زيارة أفورقي للرياض: نفى التهمة و تبريرها أم قرصة ودان.

فرجت كلمة التحرير

ذكرت وكالة الانباء السعودية يوم الاربعاء 29 ابريل، وبشكل مقضتب خبر مفاد ان رئيس النظام الارتري وصل الى الرياض وأجرى مباحثات تناولت تطورات الاوضاع الاقليمية والدولية. ولم تذكر الانباء عما اذا كانت الزيارة بدعوة من السلطات السعودية أم ان أفورقي كان زائرا غير مرغوب فيه ، وبرغم استبعاد ان يكون افورقي مدعوا خاصة في يوم شهدت فيه المملكة تغييرات في سلطاتها السياسية والتنفيذية شغلت الرأى المحلي والعالمي.

ان حكومة اسياس أفورقي  ومنذ بدء ” عاصفة الحزم ” وبشكل مفضوح حاولت حل نفسها من العلاقة الغير شرعية التي ربطتها مع النظام الايراني، وقامت  بادارة مشاريعه بالوكالة في المنطقة لفترة زمنية تجاوزت الثمانية اعوام كانت كافية  لأن تخلق ايران مواطئ قدم لها في منطقة البحر الاحمر بل وان تخلق جيش مدرب ومسلح باحدث الاسلحة من مجموعة الحوثي في مسعاها لخلق خنجر مجوسي في خاصرة الجزيرة العربية متخذة من الاراضي الارترية قاعدة لانطلاقها.  وهو مسعى يحقق الرغبة الايرانية باحكام قبضتها على مضيقي هرمز وباب المندب. فقد نشرت الصحيفة الوحيدة في البلاد كلاما في صدر صفحاتها أشبه بكلام من تم ضبطه بالجرم المشهود ، ولكن لم يكن ليشفع لها وان الجريمة كانت  ظاهرة للعيان.

لم يتوقف الدور الارتري في نفى التهمة بما صدر في جريدة ارتريا الحديثة  يوم 28 مارس فقط بل اطلق افورقي دعوات لعقد اجتماع للدول المطلة  على البحر الاحمر  ، ولكن الدعوة لم تلقى اذان صاغية حتى بعد استبعاد اسرائيل من الدعوة. وقام سفراء النظام وعرابيه في الدول العربية خاصة في كل من قطر ومصر والسعودية بحمل الدعوة الى دواوين الدول المقيمن بها  ، ومحاولة تبرئة نظامهم من تهمة استضافة اسمرا لوفد حوثي رفيع المستوى  بعد سقوط صنعاء ومحاصرة الحكومة الشرعية في اليمن ، وفد ترأسه حسين العزي رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المكتب السياسي لجماعة الحوثي ، ونفى امكانية  استسقبال اسمرا للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح  حسب ما جاء في تصريح  وزير خارجية اليمن رياض ياسين لقناة الـ  سي ان ان .

ان حيثيات المؤامرة اصبحت ماثلة لكل ذو عقل والقى السمع وهو شهيد عندما نشرت ” فرجت نت ” في عام 2009م تصريحا لمسؤوول العلاقات الخارجية للتحالف الارتري الديمقراطي السيد بشير اسحاق ، ذكر فيه قيام ارتريا بتدريب الحوثيين في منطقة قحتيلاى في المنخفضات الشرقية من ارتريا . تصريح برغم أهميته غفلت عنه دوائر سياسية وأمنية عربية وتلقفته دوائر أخرى . ثم بدأت تقارير تؤكد ما ذهب اليه المسؤول الارتري. نعم بدأت العلاقة بين النظامين عام 2008 المعلنة في شكل اتفاقات تجارية وامنية  واستمرت بخطى متسارعة لتصل الى اربع اتفاقات  تم بموجبها تحويل ايران مل مقداره 35 مليون دولار لخزانة النظام الا رتري. وتمكنت ايران حسب الاتفاق ان تضع قواعدها في جزر فاطمة وحالب وبرمة  وبريطى قبالة عصب وبالقرب من رأس قصار.

