صمود الشعب الارتري يفضح النظام الديكتاتوري

هاشم سمرة- 16 مارس 2015م 

ظل الشعب الارتري يقاوم النظام الديكتاتوري في ارتريا بمختلف الوسائل وفي مختلف المواقع، ففي الداخل يواجه النظام القمعي مقاومة من قبل الشعب نتيجة لممارساته غير الانسانية فالنظام يقوم في الداخل بتضييق الحريات العامة وتجنيد العجزة والمسنين وإبقائهم شهور وسنوات في الخدمة العسكرية ومنعهم من الاجازات التي تمكنهم من تفقد أسرهم هذا الى جانب التجنيد الاجباري للشباب والفتيات بما فيهم الطلاب ونقلهم الى معسكرات التدريب التي تتسم بخطورة البقاء  فيها من شدة الحر او عدم توفر الظروف الحياتية فيها كالماء اضافة الى أسلوب العزل عن ذويهم مما جعل الشباب وكذلك العجزة والمسنين يفرون من هذا الواقع ويهاجرون الى قارات العالم عبر الصحارى والبحار والمحيطات غير مكترثين لمخاطر الطرق وجشع المهربين من تجار البشر.  وقد نتج عن التجنيد الاجباري وحجز المجندين لسنوات لا حدود لها الى إفقار الشعب الذي يعتمد في حياته اما الى الزراعة او الى الرعي وفي كلا الحالتين فقد أهملت الزراعة نتيجة لتغييب المزارعين كما انتهت الثروة الحيوانية لنفس الاسباب مما أوجد ظروف حياتية تحت خط الفقر أدت الى مجاعة شاملة.

المقاومة الشعبية في ارتريا ضد هذا النظام مرت حتى الان بمراحل عديدة من حيث القوة والتأثير ولكن لم يتوانى النظام من التصدي لها بوسائل قمعية حديثة وسجون تحت الارض يقضي فيها الابرياء بقية حياتهم ان لم يتم قتلهم اصلا أثناء التعذيب كما هو شائع في ارتريا.

وأمامنا الان مقاومة شعبية تتصدى للنظام في ارتريا بسبب إقدام النظام على هدم المنازل على رؤوس ساكنيها ودون إشعار مسبق حيث تشتعل هذه المقاومة في عدة مناطق ومن بينها وأكثرها ضراوة هي تلك التي تشتعل في مدينة عدي قيح باقليم اكلي جوزاي في المرتفعات الارترية وتبعد المدينة حوالى 120 كلم جنوب العاصمة اسمرا.
ففي مدينة عدي قيح ارسل النظام عناصره الملكفة بهدم المنازل كما يفعل في بقية ارجاء ارتريا، وقامت تلك العناصر بوضع علامات تدلل على ان كل منزل به علامة مقرر هدمه وتفاجأ الاهالي بتلك الخطوة التي لم تمهلهم حتى لاخذ أغراضهم وأشياءهم مهما يكن ثمنها او قيمتها خاصة في بلد مثل ارتريا يعاني فيها الشعب ظروف الفقر المدقع. وحين بدأت بلدوزرات النظام بعمليات الهدم بدأ سكان المدينة في المقاومة محاولين ايقاف عمليات الهدم او ابطائها حتى يجدون من يشكون اليه مآساتهم وهم يفقدون منازل هي كل ما يملكون وليس امامهم سوى الخروج منها ومغادرتها الى المجهول فلا النظام وفر لهم البدائل ولا ادارة المدينة تملك القرار فالذي يأمر وينفذ هي وزارة الدفاع والمجندون الذين يجبرون على تنفيذ الاوامر ولم يكن امام اهالي مدينة قيح الا التصدي والاستمرار فيه حتى ياتي الله بفرج قريب وبذلك فرضت هذه المقاومة نفسها واجبرت النظام الى تغيير اساليبه خوفا من تكرارها في اماكن اخرى
.
مقاومة ممارسات النظام القمعي لم تقتصر على المواطنين بالداخل فهناك مقاومة شعبية في دول المهجر ، في كل مكان يتواجد فيه ارتريون، في الشرق الاوسط ، افريقيا، في اوربا وامريكا واستراليا، وكلها تعبر عن رفض الشعب الارتري لممارسات نظام الديكتاتور اسياس افورقي في ارتريا منذ ان اعتلى السلطة وحتى اليوم
.
كنتُ قبل اسبوعين في ملبورن باوستراليا، وكنتُ أعيش في هذه المدينة قبل سنوات، ومعروف عن مدينة ملبورن موقفها المعارض للنظام وتصديها له كل يوم ، وعلى مدى سنوات من المقاومة استطاعت المدينة ان تهزم النظام في اكثر من موقع وموقف وعمل وكان آخرها هزيمة مهرجاناته التي دأب على تنظيمها لسنوات، ايضا هروب قناصل عملوا فيها او سحبهم من قبل النظام تحت الضربات الشعبية حتى صارت المدينة تحديدا محط انظار تستقطب الفارين من النظام كان آخرهم وزير اعلامه علي عبده والفنان التشكيلي المعروف مايكل ادوناي وآخرون
.
ما يميز المدينة هو تعدد قوى العمل السياسي والاعلامي لكنها تعمل في تجانس ملحوظ، فالاعلام فيها يقوم  بسد حاجيات الارتريين في كل مكان فهو مرجع لهم للحصول على اخبار ارتريا وما يحيط بها والجاليات  والمقاومة الارترية التنظيمية والشعبية، وهو كذلك يسهم في تخفيف معاناة شعبنا بمعسكرات اللجوء في السودان واثيوبيا واليمن وجيبوتي.
مثلا مواقع مثل عونا الالكتروني بلمبورن تميز عن غيره من المواقع بتبني المشروعات الخيرية من صحة وتعليم وغذاء وهي الحاجيات التي لم يوفرها النظام ولا المنظمات الدولية في كثير من مواقع تواجد الارتريين، ويذكر الجميع مشروع قلم وكراس لموقع عونا وحملات التبرعات التي كان يقوم بها لمساعدة المحتاجين من الاسر والافراد.

المقاومة الشعبية الاخيرة في مدينة عدي قيح جاءت لتعبر عن موقف كل الشعب الارتري الرافض للنظام الديكتاتوري في ارتريا ورفض لمارساته القمعية ضد الشعب الاعزل ، ويجب دعم هذه المقاومة الشعبية الباسلة في مدينة عدي قيح حتى تحقق مراميها ويسقط النظام ويعود الشعب الارتري ليحكم نفسه بنفسه

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=33707

نشرت بواسطة في مارس 16 2015 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

1 تعليق لـ “صمود الشعب الارتري يفضح النظام الديكتاتوري”

  1. محمد طه

    شكراً للكاتب الذي لخص لنا أساليب مقاومة شعبنا ضد النظام و أهمية احداث عدي قيح الذي اوضح أنها تكمن في أنها ستنقل تجربتها في التصدي إلي باقي المدن وفي حال نجاحها سيعيد النظام حساباته وربما غير اساليب عمله ومعاملاته المتسمة بالرعونة مع الشعب .

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010