بشير إسحاق : لسنا معارضة بل مقاومة.. وأتحدى أسياس أن يجري إنتخابات مثل إثيوبيا أو غيرها..!
رصد : قبيل
بثت مساء يوم أمس الخميس 29 مايو 2010م فضائية ” الحوار” اللندنية الغراء حوارا مع المناضل بشير إسحاق رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالتحالف الديمقراطي الإريتري ورئيس اللجنة التحضيرية لملتقى الحوار الوطني الإريتري للتغيير الديمقراطي ، أجرته معه في برنامجها ” بوضوح ” وقدمه الأستاذ موسى العمر ، وتضمنت أسلئته الحلقة القضايا الحساسة في الواقع الإريتري، وإتسمت بالصراحة والوضوح ، ونظرا لقيمتها النوعية ، حرصت “أسرة قبيل” على متابعة الحلقة ، وتقديم أهم الإجابات التي رد بها ضيف الحلقة المناضل بشير إسحاق حول الأوضاع الوطنية والعوامل التي تتحكم في العلاقات بين المعارضة الإريترية والمحيط الإقليمي والدولي .
فإلى أهم ما ورد في حديث السكرتير العام للحركة الفيدرالية الديمقراطية الإريترية – رئيس دائرة العلاقات الخارجية للتحالف الديمقراطي الإريتري ورئيس اللجنة التحضيرية لملتقى الحوار الوطني الإريتري للتغيير الديمقرطي ، والذي تواجد خلال الأيام الماضية بالعاصمة البريطانية برفقة رئيس المكتب التنفيذي للتحالف الديمقراطي المناضل تولدي قبري سلاسي ، والسيد أمها دومينيكو نائب رئيس اللجنة التحضيرية لملتقى الحوار الوطني الإريتري للتغيير الديمقراطي ، حيث يقوم بعقد فعاليات تجاه إنجاح عقد الملتقى ، وإلى نص التقرير الإخباري للمقابلة، تعمميما للفائدة .
بدأ بشير حديثه بصحيح وصف وضع القوى السياسية الإريترية المناهضة للنظام في إريتريا ، بأنها مقاومة وليست معارضة ، موضحا إن المعارضة إنما تكون ضمن نظام قائم على دستور ومؤسسات للدولة، ولا تتوافر هذه العناصر في بنية الوضع القائم في إريتريا، ولا توجد فرصة للوجود الطبيعي لقوى ما في البلاد، لذلك فإن حال القوى المناهضة للنظام في إريتريا هو المقاومة وليس المعارضة . وأضاف بشير إن هذا الوضع في إريتريا لم ينشأ عن فراغ ، فالقوى التي كانت تناضل من أجل التحرير والإستقلال لثلاث عقود (1961-1991) لم يكن همها سوى دحر الإحتلال الإثيوبي إريتريا، ولم تحضر بصورة متكاملة تصوراتها لشكل الدولة الوطنية الإريترية المستقبلية، وإنتهز أحد الفصائل الفرصة – بما توفر له من دعم إقليمي ودولي – لتجيير نتائج الإستفتاء الذي شارك فيه الشعب الإريتري في كل مكان لصالح إحكام قبضته على البلاد والعباد، وبالتالي فإن النظام لا يحظي بشرعية داخلية ، إننا نتحدى أسياس وأزلامه اليوم أن يقوموا بإجراء إنتخابات حرة في البلاد كما جرت في إثيوبيا أو غيرها من الدول، ونحن لعلى ثقة تامة إن شعبنا في الداخل والخارج مع قواه المناضلة من أجل التغيير .
