ما زالت ارتريا تفقد خيرة ابنائها
بقلم: صالح انجبا
سرجمال وزينة الحياة فى المال الذى يعتبر المحرك الأ ساسى فى كل مجالات الحياة والبنون الذين يجعلونك تحس وتتذوق الحياة بطعم جديد ونكهة حماسية جديدة فلذا قال الله تعالى } المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا { .
غالباً يردد الوالد قائلاً انه يعيش من اجل ابنائه وهمه الكبير اسعادهم واستثماركل طاقاته فى ا نجاحهم وكذلك الوالدة لها نفس الإحساس والمشاعر لأن الابناء هم شلال الحياة وتيار المستقبل الذى يثرى الابداع ويحفز بناء الأوطان .
التمست صفات الأبوة السامية فى والدى رحمه الله الذى مازال يعيش فى خيالى وينتفض من غبار ذكرياتى ومازال يسطع فى قلبى كنجمة تنبض بالحياة وهو الذى علمنى ان اكون بحراً زاخر من الحنان لأبنائى فى كل مواقف الحياة من نصح وارشاد والعمل على بسط الراحة لهم فى دنيا تعج بالقساوة.
فى هذا العام طل بلال انجابا من نافذة عمر الخامسة عشر ولم اصدق السنين مرت كسرعة الصاروخ لتبدأ حقبة جديدة من عمرى تحتم على مصادقته والإستماع الى ارائه التى تكون محور تفكيرى حين يقنعنى بجدارة المنطق والبرهان لارفع راية الخضوع والإستسلام لصحتها وكيف لا افعل ذلك و بلال اطول قامةً منى فبذلك كذب المقولة السودانية التى تقول تساوت الأكتاف (اتسوات الكتوف)..
الحديث عن ابنى اعتبره جزء من الصورة العامة لأبناء ارتريا الذين تشتتوا فى كل ركن وزاوية فى العالم لأسباب خارجة عن رغبة الأباء والأمهات. هذه الأسباب خلقها النظام العميل( اسياس واعوانه) المتأمر فى جنح الظلام مع إثيوبيا فى تدمير شعبا كتب التاريخ بدمه وعرقه وكفاحه إبان فترة النضال.
معضلات الجيل الذى ولد خارج الوطن
خارطة الوطن لا تسع شبابنا الذين ولدوا فى الخارج لأن الوضع برمته طارد, ولا يستطيع الأباء المعارضون للنظام ربط ابنائهم بإرتريا الأم ، وانا واحد منهم تعذر على ان اعود الى اهلى وبلدى ولو بالزيارات كما يفعل المهاجرين فى وطن الهجرات امريكا, فلذلك وصلت الى قناعة بعد رحلة التغرب الطويلة الإستثمار فى نجاح ابنائى وربطهم باقاربهم المبعثرين على وجه البسيطة بارساء دعائم التواصل الأسرى الذى يكون صعباً لتباين لغات وثقافات بلاد المهجر التى يعيشون فيها.
اسياس وزبانيته فرقوا شملنا وفرغوا ارتريا من جيل المفترض يكون السند للوطن , وبذلك سدت ا لطرق امام الجيل الثالث الذى هاجرقبل الإستقلال لكى لا يفكر فى العودة او حتى تكون له بارقت امل فى العودة . الدكتاتور واعوانه خططوا لابعاد ابناء المسلمين الذين نالوا قسط من التعليم فى السودان والعالم العربى بشتى الطرق قبل دخولهم اسمرا حين كانوا فى الأحراش , وذلك لتمكين شريحة معينة من المجتمع الإرترى تدور فى فلك طائفته, و تمكين الثقافة التغرينية .
فقدت وما زالت تفقد ارتريا خيرة ابنائها الذين كان بامكانهم دفع عجلة التقدم والإبداع فى جميع المجالات وبذلك ضاع وما زال يضيع جيل متعلم ومثقف كان بإستطاعته بناء وطن يحضن كل الإرتريين.
