أمتع اللحظات مع كتاب (كرن الأصالة والتراث)

أولى الدكتور جلال الدين محمد صالح إهتمامه بالثقافة عموما والارترية منها وخاصة الكرنية كما قال : ( أنماط من الثقافة الارترية عبر مدينة كرن ) وللحق فقد بذل جهدا كبيرا لإخراج هذا الكتاب الذي أمتع به الارتريين عموماِ والكرنيين خاصة ، والجميع كان في غاية السعادة لاقتناء الكتاب لأسباب كثيرة،من أهمها ندرة ما يُكتب عن ارتريا بالعربية وثقة الارتريين في مقدرة الدكتور في ما يَكتب . وها هو أمتع وأبدع أيّما إبداع ! وكم وفِّق في اختيار العنوان (كرن الأصالة والترا ث) تناول فيه الكلّيات والجزئيّات في تفصيل غير ممل ،بل يتمنى القارئ ألاّينتهي من قراءة الكتاب ، وإذا انتهى يَعِد باءعادة القراءة مرات ومرات !جمع الشتات واّلتقط حبيباته المتناثرة في إسلوب سردي شيق جميل ،ولغة سلسة طوّعها بمقدرته البارعة لتناسب المتلقين على اختلافهم ، ولولا أننا لم نجد فيه غير جمع   المتفرق فضلاعن توجيهاته الإسلامية لكفاهُ ذلك فخرا وفضلا ، فالله أسأل أن يجزيه عنّا خيرالجزاء

ومع هذا فالكمال لله وحده عزّوجل، والبشرية والخطأ متلازما ن إلا من عصمه الله ،وما حسبته خطأ قد يكون صحيحا ، وما أجمل قول الشافعي (ماجادلت أحدا إلا وتمنيت أن يظهر الله الحق على لسانه دوني ) ولا يغيب عن الجميع أن الذي يعمل هو الذي يخطئ ، وبما أن الكتاب  نشر صار ملكا للجميع ومن حق الجميع إبداء وجهات النظر بما له وماعليه ولتعمّ الفائدة للجميع.

فإلى الملاحظات = في الغالب الأعم يميل الإهداء إلى الاختصار والإجمال ونجد هنا في الإهداء التكرار فكلمة (كرن) تكررت (17) مرة  (وحرجيجو ) تكررت (4) مرات(وحسن عثمان رجب ) تكررت (5) مرات وذلك في أقل من (18) سطرا ، وكان بالإمكان تجنب التكرار .فقوله (وروح شقيقه عمر عثمان رجب الذي ولد في حرجيجو وعاش في حرجيجو ومات في حرجيجو وأنجب نسله … في حرجيجو ) يمكنه قول : وروح شقيقه عمر عثمان رجب الذي ولد وعاش ومات وأنجب نسله …في جرجيجو.وهكذا في البقية. 

انظر ص (12) قوله:(علمت من الخبر أن عدد الفرق الرياضية وقتها كان ثمانية فرق وكلها تبارت للفوز بهذا الكأس كان منها فريق الأهلي الذي قابل على ساحة الملعب فريق الهلال…حسب صياغة الخبر) فقوله: (علمت من الخبر) أن الصياغة له والسؤال هو كيف يختم بقوله :(حسب صياغة الخبر؟) وهذا فيه تناقض وأكبر دليل أن الصياغة له،لم يكن النص بين علامتي تنصيص. ثم يقول: (إن عدد الفرق الرياضية وقتها كان ثمانية فرق ) وجمع فريق ليس فرق بل فرقاء وجمع فرق خطأُ شائع ولربما يقول قائل ( خطأ مشهور خير من صواب مهجور) والصواب أن يقال : كما قيل : (صواب مهجور خير من خطأ مشهور) . ويقول :( للفوز بهذا الكأس) وكلمة الكأس مؤنثة والصحيح أن يقال :( بهذه الكأس ) وقوله :(فريق الأهلي الذي قابل علي ساحة الملعب فريق الهلال ) معروف بداهة إن الفريقين   يتقابلان علي ساحة الملعب فقوله :( علي ساحة الملعب ) حشو يمكن الاستغناء عنه ، فيقال فريق الأهلي الذي قابل الهلال .