وفي رد له على أسئلة حول التواجد الأساسي للقوى السياسية الإريترية والعلاقات بإثيوبيا والوصومال وأمريكا ومصادر الدعم ، والتغيير من الداخل أو الخارج والموقف منه ، حيث قال بشير : إن تواجدنا في الخارج هو من باب الإضطرار، نتيجة للقمع السائد في البلاد، وإن للقوى السياسية الإريترية تواجدها في الداخل، وعلى كافة المستويات ، لكنها تناضل تحت الأرض ، وواقع الحال في إريتريا يختطف فيه المواطن العادي إذا ما عبر عن رأيه في موضوع يومي في مقهى صغير ، ولا يعرف له مكان ، ناهيك أن تناضل فيه قوى سياسية من أجل الحقوق السياسية والإنسانية المشروعة والتغيير الديمقراطي، لذلك فإننا نتواجد في الخارج وعلى تواصل مع قوانا بالداخل بمختلف السبل والوسائل التي لايمكن الكشف عنها في منبر إعلامي . وبشأن تواجد قوى المعارضة الإريترية في إثيوبيا قال يشير : إن مقولة إن إثيوبيا تمثل عدوا تاريخيا لإريتريا قد صارت جزءا من الماضي، فالنضال الإريتري أساسا كان ضد الإحتلال الإثيوبي بعهديه الكهنوتي والعسكري، وإن الثورة الإريترية كانت سباقة إلى دعم الشعب الإثيوبي وقواه المناضلة في تلك الفترة ، حتى إنتصر نضاله بسقوط نظام منغستو، وكان للنظام الذي أقامته هذه القوى في إثيوبيا دوره في استقلال إريتريا، عبر إقرارها نتيجته ومبادرتها كأول دولة في العالم للإعتراف بإستقلال إريتريا وبالتالي دفع المجتمع الدولي والإقليمي للإعتراف بقانونيته. فإين هنا وجه العداء التاريخي للشعب الإريتري وخياره في الإستقلال، من قبل الشعب الإثيوبي ونظامه القائم ، ثم إن العلاقات بين الدول والقوى السياسية تقوم على المصالح ، فليس هناك عداء بين الشعوب أولا ، وليس هناك عداء دائم بين القوى والدول ، ولكن مصالح دائمة بينها ، وبالضرورة لإثيوبيا مصالح في إريتريا ، مثلما لنا مصلحة في العلاقات مع إثيوبيا في ظل السلام والإستقرار ، وعلى هذين المرتكزين تقوم علاقاتنا مع الجارة إثيوبيا- إذ ليس في مقدورنا تغيير حقائق الجغرافيا – ثم إن جزء من مكوننا الإريتري يرتبط بإثيوبيا تكوينا إجتماعيا وثقافيا ودينيا ، فإريتريا تنقسم في مكوناتها الأساسية بين إثيوبيا والسودان ، فما العيب في تواجد وبناء علاقات تهدف للسلام الدائم والإستقرار والتنمية مع هذا الجارأو ذاك ، كذلك إن الوضع الطبيعي لتواجد المعارضة السياسية الإريترية كان يفترض بحكم إرتباط غالبية الشعب الإريتري بالعالم العربي أن يكون في ساحاتها، وفي السودان تحديدا على سبيل المثال ا، ولكن أين الدول من العربية من مصالحها وأمنها القومي والتي ظل أسياس وزمرته يستهدفها وما يزال ، عوض أن تطالبها بإحتضان قوى المعارضة الإريترية، ومن هذا المنبر فإننا نتوجه للأمة العربية بالحفاظ على أمنها ومصالحها القومية التي تستهدف من قبل أسياس وزمرته وحسب ، وأن تكف عن دعمه فقط ، والشعب الإريتري له قدرته في إستنهاض إرته في مرحلة الثورة في الإعتماد على قدراته الذاتية في التغيير مثلما واجه الدولة الإثيوبية المدعومة من المعسكرين غربا وشرقا تحت ظلال الحرب الباردة وقتها . والتواصل مع العالم العربي قائم عبر الجامعة العربية التي يرى الشعب الإريتري له الحق في التواجد في أطرها كافة ، وكذلك إن التواصل مع بعض الدول العربية قائم ، فالأبواب مازالت مفتوحة لنا للذهاب إليها ، لكننا نتحدث عن العلاقة الإستراتيجية التي يفترض أن تقوم بيننا. والعلاقة مع الحكومة الإنقالية في الصومال قائمة والتواصل بيننا جاري، وذلك في سياق المصلحة المشاركة التي تجمعنا نتيجة للدور الذي يقوم به نظام أسمرا تجاه شعبنا في إريتريا وجميع شعوب ودول الجوار، أما بالنسبة للعلاقة بأمريكا فإنها تشهد تواصلا مستمرا ، ونقوم بمقابلة المسئولين الأمريكيين لشرح حقائق الأوضاع في بلادنا، وطرح تصوراتنا ومرئياتنا لما بعد التغيير، ولكنها لم ترق لما نطمح إليه.
وحيال التغييرفي إريتريا أوضح بشير إن ميثاق التحالف الديمقراطي الإريتري يتيح كافة الوسائل لإحداث التغيير في إريتريا، وحصريتها على القوى الإريترية المقاومة والشعب الإريتري ، وإننا في الأساس دعاة سلم ولنا موقف من التغيير العنيف، فالحرب لا تولد إلاّ الكوارث ، ولكن لا خيار لدينا أما المقع الممنهج الذي يمارسه النظام وأدواته تجاه شعبنا، ولا نعتقد إن النظام لديه القدرة حاليا للجنوح للسلم ، فأيدي أركانه ملوثة بدماء الضحايا، ونحن عازمون على تسليم أسياس وزنبانيته لمحكمة الجرائم الدولية ، وإذا ما حدث التغيير من قبل الجيش ، فإننا نقول ” لكل حادث حديث ” وإن كنا نستبعد ذلك، بحكم معرفتنا لواقعه، لكننا بالقطع لسنا مع التغيير الذي يفرض من الخارج وفق نماذجه القائمة، ونفضل أن يكون عبر نضالنا الجاري وقدرات شعبنا النضالية، وعموما إننا كقوى سياسية من الطبيعي أن نتعامل مع المستجدات التي تحدث ، بما يحقق إستقلالية قرارنا ، وأهدافنا المرحلية والإستراتيجية، ثم إننا على قناعة تامة بأن التغيير في إريتريا أصبح اليوم ضرورة وطنية وإقليمية، بل ودولية في ظل نهج النظام وسياساته الحالية ، وعليه فإننا نعي أهدافنا الآنية والمستقبلية ، ولنا القدرة على تحديد ما يفيد نضالنا ، ونحن أكثر حرصا منه على إستقلالية بلادنا وقرارنا .