ارتريون الخارج ابنائهم يتفوقون فى الدراسة ويبدعون فى كل المجالات ولكن يصعب على الأباء ربطهم بوطن يتحكم على مفاصل حياته حكم دكتاتورى عنصرى طائفى لا يعير لحقوق المواطنة اى اهتمام بل يسعى باسباب واهية لدفنها فى تراب الوطن, وبذلك صار نتاج جيل الإغتراب ثروة غالية تستفيد منها بلدان المهجر،و على النقيض الآخر بعض الأبناء صار يدور فى فلك الاجرام والفشل الذريع ليدفع الأباء الثمن من عذاب ومعاناة وكتمان للأهات التى تاخذ من سنوات عمرهم الزاهر فيعانون الأمرين الغربة وفشل فلذات اكبادهم فيا له من كمد ليس له وصف او تعبير، و الأمثلة كثيرة جدا من هذه الحالات فى فلادلفيا والمدن الأمريكية الأخرى فتجد احدهم قتل والديه والثانى يمضى اعوام فى السجن لبيع المخدرات والآخر قتل بيد رفاق السوء الخ………
وما يزيد من معاناة الأباء شعبنا تنقصه صفة التكافل الإجتماعى التى تبنى على اساسها الإنسانية وحب الخير وتتفاوت درجاتها فى درجات التفكير الأوسع شمولا تحت اطار الوطن كما تفعل الجمعيات الأخرى.
للأسف كمجتمع ارترى ندور فى فلك جمعية الجبرته اوالساهو اوالبلين الخ……..و هذا التقوقع لم يساعدنا فى بناء صرح اجتماعى راقى يعالج معضلات مجتمعنا الإرترى وحين اقول ذلك التمست هذه المشاكل المعقدة فى تورونتو خلال العشرين عاماً السابقة اذ لم يستطع الإرتريين شراء مقر يجمعنا فى اطار الوطن او الدين لنعالج هذه التعقيدات.
الحقيقة فشلنا فى داخل الوطن لعدم قدرتنا إطلاق حركة التغيير وفشلنا فى الخارج فى انشاء رابطة اخوية ترتكز على صلات الدم والدين والوطن, فلذلك صوتنا لا يسمع مقارنةً بصوت ا لجاليات الأخرى فى كندا .
اخترنا الضياع والدوران فى دوامة القبيلة والبيت الصغير بدل اختيار الفكر الأوسع الذى يجمعنا فى اطار ذو سقف عالى ,ولهذه الأسباب المتخلفة جداً لم نقدر ان نساعد الأسر التى ضاع ابنائها فى دائرة الإجرام او الذين يمرون بنكبات نفسية او الذين يعانون الوحدة القاتلة فى مدن المهجر والخ……. وما ازاد الطينة بلة نجد النظام خلق فى المهجر جاليات تابعة له بالإضافة للمجموعات التى تستتر تحت ظلال القبيلة والدين والتى كونت شبه جاليات ضعيفة وهشة يستطيع النظام اللعب بها كما يشاء.
نحن كجاليات ارترية فى الخارج نحتاج الى التحام وطنى حقيقى لكى لا يضيع ابنائنا فى خضم الفشل و نحتاج تمديد الجسور بين الأفراد وبناء رابطة قوية تقوى الصلات بين الإرتريين ليحلوا المعضلات الأسرية ونشل الأبناء من المستقبل المجهول والضياع فى جو الإجرام و من خلال ذلك يتم ربط الأولاد بالوطن ارتريا الغالية.
القسم الثانى يخص الجيل الهارب من ارتريا
حلم العودة الى الوطن تشظى وتهشم على جدار النظام الذى كان السبب فى خلق فوج جديد من المهاجريين والهاربيين الإرتريين بعد الإستقلال.
بعد مولد دولة ارتريا بدأت الخدمة الوطنية التى ليست لها سقف محدد وصارت عبودية وإذلال وادت الى الهروب الجماعى من معسكرات التدريب.
