قراءة أولية في كتاب الدكتور عند برهان ولدي جرجيس
الاستاذ \ محمد نور أحمد
قبل أن أبدأ ملاحظاتي أود أن أتقدم بالشكر الجزيل للأستاذ عبدالرازق كرار الذي بعث اليّ بنسخة من الكتاب لأطلّع عليه. كما أريد أن أؤكد علي أن هذه القراءة هي قراءة أولية لكتاب الدكتور عند برهان ولدي جرجيس Eritrea at a Crossroads: A Narrative of Triumph, Betrayal and Hope او (ارتريا في مفترق طرق: حديث عن النصر والخيانة والأمل) والذي يتكوّن من 650 صفحة , وأعتقد أن الأمر يتطلب مني اعادة القراءة للغوص في أغوار الكتاب والتمعن في أعماقه. وبالرغم من ذلك رأيت أن أسجل الملاحظات التي لفتت انتباهي. ويتعلّق بعض هذه الملاحظات بالتاريخ الإرتري في الفترة التي سبقت الاستعمار الايطالي , ثم في فترة الاستعمار الايطالي ذاته والظروف التي أتت به , ومن ثم الادارة العسكرية البريطانية , وأخيراً الاستعمار الأثيوبي والقوي الدولية التي مهدت له. ثم أعرج لمحاولة الجنرال أمان عندوم لإيجاد حل سلمي للمسألة الإرترية. وأتوقف عند مرحلة الاستقلال التي عاصرت عشر سنوات من أحداثها.
ومن خلال قراءتي هذه لمست في الكتاب أنه يزخر بأحداث لا يلم بها الكثير من أفراد الشعب الإرتري , وحبذا لو ترجم الي اللغة العربية لتمكين قرائها الإرتريين – وهم كثر – من الاطلاع عليه. وذلك لأن الكتاب يكشف طبيعة نظام اسياس أفورقي الشمولي وما يرتكبه من جرائم ضد الشعب الإرتري وتحويل البلد الي سجن كبير ليس بإمكان أحد مغادرته أو العيش فيه آمناً الا من كان موالياً للنظام , والذين دخلوا السجون لم يخرج منهم أحد حياً الا ما ندر ومنهم من أعلنوا موالاتهم للنظام أو لا يخشي منهم النظام ويستخدمهم مادة للدعاية أنه قد أفرج عن بعض المعتقلين لذر الرماد في العيون. والذين تمكنوا من الهروب من السجن (وأعني البلد بأكمله) فمآلهم صحراء سيناء لتباع أعضاءهم بواسطة عصابات تجارة الرقيق المكونة من عصابات الرشايدة وبعض عناصر أمن الحدود السودانية-الإرترية , ومنهم من مات ظمأً في صحراء ليبيا أو ابتلعته أمواج البحر الأبيض المتوسط بعد دفع الفدية لتلك العصابات البالغة بين ألفين الي ثلاثة آلاف دولار أمريكي عن طريق أسرهم وأقاربهم في المهجر.
ملاحظاتي في الجانب التاريخي:
أولاً: ينص الكتاب علي أن ارتريا لم تكن في يوم من الأيام جزءاً من اثيوبيا. وأنا أتفق معه في هذا الرأي , لكن الجدير بالإشارة هو أن ارتريا لم تكن موحدة كذلك. فقد كانت تنقسم الي أقاليم والتي كانت تدار من قبل واجهات إقليمية وقبلية وفقاً لأعرافها المتوارثة أجيالاً تلو أجيال. فلم يتمكن الأتراك والمصريين من توحيدها أو حتي الوصول الي جميع الأراضي التي هي ضمن ارتريا الحالية. فقد استقروا بشكل رئيسي علي شواطئ البحر الأحمر , وعند تقدمهم نحو المرتفعات أو المنخفضات الشمالية أو الغربية سرعان ما كانوا يعودون أدراجهم الي قواعدهم الثابتة وتحديداً الي مصوع ومحيطها. لكن ذلك لا ينفي صلة مرتفعات ارتريا بإقليم تجراي الاثيوبي المجاور بحكم الصلة الجغرافية من جهة ووحدة الدين واللغة لغالبية سكان المرتفعات الإرترية مع ذلك الاقليم , دون أن يكون هناك أي ولاء سياسي تجاه حكام تجراي بل كان هناك خلاف دائم معهم , لأنّ حكام اقليم تجراي كانوا يفرضون جبايات علي المرتفعات الإرترية عن طريق ممثليهم من أمثال الرأس أوبي والرأس ألولا , لا سيما في عهد الملك يوحانس (أو الامبراطور يوحانس لاحقاً بعد انتحار الامبراطور تيدروس عندما طوقته القوات البريطانية بقيادة القائد نابير NAPIER). والرأس ألولا هو الذي كان يتخذ تلة فورتو (المطلة علي مبني البلدية حالياً) كقاعدة ينطلق منها لجمع الجبايات من سكان اقليم حماسين , أما أوبي فكان مسؤولاً عن اقليم أكلي غوزاي. وكان سكان الاقليمين يقاومون سياسة الجبايات تلك بقيادة الرأس ولدي ميكائيل في حماسين وبهتا سغنيتي في أكلي غوزاي. وعندما استعصت عليهما المقاومة لجأ الأول (ولدي ميكائيل) الي أبناء عمومته بيت طوقي من البلين في حلحل فاحتضنوه , ولجأ بهتا سغنيتي الي أبناء عمومته كذلك بيت أسغدي من الحباب في الساحل الشمالي ومن هناك انتقل الي مصوع ولم يعد الي اقليمه الا مع تقدم القوات الايطالية الي المرتفعات الإرترية.
ومن ناحية أخري لم تكن البلاد التي تعرف حالياً بدولة اثيوبيا تحمل نفس الاسم فقد كانت تسمي الحبشة Abyssinia , كما لم تكن موحدة بشكل كامل الا بعد اعتلاء الامبراطور منيليك الثاني العرش عقب تصفية الثورة المهدية للإمبراطور يوحانس في اقليم بغمدر. وبالمثل فانّ اسم ارتريا اطلق علي الأراضي التي سيطر عليها الايطاليون واعترف بحدودها الحالية بعد توقيع اتفاقيات الحدود بين كل من بريطانيا وإيطاليا والامبراطور منيليك الثاني وفرنسا في الأعوام 1900 , 1902 , و 1903.
ثانياً: لم يذكر الدكتور عند برهان في كتابه من كان وراء الاحتلال الايطالي لإرتريا ولم يتطرق للأسباب والعوامل التي مكنتها من ذلك. وبالعودة الي تاريخ منطقتنا في الربع الأخير ممن القرن التاسع عشر نجد المنافسات التي كانت جارية بين بريطانيا وفرنسا. فعندما احتلت بريطانيا عدن في مدخل البحر الأحمر احتلت فرنسا جيبوتي في الشاطئ المقابل لكي لا تنفرد بريطانيا بذلك الموقع الاستراتيجي. وكانت بريطانيا تخطط وفق استراتيجية السيطرة من الاسكندرية في مصر الي مدينة الرأس (كيب تاون) في جنوب افريقيا , لكن اندلاع الثورة المهدية وقف عائقاً أمام تحقيق تلك الاستراتيجية حيث كان السودان المعبر لتحقيقها. وكانت قوات المهدية قد اجتاحت القوات الانغلو-مصرية وقتلت الجنرال غوردون في الخرطوم. كما اجتاحت شرق السودان وامتداده حتي مشارف مدينة كرن ونهر عنسبا. وجدير بالذكر أن المواطنين الإرتيريين الذين يعرفون بسودان طبّاب هم من بقايا تلك القوات المهدية. ومن ناحية أخري تغلغلت القوات المهدية الي اقليم بغمدر في الحبشة. وكانت لإيطاليا قوة عسكرية في جنوب مدينة عصب في قطعة أرض استأجرها قسيس ايطالي علي شاطئ البحر الأحمر من سلطان راحيتا , ولم تكن تلك القوات تستطيع التقدم لوجود القوات المصرية علي طول الشواطئ الإرترية. ونتيجة الضغط الذي واجهته بريطانيا من القوات المهدية السودانية , طلبت بريطانيا من القوات المصرية الانسحاب من مواقعها في الجنوب حتي ميناء مصوع والتوجه لمواجهة الثورة المهدية التي وصلت طلائعها الي ارتريا , ودعت بريطانيا القوات الايطالية للتقدم في العمق الإرتري واشارت الي الامبراطور يوحانس عدم عرقلة التقدم الايطالي الي المرتفعات الإرترية والتفرغ لمجابهة الثورة المهدية فهي عدوه الأساسي وليست القوات الايطالية. وكانت قوات يوحانس بقيادة الرأس ألولا قبل ذلك قد ألحقت خسائر كبيرة في صفوف القوات الايطالية في معركة دوغلي الواقعة بين مصوع وغندع وأجبرتها علي التراجع. وكان يوحانس يدين لبريطانيا بفضل تقديم السلاح والمعدات العسكرية التي جاء بها القائد نابير لمحاصرة الامبراطور تيدروس بسبب اعتقاله القنصل البريطاني في الحبشة ومحاولة فرض شروطه علي الملكة فيكتوريا. وكان يوحانس سمح بمرور القوات البريطانية لحصار تيدروس في غندر- عبر الأراضي التي يسيطر عليها في اقليم تجراي. وبطلب بريطاني أرسل يوحانس قواته بقيادة الرأي ألولا لقتال قوات الثورة المهدية جنباً الي جنب مع القوات الايطالية في معركة كوفيت في مغراييب وتم دحر القوات السودانية. الا أن القوات المهدية كانت قد قتلت الامبراطور يوحانس مفسحة المجال أمام الامبراطور منيليك الثاني.
