جرعه سياسية من اجل مجلس وطني ديمقراطي

المجلس الوطني للتغيير الديمقرطي منذ ان تأسس حتى هذه اللحظة .. يلاحظ الملاحظ ،انه لم ينمو بأدائه  السياسي بل نسخ نفس التجربة  تجربة ما قبل المجلس ،التي كانت تمارسها تنظيمات المعارضة ..برغم انه ،اي المجلس الوطني  جاء كضرورة  لتجاوز مرحلة ما قبل المجلس  وليس كنسخة مكررة لتجارب السابقة ..
  اي مرحلة جديدة لها أدواتها وشروطها والمجلس كأداة جديدة في سلم العمل  المعارض ..كان المطلوب منه الطفرة بالخطاب السياسي والممارسة اليومية  من اجل مواجهة التحديات التاريخية التي تعيق مَسار سير قطار العمل السياسي الارتري ، لكنه سقط في بداية طريق التحديات التكتيكية وليس الاستراتيجية حتى انكشفت عورته السياسية  في الشارع  السياسية العام…
وان أسباب سقوط المجلس تعود الي  عدم التوازن بين الرغبة التفاؤلية الجامحة  والعمل الواعي وفق شروط الواقع والإمكانيات المتوفرة  ، الي جانب  غياب  احترام  الانا ،للاخر اخلاقيا وسياسيا..
وان الرغبة الجامحة  نحو حلم الوحدة  هي الأسس التي قام عليها الكيان السياسي وليس وفق شروط تراكمات التجربة وضرورة الواقعية السياسية، وهذا واضح في سير العمل السياسي اليومي للمجلس وهي مصدر الأزمة القائمة  وتفاصيلها التافهة  ولذا نرى نفس الأزمة تتكرر تحت عناوين مختلف..
 وان اي عمل سياسي  تتحكم عليه المصالح الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ،وليس رغبات فردية،  ووفق هذه المصالح الثقافية والاقتصادية  يتم الاصطفاف والصراع وقوننة الصراع  .. وان هذه القوننة ،اي وضع مرجعية لضبط الصراع  هي التي تضبط الإيقاع من الفوضى  بمعنى اخر الجلوس حول طاولة  الحوار والتفاهم..  لان الحوار والتفاهم هو الطريق نحو مدخل الحل ..
إذن حتى نتجاوز الأزمة ونستفيد  من تراكم التجربة المطلوب على حسب رأي  ..
اولا- تحديد المصلحة العامة للمجتمع الارتري  وأجاد قاموس سياسي مشترك في تفسير هذه المصالح ، اي مرجعية  متفق عليها  حتى لا يفسرها كل خطاب سياسي على طريقته  .. وان مصدر الصراع السلبي  في داخل التنظيم هو التفسير الخاطئ لطبيعة العمل  السياسي السائد ..
 ثانيا -تحديد عناصر القوى الثقافية والاجتماعية في المجتمع الارتري  وتعزيزها وفق برنامج سياسي ، وكذلك تحديد عناصر الضعف لجسم السياسي  ومصدرها ومعالجة مصدر الضعف هذا كما يجب  ..
 ثالثا -تحديد عناصر الخلاف لان كل تنظيم  له طرح سياسي يختلف او يتميز عن طرح التنظيم الاخر  وبتالي  يجب ان نعزز  دور ثقافة التعايش مع التنوع  ، والتعامل مع هذا لاختلاف  بذهنية حوارية واعية ، والتواجد الدائم حيث وجدت  نقاط الالتقاء .. عبر هذا الجرد السياسي يستطيع المجلس الوطني مواجهة النظام حاليا ومواجهة مرحلة مابعد النظام ..الي جانب هذا الجرد السياسي مطلوب  ممارسة التسوية اليومية للامور عبر  وعي ديمقراطي  ..لان “الديمقراطية تعمل على تحقيق التسوية وضمان وحدة الجماعة”  كما يقول الدكتور برهان غليون ..