انظر ص (17 ) قوله :(واني إذ أشكرهم لابد أن أؤكد لهم أن تعقيباتهم كانت… إلى أن يقول: (ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله ) فقوله (من لايشكر الناس لايشكر الله ) ليس للدكتور جلال وإنما هو حديث  شريف فكان الواجب أن ينسبه لقائله :صلي الله عليه وسلم . ثم إن النص نفسه يتكرر – الحديث وما قبله  – كما هو وذلك  في ص (31).           

 انظر ص (61) تجد سيرة العم محمود شانينو وفيها الكثير من التواريخ فمثلا ميلاده كان عام 1925م وفي عام 1956م انتخب عضوا برلمانيا وقبل إتمام الدورة (4) سنوات عيّن مفتشا بمديرية السنحيت من عام 1958م إلى عام 1967م ثم شغل المنصب نفسه في مديرية الساحل من عام 1967م إلى عام 1976م وأحيل للتقاعد عام 1977 م وتوفي عام 1979 م في مدينة كسلا رحمه الله(بتصرف ) في  ظني هذه المعلومات تحتاج إلى مصدر حيث أنها تحتوي على تواريخ كثيرة فأين المصدر؟ ونظائرهذا في الكتاب كثير! والدكتور جلال وعد القارئ في ص (10) بقوله :(موثقا المعلومة بإحالتها إلى   مصدرها الكتابي أو الشفهي) وتحت هذه المعلومات توجد صورة لا تخص العم شانينو  وإنما تخص العم فيتوراري قاسم شيخ حي حشلا عليهما الرحمة والمغفرة

كذلك انظر ص(94) ينقل الدكتور جلال عن ممتاز العارف (بلدة كرن  التي تكنى أحيانا بمدينة البساتين وتقع على ارتفاع (3500)قدم عن سطح البحر ) وينقل عن رجب حراز في ص(95) بقوله: (كرن وهي مركز مديرية كرن تقع على ارتفاع 4500 قدم فوق سطح البحر ) وينقل أيضا في ص (130) عن صالح محمد على في كتابه (الدور السوداني في تحرير إثيوبيا إن كرن (تقع على قمة سلسة جبال البحر الأحمر التي  يصل ارتفاعها إلي  (5000) قدم فوق سطح البحر ) والفرق بين الأقوال شاسع ويا ليت الدكتور كفانا مؤونة البحث عن الراجح منها وكان بإمكانه فعل ذلك وهو من مهام المؤلف لا القارئ !

كذلك انظر ص (130) يقول : ( وكأن كل ملك يحكم ملكهم كما أن كل شمس تشرق شمسهم ) من يقرأ هذا النص يعتقد أنه للمؤلف وهذا الاعتقاد ليس صحيحا فهو مثل من أمثال القوم ونصه كالآتي تقريبا ( زنقسي نقوسنا زبرقت سحاينا ) ورغم ذيوع المثل وشهرته ترجمه الدكتور وأدرجه وكأنه هو صاحبه وهو ليس كذلك ولم يشر إلى أنه مثل من أمثالهم ولو فعل هذا لكانت حجته أقوي وأدانهم بمثَلِهم ومن فَمِهم ، ولكنه للأسف لم يفعل ؟

كذلك انظر ص (224) قوله: (الإسكافيون وحرفتهم…والسيد عثمان جابرى هذا الرجل الأبيض الطويل الوسيم لولا إفراطه في شرب الخمر والانغماس فيها كليا إلى حد الضياع … لكن من فضل الله إن تداركه بالتوبة إذ كف عن تعاطي الخمرة وأصبح من رواد المسجد ومقيمي الصلاة ) غير متوقع صدور هذا الكلام من الدكتور وهو خير من يعرف إرشاد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول :     ( إِذَا  مَاتَ صَاحِبُكُمْ فَدَعُوهُ وَلَا تَقَعُوا فِيهِ) وقوله صلى الله عليه وسلم (لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا)    

   فالإيغال علي ذِكر ما كان من الرجل لم يكن من هدي الإسلام في شئ ! لاسيما أن السيد عثمان جابرى تداركه الله بالتوبة تقبل الله توبته.            

