رحيل كاتب وأمين سر مفتي ديار ارتريا العقيد/ محمد عمر

G. Mohamed Omer
انتقل يوم الجمعة الموافق 27/3/2015م كاتب وأمين سر مفتي ديار ارتريا العقيد/ محمد عمرالى جوار ربه.فهنيئا له بالخاتمة الحسنة يا من توفاه الله في يوم الجمعة المباركة. جاء في الحديث روه ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة الا وقاه الله فتنة القبر) .
ونحن حزينين برحيله ولكن هذه سنة الحياة ولا نملك إلا أن نقول أن العين لتدمع وأن القلب ليحزن ووفاء لتاريخه الحافل وخدمته الجليلة أود اذكر جانب عن تاريخ حياته ولد الفقيد ونشأ في مدينة عدقيح وأنهى الابتدائية في مدينة عدقيح واظهر تفوقه واهتمامه في الدراسة وانتقل الى مدينة دقمحري لمواصلة المتوسط والثانوية وحينما كان طالبا في دقمحري لا يملك مصروف غذائه وكان والده يرسل له الطعام الذى تعده له والدته بالليل مع أي باص يذهب الي دقمحري وإذا تعطل الباص في الطريق أو لأي سبب لم يأتي الى المدينة فكان ينام الفقيد دون أن يتناول أي طعام الى اليوم الثاني وكان عصاميا ومع ذلك كان ترتيبه دائم الأول في المدراسة وعرف بالذكاء الحاد وكان يتمتع بأخلاق عالية ومعاملة راقية ومتدين لم يفته فرض واحد في ريعان شبابه وهذا ليس بغريب عليه لأنه ينتمي الى سلالة عريقة في التدين ومنارة للعلم في ارتريا. كيف لا وهو ابن الكوكبة التي كانت تنير أسمرة وفي مقدمتهم الشيخ ابراهيم مختار ومعظم مؤلفات الشيخ ابراهيم كتبه بخط يده كمسودة حتى تطبع وبعد أن أجتاز الثانوية بتقدير ممتاز لتحقيق وتلبية رغبة والده التحق بشرطة اسمرة برتبة ملازم وفي نفس الوقت واصل دراسته في الفترة المسائية بجامعة سانتا فاميليا في أسمرة وتخرج من كلية التجارة.
كان للفقيد رغبة عارمة للالتحاق بالثورة الاريترية وحينما تسرب الخبر الى مسامع والده قال له بلغني بأنك تريد الذهاب الى الثورة فلم ينكر فقال له نعم ياأبتا فقال له :”أنت ولدي البكر وكما تعلم أنني طلعت المعاش لو كنت لازلت على رأس العمل لما كنت أحول بينك وبين رغبتك ولكن يا بني كن معي هنا سندا لي في تربية إخوانك الصغار ” ووضعه أمام خيارين بين أن يذهب الى الثورة ويعصي أبيه ويخرج من طوعه أو يصرف النظر ويبقى بجانبه عونا له واحتار العقيد بين رغبته للجهاد وطاعة الوالد فسأل الشيوخ الذين يثق في علمهم فأشاروا عليه بطاعة الوالد وقالو له : ممكن تخدم وطنك وتفيد الثورة وانت في موقعك من الداخل اكثر عن خروجك في الثورة. والافتاء أثلج صدره وحزم أمره واعتذر لرفقائه الذين كان تواعد معهم للإتحاق بالثورة وظل في الوظيفة ولكن الحكومة الإثيوبية أوجست منه الخوف وسارت تحوم الشكوك حوله خاصة بعد اختفاء رفقائه وأصبحت الحكومة في حيرة عن أمره بين أن تفصله عن العمل وبين تركه في وظيفته مع الحكومة ولكن في نفس الوقت لم يجدوا في كفاءته العلمية ومدير شرطة أسمرة كان ذكي ومحنك وجد الحل أن لا يفرط به ويظل معهم مستفيدين من كفاءته ونقله الى اديس اباب بعيدا عن الثورة وهكذا نجحوا أن يبعدوه عن وطنه التي أحبها وعشق ترابها وان يدفع حياته في سبيل وطنه وانتقل الى محافظة هرر مسئول عن ميزانية موظفي الدولة في محافظة هرر .
وفي قصة طريفة حصلت معه حينما زار لأول مرة منقستو كرئيس دولة الى محافظة هرر والتقى برجال الدولة وفي مقدمتهم العقيد محمد عمر وفي المساء كما جرت العادة اعد له حفلة عشاء تكريما وترحيبا بمقدم الرئيس في نادي الضباط وطبعا العشاء لا يخلو من المشروبات الروحية ولذلك لم يحضر الفقيد الحفلات الليلية ولاحظ منقستو من اول وهلة وظهر في وجه الغضب فسأل منقستو بنبرة مقتضبة محافظ المنطقة أين العقيد محمد فأجابه بانه مسلم ومتدين لا يحضر أي حفلات فسأله منقستو لما كان يأتي إليكم الهالك هيلي سلاسيى الم يكن يحضر العقيد فرد عليه لم يحضر قط فقال له منقستو سأتحرى بنفسي على كلامك هذا وإذا ثبت لي عكس ذلك سوف أفصل رأسك عن جسدك أنت وصاحبك يقصد العقيد لأن الفقيد كان لا يقبل أي مساومة في دينه وفي الختام ندعو له الرحمة والمغفرة ونسأل الله ان ينزله منازل الصالحين والشهداء ويجمعنا به في مقعد صدق عند مليك مقتدر .