الحرب الإرترية الإثيوبية 1998 الى 2000 كانت وبالاً على هذا الجيل ووفرت حالة استثانية لتتواصل الماساة فى الحاق كبار السن رجالاًونساء فى الخدمة العسكرية وذلك تحت ذريعة الوطن فى خطر من غزوا التقراى.
هذه الظروف المجحفة خلقت قساوة اقتصادية زادت من كمية الهاربيين فلذلك بدأ افواج من الشباب يهرب قاطعاً الحدود الإرترية السودانية و منها الى سيناء ليدخلوا اسرائيل .
بعضهم قطع الصحراء الليبية ليصل الى ليبيا ومنها الى اروبا عن طريق البحر الأبيض المتوسط على متن قوارب متهالكة ليغرقوا بالالاف ولمبادوزا التى كان ضحيتها قرابة الأربعمائة شاب تعتبر وصمة عار على جبين النظام وما زالت اعداد الضحايا تتزايد بوتيرة مرعبة جداً.
العواقب الوخيمة من هروب الشباب الإرترى
الدول التى تريد الإرتقاء الى قمة التقدم الإقتصادى الإجتماعى والسياسى توفر لشبابها كل اسباب النجاح مثل فتح معاهد تدريب وجامعات ومواقع بحث علمى .والخ….
بعد حرب التحرير الطويلة كنا نتوقع ان نبدأ مرحلة جديدة ننعم فيها بالأمان والإستقرار ويجتمع الشمل بعد الشتات ولكن حدث العكس بدأت موجات الهجرة والهروب من الوطن باعداد مخيفة لأن النظام له اليد الكبرى فى حدوث هذا النزوح وبذلك ارتريا فقد ت ومازالت تفقد شريحة من المجتمع يعتمد عليها فى بنائها وتقدمها .
ابنائنا فى الخارج والداخل يواجهون مستقبل مجهول ونتمنى ان نتدارك عمق هذه المشكلة ونسرع بتغيير اسياس وزبانيته لأن الزمن ليس فى صالحنا.
ارتريا بعد هذا النزوح المفزع من الشباب لا اعتقد سوف تبقى كدولة ناجحة بل وصلت الى حضيض الفشل ومن الصعب اعادت جيل البناء الذى سوف تبتلعه دوامة اروبا .
التغرينية هم السبب فى بقاء هذا النظام لأنهم القوة الداعمة سابقاً والمساندة حالياً حتى بعد هروبهم بكميات ضخمة الى اروبا يتسكعون فى سفارات الحكومة الإرترية علناً وبعضهم فى الخفاء ولا يدرون انهم يزيدون من معاناة الإرتريين.
الأحلام والطموحات التى يظن البعض متوفرة فى اروبا لا تستحق الغرق فى البحار لأن اروبا لها عقبات اقتصادية وجل شبابها يعيش البطالة والإنحراف الخلقى وينتظر الإنفراج فى المعيشة التى تضيق يوماً بعد يوم وخير دليل على ذلك التضخم الإقتصادى الذى تعيشه اليونان وايطاليا والبرتقال واسبانيا بالإضافة لدول اروبا الشرقية سابقاُ التى يتجه شبابها الى الدول الاسكندنافية وبريطانيا والعواقب ستكون ضياع العمر فى ازقة المدن الأروبية والإنصهار فى ضلالها وفسادها وقد ينجح القليل اليسير منهم اى نسبة ضئيلة لا تذكر.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=34477
اخى الإعلامى والكاتب المميز
محمد رمضان
يسعدنى التحاور معك عبر فرجت منبر من لا منبر له مذكراً بالوضع الماساوى الذى يمر به الشعب الإرترى.هذه الحالة والنكية صنعتها الحكومة الإرترية التى تجاوزت كل حدود الهمجية فى طريقة تسيير دفة الحكم . كل العواقب المحزنة والتى تتمثل فى التستر وراء القبيلة والبيوتات الصغيرة فى الخارج والداخل وتمزق اللحمة الوطنية وانعدام الأمل والطموح لدى الشباب الهارب وتدفق اللأجئين الى السودان واثيوبيا وبروز كيانات جغرافية سببه النظام الإرترى.