(ملاحظة : كثير من هذه الأحداث استرجعها من الذاكرة لقراءات قديمة دون الرجوع الي المراجع وسأكون ممتناً لمن يقوم بمراجعتها ويصلح مواضع الخطأ فيها لمصلحة القارئ).
ثالثاً: لم يتطرق الكاتب لدور الولايات المتحدة الأمريكية في ربط ارتريا بإثيوبيا في اتحادٍ فيدرالي رغم استعراضه بشكل مختصر للمراحل التي مرت بها القضية الإرترية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية حتي وصلت الي الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي اتخذت قرار الاتحاد الفيدرالي بين البلدين.
كانت الولايات المتحدة هي اللاعب الرئيسي في القضية الإرترية , فقد اكتشفت في العلو الجغرافي للهضبة الإرترية في منطقة حماسين مكاناً مناسباً لإقامة قاعدة للاتصالات اللاسلكية. وسبق أن أقامت ايطاليا قاعدة اتصالات في اسمرا أطلقت عليها اسم راديو مارينايو Radio Marinaio لربط الاسطول البحري لحكومة موسيليني في البحر الأحمر. وبعد هزيمة ايطاليا سلمت بريطانيا تلك القاعدة للولايات المتحدة التي زودتها بمعدات حديثة متطورة وخبراء , فصارت القاعدة ترسل الرسائل عبر العالم دون تغير في الذبذبة , وتلتقط الرسائل وتعترضها. وقد تجلت أهمية القاعدة عندما التقطت برقية سفير امبراطور اليابان لدي حكومة هتلر يبلغ بلاده بمدي استعداد المانيا لاجتياح اوروبا علي أن تقوم اليابان بالاشتراك في عمل عسكري في نفس التوقيت في منطقتها ضد الحلفاء. وسرعان ما صدرت تعليمات الي الجنرال ايزنهاور الذي كانت ترابط قواته علي شواطئ نورماندي لمباغتة القوات الغازية مما أدي لهزيمة حلف المحور في الحرب كما هو معلوم. وهكذا تأكدت أهمية قاعدة الاتصالات في اسمرا والتي سميت فيما بعد باسم غانيو استيشن. وبعد نهاية الحرب أرسل الرئيس الأمريكي روزفلت طائرة خاصة للإمبراطور الاثيوبي هيلي سيلاسي في العام 1945م والتقاه علي ظهر باخرة حربية في ميناء السويس المصري في طريق عودته من اجتماعه مع الرئيس السوفيتي ستالين ورئيس وزراء بريطانيا تشرشل في يالطا. وفي لقاء روزفلت مع هيلي سيلاسي اتفق معه علي وضع ارتريا تحت سيطرة اثيوبيا وتكون قاعدة راديو مارينايو تحت تصرف الولايات المتحدة التي خرجت من الحرب العالمية الثانية قوة دولية عظمي. وقد تم توقيع اتفاقية بذلك في أديس أبابا في عام 1950م. والعهدة في هذه المعلومات للكاتبة مايكلا رونغ في كتابها المعنون I didn’t do it for you.
رابعاً: فات علي الكاتب ذكر واقعة تاريخية أثناء الكفاح المسلح , وهي زيارة أمان عندوم رئيس وزراء اثيوبيا لإرتريا – بعد الانقلاب العسكري علي نظام الامبراطور هيلي سيلاسي- واطلاعه علي مآسي الشعب الإرتري التي ترتبت علي الحرب التي كانت تدور في البلاد , وذلك بعد مضي خمسة عشر عاماً علي اندلاع الثورة الإرترية من أجل الاستقلال الوطني وتعرض الشعب الإرتري الي الإبادات الجماعية واحراق القري وفق استراتيجية الأرض المحروقة التي اعتبرت الشعب الإرتري بمثابة البحر والثوار بمثابة السمك الذل يعيش عليه ومتي تم تجفيف البحر هلكت الأسماك.. ويبدو أنه أدرك صعوبة الحل العسكري للمسألة الإرترية , بل أن ذلك من شأنه أن يضاعف المأساة دون أن يؤدي لاستسلام الشعب الإرتري. كما أراد الرجل اخراج اثيوبيا من مأزق الحرب التي أدخلت نفسها فيها والتي لا نهاية لها.
فقد حاول الجنرال أمان عندوم في العام 1975م إيجاد حل سلمي للمسألة الإرترية , غير أنّ الحل السلمي تطلب وجود وسيط محايد , وقد وجد ضالته في الرئيس السوداني جعفر النميري فعرض عليه الأمر. غير أن النميري اشترط ثلاثة شروط. كان أولها وقف اطلاق النار , وثانيها اطلاق سراح الأسرى والمعتقلين من الجانبين , وثالثها الجلوس علي مائدة المفاوضات دون شروط مسبقة.
قبل أمان عندوم الشروط , لكن رفضها عضو المجلس العسكري منغستو هيلي ماريام. ودفع أمان عندوم حياته ثمناً لذلك الموقف اذ حاصره منغستو في بيته بقوة عسكرية وقتلته. وربما اتهمه بالخيانة والتواطؤ مع الثورة الإرترية أو التعاطف معها نتيجة لجذوره الإرترية.
خامساً: يشير الدكتور عند برهان في كتابه الي أنّ اللغة العربية ليست لغة قومية في ارتريا انما هي لغة دين , ويقول أنّ لاستخدام الدين في السياسة مخاطر علي الوحدة الوطنية. ويضيف أن أنّ ثمة شعوب في العالم تستخدم لغاتها الخاصة لكنها تدين بنفس الديانة. لكنه يستدرك بأنّه يرى أن يترك الأمر في هذه المسألة للشعب الإرتري ليقرر فيها.
انّني أتفق مع الكاتب في أنّ الأمر في المسألة يجب أن يترك للشعب الإرتري لأنّه حق ديمقراطي , وأنّ مسألة اللغة يجب ألا تفرض عليه من أعلى كما هو الحال الآن. وجدير بالذكر أن هذه المسألة (المشكلة)– اذا افترضنا أنها مشكلة- قد تم حلها في البرلمان الإرتري في عام 1952 عندما اعتمدت اللغة العربية كإحدى اللغتين الرسميتين لإرتريا الي جانب اللغة التجرينية. وقد استمر هذا الوضع حتي قامت الحكومة الاثيوبية بإلغاء اللغتين العربية والتجرينية وفرضت اللغة الأمهرية كلغة رسمية للبلاد عندما قامت بضم ارتريا عنوة اليها. لكن حركة التحرر الوطني الإرترية تمسكت برسمية اللغتين العربية والتجرينية بدءاً بحركة تحرير ارتريا مروراً بجبهة التحرير الإرترية فقوات التحرير الشعبية الإرترية. لكن انقسام هذه الأخيرة أدى الى اتخاذ اللجنة الادارية في الداخل لشعار عدم تبني لغة رسمية لإرتريا وأنّ جميع اللغات (متساوية) بينما ظلت البعثة الخارجية علي موقفها السابق برسمية اللغتين.