 كذلك انظر ص (235) يقول : (وأكثر ما يفضله الكرنييون من مأكولات المطاعم الأهلية ما يعرف (بالمادى)…يلتهمونه بشهية يحسدون عليها … ومرتادو هذا النوع من الأكلات بشكل يومي ترى لهم بطونا منفوخة عالقة في مقدمة أجسامهم المثقلة بالسمنة بسبب الكسل والنوم الكثير لا يكادون يمدون أقدامهم إلا بشق الأنفس حين المشي والحركة يسارعون إلي النوم كلما ارتفعت درجه الحرارة وغالب

 هؤلاء من أبناء الريف الذين تعودوا علي أكل اللحوم ثم النوم تحت ظل الغابات الظليله بعيدا عن ضوضاء المدن وضجيجها ) لعمري هذا خيال واسع خصب!!            

ولكن لا يصدّقه الواقع ، ويبدو أن هذا الزعم من تخميناته كما قال مازحا في ص(545)  (أم أنها مجرد  تخمينات جلالية ؟!!)  فالسمنة عموما في ارتريا قليلة في المدن فما بالك في الريف ؟ ولا أظن أن أكل اللحم متاح بشكل يومي في ارتريا !وتأتي الغرابة في قوله:(يحسدون عليها ) هلاّ قلتيا دكتور جلال يُغبطون ؟ أعاذك الله من الحسد ، أين الأجسام المثقلة بالسمنة ؟ أين النوم الكثير ؟ اين الكسل ؟ ! أهل الريف لا ينطبق عليهم ما ذهبت إليه .من أين لهم اللحوم وبشكل يومي ؟

كذلك انظر ص (292) قوله: (تزايدت المعاهد بعد ذلك وتكاثرت ذكر منها الدكتور بيان … معهد النور الإسلامي بكرن الذي أسسه الشيخ إبراهيم سعيد محمد عام (1967 م ) وقبل هذا ذكر المؤلف في ص (284) أن معهد الدين الإسلامي بكرن تأسس عام 1961م ومعهد عنسبا وازنتت الإسلامي بكرن تأسس عام 1963 م  ص (289)  بعد ذلك ذكر ميلاد معاهد أصحاب اليمين في أوائل السبعينيات في ص(290) ولم يحدد تاريخ تأسيسها كما فعل قبل!؟ وقدمها وحقها التأخير وأخر معهد النور الإسلامي وحقه التقديم حيث كان تأسيسه عام 1967م وقوله (تزايدت المعاهد ) ينطبق على ما بعد هذا التاريخ. 

 كذلك انظر ص (449) يقول: (الحمو والد الزوج محرم والوجه ليس بعورة وللمرأة أن تكشفه والتنقيب معمول به شرعا ولكنه ليس فرضا) نعم ليس بعورة ولو كان عورة لما صحت صلاتها وهي كاشفة عن وجهها وهذه المسألة هي الحافز الأهم لي في إبداء ملاحظاتي على الكتاب فهي أم المسائل وأحسست أن فيها إقصاء -ونحن أصلا ضحايا الإقصاء – إقصاء للرأي الآخر وقد يقول : قائل إن طبيعة الكتاب لا تناسب التوسع في مثل هذه المسائل وهذا فيه جانب من الصحة لكن الأصح أيضا أ أن تمر هذه المسألة مرور الكرام ففيه كتم للعلم وترك للنصيحة (الدين النصيحة ) فالرأي المسكوت عنه غاية في الأهمية ، وقد يطير أقوام بما قاله الدكتور مع وجود قول آخر مشروع كان عليه خيرالقرون ، وكان من المؤمَّل من الدكتور جلال أن يتناول المسألة  بشئ  – إن لم يكن بالتفصيل – فبشئ من الإيماء والإيجاز كما فعل حين ذكر ماترجح عنده في كتابه ، يادكتور جلال لم يك مناسبا هذا الإختزال  لمسألة من الأهمية بمكان ، لقد ساويت بين كشف المرأة لوجهها وعدم كشفها ولو ذكرت القولين وكان بالإمكان  أن تفعل هذا لا سيما مع وجود صفحات فارغة بيضاء من غير سوء ، وهذه أرقامها وهي ص 32 -192 -210 -260 -340 – 368 -426 -482 -548 -564 -على الأقل حتى تترك للقارئ الحرية للأ خذ بما تطمئن إليه نفسه لكنك لم تفعل يرحمك الله ، وكأنِّي بك قد فرضت قناعتك على المتلقي خالي الذهن أو متتبع الرخص ،والله أسأل أن لا تكون حجة عليك ..

