بيان التحالف الديمقراطي الإرتري بمناسبة إحياء الذكرى الـ54 لانطلاقة الكفاح المسلح للشعب الإرتري
نحتفل اليوم بالذكرى الـ54 لانطلاقة الثورة الإرترية في الفاتح من سبتمبر 1961، والتي كانت بحق محطة فاصلة في التاريخ الإرتري، وسيظل هذا اليوم محل وقفة وطنية علي مر العصور لتجاوز الأزمات والمعضلات في حياة الشعب الإرتري ، وقفة لتمتين الوحدة الوطنية وخيار سيادة الدولة المستقلة تسهم بقدر مادي ومعنوي في ترسيخ المشروع الوطني مع تعاقب الأجيال وتوالي الحقب، كانت إنطلاقة سبتمبر بقيادة الشهيد البطل القائد/ حامد إدريس عواتي ثورة شعبية هبت لتحرير إرتريا أرضا وشعبا فزلزلت الأرض تحت أقدام المستعمر وجيوشه، و كانت ردا وطنيا حاسما على كل دعاوي الإلحاق والإذلال والاستسلام. ولذلك فسبتمبر هي وقفة لقياس درجة الالتزام أمام شهداء مسيرتنا الوطنية قاطبة، وتحقيق ما كرسته مسيرة سبتمبر في تاريخنا المعاصر في صورته الكلية، وهو ما يتطلب منا جميعا أن نكون على قدر واجباتنا الوطنية والتاريخية لمواجهة التحديات الراهنة.
بهذا القدر من المكانة التاريخية للذكرى نعيش اليوم مرحلة نضالية جديدة شاءت الأقدار أن نخوضها بسبب استيلاء نظام شمولي علي مقدرات هذا الشعب الأبي والذي ألحق الظلم والقمع بكل مكونات الشعب الإرتري وفاق استبداده المستعمر الأجنبي. وإننا إذ نحي اليوم هذه الذكرى وقد بلغت كل أشكال المعاناة الواقعة على الشعب الإرتري أقصى مدى، حيث تواصل القمع السياسي، والابتزاز الاقتصادي، والاعتقالات التعسفية، وعمليات القتل والتعذيب، الأمر الذي أدى إلى تزايد موجات اللجوء وسط مختلف الفئات ، ليكونوا إما عرضة للموت في الصحاري والبحار، أو ضحية للممارسات اللاإنسانية من تعذيب واغتصاب وقطع للأجزاء، وبيع للأعضاء على يد شبكات الاتجار بالبشر، وإعدام وحشي على يد جماعة داعش الإرهابية على السواحل الليبية.
تاتي هذه الذكرى والمسيرة التي بدأتها قلة من فصائل النضال الوطني الإريتري، في مواجهة النظام الشمولي، وقد صارت معسكرا وطنيا شاملا، يضم مختلف أطياف الكيانات السياسية والمجتمعية والثقافية والشخصيات المستقلة الرافضة لبقاء وإستمرارية هذه السلطة. كما تتنامى يوما إثر آخر فرص إحداث التغيير المأمول عبر جماهير شعبنا في الداخل.
وأمام هذا التطور التصاعدي لرفض الواقع الجاري في بلادنا، فإنه من الأهمية بمكان لقوى النضال من أجل التغيير الديمقراطي أن تنظم صفوفها، وتبني وحدتها على أسس ميثاقية راسخة، تستوعب إخفاقات الماضي التي أنتجت الواقع الراهن، وتلبي أماني وتطلعات الشعب الإريتري ماضيا وحاضرا ومستقبلا. وأن هذا أصبح اليوم ضرورة وطنية ملحة، لا تقبل التأجيل أو التأويل. فالبديل المرتجى للسلطة الشمولية القائمة ، بالضرورة أن يكون على نهج وتصور واضح المعالم ، وضوابط وأسس وممارسة ، مخالفة لمنهج ومسالك السلطة الشمولية القائمة، وبما يتسق مع تطلعات وأماني شعبنا، حتى يتمكن هذا الشعب من بناء صروح دولته وفق خياراته الحرة.