سادساً: الحرب الإرترية – الاثيوبية (1998-2000):
يحمّل الدكتور عند برهان مسؤولية هذه الحرب لإثيوبيا , وهو ترديد لما ورد في الاعلام الإرتري الرسمي عند اندلاع الحرب. حيث ذكرت الرواية الإرترية الرسمية أنّ المليشيات الاثيوبية التي كانت تتمركز في قرية بادمي قد هاجمت وحدة عسكرية إرترية وقتلت ستة من الضباط الإرتيريين. ومعلوم أنّ أسياس قد أصدر تعليماته للقوات الإرترية المرابطة في أعالي الغاش بالاستيلاء علي بادمي ثم سافر الي جدة في زيارة غير رسمية الي المملكة العربية السعودية لتفادي أي اتصال به قد يقوم به نظيره الاثيوبي ملس زيناوي – كانت تربط بينهما صلات وثيقة- وهو ما حدث بالفعل.
السؤال الذي يرد الي الذهن من هم اولئك الضباط الذين وعم أنهم قتلوا في تلك الحادثة من قبل مليشيات (وياني) – كما زعمت تلك الرواية. وأين تمت مواراة جثامينهم , ومن قام بذلك , ولماذا لا يكشف عن مصيرها , ولماذا لم تنقل الى مقابر الشهداء تكريماً لهم كما حدث لشهداء معارك حنيش ضد اليمن في السابق؟؟! جدير بالذكر أنّ عند برهان كان جزءً من النظام الإرتري وهو مواكب لكل حدث في ذلك الحين.
السؤال الآخر لماذا قامت حكومة ارتريا (أسياس) بالاستيلاء علي بادمي التي كانت ( الجبهة الشعبية الإرترية ) قد سلمتها الي الجبهة الشعبية التغراوية عام 1984م بعد خروج جبهة التحرير الإرترية – التي كانت تسيطر علي بادمي وتتنازع عليها مع التغراي- من الميدان. نجد أن الجبهة الشعبية الإرترية بررت الأمر في الثمانينات بأن الخلافات الحدودية يجب أن تحل عبر وسائل ديبلوماسية او قانونية بعد التحرير. اذن لماذا استولت عليها في ظل الدولة بقوة السلاح بعد التحرير؟!
حسب متابعتي للأحداث وبحكم موقعي كرئيس لقسم الدراسات الاستراتيجية في وزارة الخارجية , وقت اندلاع الحرب تلك الحرب العبثية , أقدر الأسباب كالآتي:
- – طلبت حكومة اثيوبيا من الحكومة الإرترية تحديث مصفاة ميناء عصب التي زادت كلفة تكرير البترول الخام فيها نتيجة لعدم تحديثها , وما لم يتم ذلك فانها مضطرة لاستيراد البترول المصفى عن طريق ميناء جيبوتي , وهو ما قامت به عندما تجاهلت الحكومة الإرترية مطالبها.
– كانت الصادرات والواردات الاثيوبية يتم نقلها عبر ميناءي عصب ومصوع الإرتيريين وكانت تستعمل في النقل شاحنات تابعة للقسم التجاري لتنظيم الجبهة الشعبية الإرترية (هقدف). لكن الجبهة الشعبية التغراوية أنشأت شركة أطلق عليها جمعية تنمية تغراي التي امتلكت شاحنات نقل , وطلبت الحكومة الاثيوبية أن تكتفي الشاحنات الإرترية بنقل الواردات والصادرات الاثيوبية الي محطات حدودية بين البلدين حيث تتولي الشاحنات الاثيوبية عمليات النقل داخل اثيوبيا.
– كان الجهاز التجاري والاقتصادي لهقدف يشتري العملة الصعبة من داخل الاسواق الاثيوبية بالعملة الاثيوبية (البر) , ويبعث بها الي أسمرا عبر الحقيبة الديبلوماسية. فطلبت الحكومة الاثيوبية ايقاف ذلك العمل – الذي كان يؤثر سلباً علي الاقتصاد الاثيوبي- حتي لا تضطر الي تفتيش الحقائب الديبلوماسية الإرترية ومصادر المبالغ التي تحتويها.
-
– كذلك كان ذلك الجهاز التجاري يشتري البن الاثيوبي من الاسواق الاثيوبية بالعملة الاثيوبية ويعيد تصديره بالعملة الصعبة , فطلبت الحكومة الاثيوبية اقتصار شراء ارتريا للبن علي الكميات التي تحتاجها للاستهلاك المحلي , لأنّ التصدير من اختصاص الحكومة الاثيوبية حصراً.
-اضافة لذلك كان ذلك الجهاز يسرب المشروبات الكحولية المستوردة عن طريق التهريب (لتجنب دفع الجمارك) لبيعها في الأسواق الاثيوبية. فطلبت الحكومة الاثيوبية عندما اكتشفت ذلك وقف تلك العمليات , وأن تمر جميع السلع بين البلدين عبر نقاط الجمارك علي الحدود أو الحصول علي اعفاءات مسبقة من السفارة الاثيوبية في اسمرا للبضائع الإرترية , وفي حالة المخالفة هددت بمصادرة البضائع.
– طلبت الحكومة الإرترية من اثيوبيا أن يكون التعامل التجاري بين البلدين باستخدام العملتين المحليتين – البر والنقفة. لكن اثيوبيا رفضت ذلك وأصرت علي استعمال العملة الصعبة لأن البلدين مستقلين عن بعضهما , وأن يقتصر مرور العملات المحلية علي مبلغ لا يتجاوز عشرين ألف للمسافر بين البلدين كتسهيل للتنقل.
هذه الأسباب تبين لنا الامتيازات التي كانت تحصل عليها الحكومة الإرترية من جارتها وخسرتها نتيجة للقرارات الاثيوبية , وأحسب أنها كانت وراء الحرب التي قررها أسياس أفورقي وتوهم أنها ربما تحدث تغييرا في النظام الاثيوبي فيسترد الامتيازات الاقتصادية , وحلم أن يحقق لنفسه كسباً سياسياً في أوساط الجماهير الإرترية باعتباره بطلاً قومياً. وهو كذلك كان يعتقد أن حكومة ملس زيناوي ستكون عاجزة عن الرد فتعنت عندما طلبت منه سوزان رايس مندوبة الرئيس الأمريكي كلينتون الانسحاب من بادمي واللجوء للوسائل السلمية والقانونية لحل النزاع , وقال قولته الشهيرة أنه “لن ينسحب من بادمي حتى لو أشرقت الشمس من المغرب” , لكنه في النهاية انسحب مرغماً ومقهوراً.
سابعاً: جاء في الكتاب أنّ ثمة ضرورة للوعي بعدم الاندفاع وراء منطق “عدو عدوي صديقي” وأسماه المنطق المغلوط. وهو يعني رفضه التعامل مع اثيوبيا لأنها عدو وانّ ذلك سيفقدنا الجماهير في الداخل وفي المهجر.
السؤال هنا هو عن أي اثيوبيا يتحدث الكتاب؟ اثيوبيا الامبراطور هيلي سيلاسي أم اثيوبيا منغستو هيلي ماريام؟ فان كان يعني ذلك فكلاهما الآن في ذمة التاريخ بفضل النضال المشترك للشعبين الإرتري والاثيوبي , وأنّ الحكومة الاثيوبية الحالية هي نفس الحكومة التي اعترفت بحق تقرير المصير لإرتريا. حيث طلب الراحل زيناوي الذي كان يقود اثيوبيا في قمة الاتحاد الأفريقي في أبوجا اجراء استفتاء في ارتريا بإشراف مندوبين من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ,والذي أدي لاستقلال ارتريا والاعتراف به. ولولا ذلك لظلت ارتريا دولة معزولة بعد التحرير كما حدث لشمال الصومال (دولة Somali land أو أرض الصومال المعلنة من طرف واحد) لأنّ ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية الموّقع في القاهرة عام 1964م لا يسمح بتغيير الحدود الموروثة عن الاستعمار ولا يعترف بأي كيان انفصالي لمنع تفتيت كيانات دول القارة الأفريقية – بحسب ذلك الميثاق. وبعث الاتحاد الأفريقي بلجنة مراقبة للإشراف علي الاستفتاء برئاسة عنصر سنغالي كنت قد التقيته بصحبة الصحفي السوداني يحيى العوض , وسألته عن سبب المشاركة في الاستفتاء رغم مخالفته لميثاق الوحدة الأفريقية , وقد تعمدت وضع السؤال بتلك الصيغة. فكانت اجابته ان الشعب الإرتري أقام حفلة عرس ودعانا لنرقص معه وهذا هو ما نفعله.