كنتُ أحمد لك توجيهك إسلاميا كل مسألة تعارض المفهوم الإسلامي  الصحيح ، وحسنا ما كنتَ تفعل ، لكن هنا إ ختلف الأمر والمسألة خلافية قديما وحديثا ، وأنت يا دكتور جلال أنزلتها بردا وسلاما علي القارئ ،وكأنها مسألة لا خلاف عليها ، شخصيا كنت أفضّل لو لم تقلها كما قلتها، وإذا قلتها بما ترجّح لديك من أدلة  فيا حبذا لو ذكرت القولين ! القائلين بجوازالكشف والقائلين بالمنع ، و أن تذكر ما فيها من خلاف بين من يجيزون كشف الوجه وبين من يمنعون كشفه ! فقلت الجائز ولكن أين ما كان عليه خير القرون ؟  وقلت الجائز ولكن أين الأفضل هل هو جواز الكشف ام عدم كشفه؟ وهل من خلاف على أن عدم الكشف هو الأولى ؟ خاصة لمن يعيشون في الأوطان الإسلامية كأضعف الإيمان ؟ أنا لا أنكر عليك قناعتك بجواز الكشف وحتى من قال :بجواز الكشف من علماء الأمة لوجود الدليل كالألباني رحمه الله كان يرى الأفضل وهو عدم الكشف ومن يرى عدم الكشف ما أكثرهم ولهم أدلتهم القوية والمعتبرة ، ويكفينا ما كان عليه خير القرون .

كذلك انظر ص (489 -490 )قوله : (الكرنيون والتنبؤ بالودع …وما كان يفعل هذا من الرجال إلا السذج من أعراب البادية أما الكرنيون الخلّص فكانوا يسخرون منه ويهزأون به ويترفعون عنه  إلا المبتلون في حين أن كثيرا من النساء الكرنيات كن يتعاطينه في جلسات زيارتهن ) بصدق وددتُ أنك لو لم تقل هذا الكلام أيضا فهذه عنصرية مقيتة وتكون أشدّ مقتا صدورها من شخصية لها اعتبارها ومكانتها ! و للمرة الثانية  يرمي بكل نقيصة لأعراب البادية حسب تعبيره ولا أدري لمَ التحامل عليهم ؟ فهل الكرنيون الخلّص من المريخ ؟ !!وما هذا التصنيف (الخلّص) ومن هم يا ترى؟!! وهل نساؤهم اللاتي قال: كنّ يتعاطينه ، من غير الخلّص ؟مع كثرتهن وهو القائل : ( أن كثيرا من النساء الكرنيات كن يتعاطينه) وهل المبتلون الذين أقرّ بممارستهم ، هم أيضا من غير الخلّص ؟ وهل من  سبيل لمعرفة الكرنيين الخلّص من غيرهم ؟ لا أظنّ أحدا يقبل هذا التصنيف ؟ وأقل ما يقال عنه إنه غير مقبول ومِن مَن ؟! ثم ماذا  من غير الكرنيين الذين كانوا يتغنون به ومنهم قامات وقيمة فنية كبيرة مثل قولهم :انتِ اسيت سيردايت .. انت اسيت سيردايت … الخ .

هل ينسحب عليهم هذا المعيار الذي وضعه الدكتور للخلّص من غيرهم أم أنه خاص بكرن وبواديها ؟!

كذلك انظر ص (540) قوله :( في عام 1966م حمل العدو الإثيوبي إلى مدينة كرن (21) شهيدا وهم شهداء معركة محلاب … كما في الصورة أدناه ) وأدنى الصفحة لا توجد صورة الشهداء بل توجد الصورة  في الصفحة رقم (542) كذلك هنا عدم ترتيب اللأحداث في ص (540) حيث ذكر أحداث عام 1966 ثم ذكر عام 1968 ثم عاد وذكر عام 1965م.