وبخصوص مصادر تمويل العمل الإريتري المقاوم ، أكد بشير إن مصادره الأساسية هي قدرات وإسهامات شعبنا في خارج الوطن، فالداخل وضعه المعيشي لا يسر عدو أو صديق ، ونسعى إلى تعزيز أوجه الدعم ، وكنا كذلك في مرحلة الثورة ، فالإعتماد الأساسي على قدرات شعبنا االذي يبلغ بالكاد نحو ثلاثة أو أربعة ملايين ، وواجه جيش نظام منغستو الذي يفوق تعداده، واليوم أيضا نقبل الدعم الغير مشروط ( ولوكنت أنت البادء به ).
وبشأن توصيف النظام و الأوضاع في إريتريا ، ووحدة قوى المعارضة ، والعلاقات مع إيران وتدخل نظام أسياس في الوضع اليمني ، والموقف من العقوبات المفروضة، قال بشير: إننا نصف النظام بالإيثنوقراطي ، فمنذ تجرييه نتيجة الإستفتاء، قام بتكريس ثقافة ولغة تكوين إجتماعي واحد في إريتريا، وهمش بقية مكونات الشعب الإريتري في مؤسسات الدولة الإريترية، ومارس التضييق على مسلمي إريتريا وأقفل المعاهد الدينية والكتاتيب القرآنية التي كانت مفتوحة منذ العهد الإيطالي ولم يتعرض لها نظامي إثيوبيا، وتطور الأمر لاحقا إلى الكنائس المسيحية غير الأرثوذكسية، مثل الكاثوليك وشهود يهوه (الجهوبا) والروحانيين المسيحيين ( بروتسنانت) ، وأخيرا قام بتجريد باطرياك الكنيسة الأرثوذكسية المعمد من قبل الأنبا شنودة باطرياك الإسكندرية و القطاع الجنوبي وإفريقيا للكنيسة الأرثوذكسية، وعين بدلا عنه شخصا إبن عميل سابق إثيوبيا ، علما بأن تقاليد هذه الكنيسة لا تسمح بعزل قائدها الأول، ولا يأتي بديلا عنه إلاّ بالموت .وهكذا فإن النظام اليوم يتصف بالعداء الكلي للقيم الدينية أنى كانت، وإن أركان سلطته تقوم على عنصر واحد من مكونات الشعب الإرتيري وبيد زمرته منهم مفاتيح الحل والعقد في البلاد .
هذا الوضع جير غالبية الشعب الإريتري لصالح النضال من أجل التغيير في البلد ، لآن الضرورة تقتضي أولا إبقاء إريتريا بمكتسباتها التي تحققت عبر النضال وتحصينها من عوامل الفشل والإنهيار، وذلك عبر تبني بديل ديمقراطي يرفع المظالم الجارية والنتائج المترتبة عليها ، ويبني مؤسسات الدولة الإريترية بمشاركة كافة المكونات الإجتماعية الإريترية ، ويقر بالتعددية السياسية والتداول الديمقراطي للسلطة عبر الإرادة الإرترية الحرة ، وتحت سيادة مؤسسات الدولة الدستورية والقانون، وجميع هذه التصورات والمرئيات متفق عليها ضمن الميثاق السياسي للتحالف الديمقراطي الإريتري الذي يتكون من 11 تنظيما وحزبا سياسيا ، ويسعى مع بقية قوى المجتمع الإرتري الداعمة للتغيير في إريتريا من قوى سياسية خارجه، ومنظمات مجتمع مدني ، وأكاديميين ومثقفين ، وشخصيات وطنية مستقلة وقيادات دينية وروحية، لعقد ملتقى الحوار الوطني الديمقراطي للتغيير الديمقراطي في يوليو القادم لتكريس هذه المبادئ في برامج المرحلة المقبلة ، وحشد الطاقات الإريترية لتحقيق التغيير المنشود. وسيعقد هذا الملتقى في إثيوبيا، وليس لدينا مانع أن يعقد في مدينة حدودية سودانية ، إذا ما سمح لنا ذلك .