اذن اثيوبيا الحالية ليست عدو للشعب الإرتري- كما يقول الكتاب – واذا كان هناك ثمة عداء فهو بين اثيوبيا ونظام أسياس أفورقي الذي لا يمثل الشعب الإرتري. وتعامل الحكومة الاثيوبية مع المعارضة الإرترية هو تعامل مع الشعب الإرتري. وفي السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم انما هنالك مصالح , ومصلحة المعارضة الإرترية الممثلة للشعب الإرتري هي اسقاط نظام أسياس. وتلتقي الحكومة الاثيوبية في ذلك مع مصلحة الشعب الإرتري , ومتي اختلفت المصلحة سيحل موقف آخر ربما يتحول الي العداء أو لا , فالعداء يخلقه تضاد المصالح.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=33173
الأستاذ / محمد نور
لك الشكر على هذا الجهد في تقديم هذه القراءة للكتاب للتعرف على ما ورد فيه من آراء وأفكار . لكن استوقفني ملاحظتك على رأيه في اللغة العربية والإتفاق معه في ترك الأمر للشعب الإرتري ليقرر . لا أستغرب موقف نخب الكبسا المسيحيين من مسألة اللغة العربية الذي لايختلف عن موقف النظام الذي ينسجم مع موقفهم من مسألة السلطة في إرتريا وضرورة هيمنة الكبسا عليها باعتبار أن الإعتراف باللغة اعتراف بالمشاركة في السلطة والثروة التي ينكرون حق الآخريين فيها تمشيا مع عقلية الهيمنة والإقصاء المجذرة في ثقافة الكبسا . وجه الغرابة هو اتفاقك معه في هذا الشأن بحجة الإيمان بالعمل الديموقراطي لكن تثبيت الحقوق لايساوم عليه بدعوى التمسك بالمبادئ الديموقراطية ، لأن الديموقراطية هي وسيلة لتداول السلطة والحفاظ على الحقوق المشتركة لمكونات الشعوب وهذه هي أزمتنا مع هذه الفئة من عقليات التسلط . فإذا كان ديموقراطياً لماذا لايخضع مسألة إختيار اللغة الرسمية للدولة لخيار الشعب ولماذا تثتثنى التجرينية من مبدأ الخيار الديموقراطي ؟
معليش يا ابو علي الكهرباء غاليه الايام دي والثلاجه ما تاخد كتير.والي كنا مفروض نشتري فريظه لمداخلاتك الجميله ولكن كما يقول المصريون.العين بصيره والابد قصيره..والي فانت محق وما النصر الي من عند الله..
اشكركم جزيل الشكر علي هذاه التعليقات المفيدة ولكن بعد التعليقات تنقصها المرونة والسلاسة لذلك يجب ان ننتبه علي ما نقوله. اﻷستاذ احمد محمد نور لا علاقة له بالكتاب ما اراده فقط التنبيه والتصحيح علي ما لاحظه و من حق اي احد ان يعقب او يضيف علي ما لاحظه في الكتاب وان يقدمها بطريقته الخاصة. وعندما يكون التركيز في قبائل معينة علي هذاه التعليقات فهذا اجحاف علي حق بقية القبائل وارتريا مروية من دماء جميع الاءرترينين..لا يوجد بيت في ارتريا إلا وبه شهيد من اﻷجداد والي الأجيال الحالية.واﻷخ احمد صالح الريعوتاوي عليك ان تكتب لنستفيد من معلوماتك التاريخية لأني وبكل امانة لم اعرف الكثير من هذاه المعلومات من قبل. شكرا جزيلا
شكرا لك الاخ احمد
انا لا اصحح المؤرخين ولا انفي من التاريخ الموثق ما وثق وما كتب
ولم ات بما هو غير موثق ومؤرخ
بالعكس اعتبروه مرجعا
لانني لااريد ان ات بتاريخ وامجاد من صنع الخيال كما يحاول البعص منا.
الحمدلله ما كتب وما وثق كثير ومفيد وملئ بالحقائق.
والمطلوب توثيق اكثر دون القفز علي الواقع والحقائق.
كلما اردته تنبيه وتصويب الاستاذ محمد نور احمد السياسي المعروف وليس المؤرخ
الانه شتان بين الاثنين.
مدد الله في عمرك يااخي احمد صالح.انت الوحيد القادر علي تصويب الموءرخين الذين يجحفون في امجادنا وبطولاتنا.االعجيب ان هولاء الموءرخين دايما يتعمدوا الخلط والخطاء.ومن اعجابي الفايق بيقظتك وانتباهك .اقترحت الاهتمام بنقلك للتاريخ وعقلك الفذ.اما التحنيط لعقلك الفذ كانت كبادره تحفيظ وشحذ همم اخوننا.وكان النصر من عندالله للمفقوعين والمفقوسين ممن لاامجاد وبطولات تذكر لهم.سبحان الله
لم اقصد اي شخصنة في الموضوع ولنا الشرف مع كل نسيجنا الاجتماعي وما يربطنا اكثر مما يفرقنا وكلنا اساورتا وكلنا حباب وكلنا كل الانسج والدماء المختلط وفي القلب الاسلام الحنيف ……. الذي اشرت اليه كان واقعة توضيح عن تواجد بهت حقوص والاهم كان عن حقيقة الا مركزية التى كانت سائدة في المنطقة مع تاكيد التقدير مجددا لنسيج الاجتماعي وعن شخصي خلطة عتز بها من عسليسان ولاكثرالخلطة مازالت مستمرة … انما كل ما اريده حقا ان تكون كل المعلومات اضاف نتشرف بها جميعا واكد بان اكثر من كتب وللاسف يتجاهل اما عمدنا اوجهلا وهذا يؤدي الى تحول الكتابات الى مذكرات بنهكة حسب الطلب وما يخدم الرغبة الذاتية
الاخ احمد
اعتقد الرجل رده علي ردودك كان باترا لم يترك لك حجه تستعين بها ولم يتيح لك ثغره تدخل من خلالها لتبلغ مرامك
وعندما لم تجد ساحه تتنفس من خلالها
عليه تمنيت تحنيطه
وهذا اُسلوب العاجزين
وماورد في تعليقك كان الذم فيه واضحا مهما أردت خفيه في شكل مدح
نسال الله ان يمد في عمرك يا الريعوتاوي
وما النصر الا من عندالله
اولا حمدلله علي سلامه المناضله سعديه علي حجاي اخت البطل المقدام الشهيد سعيد علي حجاي…
عن ماذا يتحدث الاخ عافه ؟
عن المهديه-من تحالف معهم ومن ناصرهم ومن حاربهم- فليس هذا موضوعنا
اذا كانت المهديه امتداد لبعض المناطق وتاثروا بها فلا يخص ذلك الاخرين اي لا صله لهم بها.
فلكل منطقه لها خصوصياتها الجغرافيه وظرفها الخاص اجتماعيا ودينيا واقتصاديا.
شهدت منطقتنا ثوره اسلاميه وطنيه عارمه مثل ما حدث في السودان- بقياده المجاهد الشيخ احمد الموهوب
حفيد السلطان ابراهم طويل الذي كان يطلق عليه امير البر والبحر والذي كان سلطان مصوع وشرق اكلي قوزاي الي حدود قبائل العفر والحزو والمنيفري (حتي قدوم الاتراك كانو سلاطين المنطقه وبعدها تغير الحال والت البلاد كلها بما فيها منطقه نفوذهم الي المستعمر التركي ومن ثم الايطالي).
وتم اخماد الثوره بتامر وتحالف من القوي الصليبيه اثيوبيا وبريطانيا وايطاليا.
اجتمع المختلفين في المصالح علي ان يقضوا علي الثوره الموهوبيه قبل ان يستفحل امرها وترتبط جغرافيا بالمهديه كما هما متعاضدين ومترابطين دينيا.
وتم اخما دها بعد ان تم الفبض علي زعيمها (اظهر الاحباش رغبتهم في التعاون مع الثوره لانها كانت ضد المستعمر الايطالي الذي يعتبر العدو الاول للاحباش وقتها- وبعد ان لجاءالي المناطق المحازيه لتيجراي بعيدا عن الايطالين- تم اقناع الاحباش بواسطه الانجليز بخطوره الثوره ويجب القضاء عليها متحالفين مع الايطاليين- واستخدموا كل الحيل وسبل التجسس لمساعده الايطاليين ومن ثم قاموا بدعوتهم للتشاور لمحاربه الاستعمار الغربي – وتم القبض علي قائدهم وهو في ضيافتهم وفي عقر دارهم واخبروا اتباعه بالخارج بان الزعيم في مهام لتفقد جبهات القتال وامور اخري تنسيقيه تستوجب غيابه عن اتباعه الخ (راجع ما كتب عن الثوره بواسطه الغربيين او الارتريين –القاضي العلامه الشيخ محمد علي افرهه ومفتي الديار الارتريه العالم الجليل ابراهيم مختار.
