مع اقتراب مؤتمر المجلس ـ حملة دعـم المعارضة للتغـيير
(التبرع بسعر علبة سجائر يومياً لمن يريد التغيير)
دكتور الجبرتى
من هو المعارض ومن هي المعارضة ؟ ماذا نريد منهم ؟ وكيف ؟ وبماذا نستطيع ان ندعمهم ليحققوا لنا ما نريد ؟ من منهم سندعم ؟ الاحزاب أم منظمات المجتمع المدني ؟ هل يتناسب ما ندعمهم به اليوم مع ما نطلبه منهم ؟ هل نقوم بادني واجباتنا لهم؟ ما ذا فعلت او قدمت أنا لهم جميعا أو للتنظيم او الحزب الذي انتمي اليه ؟ هل تكفي 20 ريال خليجي ، أو عشرة دولارات شهريا ، أو عشرون كرونة شهرية ، لتغيير النظام؟
كم يدفع أعضاء حزب النظام ليبقوا علي ظلمهم وجورهم وقتلهم للابرياء من الارتريين؟ بماذا يضحون من أجل تنظيم الجبهة الشعبية الحاقد الطائفي الكالح الوجه؟ المليئة يده بدماء الابرياء والعجزة والاطفال والنساء ؟ كم يدفعون للمشاركة في احتفالاته السنوية ، للدخول الي المراقص ليستمتعوا بأنين المواطن الارتري المذبوح ليباع اسبيرا لاوروبا ؟ كم يدفعون لاستمرار صرخات ودموع الأرامل والثكالي ؟
هل نستطيع أن نوازيهم فعلا ، أو نوازنهم في رد الفعل ؟ هل نحن راغبون حقا في التغيير بكل الوسائل ؟ أم فقط بوسائل النعيق والزعيق ؟ والفيس والبالتوك والاذاعات ووسائل التواصل الاجتماعي ؟ هل سيحقق لنا اسلوبنا القائم الان التغيير المنشود كمواطنين وافراد تنظيمات ومنظمات مجتمع مدني معارضة ؟
هل تتساوي عزيمة عضو الجبهة الشعبية وعضو المعارضة من أي تنظيم كان ؟ هل نستطيع ان نقيس مدي جدية واستعداد الهقدفيين للابقاء علي نظامهم ، والمعارضين المذبوحين لتغيير النظام ؟ هل يشارك افراد الجبهة الشعبية في كل مواقع المعارضة ومجموعاتهم الالكترونية بنفس الروح التي يشارك بها افراد المعارضة ؟ ام هل يبقي افراد الجبهة الشعبية علي اهدافهم دائما ، بينما ننحرف عند اول منعطف وزلة ؟
هذه الاسئلة الحيري تزاحمني تفكيري وعقلي كلما حاولت ان ابحث عن كيفية تفعيل ودعم المعارضة واعمال المقاومة . لم أجد لها جوابا كاملا حتي اليوم . فالوضع يحتاج الي صفاء اكثر ، وبحث اعمق من اجل الوصول الي افضل السبل لايقاظ المجتمع النائم ، والمخدر والجاهل ، ليلحق بالركب ويحقق ابسط مهامه الانسانية .
إلا أن أوضح الامور في حياة المعارض والمعارضة واعمال المقاومة ، أنهم مفلسون ماليا وفكريا ، وفقراء جدا في هذا وذاك . لذلك نجد أن اول واجبات المقاومين والراغبين في التغيير ينبغي ان تكون التضحية بالمال ، (وهي أصعب من التضحية بالنفس ) من اجل تحريك عجلة افكارهم ورغباتهم ، لتحقيق التفكير في الوسائل التي تقرب من التغيير . ومن اجل زيادة الثقة بانفسهم ، وبتوثيق علاقاتهم مع المجتمع الذي يريد منهم تحقيق رغباته في التغيير والديموقراطية والحرية والسلام والتنمية والاستقرار . وللعجايز والعجوزات شبر في ارضهم يقبرون فيه .
خلال مسيرة عصماء مجلجلة في جنيف في الاعوام السابقة ، حيث تجمع الاف الارتريين الاوروبين ، او المقيمين في اوروبا ، لاحياء المسيرة ، لتوصيل صوتهم الي ادارة حقوق الانسان هنالك . وقد شاركت معظم او كل التنظيمات السياسية الارترية عبر افرادها هنالك ، و منظمات المجتمع المدني والافراد ، وكان حدثا عظيما في الشان العام الارتري خلال الفترة السابقة .
أثناء التظاهرة والمسيرة التي كنت اتابعها عبر صور الفيس بوك ساعة بساعة ، اتصل بي السيد أنورعبدالعزيز رئيس القيادة المركزية لحزب النهضة ، ومعه أخرون من جبهة الانقاذ وغيرها ، وسردوا لي ما يجيش بخواطرهم و كيف انهم سعداء لتحقيق هذا التظاهر الاكبر من نوعه في العالم واوروبا للأرتريين .
