زيارة وفد رابطة أبناء المنخفضات الإرترية لمدينة بيرث
ضمن سلسلة اللقاءات التنويرية التي يقوم بها وفد الرابطة الذي يزور أستراليا من تاريخ العاشر من شهر فبراير 2015 قام الوفد خلالها بعقد عدة لقاءات مع أطراف عديدة من أبناء المجتمع والمكونات الإرترية المختلفة لمناقشة وشرح أهداف الوثيقة الداعية لحشد أبناء المنخفضات للدفاع عن مصالحهم والعمل مع المكونات الأخرى والقوى المناضلة لهزيمة عقلية الهيمنة والإقصاء وأقامة دولة التراضي وسيادة دولة العدل والقانون والمساواة بين جميع مكونات الوطن من خلال المشاركة العادلة في السلطة والثروة التي أقصوا منها رغم النضالات والتضحيات الجسام التي قدمها أبناء الشعب الإرتري من أجل حياة كريمة للإنسان الإرتري .
وقد قام الوفد بعقد ندوات عامة مع أبناء الجالية الإرترية في مختلف المدن الأسترالية أبتدأها بمدينة ملبورن تلتها مدينة أدلايد وقد تم تغطية اللقاءات حولهما في تقارير سابقة ، وبزيارة مدينة بيرث أنهى الوفد جولة لقاءاته بالندوة التي عقدت فيها في الثامن من مارس 2015 التي وصلها الوفد في06 مارس حيث تم استقباله من قبل أبناء الجالية ، قام بعدها الوفد بعدة زيارات ولقاءات مع بعض أبناء الجالية لشرح أهداف وثيقة لم شمل أبناء المنخفضات الإرترية والإجابة على تساؤلاتهم وحثهم على حضور الندوة والمشاركة فيها لأن الهدف منها هو التحاور من خلال الإستماع لوجهة نظر الوفد حول الوثيقة ووجهات نظر الآخرين ، وفي نفس الإطار قام بعض أبناء المجتمع بالمبادرة في اليوم التالي بدعوة أعضاء الوفد القادم من ملبورن المكون من الأخويين حامد إزاز عضو المكتب التنفيذي للرابطة ومسؤول الإعلام ومحمد علي حامد عضو الهيئة الإدارية لفرع ملبورن لمأدبة عشاء التي فتح فيها باب الحوار حول الوثيقة وأهدافها من خلال الشرح الذي تناوله عضوية الوفد والإستماع لتساؤلات الحاضرين واستفساراتهم والإجابة عليها وطمأنة المخاوف التي كانت لديهم حول بعض نقاط الإلتباس .
تلاه أنعقاد الندوة في يوم الأحد 08/03/2015 برئاسة الوفد الذي إنضم إليه الأخ / محمد جمع عافة عضو اللجنة التأسيسية للرابطة المقيم بجنوب بيرث الذي إفتتح الندوة بتقديم رئيس الوفد الأخ / حامد إزاز بعد تحية الحاضرين وشكرهم على تلبية الدعوة . وأبتدأ الأخ / حامد إزاز الندوة بالترحم علي ضحايا الهجمة الغادرة من نظام الهيمنة والقمع على العزل من أبناء مدينة عدي قيح بضربهم بالسلاح كعادته التي دأب عليها في مواجهة شعبه بآلة قمعه الإرهابية وأكد على إدانة ممارسات النظام الجائرة ضد أبناء الشعب الإرتري وإنتهاكاته الصارخة لحقوق المواطنة ولحقهم الإنساني في الوجود .
قام بعدها بشرح دوافع إنطلاق الوثيقة وأهدافها الداعية لحشد أبناء المنخفضات الإرترية للدفاع عن حقوقهم ومصالحهم المشروعة في إطار الوطن الواحد على قاعدة الإعتراف المتبادل بالتعدد والتنوع بين جميع مكونات الشعب الإرتري ولعب دورهم الوطني مع المكونات الإرترية الأخرى لإزالة نظام الهيمنة والإقصاء لإقامة دولة القانون التي تبسط العدالة والمساواة وتكفل الحقوق لجميع المكونات الإرترية وتحفظ حقهم في المشاركة العادلة في السلطة والثروة . مشيراً بأن هذه المدافعة لاتنتقص من حق أحد شيئاً وليست خصماً على أحد بقدر ما أنها رصيد أضافي للمطالبة بالحقوق للجميع ورفع المظالم التي طالت الكل وإن بقدر متفاوت باعتبار إن ما حاق بأبناء المنخفضات أكبر فيما يخص مصادرة الأراضي ومشروع الإستيطان الممنهج الذي ينفذه النظام الطائفي بحق أراضي المنخفضات المعرضة للضياع بالتقادم لتداخل المصالح فيها على عكس بقية المظالم التي يشتركون فيها مع الجميع التي يمكن إعادة النظر فيها بعد زوال النظام مثل ثنائية اللغة والدين والثقافة وكذلك مظالم الأسرى والمغييبين وتخفيف القبضة الأمنية …. إلخ ، إضافة لأن استنهاض هذا المكون ذو الثقل البشري والإمتداد الجغرافي الواسع يشكل قوة إضافية لبقية المكونات المهمشة ويعديد التوازن لميزان الصراع المختل نتيجة لغياب دور مكونات المنخفضات ويحد من تمدد قوى الهيمنة .