وتم اخماد ثوره الموهوب كمثيلاتها من الثورات التي اخمدت في المنطقه العربيه والتي نهضت لرفع رايه الاسلام وطرد المستعمريين الغربيين.
اذ قامت ثورات اسلاميه في المنطقه العربيه لتحرير الشعوب العربيه من الاستعمار فمنها من حالفها الحظ والظرف وطال امدها كالثوره المهديه ومنها ما اخمد بعد حروب طاحنه ومسيره جهاديه لم يحالفها الحظ والظرف نتيجه للمؤامرات وتكاتف الاعداء عليها ومن تلكم الثورات:الثوره السنوسيه في ليبيا والثوره الوطنيه الارتريه ضد المستعمر الايطالي في ارتريا بفياده الشيخ احمد الموهوب
والثوره العرابيه في مصر والمهديه في السودان والثوره الصوماليه في اوغادين بقياده الشيخ الامام سيد محمد عبدالله.
ماسردته ياخي لانختلف عليه مع انه يعتبر جزئ ولمنطقه معينه وليس موضوع نقاشنا الذي اعقبت عليه. واوكد كا ورد من قبل ان بهتا سقنيتي والذي ينحدر من اسره مسلمه احتمي في جبال ريعوت وليس في تلال ومنطقه اخري وكما ورد انهم انطلقوا هو واخرين من تلك الجبال مسنودين ومحميين من مجاهدي اساورتا (الد اعداء الاحباش).
وهذا ليس احاديث وكاله هوباي او من نسج خيال هذا موثق بمؤرخيين اجانب وارتريين كما تم الاشاره اليهم كمرجع- مع انك تتضايق من المراجع والمؤرخيين وتريد الاعتماد علي ما يتداوله الشارع المحلي بكل مافيه من تضخيم وتلفيق لخلق مكانه عظيمه لم تحقق عبر المعامع والجهاد.
وهذا متفق عليه ومؤكد ولا خلاف عليه وكذلك موثق عند اهل المذكور الموجودين في سقنيتي وديقمحاري واحفاد اخوه في قريه حلا.
ذكرت فيما ذكرت : بعض الزعامات القبليه لمناطق بعيده عنا ولكنك حشرت وسطهم لقب لاسره (تمثل بيوتات ) ولا يتعدي عددهم اسابع اليد وتناسيت اهل المنطقه الحقيقيين وما لهم من وزن قبلي ونفوذ ولم تذكرهم حتي من باب المجامله كما لم تذكر قياداتهم ونظارهم العمالقه والذين كان لهم دور في سد الغزاه وحمايه المنطقه – ولولاهم لما وجدت في الخريطه مايسمي بارتريا اليوم-
فلمصوع ادارات ونظارات كما للاخرين المذكورين في المناطق الاخري.
والنظاره والعموديات ليس اضغاث احلام فهي تجسيد لواقع قبلي له كيانه ونفوذه ويتمتع بحكم ذاتي مستقل.
لقبائل وعشائر وافخاذ وليس لبيوتات: فهناك ناظر الاساورتا وناظر الحزو ناظرالمنيفري وكذلك الطروعا. وبعيدا عن مصوع وتلال ريعوت حتي هزمو توجد سلطنات لاشقائنا العفر وعلي راس كل قبيله سلطان.
كما ذكرت في تعليقك ان كل منطقه وقبيله لهما خصوصياتهما وحكمها الذاتي قبل ان يتكون الوطن المسمي ارتريا اتفق معاك ولا خلاف في ذلك . عليه ارجو ان يتحدث كل واحد في حدود معرفته وفي حدود منطقته.
الاوطان لاتبني بالعواطف والادعاءت ولا يدون التاريخ كما تهويه النفس الضعيفه الاماره لخلق زعامات وتاريخ مصطنع الذي لايمت بالواقع والماضي بصله.
كما ان التاريخ الموثق قديما بواسطه الاباء او المؤرخين الاجانب هو اساسي وهو ترجمه لوقائع واحداث ممهوره بالدم وتضحيات جسام- وما كتب ليس بعبس او من خيال بقدر ما هو واقع – واكثر المؤرخين كانوا من النصاري وهم اعداء وليس اصدقاء مما يؤكد
تناولهم بحياديه بعيدا عن المصالح والعواطف.
وتقليلك من اهميه المراجع والمؤرخين وعدم الاستدلال بها –ما صح وغير موفق في ذلك.
لان كل من يريد قلب الحقائق بدون سند ومستمسكات ويريد خلق اساطير واباطره من خياله لا تعجبه المراجع وما تضمنته من حقائق ووثائق لانها تحد من خياله الواسع واحلامه الرومانسيه اللا حدود لها.
دمتم ودامت ايامكم صدقا وتعاضدا
وشكرا
اخي راكي سرد الاخ احمد صالح للتاريخ مافيه اي اغراض سياسيه او توظيف لاي شي. لقد استفدت من معلوماته غايه الفايده.امور كثيره تغيب علينا ولا نستطيع الاطلاع عليها لشح المعلومات المتوفره.حقيقه اقترح لو الاخ احمد صالح وافته االمنيه نحنط عقله حتي تقوم الاجيال القادمه بدراستها.. هذا المخيخ ملي حقا باشياء عجيبه لا ندري حت نحنط ومع تقدم علوم ال dna ممكن نكتشف ايش ف جواه… سبحان الله
الدولة الاسلامية الممتدة أولا كانت تحت خلافة الخلفاء الراشدين ثم بعد ذلك أنتقلت الخلافة للأمويين ثم خلافة العباثيين ثم خلافة العثمانيين — لأكثر من 13 قرنا إرتريا وكل الدول الاسلامية كانت تحت الخلافة الاسلامية — وما الاحتلال الايطالي والبريطاني والاثيوبي إلا بعد تمزق الدولة الاسلامية في بداية القرن الـ 20 إلى دويلات غير قابلة للحياة إلا تحت وصاية غربية
يااخي احمد انا نفسي لدي صلات رحم مع الحباب.وممكن خانني التعبير ولكن هذا مااردت ان اقول.اوضح صلات اهلنا بهم وعلاقاتنا الحميمه معهم.علي العموم شكرا لك.
الاخ ابراهيم:
نحيطك علما بان خديوي مصر في مصوع كان ينوب عن الدوله الاسلاميه- التركيه
اما اذا قصدت نائب اخر نيابتهم كانت لاسره ابراهيم طويل التي استضافتهم بعد ان هجروا ديارهم الاصليه نتيجه للحروب, ولا يوجد نائب للاتراك سوي الخديوي كما لايوجد نائب الايطاليين او المصريين
وشكرا
الاخ عافه/
كلنا اساورتا وكلنا حباب
شكرا علي تعليقك
لست بسرد التاريخ عن الحباب وما سطرته الحباب مدون ولا غبار عليهم
وكلما قمت بتصحيحه هو في نقطه معينه لا علاقه لها بالنفي واو الايجاب لتاريخهم وبطولاتهم
واضيف لك معلومه مهمه ان الاساورتا والحباب في حصن واحد واصحاب قضيه واحده وكل منهم كان مدافعا عن مملكته وناصرا لجيرانهم.
اما تعليق الاخ احمد: لا اشكر احد يا عزيزي ان كان لابد من شكر وعرفان فالشكر والعرفان والاعتزاز بما صنعه اجدادي من مجد
ان كنت لاتميز ما كتب في تعليقي ارجو قراته مرارا
فلم اتحدث عن الاخرين وتركيباتهم وعلافاتهم بالاخرين
ان كنت لا تدري اقولها لك ببساط: الاساورتا والحباب لهم تاريخ مشرف وكانوا يحاربون الاعداء
متكاملين بعض بعد الاحيان كما ان قبائل جزء من مكونات حباب هم اساورتا
كما يوجد الحباب في داخل اساورتا.