وبرغم ان عنوان العلاقة  كان تحديث مصافاة عصب الا ان البوارج والغواصات وسفن الامداد الحربي تتردد الى قواعدها الجديدة في الشرق الافريقي وزاحمت الغواصات  الاسرائيلية في الارخبيل الارتري، حيث سبقت اسرائيل ايران في تلك الشواطئ  واقامت قواعد في دهلك لتزويد غواصاتها الالمانية الصنع د بالوقود كما اقامت لنفسها قاعدة تجسس وتصنت على الدول العربية في جبل امباسيرا. ان مزاحمة ايران لاسرائيل في الارخبيل الارتري ادى الى دهشة الدوائر الاسرائيلية والغربية حيث تم تناولها في التلفزيون الاسرئيلي وكبريات الصحف الاسرائيلية كما افردت له مؤسسة ” سترا تفور ” تقريرا كاملا بعنوان  ” موقع آ.خر للتنافس الايراني الاسرائيلي “. وهكذا عبره قامت ايران بتدريب مليشيات الحوثي في ارتريا واعادتهم الى اليمن عبر زوارق سريعة .

سفينة الامداد خرج الايرانية في ميناء عصب في 31 اكتوبر 2010

ان اهمية ارتريا تكمن في موقعها  الاستراتيجي الممتد من مدخل باب المندب 1000 كلم شمالا وحوالى 360 جزيرة ،  على اهم ممر  بحري في العالم يمر به ما مقداره 15% من حجم النقل التجاري البحري في العالم ، اى 20 ألف سفينة  تعبر مياه قناة السويس سنويا بمتوسط 55 سفينة يوميا. وأهم ممر لنقل البترول حيث يمر به 133 ألف برميل يوميا  حسب احصائيات عام 2013م. ونتيجة لهذه الاهمية كانت محل الاطماع قديما وحديثا الا انها ومنذ الاستقلال حددت خياراتها يحيث تصبح مصدر ازعاج  لجيرانها حيث دخلت في حروب مع كلهم   في كل الاتجاهات وحاولت الاستقواء بكل ما هو عدو للعرب ولدول المنطقة – اسرائيل وايران- . برغم ان عوامل الجغرافيا والتأريخ والعلاقات النضالية المشتركة التي جمعتها تحتم عليها من اقامة علاقات طبيعية  مع محيطها  الافريقي والعربي.

على الدول العربية  وخاصة دول الخليج العربي ان تدرك ان مصالحها الاستراتيجية تحتم عليها  العمل على ضمان سلامة وأمن منطقة البحر الاحمر وهذا لا يمكن ان يتأتى والنظام الارتري يعمل جاهدا لدعم الارهاب في الصومال ويقيم تحالفات غير شرعية غرضها الاضراربمصالح دول الخليج العربي والامة العربية ككل. وعليها ان تتخذ خطوات مدروسة لازالة الخطر الماثل أمامها ، وان الشعب الارتري الذي دعمت نضاله في فترة الكفاح المسلح لهو في حاجة الى دعم اشقائه العرب لاقامة دولته الديمقراطية المحبة للعدل والسلام والتي سوف تصبح بلا شك عامل أمن واستقرار للمنطقة.

يبقى الاحتمال الاخير حول عما اذا كان أفورقي جاء مدعوا الى السعودية ، فربما ارادت السلطات السعودية  ان تتخذ اجراءات حاسمة أخيرا تجاه نظام أفورقي كما هو الحال ازاء قضاياها الداخلية ، لكى تتضعه  في حجمه ومكانه الطبيعي ، وردعه وتوبيخه ازاء تصرفاته الغير مسؤولة في المنطقة ، فان تجاهلته السعودية  في السابق فلايمكن ان تتجاهله وألسنة اللهب والنيران تتمتد الى حدودها الجنوبية والغربية والشرقية.

فرجت

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=34409