الدولة المفترض تكون الدافع فى اصلاح ذات البين وإصدار وتطبق القوانين التى تنظم المجتمع وتعاقب من يبث النعرة العنصرية والقبلية والدينية وتشحذ الهمم فى بناء وحدة وطنية ترفع من مكانة الوطن ولكن للأسف ابتلينا بعصابة تمارس اساليب معاكسة لمفاهيم الدولة العصرية التى تنشر السلام بين شعبها وجيرانها, فلذا لا لوم على من اقاموا تنظيم الساهو الذى فعلا لا يمثل كل قومية الساهو ولا الكيانات الجغرافية التى ولدت من الياس والضياع الذى نعيشه.
اتفق واختلف معك فى شان العفر والكوناما . اتفق معك حين يعمل العفر والكوناما فى ازالت الطغيان وانا ساضم يدى معهم فى ذلك المسار الوطنى الراقى واختلف حين تقول ان لهم خصوصية واذا كانت لهم خصوصية فلا لوم على الكيان الجغرافى الجديد لأنه ايضا بنفس المقدار سوف يبحث عن خصوصية تحت خيمة المعارضة الإرترية ولا تنسى الجبرتة ايضا لهم خصوصية وسوف تلتحق بقطار الخصوصية كيانات اخرى .اذا ازداد التشبث بهذا المفهوم فليذهب كل واحد الى الوجهة التى يريدها او كما يقول السودنيين ينوم على الجنب البريحو. الخصوصية التى يجب التركيز عليها هى مصلحة الوطن ولا اكثر.
اخى محمد رمضان كما ذكرت سلفا عدم وجود دولة ارترية عصرية او على الأقل دولة تسير فى سلم النجاح و تردم الهوات القاتلة وتردع كل من يتطاول على وحدتنا الوطنية ستستمر هذه الكوارث .
النقطة الثانية التى سببت هذا الإنشطار الفكرى هو عدم وجود وعاء وطنى يعمل على اذلال التحديات التى تزخر بها ساحة المعا رضة الإرترية. صدقنى اذا ولد تنظيم جامع تخلقه قيادة وطنية جاهزة للتضحية مثل جبهة التحرير والشعبية سابقاً لما برزت هذه الفقاعات على سطح المعارضة التى كما قلت بدات تشوه على ايجاد عمل سياسى معارض يزيل كابوس اسياس وعصابته.
ظهور الكيانات الجغرافية والذين يسعون لخصوصيات قد يستفحل امرهم وتزداد شهيتهم الى اطماع اخرى . السؤال هو كيفية كبح جماح هذه الكيانات الجديدة وصهرها فى بوتقة الوحدة الوطنية لخلع العصابة التى تسببت فى مصائبنا ؟
لا بد ايجاد صيغة تجمعنا والتعاطى مع هذا الواقع الجديد بايجاد ارضية تفاهم لان الهجوم والإنتقاد بالاساليب المتطرفة لا يخدم قضيتنا والتهاون فى هذا الشان ايضاً ليس الحل المرضى بل يجب ان نلتقى من اجل مصلحة الوطن وهذا يتطلب جهد جبار.
اما القبيلة هى كيان وطنى وجزء اصيل من الوجود الإرترى ولكن يجب ان نتطور الى مفهوم التحالف الأكير والتضافر على اساس المصالح والتاريخ والدين وصلات الدم التى تجمعنا. يجب ان نتغاضى عن التفاهات الصغيرة لان الذى يجمعنا اكبر والقبيلة لوحدها لا تنجز القضايا الضخمة والشائكة.
زمن الإعتماد على القبيلة فى عالم يعج بمفاهيم عالية السقف قد ولى ولكن يمكن ان يتعاون افرادها على عمل الخير . كما قلت القبيلة قتلت تنظيم جبهة التحرير الإرترى الذى سطر ملامح وطنية رائعة نفتقدها الان.
