بيان هام : الأوضاع الأرترية الراهنة
أمتدت معاناة الشعب الأرتري الى ما لا يقل عن 23 عام تحت رحمة نظام الهقدف، وإستمر إستغلاله لصبر وسماحة شعبنا، أن كان يحدونا الأمل بغد أفضل ولكن هذا النبت الشيطاني الذي صار غصة في كل مناحي الحياة وأثقل كاهل شعبنا بممارساته التعسفية، وكذلك لا يلوح في الأفق التنظيم القوي الذي يستطيع يزيح هذا الكابوس وسائل التضليل والخداع نفسها التي يتبعها بإستمرار غير إنه يبدل الألوان .
أن الأحداث التي جرت في 20 من مارس الضربات الموجعة في مواقع إستراتيجة عسكرية وإقتصادية ، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها، ويمكننا أن نقسم الفئات التي يحتمل إن تكون قد نفذتها الى أربعة :
1/ المقاومة السرية الموجودة داخل الوطن
حالة من المقاومة الشعبية التي بدأت تتنامى بين الكثيرين من فئات الشعب داخل الوطن جراء ممارسة الظلم والطغيان، وقد طالت كوادر الهقدف، نتيجة ما يعتريهم من سخط وعدم رضا من المحتمل أن يكون بعضهم قد نفذها، وحالات الرفض التي ظهرت في الاونة الأخيرة في أوساطهم قد تؤدي الى التغيير في القريب .
2/ قوى المعارضة خارج الوطن
لاشك إن القوى التي تعارض النظام في خارج الوطن قد ولدوا من صلب هذا الشعب الجسور، والذين بإمكانهم أن يطوعوا المستحيل، غير إن المشكلات التي تواجههم، تنحصر في سبل ترتيب الأولويات، والقيادات التي تعمل على التوظيف الأفضل للإمكانيات المادية البشرية، وليست نقص في المقاتلين والعتاد، وأن لم تُنفذ تلك الضربات من قبل قوى المعارضة، فإننا نؤمن بأنها تمتلك المقدرة والجرأة بأن تنفذ مثل هذه الضربات أو أكثر من ذلك .
3/ دول الجوار خاصة أثيوبيا
لم تصرح الحكومة الأرترية الى هذا الحين بتعرض البلاد لضربات جوية من قبل أثيوبيا ( ويعزى ذلك الى إن الهقدف قد ظل يستحقر الوياني والأهودق فكيف له أن يقر بأن بتعرضه لهجمات منهم فلذا إتهم أمريكا وذلك ما تتناقلته الأشاعات التي يطلقونها ) وكذلك لم تقر الحكومة الأثيوبية بشنها غارة على أرتريا وقد ذكر رئيس الوزراء الأثيوبي ” عندما تصرح اي جهة بتعرضها لغارة منا حينها سيأتي ردنا ” قد حذرت السلطات الأُثيوبية مراراً بأن أي إعتداء من قبل نظام أسمرا وإن كان بسيط فإنها الرد سيكون حاسم، وكذلك إن إندلاع أي حرب ستكون الأخيرة، والدعاية التي يطلقها على الحكومة الأثيوبية بأنهم لا يردون السلام وإستقرار المنطقة،غير إنه هو من يحاول إثارتهم بمختلف الوسائل، والضربات التي وجهت الى منجم ذهب بيشا وهو أهم مصادره الإقتصادية، ومستودع الأسلحة في ماي عداقا ما هو إلانتيجة التحرش ولما يسعى اليه بإستمرار، ويستغل هذه الحالة ليضلل الشعب كعادته، لتعيش البلاد في حالة من الإستعداد والتعبئة، وهكذا دأب كل النظم الدكتاتورية.
4/ دول الاقليم والعالم
العلاقات الدبلوماسية قد إعتراها الفتور خاصة مع بعض الدول العربية والأفريقية التي تقدم له الدعم وذلك جراء السياسات التي ينتهجها من رعاية ودعم للمنظمات التي توسم بالإرهاب، وما أورده نظام الهقدف وسائل إعلامه بنفيه بالتدخل في الشؤون اليمنية ، إن التواجد الإيراني في أرتريا والدعم الذي يقدم للحوثيين في اليمن يتم عبر نظام الهقدف وهو ما أكدته الكثير من وسائل الإعلام وشهود العيان، وان عملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية وبمشاركة خليجية وأقليمية وبرعاية جامعة الدول العربية جعلته في حالة إنعزال من محيطه، وما يتعرض له الأنقلابيين في اليمن من ضربات فلا ملجأ لهم إلا نظام الهقدف، ولا نستطيع ان ننكر إن العواقب الوخيمة جراء هذه التصرفات ، وإن لم تنفذ هذه الضربات من قبل هذه القوة فإنا نتوقع إن العمليات قد تطال أرتريا.
الوحدة الأرترية للتغيير الديمقراطي من أهم مبادئها إحترام كرامة الإنسان الأرتري.وصيانة حقوقة، ولكن إن مايجرى في أرتريا من طغيان لم يتعرض له شعبنا حتى في فترة الإستعمار وهو الذي قاتل لأكثر من 30 عام وضحى بالكثير من الأرواح ثمن للحرية. ليعتلي نظام الهقدف كرسي السلطة ويمسك بزمام كل السلطات – القضائية ، والتشريعية، والتنفيذية – ويدخل الترهيب والرعب لشعبنا ويسلب كل الحريات الأساسية، مما أدخل البلاد في وضع خطير، وإن ما يجرى في المنطقة من جراء سياسات الهقدف وأثارها السالبة في محيطنا، وإن تعرضت البلاد لأى ردود أفعال ومن أي جهة كانت ماهو إلا نتاج هذه الممارسات الغير مسؤولة.
الشعب الأرتري جسور وتشهد له المواقف البطولية وهو الذي إستطاع هزيمة أقوى جيوش المنطقة (الدرق) وإنتزع أستقلاله ، ويعزا ذلك لإدراكه لأهدافه وعدالة قضيته ،ولكن لسوء طالع شعبنا لم يجد القيادة الحادبة على مصالحه وتسلط نظام الهقدف الشمولى ولم يجد السلام والإستقرار وبل الطغيان وحياة الفقر والتخلف والتشرد واللجوء، ولإزالة حالة المعاناة التي يعيشها شعبنا يحتم علينا أن نتكاتف، وتتضافر الجهود من كل فئات الشعب، ونعمل سوياً لإزالة هذا النظام الشمولي.
مكتب الإعلام والمعلومات
الوحدة الأرترية للتغيير الديمقراطي
5 أبريل 2015
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=34200
أحدث النعليقات