وحتى نضمن وحدة الجماعة ووحدة العمل  يجب ان نمارس السلوك الديمقراطي في كل مفاصل العمل اليومي  ، وهذا السلوك لا يتجسد على الواقع  الا عندما نواجه الاشكالية بالراي  والراي الاخر والحوار الهادف .. وانطلاقا  من هذا الفهم  يجب ان نتعامل مع اللجنة التحضيرية وأوراقها .. وأقول لا قدسية لهذه الأوراق  انها اجتهاد وتشكر على هذا الاجتهاد .. واصحاب الرأي والاختلاف مع هذا الاجتهاد من حقهم ان يعدلوا او يضيفوا لكن ليس من حقهم ان يعطلوا  العمل  في مكان غير مكان التعطيل ..لان التعطيل لا يتم في الشارع  على حسب الاتفاق والمفهوم المتعارف عليه  يكون  في المؤتمر.. وحتى المغالطات المفهومية الحاصلة والانتقادات  حول طبيعة سير عمل اللجنة التحضيرية لا ترق الى الي مستوى العمل السياسي المطلوب ..المفروض يعطوا مساحة حرية وزمن حتى تبدع اللجنة  التحضيري وتنجز عملها كما يجب  ،  ويسير العمل  نحو الهدف ، وقبل دخول المؤتمر  تجلس الجهات المعنية  واللجنة التحضيرية من اجل التأكد من صحة سير العمل  وترميم الإخفاقات ان كانت هناك إخفاقات .. وعلى  التنظيمات  ان تعقد  جلسة حوار وتتفاهم  حول طبيعة سير المؤتمر والمخرجات ،حتى نضمن النجاح و نتجنب الفشل…
في الختام  هناك اصوات  تظهر وتختفي ، أصوات تيار الثورة المضادة للتاريخ ، تشيطن  وتزور حقائق  تاريخ النضال الارتري ، والشخصيات المبني عليها هذا التاريخ .. ان التاريخ الذي يتم تزويره  هو التاريخ المبني علية شرعية استقلال ارتريا .. وان اي طعن او تشكيك ،هو طعن وتشكيك على شرعية الاستقلال ..ولا نقصد بهذا الكلام  ملاحظات  وانتقادات باحث التاريخ  الذي يقوم بانتقادات وملاحظات  لمرحلة تاريخية بغرض نفض الغبار من جسم التاريخ ، حتى تكون الرؤوية  واضحة ،وليس من اجل  قلب الحقائق  لمصلحة قوى    وتهميش اخرى …فهذه الأصوات التي ظهرت على خشبة تشويه التاريخ ، هي امتداد طبيعي لمخطط سياسي وثقافي ..ظهرت في البداية تحت شعار الوحة مع اثيوبيا …. وعملت بكل امكانياتها ضد إرادة تحقيق الذات الارتريا ، وعندما فشلت  في تحقيق أهدافها  ، انتقلت الي عمل تخريبي اخر ، وهو التشكيك والرفض للغة العربية .. وقدموا حجج وتبريرات لا علاقة لها بمنطق التاريخ والجغرافية ،ومارسوا سياسة إقصاء على اللغة العربية إقصاء  من الواقع تحت مبررات لا علاقة لها  بثقافة وتاريخ الواقع الانسان الارتري  .. واليوم نراهم يخرجون إلينا بحلقة اخرى مكملة للحلقات  السابقة ، حلقة الخطاب التشكيكي الذي يشكك في تاريخ  شخصيات رسمت الملامح الاولى لدرب الاستقلال .. وهذا المخطط ، مخطط الاقصاء لم يتوقف  وسوف ينتقل من حلقة الي خرى  .. وبتالي يجب ان توعى الناس  وتواجه هذا المشروع بكل الوسائل والامكانيات  حتى يتم عزلة  وإفشاله ، من اجل ان نعيش بسلام في ارتريا  ونحقق حلم آباؤنا الاجتماعي  والثقافي والسياسي … وأنهي كلامي بالشعار التالي :
“يجب ان نعمل عبر مساهمة واعية من اجل مؤتمر ناجح “
 محمد اسماعيل هنقلا

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35069

نشرت بواسطة في أغسطس 8 2015 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010