الشباب حين يهرب بهذه الأعداد الضخمة شئ يحتاج لوقفة ودراسة سيكولوجية والحقيقة لم تبنى الأوطان بالهروب بل بمواجهة التحديات وبذل التضحيات ويقول الإنجليز لتعرف مدى عمق المى البس حذائى -walk on my shoes- فلذا لأفهم معاناتهم يجب ان اعيش نفس وضعهم.
احزن لفقد هذه الأعداد الكبيرة فى عرض البحر واحزن كثيراً حين تغرق اسر بينهم اطفال ونساء.
شكرا إستاذ صالح إنجابا على تناول تعليقى وإبدأ وجهة نظر مغايرة لما ذهبت إليه وهى وجهة نظر محترمة ولكن أسمح لى بإلاختلاف معك فيما ذهبت إليه …
فى تقديرى لاتوجد كيانات قبلية بالمعنى الصريح ووقفت خلفها القبائل ودعمتها وقدمت لها السند فالكيانات القبلية الصريحة هى مجرد بيوتات لاتمثل إلا من يغتات تحت شعارها ويتوهم مناصب يتخيلها..
فتنظيم الساهو لا يمثل ذلك المجتمع على سبيل المثال ولا البلين أما العفر والكوناما فلهم وضعهم وخصوصيتهم ووجود كيانات بإسمهم وبدعمهم مع رفضنا له فلهم خصوصية تختلف عن باقى القبائل وثقلهم حسب نظرى لا يسجل إختلالاً فى التوازن والمعادلة كثيراً… بالنتيجة هذه الكيانات وجودها بالإسم ولكن دون قبول يذكر أصلا بل أنها منبوذة فى الحقيقة والواقع.
لكن التكوينات الجغرافية التى برزت شقت مسيرة العمل الوطنى بالطول والعرض وجمدت نشاط العمل المعارض على أساسٍ من الفرز الجغرافى وهذا خلق حاجزاً على مستوى التعاطى فى الشأن الوطنى وهذه الخطوة السالبة ستعمق روح الخلاف وتجذره ولا أظن أنها ستحقق أى نجاحاً يذكر على مستوى الفعل السياسى مجرد دعاية وإعلام !
صحيح أنها ستستطيع الحشد على نغمة الإسم ولكنها فجأة ستجنى سراباً سياسياً قاحلاً شظاياه سيكون مُدمراً على نتائج العمل الوطنى برمته وليس على من يؤمن بالفكر التقسيمى المناطقى فقط
القبيلة كانت سبباً فى خروجنا من وطنٍ حررنا 90% من أرضه ومدنه ولكن حينها فعلا كانت القبيلة لها وزنها وثقلها ورجالها ونظام المحاصصة فى الجبهة أخرجتها بلا حمص أما الان فلا توجد فى الأصل قبيلة خلف كيان لكن الفرز على الأساس المناطقى بات حاضراً وسيخلف كارثة سياسية وتذكر ما أكتبه هنا للتاريخ فالعبرة دائماً بالنتائج والأيام بيننا .
أما الشباب فعدم وجود عمل مناهض يلبى تطلعاتهم سبب فى هروبهم ثم أن الحقيقة أنهم فقدوا الثقة فى قيادة حقيقية يخوضون معها غمار التغيير وتجربة النظام ماثلة أمامهم وتضحيات الأباء كذلك التى لم يجنو منها غير الهوان هذه كلها أسباب دعت الشباب يهربون ثم أن متطلبات الحياة صارت أكثر رهقاً على الأسر فالأسباب الإقتصادية تمثل عاملاً اساسياً فى هروبهم .
كما أن مستقبل البلاد فى خطر تغير النظام أم لم يتغير كلها مسببات تضافرت لهروبهم وشخصياً فإنى أرى لهم العذر فى هروبهم .