 

محمد برهان

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=34127

نشرت بواسطة في أبريل 6 2015 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

3 تعليقات لـ “رحيل كاتب وأمين سر مفتي ديار ارتريا العقيد/ محمد عمر”

  1. حمد عتمان

    للهم اغفرله وارحمه واغفر وارحم جميع موتي المسلميين لكين قصة منجستو مع الشهيد غير محبوكة واعتقد غير محتاج الشهيد الله يرحمه لقصص كهذا وشكرا .

  2. hamid almuntasir

    colonel mohamed Allah yarhamhu is not known by his position he had 50years ago in dyarul ifta as my father told me .but he was well known in Eritrea as colonel Mohamed who’s eritrean saho who reside in Harar as head of ethiopian police in derg era at that time his families most of them doughters were living with his wife mean their mother in hazhaz asmara.my unkle who is from qarora/sahel by birth he came after insihab sawra eritra from librated land after defeated by ethiopian forces in red star werar against eritrean revolutions in 1970’s insihab. then was colonel mohamed’s family came to reside in hazhaz asmara. and my youth unkle and his family came from qarora to reside and live in mytemenay asmara area.as my father told me on this 1970’s the derg was forcing eritreans to enlist in ethiopian melicia forces to fight eritrean revolution fighters.this is the time my youth unkle was forced by mytemenay/asmara qebele and keftegna to inlist in ethiopian melicia he has no choice for his families safety except to accept.but his mother my old grand mother and colonel mohamed’s wife met in gezabirhanu asmara hazen wher some body died.at this time my grandmother told colonel mohamed’s wife that the mytemenay qebele want to take her son to be inlisted in derg/ethiopian melicia forces and she don’t know how she can save him of this unblessed situation.this is when colonel mohamed’s wife took all her sons information and took neighbores house tele/phone # and told her not to worry that her husband colonel mohamed is going to save him under Allah of killing his own tegadelti.that’s when colonel mohamed some how he helped my unkle and other eritrean youth derg melicia zemach to be asigned to harar away from eritrean war some of them stil alive livin in britesh and midle east and some of them they joined eritrean revolution groups ELF & EPLF.that was almarhum colonel mohamed was known most about using his high rank position with the derg he used it in saving young eritrean youth of been enlisted in derg’s melicia zemach to preventing them of killing their own brothers and sisters of eritrean freedom fighters tegadelti.that why every eritrean who was saved by colonel mohamed in late 1970’s and mid 1980’s who was forced by derg kebele/kefitegna forced to inlist in derg zemach melicia knows well the goodness the kindness and the true eritrean nationalism of colonel mohamed who saved handreds of eritrean lives from the dergs mengaga without any discrimination colonel was from eritrean adikeih saho my unkle was from eritrean qarora tigre he saved every one even without knowing them or their families personally he just was saving eritrean use lives of dying beside the derg forces fighting and killing their own eritreans.This is what colonel Mohamed known about “Allahuma arhamhu warham jameel amwatul muslimina fi fasihi janatik maal anbiyae walmuslimin amin.
    ..

  3. اللهم أغفر له وارحمه ووسّع مُدْخَله واكرم نُزُله وأحسن عزاء أهله .

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010