اي فتنه تتحدث عنها؟
ارجوان تفيق قبل ان تعلق
اذا لم تجد ما تعلق عليه واردت زج كلمات لاتدري معناه
لن ولم تصب الهدف
كلنا اساورتا ووكلنا حباب في القضيه والثقافه والمصير
ويكفينا فخرا بانهم هم القبيلتين الوحيدتين المضمنتين في اتفاقيات المستعمرين ( عرب اساورتا والحباب الرماديتين).
والتي وقعت بين امبراطور الحبشه يوهنس مع الايطاليين
وهذا اعتراف ضمني بدورهم وتاثيرهم- حتي المستعمر بامكانياته واسلحته المتطوره الفتاكه لم يستطيع اقصائهم
**************.
وخلطت الحابل بالنابل
ما ذكره محمد نوراحمد في الجانب التاريخي من ملاحظات ليس فيها ما يختلف عن الوقع والذي يريد ان يضيف من حقه واهم النقاط 1- وجود اقاليم وكيانات وقبائل مستقلة حتى في القبيلة الواحدة عند النزاع ما تتوسع القبيلة تتقاسم كل شيء واهمها وجود حدود ومرعى خاص لكل قبيلة وهذا هو واقع عموم المنطقة لا مركزية ولا ولاء الا بقدر حاجة الكيانات والقبائل المستقلة والتحالف حسب المصلحة والوضع كما كان قديما مع دولة سنار والحبشة اما ما حدث في عهد الطليان والثورة المهدية شواهده واشخاصه واثاره ماثلة لكل باحث وخاصة لابناء المنطقة وكما اشار الكاتب محمد نور احمد كيان الحباب كان يتمتع باستقلالية وقوة مادية وبشرية كبيرة ورجح القائد الكبير كنتباي حامد الوقوف مع الثورة المهدية وبايع وكل قبائل الحباب المهدية(وبهت حقوص كان استجاربالكنتباي) وخصص مرسى تكلايا لدعم المهدية وقاتل ابناء الحباب بجاور المهدية وكذلك فعلت البلين بقيادة كافل الذي كان سيفه في متحف امدرمان من ضمن ارث المهدية الجهادي ونتجة هذه المواقف المشرفة دفع الشهيد كنتباي حامد بيك حياته سجن في روما ثم اتى به الى سجن عصب مسمومة وبعيد عن التفاصيل وتضحيات الجميع من غير غضب والوقائع بنفسها تتحدث ولكل ماقدم اما عن الراس الولا نعم هاجم الحباب ووصل ضواحي حاضرة الحباب نقفة وقتل من الحباب 16 شهيد في منطقة كبكب واف ثلائث محاد ومنطقة حداي وكل ذلك مدون بالشهود والشخوص وما يستفاد من هذا السرد التاكيد على الا مركزية لهذه المنطقة كما هو معلوم كان النائب في سمهر والكنتباي في الساحل ودقلل في بركة والقبائل المستقلة بمسمى كنتباي او شوم الماريا والمنسع والبجوك والبلين وما يهمنا وكوننا من ابناء المنطقة وبعيد عن الشهادة والوثائق الاجنبية بالرغم من اهميتها الا نغفل ونتغافل عن وقائع واحداث نعلمها بالتواتر ونعيشها كل حسب منطقته وتواجده والنستفيد من غير تجير ولا تزيف ولا تسيس لتاريخ 2-المتفق فيه عموما هو يكتب عدا ما كتبه الشهيد سبي وبعض البحوث القليلة ليس بتاريخ خواطر مبنية على مواقف اصحابها السياسية والمنطقية والطائفية ككتابات التى ظهرت في الاونة الاخيرة ويغلب عليها طابع توظيف الاحداث ووالوقع حتى في عهد الثورة ونحن شهود عليه يتم تجيرها لصالح المنطقة والطائفة … بعيد عن الامانة العلمية وحقيقة الاحداث والوقائع
با اخي الفاضل الريعيتاوي فعلا من لم يشكر الناس لم يشكر الله.هذه الاسماء والرووس في الساحل من نظراء كينتباي وغيرهم استقبلوا اجددنا خير استقبال وحسن لنا المقام معهم.هذا ان دل فانما يدل علي اللحمه والاخوه التي بيننا وبينهم. فلن يعبث احد من قليلي الخبره بزرع الفتن.كتابه التاريخ يجب ان يكون لاهله ونحن فعلا مقصرون في ابراز الملاحم العظيمه التي خاضها ابطالنا فلا نامت اعين الجيناء.
أولا الشكر للأستاذ محمد نور أحمد على المساهمة القيمة وإثارة موضوع كتاب (الدكتور عندى برهان) لم أقرأ الكتاب ولكن من تعليق الأستاذ يظهر أنّ الرجل لم يكن مؤرخا ولا يأخذ من التأريخ إلاّ ما يعينه على السياسة والسياسة عمياء وفيها الكثير من الكذب والتحايل على الحقائق … ثم أن الأستاذ المخضرم (محمد نور أحمد) على عجالة حاول يعطى الإنطيباع بأن كتاب الدكتور لم يكن كاملا ولم يشمل كل تأريخ الكفاح الإرترى فى عهد الإستعمار الأوروبى … عندما جمعتنى الظروف مع المناضل الكبير (عبدالله حسن-قائد لواء معروف فى الجبهة) وحكى عن ظروف المنطقة الشرقية فى (أكلوقوزاى) فى عهد الإستعمار الإثيوبى قلت له: لماذا لا يكتب هذا التأريخ وبالذات من عرفوه وعاشوا جزء منه ثم تابعت كتابات أخى وزميلى (أحمد نقاش) عن نفس المنطقة وإشارات عابرة من المناضل (عمر محمد أحمد) حول نضال تلك المنظقة وأخيرا الإيطالى (مارتينى ) ومبعوث الملكة (البريطانية إلى ملك الحبشة (يوهانس) ثم كتاب المناضل (موسى أرحو) عن قبائل الأسورتا ونضالتهم تملكنى الإحساس بأنّنا لا نعرف تأريخ بلادنا كاملا وأن هناك تأريخ منسى فى كثير من بقاع إرتريا مثلا: (الساحل والصراع مع الطليان) نائب مصوع وشعبه وصراعه مع الأحباش) شعوب (ريعوت) ومعارك ربروبية فى شرق أكلوقوزاى وكثير غيرها تأريخنا لم يكتب بعد لأننا لا زال ليس لنا دولة والمواطن لا زال يفتقر ليس للديموقراطية فقط.. المواطن لا زال يفتقر للماء والدواء.. وكلّ الذين يكتبون يكتبون وجهة نظرهم… وسوف تكون وجهة نظرهم ناقصة إن لم تشمل كلّ إرتريا التأريخ يجب أن تكتبه جهات متخصصة ومؤسسة إرترية أصيلة تكون مرآة لتكويناته التأريخ الوطنى هو مثل الدستور يجب يرا عى فيها الكل بل هو الحقيقة كلها بكل سلبياتها وإيجابياتها .. أما نحن فى المهجر والشتات يجب أن لا نتحسس من وجهة نظر كاتب لأنها ليست تأريخ وإنما وجهة نظر .. وكل ما يكتب اليوم هو سياسة وليس حقائق التأريخ فيجب أن نكون قارئين ومصححين فيما يورد من تأريخ ولا نعظم هفوات الكتاب لأنها من صميم العمل الفردى… يوم تبنى مؤسسات الدولة يومها يكتب التأريخ المؤسس
وحتى حينها فلنقرأ بهدوء وتعقل ونصحح بحايدية من أجل مصلحة الوطن الكل…. ودمتم سالمين
جزيت خيرا احمد صالح لتوضيح الحقايق لاستادنا احمد نور.
شكرا الاستاذ/محمد نور احمد للمشاركة..لم اقرأ الكتاب المذكور بعد , ولكن استجابة لملاحظتك بتصويب ما تسنده المراجع..
اعتاد اباطرة الحبشة (اثيوبيا لاحقا) على التحالف مع الاروبييين (البرتغال, وانجلترا, وفرنسا, وايطاليا وامريكا) فى الصراع الداخلى..مقابل تسهيل اطماعهم مثلا فى المقاطعات الطرفية (بالذات منليك تنازل عن اطماع يوهنس فى ارتريا ورهن هرر للطليان مقابل قرض ..المرجع(تأريخ ارتريا ..الشهيد عثمان صالح سبى).