أخى العزيز نحن بحاجة لإعادة الثقة فيما بيننا كشعب وهذا من الصعب أن نصلها فى ظل وضعنا البائس وكلما علينا فعله هو التضرع إلى الله بالهداية والفرج أما أرتريا ففى إعتقادى فمستقبلها غاتم السواد وأتمنى أن أكون مخطئياً فى ذلك.
مع شكرى لك
تحية طيبة للجميع
مقال جميل واكثر من رائع ويعتبر تشخيص للحالة التى نمر بها اليوم اهدار الشباب والقضاء عليهم بهده الاسلوب انها لام الكواث حقا , والله لو وجهة هذا الطاقات الى الدكتاتور وحاشيته لتخلصنا منه بربع هده الاعداد الذى نفقدها يوميا ولكن ما ذا يفعل المضطر . اخر الدوى الكى كما يقولون ما ذا يفعل الشباب اما العبودية والموت البطى داخل ارتريا ولا امل للحيات فيها او الموت السريع داخل البحار والفيافى مع قليل من الامل فى النجاة وكما يقولون ( المضطر يركب الصعاب ) ويقول الشاعر
اذا لم تكن الا الاسنة مركب ** فما حيلة المضطر الا ركوبها
نحن جيل كتب علينا ان ناخد العزاء على اخواننا بدل ان نحضر افراحهم تحالفت علينا المصائب فالله المشتكى
اما موضوع القبيلة انا ارى لا توجد مشكلة بين القبيلة وبناء الدولة فمحيطنا الاعربى والافريقى مبنى على عشائر وقبائل ولهم دول وممالك وكيانات مع احترام متبادل فيما بينهم
اما بنسبة للانسن الارترى فقد الدولة وفقد الاقليم وفقد كل شئ الا القبيلة فلم يجد فى الليالى المظلمة الا القبيلة التى ينتمى اليها . القبيلة فى ارتريا تقوم مقام الدولة الذى فقدها الانسان الارترى عندما يقوم النظام الجائر بهدم منزل تحت اسباب وذرائع واهية وصاحبه لم يملك غيره وفجاة يجد اطفاله فى العراء لم يجد عير قبيلته من يقف الى جانبه وذاك عندما يفر الابن بجلده فيقوم النظام بخطف الام او الاب ويطلب النظام مبلغ 50 الف نقفه مقابل اطلاق سراحه لم يجد الا القبيلة التى ينتمى اليها . واذكر ايام الخريف عند ما يبداء الحرث يجتمع رجال القبيلة ثم يوزعون انفسهم لمساعدة المحتاجين من ابناء قبيلتهم فيحرثون اولا للايتام والارامل وللاسر الدى لا تملك دابة الحرث ثم بعد ذالك يحرثون لانفسهم . فالقبيلة موجودة فى الحيات اليومية انما المكروه التعصب لها والاعتداء على حقوق الاخريين بسببها
وفى الختام اذا قامت الدولة بدورها وتحملت مسؤلياتها عندها ستتراجع القبيلة ودمتم ………. والسلام
الأخ محمد على حامد اخيراً اتفقنا
الحقيقة تذكر وان كانت مرة التغرينية وبعض المسلمين المحسوبين على الإسلام هم الذين سلطوا علينا اسياس ونظامه البغيض فى السابق اما فى وقتنا الحالى التغيرينية تطيل عمره ليدمر هذا الشعب الذى دفع الثمن غاليا من اجل التحرير.
نرى الذين يقدمون اللجؤ فى اروبا وامريكا واستراليا يتربصون خلف الأسترة والأبواب الخلفية فى تقديم العون لدولةالظلم والسفك وقد يكون هنالك من يعارض منهم ولكنها ليست معارضة فعالة بل تتأرجح بين المعارضة وبقاء النظام.
لو لا التغرينية لما استمر حكم اسياس لان الذين يحكمون معه اى الجنرالات الغالبية منهم اى تقريبا 90 فى المائة من ا بناء التغرينية وليس صحيحاً ان اسياس يستطيع دفع دفة الحكم.