وفي معرض الإجابة على تساؤلات الحاضرين ومداخلاتهم تناول الأخ/ حامد إزاز مفهوم المسمى “المنخفضات” وتجلياته التي لاتَعني الجغرافية الطبيعية بأي حال من الأحوال بل تُعني بالترابط الإجتماعي لكل المكونات الإجتماعية المتعددة التي يذخر بها هذا الإقليم الذي تشكل خلال سنوات التعايش الطويلة وكون نسيجأ متجانساً تربط بين أطرافه الوشائج الإجتماعية والتصاهر والعلاقات الإقتصادية والثقافية والسياسية الذي أصبح سمة بارزة تميزهم شكلت منظومة القيم والهوية المشتركة ، وإن إختيار أي مسمى آخر لايعبر عن واقع الحال بشكل سليم . بهذا الفهم فإن المنخفضات ليست عرقا ولادينا وليست ثقافة ولا قبيلة بل هو مجموعة القيم المشتركة التي تربط بين هذه المكونات التي ظلت تدافع عنها منذ الوجود .
وأكد على نهج العمل المدني الذي إختارته الرابطة باعتباره الوسيلة المثلي لتحقيق الأهداف التي انطلقت الرابطة من أجلها ، وأن المطالبة بالحقوق السياسية ليس قاصراً على المنظمات السياسية حيث أن المنظمات المدنية تعمل كمجموعات ضغط على الجهات السياسية للحفاظ على حقوق المواطنين السياسية والإجتماعية والإقتصادية في كل دول العالم .
وفي هذا الصدد أجاب على سؤال طبيعة العلاقة بين الرابطة والتنظيمات السياسية التي تنتمي للمنخفضات الإرترية موضحاً بأن التنظيمات لها حساباتها السياسية التي تفرضها عليها برامجها وتحالفاتها مع الآخرين لكن الرابطة هي منظمة مدنية تسعي بدفع عجلة النضال من أجل رفع الوعي بالحقوق والمظالم بالتالي هي علاقة تكاملية ، والرابطة تعتبر نفسها رصيداً وزخماً إضافياً للتنظيمات السياسية لمجتمع المنخفضات وليست خصماً عليها .
كما نفي الأخ حامد إزاز أن تكون الفكرة هي ردة فعل للعمل المعارض بل هي نتاج للصراع وامتداد طبيعي للدور التاريخي لنضالات هذا المجتمع ، وليس هناك تضاد بين الرابطة والعمل المعارض الجاري ومظلاته الجامعة حيث أن الوثيقة تدعو في كل فقرة من فقراتها لجمع شمل هذا المجتمع للعب دوره الوطني والنضال مع بقية المكونات وقوى المعارضة الإرترية لإزالة النظام الطائفي وإقامة دولة القانون ، وجل عضوية الرابطة هم أعضاء في مظلة المعارضة الإرترية وقياداتها، مشيراً إلى إن الآليات التي تستخدمها الرابطة هي وسيلة الضغط عبر العمل المدني من أجل تثبيت الحقوق والمصالح عبر الوسائل المشروعة .
وفي الحديث عن مفهوم الوحدة الوطنية أكد الأخ/ حامد إزاز على ضرورة أن تقوم الوحدة على مفاهيم صحيحة قوامها الإقرار بالتعدد والإعتراف المتبادل بالحقوق والمصالح بين المكونات المختلفة على أساس مبدأ الطواعية لأن نموذج الوحدة القسرية التي ينادي بها النظام (حادي حزبي حادي لبي ) ونتائجها على أرض الواقع هي التي أدت إلى تمزيق وحدة النسيج المجتمعي للشعب الإرتري .
وفي نهاية الندوة شكر الوفد الحاضرين على حسن الإستماع وعلى التفاعل الثر الذي أعطي الندوة نكهة خاصة .
رابطة أبناء المنخفضات الإرترية
مكتب الإعلام – فرع ملبورن
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=33618
أحدث النعليقات