (شاهدنا الجمل في العملة لكن أين سيد الجمل؟ هؤلاء هم الأبطال والوطنيون إلى النخاع حقا الذين لا يعرفون التملق ولا التمسح لدي صاحب السلطة
قالوا نحن وطنيون وديمقراطيون (يَوِي لِيلُويْ)