. عام 1826م طلب دجزماتش سيافاديس مساعدة بريطانية للاستيلاء على مصوع بحجة حماية الحبشة من التوسع التركى, ولكن نائب مصوع احتجز الاسلحة. مات سيافاديس عام 1931م وخلفه دجزماتش ووبى حليف الفرنسيين. طلب ووبى سلاحا من الفرنسيين (بعد رفض النائب الافراج عن الاسلحة ) لغزو الساحل الارترى مقابل اعطاء زولا لفرنسا فى حالة الانتصار. لم يتحمس الفرنسيون..
حتى مملكة اكسوم استعانت بالرومان لغزو جنوب الجزيرة بحجة انقاذ النصارى من مضطهديهم اليهود. بل الامبراطور تيدروس 1855م (الذى يقال بانه لم يستعين بالاروبيين) طلب التحالف مع الانجليز , بعد انتقامه من شعبه (2000 قتيل) على مقتل قنصل بريطانيا, ولكن خطابه الى الملكة فكتوريا تخلف فى ادراج الخارجية البريطانية ولم يصله الرد فاعتبر ذلك موقفا عدائيا وصعد الموقف باحتجاز القنصل البريطانى البديل وبعض الرعايا الانجليز.
ولان تيدروس كان شفتا(قاطع طريق )انتزع الملك بالقوة واباد النخب الحاكمة لذا تحالف المتضررون بما فيهم يوهانس مع حملة الانجليز (نابير) التى ادت الى هزيمة تيدروس وانتحاره.
ولكن وهذا الاهم : ذكرت فى مقالك “…. دعت بريطانيا القوات الايطالية للتقدم في العمق الإرتري واشارت الي الامبراطور يوحانس عدم عرقلة التقدم الايطالي الي المرتفعات الإرترية والتفرغ لمجابهة الثورة المهدية فهي عدوه الأساسي وليست القوات الايطالية ”
ما فعله الانجليز هو التدخل لتفادى حروب طاحنة بين حليفيه (يوهنس وايطاليا) ونجح فى اشراك راس الولا بجانب الطليان ضد المهدية ..ولم يتوسع الطليان الى العمق الارترى الا بعد موت يوهنس…
هناك كتاب المبعوث البريطانى جيرالد بورتال يقول فى مقدمته (ملخص) الشهيد عثمان سبى:( http://hedgait.blogspot.com/2015/02/1887.html)
” لا بد ان نعود قليلا الى الوراء, فنشير الى رحلة اخرى قام بها مبعوث بريطانى آخر هو الادميرال هيوات الى اثيوبيا فى عام 1884 والتقى اثناءها بالامبراطور يوهنس وتوصل معه الى اتفاق بمتقضاه تمنح بريطانيا املاك الدولة العثمانية فى البحر الاحمر التى كانت تديرها الخديوية بالنيابة بما فيها الحاميات العسكرية فى المرتفعات الارترية وهضبة كرن وميناء مصوع وملحقاته لاثيوبيا مقابل اشتراك اثيوبيا فى الحرب ضد الحكومة المهدية فى السودان”
“وكانت القوات الخديوية المصرية وقوات المتحالفين معها من الزعماء الارتريين قد اصيبت بهزيمة عسكرية شنيعة فى قرع وقنديت فى المرتفعات الارترية فى عامى 1875م و 1876م على ايدى قوات الامبراطور يوهنس , واضطر الخديوى بعد وساطة بريطانية ان تنصحب قواته من تلك المنطقة تاركة اسلحتها للجيش الاثيوبى علاوة على دفع مبلغ 20 مليون ريال مارى تريزا فدية للامير حسن بن اسماعيل باشا الذى اسرته قوات يوهنس .
ولم تفى بريطانيا بوعدها ليوهنس, بل آثرت تشجيع ايطاليا على احتلال السواحل الارترية لان الحبشة – على حد تعبير بورتال (لا قادرة على الحفاظ على هذه المواقع ضد سفينة واحدة) ترسلها اى قوة اروبية . وكان فى ذهن بريطانيا الحد من توسع النفوذ الفرنسى منطلقا من جيبوتى.
وكما هو بين من خلال كتابة المؤلف فان مهمته لم تنجج ولم يقتنع يوهنس بالعدول عن خطته بمحاربة ايطاليا وانتزاع السواحل الارترية منها وقد زحف يوهنس بجيوشه الجرارة نحو ارتريا واحتلت طلائع قواته التى كانت تحت امرت راس الولا اسمرا وقندع وعايلت وكرن بل وهزمت حامية ايطاليا فى دوقلى على مشارف مصوع. واذاقت اهل البلاد صنوفا من الاضطهاد والعذيب والنهب والقتيل. وفىتلك الاثناء حدث ما لم يكن فى الحسبان فقد دفع استفذاذ حاكم سمين الاثيوبى بغاراته على الحدود السودانية القوات المهدية الى الانتقام فزحفت الى جندر – عاصمة الحبشة التاريخية – ونهبت كنائسها والحقت بها اضرارا بالغة قبل ان تنسحب الى مواقعها فى الحدود. وما ان وصلت انباء هذه الغارة السودانية اسماع يوهنس حتى اشتط ف غضبا والغى خطته بالزحف نحو ارتريا واتجه الى حدود السودان لتأديب اعدائه ” فى الدين والوطن” وكان معروفا بتعصبه الدينى حتى انه أمر بتنصير المسلمين جميعا فى الحبشة.
وكانت فى هذه الحملة نهايته اذ قتل فى معركة القلابات فى عام 1889م بينما احتل الطليان بقية المقاطعات الارترية بعد مقاومات وطنية متفرقة قمعت بشراسة استعمارية”
=================
قراءة اولية مقدرة وفى انتظار توابعها على نفس الموضوع بل وفى انتظار مساهمتك اذا سمحت الظروف باثراء المكتبة الارترية..
مع التأكيد التأم على أن قبائل الأساورتا كانت صاحب الحدث الأبرز فى التصدى للإستعمار منذ العهد الإيطالى وكانت لهم صولات وجولات فى ربوع ألمرتفعات كلها وصولاً للمنخفضات لكن مع ذلك ..
علينا أن تكتب حول المنشور كإضافة حية خاصة وأن الأستاذ قد تفوت عليه الجزئية هذه ثم أنه ليس بالمرؤخ حتى نحاسبه يمكننا تضمين وجهة نظر التاريخ الباسق فى شكل مقال تاريخى ..
والحقيقة وبما أننى إبن لهذا المجتمع العريق فلعينا تقع مسؤولية نشر هذا التاريخ الثر والحقيقة المرة فنحن مقصرون جدا فى ذلك ..
فى إحدى زياراتى للسودان قابلت رجلاً مسناً يحكى سلسلة من الحوادث والمعارك مع الطليان ويومها أحسست بالتقصير حيث أن هنالك تاريخا موغل فى التضحية والفداء على مستوى الوطن لم يجد الإهتمام والتوثيق .
ثم أن مقال الإستاذ ليس هو نهاية توثيق لتاريخ مشرف فقط علينا وبدلاً من توجيه اللوم عكس حقايق التاريخ .
صحيح الحياد المطلوب ولكن الواقع الإرترى وحالة الشتات هى العامل الرئيسى فى بتر حقائق وعكس من تاريخ عريق لمجتمعات عريقة .
فى الختام فلنفترض حسن النية أولاً وليكن نقدنا مبنياً علييها ثم نلفت عناية الكتاب حتى يستحضروا ذلك ويكون بمثابة لفتة ٍ وإنتباهة لا لومٍ وعتاب فنبعد بذلك مساحة تقاربنا بالأخر .ثم علينا أن نشيد بما حواه المقال من كشف وتعرية النظام من أحد رجالاته وهو الذى يهمنا فى هذه المرحلة هذه مجرد وجهة نظر قابلة للخطأ والصواب.
مع شكرى وتقديرى للجميع
اذا كان ( برهان ولدي جيرجيس ) يريد أن يكتب التاريخ علي مقياسه ومقياس فصيلته التي لم تؤويه علي كلّ حال ( لحاجة في نفس يعقوب )مثلما يفعل من هو من طائفته محاولة منهم لتزوير التاريخ الارتري ، ما الذي يدفع النخب المحسوبة علي المسلمين ( بدءا بالراحل عثمان سبي ومرورا ب محمد سعيد ناود والآن أخانا محمد نور أحمد وربما السلسلة تطول – تجاهل تاريخ مكونات معتبرة في المجتمع الاسلامي الارتري وغمض منجزاتها التاريخية ؟ هل هو جهل أم تجاهل ؟ اذا كان جهلا ما الذي يجبر هؤلاء القوم الخوض فيما لا علم لهم به ؟ – ولا ينطبق عليهم مثل بلغة الساهو الذي يقول : ( سورينا اللي ألِّ مِيَبِّريني ) الذي يعني الجاهل معذور علي كل حال – و اذا كان تجاهلاً لصالح من يا تري ؟
مشكور استاذنا أحمد صالح (الريعوتاوي ) علي التوضيح ، ( مِوَيْتِنِما ).يقال في المثل المحلي في سمهر أيضا بلغة الساهو ( زولا أنْدو زَرِّهْ يَدِيي كو ألِّ تَنِكِّ كِنِّ )ما معناه ( يعرفو جِنُّم ما يعرفو جنَّ الناس ) بالسوداني .