اخى الغالى محمد رمضان سعدت بتعليقك الهادف ولكن يحتم على ان اعقب على بعض النقاط لأهميتها-
اولاً التقسيم الجغرافى فى نظرى احسن حالاً واكثر تطوراً من القبلى الذى يؤدى الى هلاك المجتمع باكمله. التقسيم الجغرافى له اسبابه ولكن يمكن ان تناقش وتحاور من يحملون فكره ولكن القبلى مرض اوسرطان فلذا قال الرسول-ص- القبلية دعوها فانها نتنة ووالله اتمنى ان تتوحد الكيانات الإرترية فى قوالب جغرافية بدل التستر تحت دهاليز القبائل .
نحن نرى الذين تربطهم صلات ارحام يكرهون بعضهم فى اتفه الأمور وينقسمون فى امور لا تخدم استراتجياتهم المستقبلية ولا يعرفون انهم يجرون انفسهم الى الهلاك بايديهم فلماذا لا يتوحدوا فى شكل قالب جغرافيى كبير وليس على اساس المدن التى يعتقد البعض انها تابعة لكيان اوقبيلة معينة وهذا عين التخلف.
وكما يقال العافية درجات نتمنى ان نرتقى من سلم الجغرافية الى سلم الوحدة الأكبر واتمنى من الذين تقسموا فى كيان جغرافى ان يفتحوا الأبواب امام اخوانهم الذين هم جزء منهم لأن الوحدة فى شكل كيان كبير افضل واصلح للمصلحة العامة.
ثانياً الشباب له الحق ان يهاجر كما هاجرت انا قبل الإستقلال ولكن ليس بهذه الكميات المرعبة لدرحة الهلاك فى عمق البحار العالية . هنالك خلل لا استطيع فهم عمقه فى هذا الهروب المخيف .
نعم اتفق السودان طارد وارتريا لم يعد تحكمها دولة بل عصابة قتلت فينا روح الإنتماء للوطن ولكن من يريد ان يغير لا بد ان يضحى ودائماً التطورللوصول الى حالة الإستقرار يبدأ بالفوضى وعدم الإستقرار حتى نصل الى مرحلة التفاهم ونبنى وطن يسع الجميع ولكن الهروب من واقع نتائج التغيير لا يوصلنا ا حالة الإستقرار
الأستاذ / صالح إنجابا
أولاً ربنا يحقظ إبننا بلالاً ويقر به أعيننا ويجعله باراً بوالديه وشعبه وأمته .. أمين.
للأسف كما ذكرت تضيع الأجيال التى يفترض أن تنهض بالبلد فى بلاد المهجر وفقدان الوطن جيلاً كاملاً يعنى أن ارتريا من الصعب أن تنهض إلا بعد جيلٍ أو جيلين إنها معادلة فى الحقيقة مرعبة ..
فيما يخص الجاليات ودعوتك لتوحدها للأسف هذا شىء مخجل أن نكون على قلتنا مشتتين والجاليات التى بالملايين تجتمع على مائدة واحدة ومكان جامع واحد والحقيقة هذه التى كان يمكن أن يتم رتقها زادت بلة طين بعض قيام كيانات جغرافية قصمت أمال الشعب فى أن يتلاقى وهو الواقع المر الذي سيفاقم معاناتنا أكثر ..
أما الشباب الذى يغامر بالموت فى الغفار وفاع البحار فما له غير ذلك فعندما لايجد الحياة فماذا عليه أن يفعل ..؟
أرتريا والسودان صارت دولاًَ من الشعب إلاقامة فيها من كل نواحى الحياة فما بالهم يفعلون فأما حياة تسرهم أو موت يعذرون به أو ضياع فى أزقة أوروبا يقضون به أعماره ..