وتجاه وحدة قوى المقاومة السياسية الإريترية حاليا ومستقبليا أشار بشير إلى الفوارق الشاسعة بين الوضع الصومالي والإريتري ، فكل شعب إرثه وواقع حاله، فالشعب الإريتري وقواه السياسية ورغم الخلافات التي كانت سائدة وقتها مع التنظيم القابض على الأوضاع في البلاد شاركت في الإستفتاء حيثما تواجدت ، وحظى إستقلال البلاد بنسبة99% وهي نسبة حقيقية ، وبالتالي فإن وجود خلافات سياسية بين مكونات المقاومة لا يلغي وحدتها تجاه الأوضاع الجارية في البلاد ، كما أنه لا يوجد تناحر عنيف بين مكوناتها ، وإن تغير التحالفات والمحاور داخلها لايتعدى الإنتقال من كتلة إلى أخرى داخل أطار التحالف الديمقراطي، وهذا ما نريد عبره تحقيق الممارسة الديمقراطية بيننا كقوى سياسية ، ومثل غيرنا في دول العالم ، فاليوم تحكم بريطنيا مثلا بتحالف بين المحافظين والأحرار، ومثلما أسلفت إن سعينا لعقد الملتقى أحد الركائز التي نثري عبرها وحدة هذه القوى والسير بها في هذه المرحلة وفي الفترة الإنتقالية ، حتى نحقق هدفنا المشترك بقيام النظام الديمقراطي شكلا ومحتوى في بلادنا .
وفيما يتعلق بالعلاقات الناشئة بين النظام وإيران فقد أوضح المناضل بشير إستحاق إنها قائمة في ظل المعطيات القائمة إقليمية ودوليا ، حيث تسعى إيران إلى فرض وجودها الإقليمي في البحر الأحمر عبر البوابة الإريترية، وإن العالم أجمع يدرك حجم الوجود الإيراني اليوم في إريتريا ، وأثبتته العديد من القارير، وإنه يستهدف التواجد في خاصرة المملكة العربية السعودية، وهو هدف معلن لإيران ، كما إن دعمها للحوثيين جاء في هذا السياقز نحن كشعب إريتري إن أحلامنا لا تتعدى سوى العيش بسلام في وطننا ومع جيراننا ومحيطنا الإقليمي، ويهمنا أن نجب بلادنا مخاطر الصراع الإقليمي والدولي ، ففي إريتريا اليوم تتواجد قواعد إيرانية وإسرائيلية ، وللا نرغب لتكون بلادنا مسرحا للصراع الإقليمي.
وجاء في رده حول العقوبات المفروضة على إريتريا ، إن الفارق كبير بين العقوبات التي فرضت من قبل تجاه دول أخرى كالعراق مثلا ، وقال بشير إن العقوبات المفروضة تتسم بمفهوم العقوبات الذكية الحديثة المنشأ والتي جاءت نتيجة للمثالب التي أتسمت بها التجربة العراقية ، وهي في أصلها جاءت نتيجة للدور الذي يقوم به النظام تجاه كل من الصومال والنزاع الحدودي مع دولة جيبوتي ، وأنها تستهدف تحركات قيادة النظام الخارجية وفرض حظر التسليح عليه، وتجفيف مصادره المالية ، حيث يقوم بإبتزاز الإريرتريين في الخارج بالضغط عليهم ، وإجبارهم على دفع الأتاوات بتهديدهم بمصادرة ممتلكاتهم في الداخل أو منعهم من دخول البلاد ، ولا تستهدف الشعب الإريتري الذي مفروض عليه بالأساس حظر من النظام ، وعليه من الضرورة أن نؤيدها وندعمها حتى تحقق أهدافها المعلنة.
@ فواصل حول اللقاء
– إتسمت أسئلة الأستاذ موسى العمر بالإطلاع الجيد على الواقع الإريتري ، ومتابعة لتحركات المناضل بشير إسحاق الخارجية ، إذ دلت غالبية الأسئلة التي طرحها على ذلك .
– إتسمت إجابات المناضل بشير بالدقة والتناول الموضوعي للسؤال، والقدرة على المحاورة المباشرة مع الأستاذ موسى العمري.
– إجابات بشير لم تخلوا من إستخدام الأمثلة ، وتوجيه دفة الحوار تجاه المواضيع التي يريد نتاولها، كما لم تخلوا عن توريط المحاور للمشاركة في الأجوبة ، خاصة تجاه الواقع العربي ، والظرف في إستعداده الشخصي لتلقي دعمه للشعب الإريتري ومقاومته .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=3504
أحدث النعليقات