المناضل الأستاذ محمد نور أحمد شكرا للقراءة الأولية لكتاب د. عند برهان وننتظر منك المزيد في هذا الكتاب خاصة لسعة إطلاعك والمامك بتاريخ المنطقة وارتريا .. وشكرا آخر لافسحاك المجال للآخرين للتصحيح والاضافة لاثراء الموضوع .. وليس للإساءة ولو بالتلميح لشخص بقامة وطن مثلك .. يديك العافيه أبا هيام
حذف التعليق لمخالفته قواعد النشر .
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا اشكر الاستاذ احمد نور لسرده ولذكره بعد الحقائق لاضافه او لتصحيح السيد عندي برهان
رفيقه وزميله في العمل قبل ان يفلت بجلده ويستقر به المقام باستراليا
لدي بعض الملاحظات اعتقد انها في غايه الاهميه لتصيحيها وبالذات انك سردت اشياء وحوادث من التاريخ: يجب سردها بتجرد تام حتي لاتزيف الحقائق .
ذكرت بان بهتا المعروف ببهتا سقنيتي لجا الي الساحل
لاا عتراض علي علاقته وسلالته – الذي اريد توضيحه او تصحيحه وبما يسنده التاريخ الموثق وما يتداولوه اهل المنطقه من اهله واهل النطقه (يمكنك ان تتاكد من الاسر التي لها علاقه دم وعشره مع بهتا ساقنيتي والتي تعيش في استراليا علي مرمي حجر من بيتك في ملبورن – ان كنت لا تستدل بالكتب التاريخيه التي تناولت الحدث: كتاب مارتين اللايطالي و القس اسحق جبري يسوس – ميكائل حسما والمؤلف اريك)
نقلا عن القس اسحق جبري يسوس: ( حمله راس اللولا 1879 التي زحفت عن طريق وادي عالا الذي يتصل بوادي حداس – قام الراس اللولا بمحاوله تاديب قبائل الاساورتا والاستيلاء علي مصوع وكذلك لتطهير المنطقه من المتمردين الذين اوتهم قبائل الاساورتا –اذ قام بارسال حمله بقياده بلاتا جبرو الذي هزم من قبل الاساورتا .
ومما يجدر ذكره ان شيخ امبيرمي الشيخ الامين استغاث وارسل نداء الي كل القبائل المسلمه المجاوره لامبيرمي بعد ان احرق بلاتا جبر الخلاوي والمساجد واحرقت قري ام كلو وحطملو واماتري, فلبت النداء قبائل اساورتا والطروعا ودحرت مليشيا بلتا جبرو وقامو بتامين المنطقه الي ان جاء الاحتلال الايطالي.
كما انهم فاوموا الاحتلال الايطالي حتي اضطر الايطاليين الي توقيع المعاهده عند ما ادرك الايطاليون ان لاسبيل الي مطمعهم والتي تتالف من اربعه بنود (ونقض الايطاليين العهد من بعد وتم الغاء الامتيازات وحقوق السياده التي تم بموجبها فرض الضرائب علي الاحباش لصالح قبائل الاساورتا).
1- يسمح للاساورتا علي رسوم مرور من الاحباش
2- ان تقوم ايطاليا بمد الاساورتا بما يحتاجونه من الاسلحه للدفاع عن منطقتهم وممتلكاتهم
3- واشترطو عليهم ان يوقفو الحملات والمواجهات والعدائيات مع الايطاليين
4- وتعهد الايطاليين عدم الاعتداء علي الاساورتا
ولكن الايطاليين نقضو العهد فيمابعد لييحققو هدفهم وهو استعمار المنطقه التي اطلق عليها لاحق ارتريا
وثار الاساورتا من جديد متصدرين المقاومه الوطنيه ضد المستعمر الايطالي –
كما ذكر القس اسحق حبر يسوس والسيد ميكائل حسما والسيد اريك الانجليزي والسيد مارتيني الايطالي في كتابه عن المستعره يؤكدون جميعا بان المتمردين ضد الامبراطوريه الحبشيه كانو ياجاون الي موطن اساورتا المعروفه بعدائها ومقاومتها توسع الامبراطوريه الحبشيه:
ذكر القس اسحق في كتابه ( شكلت حركه المقاومه الاساورتاويه العمود الفقري لكل المقاومات التي ظهرت والتي تنامت بمساعدتها ووقوفها معها مثل حركه دجيات بهتا حقوص وقشي زرؤ).
اليك جزء من اسماء المعارك التي خاضتها قبائل الاساورتا (فقط للعلم ).
-معركه ربربيه –معركه الجهاديه الاولي والحهاديه الثانيه- معركه فروم-معركه بينا قري دقا-الدكي معابلت فنا-معركه كبونا-معركه كاري بوسا- معركه طيحولي- معركه سيف عرب- معركه فطر –معركه عقوا- دوقلي- معركه وادي حداس – معركه ماهيو- معركه حمحامو- معركه حداس الثانيه.
وان منت تقصد حملته التي ارسلها عن طريق منطقه سحاتي1- هذه الحمله كانت ضد الاساورتا حول راس اللولا التسلل والالتفاف عليهم عندما ما لم يستطيع مواجهتم بالطرق التي سبقتها- حاول في حملته بواسطه الجواسيس الذين تم تجنيدهم واغرائهم بواسطه عصابات راس اللولا والت بات بالفشل كمثيلاتهاز
وكان موطن الاساورتا ملجاء للمضهدين – حت كان من الين لجاؤ واحتمو بديار وقبائل اساورتا فتوراري دباب ابن راس اراي دسو الذي كان حاكما للاقليم الغربي لاكلي قوزاي وه عم الامبراطور يوهنس –وتمرد نتيجه لتولي راس اللولا حاكم اقاليم الهضبه في ارتريا.
وقد اشار الي ذلك السيد اريك: عن علاقته باساورتا وانه عاش لاجئا عندها.
وكما نذكر علي سبيل المثال وليس الحصر الشخصيات والزعامات الارتريه التي تمردت علي النظام الامبراطوري الحبشي وانضموا الي جهاديه اساورتا واحتموا في اراضيها من بطش اباطره اللملكه الحبشيه.
1-دقيات تسفاماريام من سراي
2-دقيات كداني ماريام من منطقه عرزا-اكلي قوزاي
3-دقيات بهتا المعروف ببهتا سقنيتي- اكلي قوزاي
الذي لجا الي موطن اساورتا واحتمي بها واتخذ جبال ريعوت ماوي له- الذي انضم الي جهاديه اساورته ( جهاديه –هي جيوش اساورتا الجهاديه لحمايه منطقتها والتصدي للغزاه ) و من ثم قام بالتمرد ضد الايطاليين بالتنسيق مع الاساورتا.
4-دقيات مراش-شمزانا
5-دقيات براخي –اسمرا حماسين
6-فتوراري دبب –عمالامبراطور يوهنس من تيجراي
وتؤكد الروايات التاريخيه والكتب التاريخيه بان سائر القبائل المجاوره للاساورتاكانت تستنجد بالاساورتا في رد غزوات الاحباش والامهرا.
انا متاكد انك ملم بما سردته وان لديك بعض المعلومات الاخري التي هي ليست موضوع نقاش هنا لانك لست بعيدا عن المنطقه – وربما تجاهلتها ونسبتها الي غير محلها ومكانها وهذا لا يليق با مثالك يا استاذنا الجليل.
وصنع التاريخ ليس منحه تهديها لمن تشاء او تبيعها لمن يدفع اكثر
يجب حفظ التاريخ كما صنح وروي بدماء الشهداء.
شكري وتقديري لفرجت والفراء
احمد صالح الريعوتاوي
الاستاذ \ محمد نور أحمد
كتاباتك قيمة كما أنت …. شكرا لهذا الوطن الذى أنجب أمثالك …