إن التحالف الديمقراطي الإرتري والذي تأسس من اجل تحقيق تلك الغايات يناضل اليوم لتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس واقع يستعيد فيه الإنسان الارتري كرامته وحقوقه وحريته ، يؤكد في هذه المناسبة على مضاعفة نضاله وجهده لتحقيق جميع الغايات التي أطلق شعبنا من أجلها ثورته في الفاتح من سبتمبر لعام1961م ، كما يجدد العهد أمام شهداء الثورة لمواصلة النضال بعزم لا يلين فحسب، وإنما يناضل التحالف بقواه الوطنية المجربة والمصقولة بالنضال الثوري من أجل تكريس واقع إرتري تكتمل فيه شعارات الوحدة الوطنية الحقيقية لكل المكونات الإرترية، على أسس لا تقوم فقط على التعايش السلمي ومفردات الشراكة الوطنية الحقيقية وتجاوز أزمات الماضي والواقع الجاري في الوطن الإرتري بل تستشرف أفاق المستقبل وتعمل علي التعامل مع معضلاته وتحدياته عبر تأطير وتطوير كل الطاقات الوطنية ليدفع بها نحو المزيد من المساهمة والانخراط في العمل العام وبناء الوطن .
إن تجربة التحالف الديمقراطي الإرتري وقواه المناضلة خلال السنوات الماضية، لم تضمن للشعب الإرتري بقاء من يطالب وينادي بحقوقه المشروعة فقط، وإنما فتحت الطريق لسيادة ثقافة الحوار والشراكة بين المكونات الإرترية السياسية والمدنية المناضلة من أجل التغيير الديمقراطي، والتي توجت عبر المحطات النضالية الهامة لملتقى الحوار والمؤتمر الوطني بتأسيس المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي في نوفمبر 2011م. ويثمن التحالف الديمقراطي الإرتري الجهود المبذولة في ساحة المعارضة الإرترية ضد نظام (الهقدف) مؤكدا علي ضرورة الوعي بطبيعة المرحلة الحرجة التي تمر بها قضيتنا الوطنية علي كافة الصعد: السياسية والاجتماعية والأمنية ، مما يحتم علينا جميعا أن نبتعد عما يصرفنا من أهدافنا الأساسية، واستعادة زمام المبادرة للتعجيل بإسقاط النظام القمعي. ويؤكد التحالف على ضرورة توفير الإمكانات، والآليات اللازمة لتلبية متطلبات النضال المرحلية حاضرا ومستقبلا. ويناشد كافة قوى التغيير الديمقراطي على أهمية رص الصفوف، وبذل مزيد من الجهد لتغيير ميزان القوة لصالحها في مقارعتها للنظام، و بما يؤدي الارتقاء إلى مستوى التحديات والمخاطر المحدقة ببلادنا.
وبهذه المناسبة يدعو التحالف الديمقراطي الإريتري الشباب وقوات الدفاع الإريترية إلى لعب دورهم الهام بالإنحياز إلى جانب القضية العادلة لشعبهم المضطهد. كما يناشد المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته إزاء معاناة شعبنا المضطهد بالداخل، وما يواجه اللاجئين الإريتريين الفارين بالمئات يوميا من جحيم النظام من مخاطر الموت في الصحاري والوديان والبحار في طريق البحث عن ملاذ آمن ، وما يواجهوه من معاناة في معسكرات اللجوء من مشكلات سياسية وإقتصادية وإجتماعية.
وبهذه المناسبة يؤكد التحالف الديمقراطي الإريتري بمواصلة نضاله إلى جانب كافة قوى التغيير الديمقراطي، من أجل تحقيق التطلعات المشروعة لشعبنا. وفي هذا السياق فإن التحالف لن يدخر أي جهد في دعم وتفعيل المجلس الوطني الإريتري للتغيير الديمقراطي.، وإنجاح المؤتمر الوطني الثاني.
وفي الختام نتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى كل الداعمين للتغيير الديمقراطي في اريتريا ونخص بالشكر الشعب الأثيوبي وحكومته، لما قدموه ويقدمونه من دعم للنضال الدميقراطي للشعب الإريتري، وإستضافتهم الكريمة للاجئين، وتوفير فرص التعليم الجامعي للطلاب الإريتريين.
النصر للنضال الديمقراطي للشعب الإرتري!!
المجد والخلود لشهدائنا الإبرار!!
السقوط والعار للنظام الديكتاتوري!!
التحالف الديمقراطي الإرتري
01 سبتمبر2015م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35277
أحدث النعليقات