فسالتهم من كم دولة قدم المشاركون ؟.
فقالوا من معظم دول اوروبا ذات الكثافة العددية للارتريين .
ماهي اطول مسافة جاء منها مشاركون ؟
ردوا : 500 الي 700 كيلومتر بالطائرة او بالقطار اوالبصات .
عظيم : كم انفق اقل منفق من اجل حضور هذه التظاهرة للسفر والاكل والشرب والاقامة والتدخين وووو؟
قالوا : تقريبا ما بين مائة الي 200 دولار . ( بحضور متوسط 2500 شخص هذا يعني 500.000 دولار !!! متوسط انفاق ارتريوا اوروبا علي تظاهرة كان نصف مليون دولار.)
هذا يفيد انهم من الجدية بمكان ، من اجل قضاياهم والتغيير علي رأسها وانتم مثلهم .
قالوا : نعم .
هل انتم مستعدون لان يدفع كل منكم فقط نصف ما انفقه من مصروفات للحضور وللمشاركة في هذه المسيرة والتظاهرة ، الآن من اجل المعارضة والمقاومة ؟ هل تعرفون ما الذي سيذكره الاعلام الغربي والجبهة الشعبية عن هذه المسيرة ؟ هل تتوقعون حجم رد الفعل العالمي والنظامي علي هذه الخطوة الجريئة ؟ وكيف انها ستوصل صوتكم الي المجتمع الغربي الذي لا يقيم غير الاقوياء ؟ وانه لا يقدرغير من لديه القوة المادية ، ومن لديه المال ليدافع عن حقه ويصنع التغيير .
هنا فتحت عليَ ابواب جهنم الاسئلة المستحيلة والتعسفية الإرترية ، والاحتمالات ، و المراجعات ، واسئلة لم اكن اتوقعها حتي اليوم ولا غد ؟ لمن وكيف ولماذا وماهي الخطط ومن سيقوم بالتنفيذ ؟ هل ستقتلونهم ؟ اين ستكون الاعمال ؟ من سيديرها ؟ وماهي خبرته ؟ استغربت جدا لهذه النهاية المأساوية لهذا الجهد والنجاح . اذ لم يبلغ أسماع غير المشاركين في التظاهرة والمسيرة. ولم يفعل اكثر من زيادة فعل التخدير . انتهي حواري معهم للاشيئ . والي اسئلة مبهمة تفيد الي عدم ثقة الافراد بانفسهم ، دعك من عدم الثقة بالمتفرغين من المعارضة .
لماذا لا يرغب المعارضين دفع تكلفة المعارضة والمقاومة لتحقيق التغيير ؟ بينما يدفع نصفهم ويزيد 2% للنظام ؟ لماذا ينفقون في السفر والتدخين والاقامات الفارهة وغيرها ؟ لماذا لا يتبرعون بها للمعارضين المتفرغين ليحققوا لهم التغيير الذي يبحثون عنه ؟ ماذا يحدث في عقول الارتريين المعارضين ؟ كيف يفكرون في مسالة دعم المقاومة بالمال ؟ كيف تفكر التنظيمات الشبعانة وأين تنفق أموالها ؟
منذ ذلك اليوم وأنا أفزعهم بسؤالي عن إنفاقهم في التدخين والسفر وأتعابه والمسيرات وما حقته ، وهذا يزعجهم جدا ، ويبررون يتحدثون بالتلفونات معي ما يكفي لدعم عشرين مقاوما سنويا لتنفيذ أقوي احتمالات وأساليب التغيير .
واليوم ادعوا كل من يريد التغيير فير أرتريا ، بعمل حصالة والتبرع يوميا بسعر علبة سجائر فقط للمعارضة للمدخنين . أوثمن تفعيل انترنت يوميا ، لمدمني الانترنت . أوثمن سندوتش يومي لمن يأكلون وجبة خارج البيت . أو ثمن كاسين شاي بالنعناع ، لمدمني الشاي .. دعونا ندمن دعم المعارضة . فقط لتنظيمه ، او منظمته المدنية ؟ للمقاومين الذين لا يجدون ما ينفقون غير أرواحهم ؟ الذين يتولون وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون؟
اليوم اطلق مشروعي من أجل دعم المقاومة والمعارضة بكل أشكالها فقط بسعر علبة سجائر يوميا ، وسابدأ بها أنا بتكلفة علبة السجائر برنجي في السودان 7 جنيهات يومياً للمعارضة والمقاومة . وسنري بعدها كم جمعنا خلال ستة اشهر من اليوم وماذا يمكن أن نفعل بها . اللي موافقني يرسل تكاليف ستة أشهر بدون أن يسأل كثيرا .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=34521
أحدث النعليقات