كذلك انظر ص (544  – 545 ) كرن والانتخابات الإثيوبية يقول:(حين فاز عثمان كنتيباي والسيد تولدي بين …كان شعر الفرحة يردد بلغة التجرايت والجميع يتغنى به قائلين :

حقات وعدردي …. أسناي    نسأيا عثمان وتولدي

وكما يبدو لي ليس ثمة رابط بين صدر البيت وعجزها ولعل المناسبة لا تعدو أكثر من التناغم الغنائي وإذا كانت حقات من إقليم السنحيت وعاصمتها كرن فلا علاقة إقليمية تربط بين كرن وعدردي فالأخيرة من إقليم بركة اللهم إلا إذا كان الهدف الرابط النضالي والثقافي بين كرن وعدردي ) البيت الذي استشهد به يبدو أنه غير مكتمل وغير خفي إختلال البيت من ناحية الذائقة اللغوية  والفنية  وصحيحه أعتقد هو

حقات وعدردي حقات وعدردي .. أسناي نسأيا عثمان وتولدي

بتكرار حقات وعدردي ، والبيت مذكر فلا يقال وعجزها بل الصحيح صدر البيت وعجزه .أما علاقة الإقليمين فلا تحتاج إلى  كبير عناء فهما متجاوران ومتداخلان بجانب 

 ماذكره الدكتور من الروابط النضالية والثقافية وما أكثرها من روابط ومن أراد المزيد من الروابط فعليه ( بوثيقة رابطة  أبناء المنخفضات)  ومقال للدكتور جلال نشر في عدد من المواقع الأرترية بعنوان ( ياقبائل اللويوجيرقا … اتحدوا ) وذلك بتاريخ 4/5/2014 في المنبر الحر وفي 5/5/2014 في عدوليس .       

كذلك انظر ص (547 ) قوله:(وكان لهذه المحرقة الأليمة صداها الموجع على مختلف فئات المجتمع الكرني كل عبر ) يبدو هنا نص لم يكتمل.

كذلك انظر ص (568) قوله: (كذلك الاستماع إلى الصوت المطرب في أدائه الغنائي ما إلتزم قيم الدين ولم ينفلت عن تهذيباته  وتوجيهاته ليعلم من لا علم له أن في ديننا فسحة وأنها ساعة وساعة ) قد يُفهم من هذا فهما خاطئا فيظن أن إحدى الساعتين تجيز له  فعل ما يهواه وهذا ليس بصحيح خاصة نسمع من يقول :(ساعة لك وساعة لربك ) فأورد المؤلف هذا النص ليبين أن في ديننا فسحة بمعناه الشرعي فأوجز وأزيد على ما قاله للتوضيح أن مفهوم العبادة في الإسلام وهو أن كل عمل يقوم به المسلم حتى المباحات يؤجر عليها إن قصد بها وجه الله كالأكل والشرب وإتيان الأهل كل ذلك مثاب عليه وهذا هو المقصود أن في ديننا فسحة !وأنها ساعة وساعة !أصدق شاهد قول الرسول صلى الله عليه وسلم (…وفي بضع أحدكم صدقة أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر).

وفي الختام لا يسعني إلا أن أتضرع إلى الله عزّ وجل أن يجزي الدكتور جلال خير الجزاء لقاء ما بذل وقدم هذا الكتاب القيّم الذي أمتعنا به وفي القادم ننتظر من الدكتور جلال مثله أو أفضل منه لشقيقات كرن وهو قادر على ذلك بعون الله . ووصيتي للأخ الدكتور أن يقوم بمراجعة الكتاب مراجعة ناقد فالإنصاف من النفس ونقدها بتجرد هو من شيم الكبار، وهم من يجب احترامهم وتقديرهم وما أظن الدكتور جلال إلا في صدارتهم . والأخذ بالملاحظات التي تصله  ممن كانت ؟ ومتى ثبت صحتها ، بعيدا عن مدح المادحين وقدح القادحين.

 

إبراهيم الحاج أبو نداء

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=34720

نشرت بواسطة في يونيو 14 2015 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010