فى الختام خالص شكرى على المقال الهادف والرائع أتمنى أن تجد مقترحاته القبول
( التغرينية هم السبب فى بقاء هذا النظام لأنهم القوة الداعمة سابقاً والمساندة حالياً حتى بعد هروبهم بكميات ضخمة الى اروبا يتسكعون فى سفارات الحكومة الإرترية علناً وبعضهم فى الخفاء ولا يدرون انهم يزيدون من معاناة الإرتريين )
أخي صالح انجبا هذه أصْدق فقرة فيما كتبته علي الإطلاق ، وأرجو أنْ يفهمها الأخوة الذين يتلعثمون عند ما يُطْلَبْ منهم قول الحقيقية ، ويملؤوا الصفحات بكلام عائم قير محدّد ( لا يُسْمِن ولا يُغني من جوع ) ، لا أحد يحمل كراهية لشريحة الناطقي بالتجرينية لأنهم تجرينية حسب اعتقادي ، إنما النقد الذي قد يتطور إلي الكراهية لا قدر الله هو بسب مواقفهم غير المشرِّفة في قضايا الوطن وهو في أحلك الظروف ، فإن لم يقف هؤلاء القوم اليوم ضد هذه العصابة المجرمة – التي أسامتهم سوء العذاب تارة في الصحاري وتارة أخري في البحار وقبلها في حاويات الحديد التي لاتُبْقيِ ولا تذر والتي سمّوها جدلا بالسجون في أرتريا – متي سيكون رد فعلهم بربك ؟ بل تجد أكثرهم في حفلات هزّ الأرداف ناسين المآسي التي كانوا فيها وناسين أحباءهم الذين قضوْ نحبهم في الامس القريب ومازالوا في مأساة إنسانية قلّ ما تجد لها مثيلاً في هذا العالم المدلهم بالمصائب والوحشية .
إذن هذا التشخيص للمرض العضال هو الذي يجب أن نتفق عليه بدل أن نهرب إلي الامام من المشكلة ونتجاهلها ونشتّت مجهودنا باتهام بعضنا البعض تارة بالقَبَليَّة وتارة أخري بالجهوية وما الي ذلك من الحجج الواهية أمام هذه المعضلة الماثلة أمامنا ، منذ ظهور أرتريا ككيان لا تجد الشريحة الناطقة بالتجرينية إلاّ وهي تعوم ضد التيار العام لمكونات الشعب الارتري للأسف الشديد ، كأنّ رسالة هذه الشريحة هي مخالفة أهداف ومصالح جميع مكونات الشعب الارتري بغض النظر عن ثقافته ودينه ولونه ، والنتيجة ما نراها من وطن كسيح لا يمكن أن يُعافي إلاّ بقدرة قادر وبمعجزة ، ونكاد لا نري أيّ بريق في نهاية النفق المظلم حتي الآن .
فإذا اتفقنا جميعاً علي الرؤيٰ فالحل عندئذ يكون يسيرا باْذن الله لانه إذا ( عرف السبب بطل العجب ) كما يُقال ، فلا يخرجنا لنا من الاخوة الأفاضل الذين نعتناهم علي سبيل المزاح ( بالوطنيين الجدد ) بأن المشكلة لا يتحملها مكوّن التجرينية لوحده بل كل الشرائح مساهمة في المشكلة وتشعل الزيت الحار ، نعم ذاك صحيح ، لكن ما يُنسب إلي المكونات الأخري فهم أفراد لا يشكلون مواقف الأغلبية للمكون الذي ينتمون إليه ، بل هم أفراد صوتهم متلاشي وسط الكم الهائل الذي يقف مع مصلحة وطنه ، في حين نكاد نجزم أن من نطلق عليهم جدلاً بالشركاء بأنهم ضد مصلحة هذا الوطن ، ولا أتحرّج إذا قلتُ بملئ فمي إنهم ( ميلاد تعاستنا ) ونكدنا الذي نسأل الله أن يجعل له نهاية مُرْضية للجميع علي الاقل ( من أجل أطفالٍ لنا ) – علي لسان شاعرنا الراحل أحمد سعد – إنْ لم ندرك نحن قطاف ثمار ذلك الاستقرار المنشود .